«الشارقة للآثار» تفتتح الندوة الدولية «آثار الخليج العربي»
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
الشارقة (وام)
أخبار ذات صلةتحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وبحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، سفيرة ملف الترشيح الدولي «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية»، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة، افتتحت هيئة الشارقة للآثار، بالتعاون مع الجامعة الأميركية في الشارقة، بمقر الجامعة، أمس الأول، الندوة الدولية بعنوان «آثار الخليج العربي»، على مدار يومي 23 و24 سبتمبر الجاري؛ بهدف تعزيز التعاون بين الباحثين المتخصصين في مجال الآثار من دول الخليج العربية، وعدد من الدول العربية الشقيقة، لتسليط الضوء على آخر الاكتشافات الأثرية، وتعزيز سبل الحفاظ على التراث الثقافي.
وتستضيف الندوة نخبة من الباحثين والخبراء في مجال الآثار من دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مشاركين من المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، ما يعكس تنوع الخبرات التي تُثري هذا الحدث الآثاري البارز لتسليط الضوء على أحدث الاكتشافات الأثرية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال ما تم اكتشافه من دلائل آثارية، وتجسيد المكانة المتميّزة والهامّة التي احتلّتْها المنطقة في تاريخ الحضارات القديمة ودورها الاقتصادي.
فرصة مثالية
أكد عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، أهمية الندوة، باعتبارها فرصة مثالية لتعميق الفهم المشترك حول التراث الثقافي والأثري في المنطقة، مشيراً إلى أن الآثار تشكل جزءاً أساسياً من الهوية التاريخية ومفتاحاً لفهم الماضي وتوجيه المستقبل، موضحاً أن التعاون الدولي بشقيه العلمي والميداني بين دول الخليج العربي والعالم، يلعب دوراً محورياً في دعم الجهود المبذولة لحماية التراث الثقافي للمنطقة.
وأضاف أن الندوة منصة شاملة للباحثين من مختلف الدول لتقديم أوراقهم البحثية والمشاركة في مناقشات بناءة تهدف إلى مواجهة التحديات التي تواجه مجال الآثار في الخليج العربي، وتبادل الأفكار والخبرات، وتطوير منهجيات جديدة للتنقيب والحفاظ على المواقع الأثرية.
جلسات وأوراق
تناولت الجلسة الافتتاحية من الندوة «آخر المكتشفات الأثرية في إمارة الشارقة» وقدّمها عيسى يوسف، واستعرض خلالها أهم الاكتشافات التي تمت في مواقع أثرية متعددة في الإمارة، مؤكداً أهمية تلك الاكتشافات في إغناء المعرفة التاريخية للمنطقة.
كما استعرض الدكتور سلمان أحمد المحاري، مدير عام الآثار في هيئة البحرين للثقافة والآثار، نتائج ورقة عمله بعنوان «النتائج الأولية للتنقيبات الأثرية في موقع مقابة (مزرعة جمعة)» التي سلطت الضوء على اكتشافات أثرية بارزة ومهمة من حيث الفترات الزمنية ونوع البقايا المكتشفة، مشيراً إلى أن هذه التنقيبات التي أجراها فريق بحريني متخصص من «الهيئة» كشفت عن مكونات تاريخية متنوعة.
وشهد اليوم الأول من الندوة العلمية جلسات عدة، بمشاركة مجموعة من الدول، بما في ذلك المغرب وقطر وسلطنة عمان والكويت، حيث استعرض الدكتور عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالمغرب، أبرز الاكتشافات والجهود المبذولة في هذا المجال، بينما قدم عادل عبد اللطيف المسلماني، مدير إدارة الحفاظ على التراث المعماري بمتاحف قطر، استعراضاً شاملاً لأعمال الحفاظ على التراث الثقافي في قطر، مشيراً إلى المبادرات والبرامج التي تركز على حماية وتعزيز الهوية الثقافية للدولة.
تنقيب واكتشافات
قدم خميس بن ناصر العوفي، رئيس قسم الآثار والمتاحف في إدارة التراث والسياحة بسلطنة عُمان، ورقة علمية عن نتائج المسح والتنقيب الأثري في المنطقة الحرة التابعة لميناء صحار، واستعرض أنور إسماعيل التميمي، باحث آثار من الكويت «آخر المكتشفات الأثرية بجزيرة فيلكا» التي تُعد واحدة من أهم المواقع الأثرية في الكويت.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشارقة للآثار هيئة الشارقة للآثار الشارقة سلطان القاسمي بدور القاسمي التراث الثقافی الخلیج العربی الأثریة فی
إقرأ أيضاً:
الفاية من الشارقة تسجل للإمارات منجزاً تاريخياً جديداً بإدارجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو 2025
سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازًا تاريخياً جديدًا في مسيرتها لصون التراث الثقافي، بعد أن اعتمدت لجنة التراث العالمي في دورتها الـ47 المنعقدة في باريس قرارًا جماعيًا بإدراج "الفاية" في إمارة الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
حظيت "الفاية"، التي تقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، بهذا الاعتراف لما تتمتع به من "قيمة عالمية استثنائية"، كونها تحتفظ بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، والتي تعود إلى أكثر من 200 آلاف عام.
