بوابة الوفد:
2024-11-22@21:32:38 GMT

«معارك الدم» فى البر والبحر.. تدق ناقوس الخطر

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

الخبراء: الغلاء والفقر والضغوط الحياتية و«السوشيال ميديا».. وراء تفشى المشاجرات والعنف

 

تعددت المبررات والنتيجة واحدة: مظهر غير لائق، وفزع وهلع وترويع للآمنين، وتلفيات أخلاقية ومادية. 

هذه هى الصورة الناتجة عن تفشى مشاهد المشاجرات فى الحوارى والشوارع والميادين العامة والطرقات وحتى الفنادق والمطاعم والكافيهات، والشواطئ والبحر أيضاً.

فى كل هذه الأماكن مشاهد عنف لا تتوقف بين الشباب والمراهقين وبين الكبار أحياناً.

وكأن الشجار أصبح عادة، أو صارت موضة العصر أن تعيش «شبح» وتسلك سلوك البلطجى ليس فقط فى المظهر وإنما حتى فى الأفعال ذاتها، فصار العنف غاية وهدفاً للبعض، فيبحثون عن المشكلات ويصنعونها أحياناً لترضى رغباتهم الغريبة فى الدخول فى معركة دامية!.

 والبحث عن أسباب الشجار والمعارك الدامية التى يشهدها المجتمع الآن، وتُستخدم فيها الأسلحة البيضاء والشوم وأحياناً الحيوانات الشرسة، يحتاج إلى تحليل ودراسة، فلماذا بات الحال هكذا؟، هل هناك أسباب نفسية وراء ذلك؟، أم أن السبب هو غياب وسائل الردع الحقيقية من تشريعات وقوانين؟ أم السبب هو عدم تطبيق القانون؟ أم أن عدم تفعيل وسائل التوعية هو السبب؟.. أم أن كل ما سبق هو السبب؟

وغض الطرف عن هذه «الخناقات» يمثل خطرًا حقيقيًا على أرواح وأموال وممتلكات وأعراض المواطنين، فالأمر برمته يحتاج إلى دراسات دقيقة وبحث فى الأسباب، وسرعة فى مواجهة هذه الكارثة التى باتت تهدد الجميع.

 مواجهة الظاهرة مسئولية البيت والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة ووسائل الإعلام وجهات تنفيذ القانون

 

من بين المشاجرات التى حدثت مؤخراً، معركة دامية وقعت داخل مياه البحر بشاطئ البوريفاج بمنطقة ميامى بالإسكندرية، حيث اعتدى مجموعة من الشباب بالشوم والعصى على آخرين داخل البحر!.

وأفاد رواد الشواطئ بأن الواقعة تسببت فى حالة هلع فى ظل وجود أطفال صغار السن وفتيات سيدات تصادف وجودهم على الشاطئ وفى البحر.

وأيضاً ما حدث بحفل تخرج طلاب كلية التجارة بجامعة طنطا كان مروعاً، فوسط مشاركة المئات من الأسر والعائلات شهد الحفل حالة من الهرج والمرج وتشابك بالأيدى، وتراشق بالألفاظ، بين اللجنة المشرفة على تنظيم الاحتفالية من جهة وبين الطلاب والطالبات المكرمين من جهة أخرى بسبب سوء التنظيم، وعدم جودة الهدايا وشهادات التقدير المقدمة للطلاب.

عن الأسباب التى تقود إلى انتشار هذه الظواهر بين الأشخاص، ودواعى تفشى العنف والبلطجة والمشاجرات فى المجتمع، تقول «نورهان النجار» الاستشارى النفسى والأسرى ومدرب تطوير الذات: «الضغوط النفسية الشديدة التى يتعرض لها الأشخاص فى المجتمع واحد من الأسباب التى تصنع مثل تلك المشكلات». 

نورهان النجار

وأضافت «النجار»: كل منا يمر فى حياته بمواقف ضاغطة قد تظل هذه المواقف عالقة فى أذهاننا ولا تفارقنا، وتنتج عن هذه الضغوط أعباء نفسية نتيجة الفشل فى تحقيق المطالب الحياتية، ومع الحالة الاقتصادية التى تمر بها البلاد فى الفترة الأخيرة حدثت تغيرات وتحولات أصابت الشخصية المصرية، وأصبح العنف وسيلة لتحقيق المطالب. 

