صحيفة البلاد:
2025-01-30@13:11:20 GMT

مستقبل المكتبات الخاصة

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

مستقبل المكتبات الخاصة

تبرز في المكتبات الخاصة، ولا سيما المتضخمة منها، مشكلة مهمة تتمثل في أنها لا يكاد يستخدمها سوى أصحابها. ويعود ذلك إلى تباين الاهتمامات بين الأجيال المختلفة، علاوة على خوف ملاكها من إعارة أي من مقتنياتها للآخرين خشية فقدانها. فبينما كابد أصحابها وجمعوا ريالًا فوق ريال حتى يشتروا كتبها كتابًا كتابًا؛ تغير الزمان، وقلّ الاهتمام بالكتب، قياسًا بأمور أخرى؛ كالتلفاز، والأجهزة الذكية، وما تحويه من وسائل تواصل وألعاب وتطبيقات، على الرغم من أنها في الغالب تضيع الأوقات والأعمار في أمور تافهة.

وحتّى حين يحتاج أحد أبناء هذا الجيل إلى قراءة كتاب، فإنه يلجأ إلى الكتب الرقمية، بوصفها وسيلة أسهل، وربما أرخص، حيث يستطيع حفظ آلاف الكتب في جهاز إلكتروني صغير، يحمله معه أينما ذهب. وهكذا انحصرت الاستفادة من هذه المكتبات فيمن اشتراها، وتكدّس الغبار عليها لهذا السبب.

المشكلة أن بعض هذه المكتبات، قد تكتنز بين رفوفها نفائس مهمة من الكتب، وربما مخطوطات، أو كتبًا سافر جامعها مئات، أو آلاف الكيلومترات من أجل شرائها، لكنه وحده يعلم بأهميتها. وبمجرد وفاته، تنتقل هذه الكتب إلى الورثة الذين ربما لا يدركون أهميتها؛ إما لعدم إهتمامهم بها، أو لتغيُّر أمزجة كل جيل عن الجيل الذي سبقه، أو تغيُّر أولوياته.
وهكذا، فإن أمامهم خيارات بعد وفاة جامعها، وهي إما إبقاؤها على ما هي عليه، وهو أمر صعب، وقد لا يدوم؛ من جراء الحيِّز الذي تشغله، وتغيُّر سكن الأبناء والبنات، أو أنهم يتوزعونها فيما بينهم، أو يعرضونها للبيع، وهنا الطامة الكبرى، حين يبيعونها بالعدد، أو ربما بالوزن، وهو ما قد يضيع ثروة كبيرة؛ مالية كانت أو أدبية ومعنوية.

ويمكن التغلب على هذه المعضلة، بأن يضمن صاحب المكتبة لها الخلود قبل وفاته؛ إما بإهدائها (أو قسم منها) إلى صاحب مكتبة أخرى، يتوقع لها أن تعيش أطول من مكتبته، أو أن يوزع قسمًا منها على المهتمين بكل حقل من حقولها، ويمكن أن يبدأ بالكتب التي لا يحتاج إليها، ففي كل مكتبة بالتأكيد كتب لن يحتاج إليها مالكها بقية حياته؛ ربما لأنها لا تتناسب مع توجهاته أو احتياجاته، أو لأنه اشتراها بالخطأ، أو حصل عليها هدية، لكنه لم ولن يقرأها، ومن ثم فأفضل حل لها هو إهداؤها للآخرين، أو مبادلتها بكتب يحتاج إليها، أو حتّى بيع ما لا يحتاجه منها.

وقد أسس بعض المهتمين مؤخرًا، جمعية تُعنى بهذا الأمر باسم (جمعية العناية بالمكتبات الخاصة)، لها عدة أهداف، من بينها المساعدة في سبل التصرف في المكتبات الخاصة بعد وفاة أصحابها، مع مراعاة الوصية إن وجدت. وكذلك المساهمة في تدوير الكتب، وتوزيعها خلال المواسم الثقافية، والمهرجانات في مختلف مناطق المملكة.