تضم قائمة التراث العالمي حاليًا 1226 موقعًا ذا قيمة عالمية استثنائية، منها 955 موقعًا ثقافيًا، و231 موقعًا طبيعيًا، و40 موقعًا مختلطًا، موزعة على 168 دولة، فيما يبلغ عدد مواقع التراث العالمي في الدول العربية حتى اليوم 96 موقعًا في 18 دولة.
يُعد موقع "الفاية" نموذجًا متكاملًا لما يُعرف بـ"المناظر الصحراوية"، حيث يُمثل قدرة الإنسان على التكيّف والاستيطان في الصحارى، إذ شكلت، رغم ما تتميز به من قسوة وظروف بيئية بالغة الصعوبة، محطة محورية في تاريخ تطوّر الإنسان. وهو ما منح إدراج "الفاية" على قائمة التراث العالمي بُعدًا علميًا وإنسانيًا فريدًا.
وتحت فئة "مواقع التراث الثقافي"، كان ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية" هذا العام الترشيح العربي الوحيد الذي نظرت فيه لجنة التراث العالمي، ما يمنح هذا الإدراج أهمية خاصة لدولة الإمارات والشارقة والمنطقة العربية بأسرها، ويجعل من هذا الحدث لحظة تاريخية فارقة في مسيرة الحفاظ على التراث الإنساني في المنطقة.
وخلال أكثر من ثلاثين عامًا من أعمال التنقيب الدقيقة التي قادتها هيئة الشارقة للآثار بالتعاون مع فرق دولية، تم الكشف عن 18 طبقة جيولوجية متعاقبة في موقع الفاية، يُوثق كل منها فترة زمنية مختلفة من النشاط البشري، ما يمنح الموقع قيمة علمية استثنائية في رسم مسار تطور الإنسان في البيئات القاحلة.
وقد أُثري هذا المسار البحثي بشراكات علمية مع جامعات ومؤسسات دولية مرموقة، أبرزها جامعة توبنغن الألمانية المتخصصة في علم آثار ما قبل التاريخ، وقسم دراسات البيئة القديمة بجامعة أوكسفورد بروكس البريطانية، ما أتاح تنفيذ دراسات متقدمة تعمّقت في فهم البيئات القديمة التي عاش فيها الإنسان الأوّل.
وباتت "الفاية" ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا الاعتراف العالمي المرموق، بعد إدراج مواقع العين الثقافية في عام 2011. ويؤكد إدراج ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية" على مكانة الشارقة والإمارات كمهد للتاريخ البشري المبكر، ويعزز من حضورها في سجل الحضارات الإنسانية العريقة.
ويسجل لـ "الفاية" أنه الموقع الصحراوي الأول الذي يوثق لحقبة العصر الحجري المسجل في قائمة التراث العالمي، ما يجعل هذا الاعتراف علامة فارقة في فهم تطور الإنسان، إذ تشكل الصحارى نحو 20% من المواطن البيئية على سطح الأرض، وتقع في مواقع محورية على خارطة استيطان الإنسان للكوكب. ويجسّد استقرار الإنسان فيها فصلاً حاسمًا من فصول التاريخ البشري.
ويعكس هذا الإدراج التاريخي الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات وإمارة الشارقة في صون التراث الإنساني المشترك، ويؤكد التزام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على مدى عقود، بدعم البحث العلمي، وحفظ التراث الثقافي، وتعزيز التعاون الدولي.
الدور المحوري لشبه الجزيرة العربية في رحلة الإنسان خارج أفريقيا
نيابةً عن دولة الإمارات وإمارة الشارقة، أعربت سعادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، السفيرة الرسمية لملف الترشيح الدولي لموقع الفاية، عن شكرها لرئيس لجنة التراث العالمي وأعضائها الموقّرين، على هذا الاعتراف التاريخي، مؤكدةً أن قصة "الفاية" تشكّل جزءًا أصيلًا من الحكاية الإنسانية المشتركة.
وأضافت "إن إدراج (الفاية) يرسّخ إسهام الشارقة في كونها مهداً للتاريخ البشري المبكر، ويبرز الدور المحوري لشبه الجزيرة العربية في رحلة الإنسان للخروج من أفريقيا. وتُعد الأدوات الحجرية التي عُثر عليها في الفاية، والتي يتجاوز عمرها 200 ألف عام، دليلاً ناطقًا على عبقرية أسلافنا وجذور التقاليد الثقافية العميقة في منطقتنا".