وأشارت إلى أن من أهم الأسباب التى أدت إلى هذه التغيرات أسباب بيئية، مثل العشوائيات والازدحام والاحتفاظ بالأسلحة البيضاء كعادة طبيعية، إضافة إلى الفقر والبطالة، كل هذه العوامل تشكل ضغوطًا نفسية تدفع أصحابها إلى العنف الذى قد يصل إلى القتل بين الأفراد أو داخل الأسرة الواحدة.

> نحتاج إلى نشر قيم التسامح والإيثار واحترام الرأى الآخر ومناقشة الحجة بالحجة وليس بالعنف

 

وتضيف «نورهان النجار» أن للإعلام دوراً كبيراً، فالكارثة تكمن فى عرض منتجات فنية لنماذج سلبية فى المجتمع وتصويرهم على أنهم أبطال فى الوقت الذى تفتقر الشاشات إلى عرض النماذج الإيجابية كنجوم المجتمع من العلماء وقادة الفكر والرأى وكل نموذج استطاع أن يحقق نجاحًا فى مجاله أو فى محيطه.

وأوضحت أن من بين الأسباب أيضاً نمط الشخصية ذاته، فهناك الشخصية العصبية ضعيفة التحمل لمشكلات الحياة عامة، بالإضافة إلى أن ما يسود فى المجتمع من تفكك أسرى وغيرها من سلبيات جميعها عوامل تقود إلى تلك الكوارث. 

وعن آليات مواجهة الضغوط قالت «نورهان النجار»: يوجد أكثر من محور للمواجهة، أولها أن الإنسان عليه أن يدرك أنه ليس آلة لإنتاج المال، وأن يعى أن تكرار الأيام بلا جديد يجعله مجهداً وهشاً وحزيناً، وقابلاً للانفجار فى أى لحظة، ومن المهم أيضاً اتباع العادات الصحية فى الأكل وفى ممارسة الرياضة والتأمل والبعد عن السوشال ميديا، ذلك الشيطان اللعين والسبب فى تداول كل الأخبار السلبية والسبب أيضاً فى عقد المقارنات غير العادلة والتى تضغط بشكل مباشر على عنصر الرضا والقناعة بالرزق، أيضاً عليه تعلم طرق الاسترخاء والتنفس الفعالة. 

وأكدت أنه ينبغى أيضاً على كل صاحب عمل أن يكون لديه قدر من الرحمة فلا يستغل احتياج العاملين أو الموظفين للمادة ويأمرهم بما ينهك أجسادها وعقولهم أو يبخس حقوقهم، فهذا يشعل فتيل الضغط النفسى بشكل كبير، فيجب أن تساهم جميع المؤسسات والتى من ضمنها البيت فى التخفيف عن كل مضغوط نفسياً وأن يتم تدعيم ونشر الوعى بهذه الأفكار على نطاق واسع بل وتقديسها حتى تنفذ على أمر الواقع.

ريهام أحمد عبدالرحمن

وفى ذات الاتجاه، أكدت ريهام أحمد عبدالرحمن، إخصائى الإرشاد النفسى والأسرى وتطوير الذات، أن الحالة الاقتصادية والاجتماعية تؤثر على الصحة النفسية والجسدية للأفراد وعلى العلاقات الاجتماعية فيما بينهم.. وقالت: الضيق المادى يؤدى للشعور بعدم الأمان والاستقرار النفسى فينعكس ذلك على سلوك الفرد وقدرته على مواجهة تحديات الحياة الصعبة.

وأوضحت أن الدراسات والأبحاث النفسية تؤكد أن سوء الأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار يؤدى للعديد من المشكلات النفسية للأفراد ومنها: التقلبات المزاجية وفقدان النشاط والشغف بالعمل مثل السابق وفى معظم الأحيان يشعر الكثير من الأفراد بالاكتئاب خاصة بين أوساط الشباب والمراهقين، كما تؤدى أيضاً إلى عدم القدرة على تحديد الأهداف واتخاذ القرارات الحاسمة فى الحياة فيجد الشاب صعوبة فى اتخاذ قرار الزواج وذلك يرجع لعدم قدرته فى التوفيق ما بين دخله المادى ومتطلبات الحياة الزوجية.

