التعليم عن بُعد..هل يضر بالطلاب؟..خبراء يتحدث لـ 24
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
أصبح التعليم عن بعد خاصةً منذ انتشار وباء فيروس كورونا، ظاهرة عالمية غير نظم التعليم في العالم، وعلاقة الطالب وعائلته بنظام التعليم.
في هذا الإطار، ظهرت تساؤلات عن جدوى نظام التعليم عن بُعد، من حيث الإيجابيات والسلبيات في الوقت ذاته، وهو ما سعى 24، للإجابة عليها عبر مُتخصصين وخبراء.
حلقة ضعيفةشدد الدكتور أحمد الزيات، استشاري طب المخ والأعصاب المصري بمعهد ناصر، لـ 24، على أن التعليم عن بُعد قد ساعد في توصيل التعليم إلى أطفال ومجتمعات حُرمت لفترات طويلة من العلم أو استمرار التعليم خلال الكوارث والأزمات، وهو ما يُعد أحد مزاياه وإيجابياته الرئيسية.
غير أن الزيات، يُشدد على أن الاعتماد على "التعليم عن بُعد" في التعليم قد يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والعقلية للطلاب وأولياء الأمور. ولفت الزيات إلى أن الهدف من الذهاب إلى المدرسة ليس دراسياً فقط، بل لتعليم الأطفال مهارات الاتصال والتواصل المُختلفة، خاصةً للتلاميذ الأطفال في المراحل العمرية المُبكرة والتي تساعد فيها هذه المهارات على تكوين شخصيتهم.
تأثير سلوكي وجسديويرى الزيات إلى أن اعتماد التعليم عن بُعد طريقة أساسية للتعليم يؤثر من الناحية السلوكية للأطفال سلبياً، حيث يقلل من فرص تنمية مهاراتهم، وتتسبب قلة حركتهم في تأثيرات من الناحية الجسدية، بجانب وجود تأثيرات أيضا من ناحية التحصيل الدراسي حيث تقل فرص التفاعل بين المُعلم والطالب ويفشل فيها الأول في التعرف على مدى استجابة الأخير للمعلومة في ظل شبه انعدام لغة الجسد.
ويتفق في هذا الأمر، عبدالله أبوعدس، استشاري الطب النفسي الأردني، في حديثه لـ "24"، حيث يُشير إلى أن الأصل في عملية التعليم هو تحفيز الحواس الخمسة لدى المُتعلم لتعزيز فلسفة الذكاءات المُتعددة.
من الناحية النفسية الاجتماعية، يُلفت أبو عدس، إلى أن المقعد الدراسي التقليدي مُحفز على التواصل الفعال بين أركان المنظومة التعليمية، وهو يعني الانضباط الذاتي أولًا، حيث تسبق فلسفة التربية فلسفة التعليم، وهو أمر غير مُتاح عبر التعليم عن بُعد.
واستكمالاً لهذه التأثيرات، يوضح أبو عدس، أن التعليم عن بُعد، يخلق حالات من العزلة الذاتية والاجتماعية وبالتالي أفرغ عمليه التعلم من مشاركة التجارب والخبرات بطريقة تقليدية، وبالتالي حجبت عن المتعلم التغذية الراجعة الإيجابية.
كما يشير الطبيب الأردني، إلى أن من مساوئ التعليم عن بُعد التقليل من عملية التفكير النقدي لدى المتعلمين، لاسيما في ظل ظهور مساعدات كالذكاء الصناعي، بجانب تقليل ثقة المتعلم بنفسه وبجودة تعلمه مما يتسبب في حالات من الاكتئاب النفسي.
التوتر الرقمي أيضا، أحد العوارض السلبية لهذا النوع من التعليم، حيث يؤدي كثرة التعرض للشاشات إلى القلق العام، وظهور اضطرابات النوم والطعام، بجانب أمراض السمنة واضطرابات الإبصار وآلام العمود الفقري.
الُعزلةبدوره، يُشدد الدكتور فؤاد عودة، رئيس رابطة الأطباء بإيطاليا، في حديث لـ 24، على أن الشعور بالعُزلة هو أحد النتائج الأساسية لمسألة التعليم عن بُعد، في ظل عدم وجود احتكاك مباشر بين المُتعلم وأقرانه أو المُعلمين.