كذلك يمكن للمالك تدّوير الكتب بمبادلتها مع آخرين فرديًّا، أو المشاركة في بعض برامج تبادل الكتب، التي من أشهرها في المملكة مثلًا ما تقوم به مكتبة إثراء بالظهران دوريًّا كل عام، حيث يستطيع الشخص مبادلة عشرة كتب، بكتب أخرى أحضرها آخرون للمكتبة.

yousefalhasan@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

اكتشاف كويكب قريب من الأرض يحمل عناصر الحياة

أظهر بحث أن عينات الصخور والغبار التي جمعتها إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) من الكويكب بينو تحتوي على بعض اللبنات الكيميائية الأساسية للحياة.
ويقدم البحث بعضاً من أفضل الأدلة حتى الآن على أن صخور الفضاء ربما زودت الأرض في وقت مبكر بالمكونات الخام التي ساعدت على نشأة الكائنات الحية.
وجمعت مركبة الفضاء (أوزيريس ريكس) التابعة لناسا في عام 2020 العينات من الكويكب القريب من الأرض، وهو بقايا صخرية لجسم سماوي أكبر تشكل في وقت قريب من فجر النظام الشمسي منذ نحو 4.5 مليار سنة. ووصلت العينات إلى الأرض في عام 2023 داخل كبسولة أطلقتها مركبة الفضاء وهبطت بمظلة في صحراء يوتا.
ونُشر تحليلان للعينات اليوم الأربعاء.
ووجدت دراسة نشرت في مجلة (نيتشر أسترونومي) أن العينات تحتوي على خليط متنوع من المركبات العضوية. ووجدت دراسة أخرى نشرت في مجلة نيتشر أن العينات تحتوي على معادن تشكلت حين تبخر الماء الملحي على الجسم الأم لبينو، في نوع من البيئة الرطبة التي ربما تكونت فيها الكيمياء العضوية الحيوية.
وعثر في العينات على 14 مركباً عضوياً من أصل 20 مركباً تسمى الأحماض الأمينية التي تستخدم في إنتاج البروتينات وهي جزيئات معقدة تلعب أدواراً لا غنى عنها في بنية ووظيفة وتنظيم حياة الكائنات الحية. 
كما عثر في العينات على جميع القواعد النووية الخمس، وهي المكونات الجينية للحمض النووي والحمض النووي الريبوزي في كل أشكال الحياة على الأرض.
وفي النظام الشمسي المبكر، تعرضت الكواكب ومنها الأرض وكثير من الأقمار لوابل من الكويكبات والحطام الفضائي الآخر الذي حمل الماء والمواد الكيميائية ومنها المركبات العضوية.
وقال داني جلافين أحد العلماء بمركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا في ماريلاند، وهو المؤلف الرئيسي لإحدى الدراستين «اكتشاف هذه اللبنات الأساسية للحياة في عينات بينو يدعم النظرية القائلة بأن الكويكبات وشظاياها زودت الأرض في وقت مبكر بالمكونات الخام التي أدت إلى ظهور الحياة».
وتم رصد جميع المركبات العضوية في بينو سابقاً في النيازك التي هبطت على الأرض. لكن ما زال هناك أسئلة عالقة لأن هذه النيازك ربما تكون ملوثة بمصادر أرضية. وتم الحصول على عينات بينو مباشرة من الكويكب وتم الحفاظ عليها في حالة نقية.
وقال جلافين «يمكننا الوثوق بهذه النتائج».

 

أخبار ذات صلة ترامب يطلب من ماسك إعادة رائدي فضاء تابعين لناسا اكتشاف كويكب يحتمل اصطدامه بالأرض في 2032 المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • هيئة المكتبات ووزارة التعليم تُطلقان مبادرة “تفعيل المكتبات المدرسية”
  • اكتشاف كويكب قريب من الأرض يحمل عناصر الحياة
  • «مراقبون».. .حرائق لوس أنجلوس ربما ستتكرر مجددا
  • سر انقراض إنسان نياندرتال قد يكون مخفيا في دمه!
  • مقتل جلحة قد يؤدي لتمايز الصفوف داخل المليشيا ،ربما يدفع الكثيرين للهروب
  • الجنائية الدولية تطالب السودان بتسليم عمر البشير ومساعديه
  • ألبانيا تنفي وجود خطة لتهجير 100 ألف فلسطيني إليها
  • أطباء بلا حدود: إزالة الذخائر الإسرائيلية برفح يحتاج سنوات
  • فاكهة تحميك من أخطر الأمراض
  • الناشرين العرب: لا بد من التوسع في إنشاء المكتبات العامة لوضع حد لانتشار الكتب المقرصنة