 وأضافت: «ارتفاع الأسعار يؤدى لانتشار الجرائم فى المجتمع كالسرقة والفساد المجتمعى وجرائم القتل والعنف، كما أن الخلافات الأسرية فى بعض الأسر والتى يكون السبب فيها عدم قدرة الأب على توفير الاحتياجات الضرورية لأبنائه، مما يشعره بانعدام الثقة بالنفس والتقصير فى حق أبنائه وخاصة عندما يغيب التفاهم وتغيب لغة الحوار والاحترام داخل هذه الأسر.

وتابعت: تدهور الحالة الاقتصادية والتى تعانى منها معظم الدول وانتشار البطالة بين الشباب أو وجودهم فى أعمال لا تتناسب لسد احتياجاتهم الضرورية لعيش حياة كريمة قد يدفعهم ذلك للشعور بالاكتئاب والانعزال عن المجتمع لعدم قدرتهم إيجاد وسائل تجعلهم يتأقلمون مع هذه التحديات، كما يؤدى تدهور الحالة الاقتصادية لصعوبة تأقلم الفرد مع تحديات الحياة نتيجة لافتقاده لمهارة المرونة النفسية فيلجأ للانعزال والانسحاب من المحيط الاجتماعى، وأيضاً اضطراب الحالة الاقتصادية يؤدى لبعض المشكلات الصحية والجسدية كاضطرابات النوم والطعام، مشكلات المعدة، ارتفاع الضغط وبعض الأمراض الجسدية الأخرى».

تطبيق القانون مع الجميع بحزم ودون تفرقة يجفف منابع العنف

وأشارت «ريهام عبدالرحمن» إلى أن الأطفال والمراهقين يتأثرون بالأوضاع المعيشية الصعبة والمشكلات الزوجية والأسرية التى تنشأ عنها وخاصة فى غياب التواصل السليم بين الزوجين مما ينتج عنه كثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية للطفل كاضطراب الهوية، السرقة، الكذب، التوتر والغضب.

الدكتورة ميرفت سليمان 

تقول الدكتورة ميرفت سليمان أستاذ الإعلام بجامعة طنطا أن الإعلام له تأثير كبير فى نشر ثقافة العنف من خلال ما يبثه من أفلام ومسلسلات وأخبار تحتوى كماً هائلاً من المشاهد الدموية، خاصة بين صغار السن من الأطفال والمراهقين، وهما الشريحتان الأكثر قابلية للتأثر بما يبث من مشاهد دموية.

وأضافت سليمان أن الإعلام بكافة وسائله وأشكاله المختلفة يتسبب فى التعرض المتواصل لجرعات العنف بما يولد لدى المشاهدين، خاصة الصغار، الاستعداد لارتكاب أفعال عنيفة نتيجة للإثارة المتوالية التى يتعرضون لها، مثل أعمال الشغب والسرقة وارتكاب الجريمة.

 وشددت أستاذ الإعلام على ضرورة تكاتف جميع أفراد ومؤسسات المجتمع للحد من تنامى ظاهرة العنف والقضاء عليها، فالكل يتحمل المسئولية: البيت والمدرسة والجامعة والمسجد ووسائل الإعلام، لذا يجب تشجيع المجتمع لنشر القيم المضادة للعنف، وهى التسامح والإيثار والحوار البناء داخل الأسرة والمجتمع واحترام الرأى الآخر ومناقشة الحجة بالحجة وليس بالعنف، ولابد أيضاً من نبذ العصبية، وأن يكون الجميع أمام القانون سواء، وأن يتعامل القانون مع الجميع بحزم ومن دون تفرقة لكى نغلق الباب أمام من يتحجج بأنه لجأ إلى العنف لأن القانون لم يردع من مارس ضده العنف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شاطئ حفل تخرج كلية التجارة التجارة كلية البر البحر الخطر فى المجتمع

إقرأ أيضاً:

تنظيم ندوة أسرة مستقرة تساوي مجتمع آمن بعلوم الأقصر

تحت رعاية الدكتورة صابرين عبد الجليل رئيس جامعة الأقصر، استضافت كلية العلوم تحت إشراف الدكتور محمد عباس، عميد الكلية، ومعاونة الدكتورة رقيه العماري وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة؛ فعاليات ندوة "أسرة مستقرة = مجتمع آمن"، بمشاركة منطقة وعظ الأقصر؛ ضمن فعاليات شهر التوعية المجتمعية لطلاب الجامعة، والتي يشرف عليها دكتورة هناء حامد، مدير الإدارة العامة لقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

الأقصر تستعد لاستضافة البطولة الإفريقية والعربية للبرمجة لشباب الجامعات


افتتحت رقية العمارى الندوة،  بالحديث عن مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية بداية جديدة لبناء الإنسان والتى  تهدف إلى بناء الإنسان المصري صحيا واجتماعيا وتعليميا، وسبل تقديم الدعم لجميع الفتات داخل المجتمع والاستثمار فى راس المال البشرى لتحقيق التنمية المستدامة. 

وواصلت حديثها عن اهتمام المبادرة بالأسرة المصرية بإطلاق حملات توعية وبرامج صحية؛ لتحسين الخدمات وبرامج تطوير المهارات بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل فى ظل آليات منسقه ومتكامله بين الجهات، بالإضافة لدور جامعة الاقصر فى هذه التوعيه لطلاب الجامعة فى الإرشاد النفسي والاسري والمجتمعي.

كما تطرقت للحديث حول دور كلية العلوم فى تقديم الدورات التدريبية للشباب والخريجين التى تتناسب مع سوق العمل متضمنه دورات فى التحاليل الطبية والتى سوف تنظمها كلية العلوم.

حاضر فى الندوة الشيخ مصطفى النوبى أحمد محمد،  واعظ عام بمنطقة الأقصر الأزهرية؛ لتوعية الطلاب فى هذه المرحلة الجامعية   بإنشاء أسرة سليمه من الناحية الإجتماعية والنفسية،  وكيفية تعزيز تماسك الأسرة  وتنمية المجتمع وتقوية الصحة النفسية والقيم الأخلاقية، وكيفية مواجهة التغيرات والوقاية من الجريمة والعنف، ومواجهة التحديات التى تواجهها الأسرة  وتأثيرها على المجتمع وزيادة المشاركة المجتمعية مشيرًا  إلى أن قيام الأسرة ودورها فى الرعاية والتربية باعتبارها المؤسسة التى لا يمكن الاستغناء عنها.

وفى نهاية الندوة تم فتح باب الحوار والتساؤلات للطلاب والرد عليها من فضيلة الشيخ مصطفى النوبي الذى رد على كل استفساراتهم.

يشار إلى أن الجامعة تساهم فى صقل شخصية الطلاب مما يساهم فى تطوير المجتمع وذلك بعقد هذه السلسلة من الندوات بكليات الجامعة لترسيخ دور الأسرة كبذرة نواه للمجتمع التى تعد أساس الاستقرار فى الحياة الإجتماعية.

مقالات مشابهة

  • خسائر لواء جولاني تدق ناقوس الخطر بجيش الاحتلال
  • تنظيم ندوة أسرة مستقرة تساوي مجتمع آمن بعلوم الأقصر
  • الدخلاء على مهنة الإعلام (3-3)
  • خسائر غولاني تدق ناقوس الخطر بجيش الاحتلال
  • اختتام مؤتمر تمكين المجتمع من رفض العنف
  • اليوم العالمي لإحياء ذكرى المتحولين جنسياً: حالات العنف المتزايدة تدق ناقوس الخطر
  • قصور ثقافة المنوفية تٌناقش "دور الدولة في حماية الأطفال من العنف".. صور
  • مؤتمر "تمكين المجتمع من رفض العنف" يستعرض نموذج الإمارات في التسامح
  • تفقد مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.. الاعيسر : البلاد تخوض معارك كبيرة في مجال الإعلام ضمن حرب الكرامة
  • "الدولي لرفض العنف" يوصي بإشراك المجتمع المدني في إعادة تأهيل المتطرفين