واختتمت تصريحها بالقول "نحن ملتزمون التزامًا راسخًا بحماية هذا الموقع، وتكريم إرث من سبقونا، ليظل مصدر إلهام للأجيال في مختلف أنحاء العالم".
الفاية تنتمي إلى كل شعوب العالم
وقال سعادة عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار "تنطلق دولة الإمارات وإمارة الشارقة في تعاملها مع التراث العالمي من إيمان عميق بأن المواقع المُدرجة على قائمة اليونسكو لا تخص بلدًا بعينه، بل هي ملك للبشرية. نحن ندعم بقوة قيم الانفتاح والتبادل الثقافي والإنساني، حتى في عالم تحكمه الحدود. لقد ازدهر الإنسان عبر التاريخ بفضل حرية الحركة والاكتشاف التي أتاحها النظام العالمي القديم. واليوم، ونحن نُدرج مشهد الفاية الثقافي ضمن قائمة التراث العالمي، نفخر بأن الفاية أصبحت تنتمي إلى كل شعوب العالم، تمامًا كما كانت قبل أكثر من 200 آلاف عام".
وأضاف "يمثل هذا الإدراج ثمرة عمل مشترك جمع بين الصرامة البحثية العلمية، والرعاية الثقافية، والدبلوماسية الدولية، وكل ذلك في إطار رؤية الشارقة الممتدة منذ أكثر من 30 عامًا، والتي تدمج بين التراث والتعليم والتنمية المجتمعية".
وأشار إلى أن "الشارقة تقدّمت رسميًا بملف ترشيح الفاية إلى اليونسكو في فبراير 2024، بعد 12 عامًا من التحضير المستمر للملف والموقع، مدعومًا بثلاثة عقود من الأعمال الأثرية المكثفة، والدراسات البيئية، وخطط الحفظ المتكاملة. وقد خضع الموقع لتقييم صارم وفق معايير اليونسكو الدقيقة، التي لا تقبل إلا المواقع ذات القيمة العالمية الاستثنائية والتأثير الممتد للمستقبل".
12 عامًا من التحضير
وقد أعدّت إمارة الشارقة ملف الترشيح الرسمي لموقع الفاية في فبراير 2024 بعد 12 عامًا من التحضير، ارتكزت خلاله على أكثر من 30 عامًا من التنقيب والدراسات البيئية وخطط الحفظ، إذ خضع الموقع لتقييم صارم وفق معايير اليونسكو التي لا تعتمد إلا المواقع ذات القيمة العالمية الاستثنائية.
وتؤكد دولة الإمارات والشارقة التزامهما بخطة إدارة وصون شاملة للموقع تمتد من عام 2024 حتى 2030، وتركّز على حماية القيمة العالمية الاستثنائية للموقع، وتعزيز البحث والتعليم والسياحة المستدامة، في نموذج متكامل يجمع بين صون التراث والاستكشاف العلمي ومشاركة المجتمع.
الشارقة تعرض خطتها المستقبلية لموقع الفاية
وضعت دولة الإمارات وإمارة الشارقة خطة متكاملة لإدارة وصون موقع «مشهد الفاية الثقافي» للفترة من 2024 حتى 2030، بما يتماشى مع المعايير المعتمدة من قبل اليونسكو للحفاظ على "القيمة العالمية الاستثنائية" للموقع. وتركّز الخطة على دعم البحث العلمي، وتعزيز التعليم، وتنمية السياحة المستدامة، في نموذج يُجسد الدمج الفعّال بين صون التراث، والاستكشاف العلمي، والمشاركة المجتمعية.
ويأتي هذا الالتزام امتدادًا لجهود الشارقة المتواصلة في هذا المجال، حيث كان موقع «الفاية» على مدى 11 عامًا من المواقع المحورية ضمن برنامج اليونسكو "HEADS" المعني بتطور الإنسان وتكيفاته وانتشاره وتطوراته الاجتماعية، إلى جانب مواقع أفريقية مرموقة مثل كهوف نهر كلاسيس وكهف وندرويرك. ويؤكد هذا التعاون الطويل الأمد بين اليونسكو وموقع الفاية دوره الحيوي في دعم البحث العالمي في علم الإنسان القديم، والدراسات البيئية، وتعزيز التعاون الدولي في مجال التراث.
ويُعد مفهوم التراث العالمي فريدًا من نوعه بفضل شموليته وتوجهه الإنساني. فالمواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لا تنتمي إلى الدول فقط، بل هي ملك لجميع شعوب العالم، بغض النظر عن موقعها الجغرافي.
للمزيد من المعلومات: https://www.unesco.org/en/world-heritage