كما يُلفت عودة، إلى أن هذه المرحلة تقل فيها التعاون اليومي البيني، وينعدم التفكير الجماعي لحل المشكلات وتكثر الصعوبات، وبالتالي تكون هُناك تأثيرات على الطفل من ناحية التفكير والثقة بالنفس.
يعود الدكتور أحمد الزيات، ليُشدد على خطورة التعليم عن بُعد، من الناحية الأسرية على الأطفال التلاميذ والآباء أيضاً، حيث يُلفت إلى وجود دراسات حديثة تُشير إلى أن أكثر من 50 % من الآباء الذين يعتمد أبناءهم على التعليم عن بُعد يُعانون أمراض نفسية وتوتر أو عدوانية وعُنف في المنزل، نتيجة الجلوس لفترة طويلة لاسيما وأن كانوا يعملون من المنزل أيضا، حيث يقومون بدور المُدرس والأب معاً مما يجعلهم تحت ضغوط مُستمرة.
الأمر ذاته، يتفق معه الدكتور عبدالله أبو عدس، حيث أدى ذلك إلى ما أطلق عليه "أنماط الضغط" على الآباء في المنزل، في ظل عدم وجو الإعداد والتهيئة المسبقة لهم لهذا النوع من التعليم الذي القفز على التعليم التقليدي.
وينصح الأطباء السابقون إلى تجنب اعتماد التعليم عن بُعد كنهج أساسي. وحال صعوبة الأوضاع يُمكن اعتماد "التعليم الهجين" الذي يخلط بين الذهاب للمدرسة في أوقات والتعليم عن بُعد من المنزل في أوقات أخرى، كمحاولة لدمج إيجابيات التعليم التقليدي والأفق التقني الذي يوفره التعليم عن بُعد، لتجنب سلبيات الأخير.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية التعليم عن بعد من الناحیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
إضاءة الشموع المعطرة في المنزل.. أخطر مما تتصور
كشفت دراسة علمية أن إضاءة الشموع العطرية في المنزل يؤدي إلى انبعاث جزيئات متناهية الصغير في هواء الغرف، حيث تتفاعل هذه الجزيئات مع مادة الأوزون وتشكل خطورة على الصحة.
ورغم أن الشموع العطرية يتم الترويج لها باعتبارها البديل الآمن للشموع التقليدية لأنها لا تؤدي إلى انبعاث أبخرة أو دخان، إلا أن باحثين من جمعية الكيمياء الأميركية أكدوا ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتحديد تأثير استنشاق هذه الجزيئات التي تنتشر في الهواء.
وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية ACS Environmental Science and Technology Letters، وجد الباحثون أن ذوبان السطح الخارجي للشمع يؤدي إلى انبعاث تركيزات عالية من مركبات عضوية متطايرة تتكون من مواد هيدروكربونية.
ومن المعروف علميا أن هذه المركبات يمكن أن تتفاعل مع مواد كيميائية أخرى في الهواء لتكوين جزيات متناهية الصغر يترتب عليها مضار صحية في حالة استنشاقها.
وأجرى الباحثون اختبارات على 15 نوعا من الشموع المتاحة في الأسواق سواء عطرية أو غير عطرية داخل نموذج لمنزل، مع مراقبة مستويات الجزيئات متناهية الصغر التي تنبعث نتيجة إشعال الشموع العطرية. وعند سحب عينات من الهواء في محيط عدة أمتار من مكان الشموع، تبين للباحثين وجود جزيئات يتراوح حجمها ما بين واحد إلى 100 نانومتر، وأن تركيزها يوازي تركيز الجزيئات التي تنبعث عن إضاءة الشموع التقليدية غير العطرية.
ويقول الباحثون في تصريحات للموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية إن استنشاق هذه الجزيئات يشكل خطورة على الصحة لأنها صغيرة بما يكفي للمرور عبر أنسجة الجهاز التنفسي ودخول مجرى الدم.