مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يوقِّع مذكرة تفاهم مع جامعة الفارابي الوطنية بكازاخستان
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
الرياض : البلاد
وقَّع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية اليوم في مدينة (ألماتي) بجمهورية كازاخستان، مذكرة تفاهم مع جامعة الفارابي الوطنية (KAZGU)؛ لتعزيز التعاون المشترك بينهما في مجال خدمة اللغة العربية، وتعليمها في المجالات المختلفة، والمحافظة على سلامتها، ودعم استخدامها بما يتوافق مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية (أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030)، ويُحقِّق أهداف المجمع الإستراتيجية.
ووُقِّعت المذكرة في مقرِّ الجامعة، ومثّل المجمعَ الأمينُ العام الدكتور عبد الله الوشمي، في حين مثّل جامعة الفارابي الوطنية نائب الرئيس الأول للجامعة الدكتور دويسنوفإركين إرمانوبيش، وذلك بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كازاخستان فيصل بن حنيف القحطاني، وجمعٍ من قيادات المجمع والجامعة.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية ضمن سياق موافقة مجلس الوزراء في الثالث والعشرين من يوليو الماضي 2024م على تفويض صاحب السمو وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، أو من ينوب عنه في التباحث مع الجانب الكازاخستاني في مشروع مذكرة تفاهم في مجال خدمة اللغة العربية بين مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في المملكة العربية السعودية، وجامعة الفارابي الوطنية في جمهورية كازاخستان، والتوقيع عليها.
وجاء التوقيع خلال زيارة وفد المجمع جمهورية كازاخستان التي شملت زيارات عددٍ من الجامعات والمراكز والمؤسسات؛ للوقوف على حالة اللغة العربية، وبحث سبل التعاون في تعليمها وخدمتها؛ لكون المجمع مرجعًا عالميًّا في خدمة اللغة العربية والنهوض بها، فضلًا عن خبراته المؤسساتية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
ويأتي التوقيع استكمالًا للتعاون مع جامعة الفارابي الوطنية؛ إذ استُقبل في المدة الماضية وفدٌ تعليمي متخصص في اللغة العربية من أعضاء هيئة تدريس جامعة الفارابي الوطنية في مدينة الرياض، ونُفذت دورة تدريبية عن اللغة العربية للناطقين بغيرها في جمهورية كازاخستان، شارك فيها جمع من أساتذة الجامعة ذاتها.
وتشمل مذكرة التفاهم الموقَّعة مع جامعة الفارابي الوطنية مجالاتٍ عدّة للتعاون، أهمّها: تطبيق اختبار كفاية اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداد المؤلفات التربوية ومناهج التدريس الحديثة المتعلِّقة باللغة العربية، وإعداد الدراسات والأبحاث المتخصِّصة في مجال تعليم اللغة العربية وتعلُّمها.
ومما تضمنته مذكرة التفاهم أيضًا: مجال حوسبة اللغة العربية، وبناء المعاجم الرقمية، والمدونات اللغوية الثنائية اللغة (العربية – الكازاخية)، إضافة إلى مشاركة الخدمات والاستشارات اللغوية في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
يذكر أنَّ مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يسعى بمبادراته ومشروعاته إلى إبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية، وتحقيق رسالته في العناية والاعتزاز بها، وتمكين إسهامها الحضاريّ والعلميّ والثقافيّ.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مجمع الملک سلمان العالمی للغة العربیة خدمة اللغة العربیة جمهوریة کازاخستان
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي للغة العربية.. كيف وصفت الأمم المتحدة أهمية لغة القرآن؟
يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر كل عام بـ «اليوم العالمي للغة العربية»، هذه المناسبة التي تكرّم واحدة من أقدم وأهم اللغات الإنسانية. اللغة العربية ليست فقط وسيلة تواصل بل هي مرآة تعكس تراثًا ثقافيًا غنيًا وحضارة استمرت عبر العصور.
تمثل اللغة العربية خامس أكثر اللغات انتشارًا في العالم، إذ يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص. كما أنها لغة القرآن الكريم، مما يجعلها رمزًا مقدسًا ومصدر فخر لكل المسلمين. إضافة إلى ذلك، أُدرجت اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة منذ عام 1973، تقديرًا لدورها الحضاري والإنساني ، ويتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية وعديد المناطق الأخرى المجاورة مثل تركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا، حيث أن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها.
كما أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
في إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي -عُرفت سابقا باسم إدارة شؤون الإعلام - قرارا للاحتفال باليوم العالمي للغة الأم حيث يتم الاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، وبناء عليه، تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام لأنه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) المؤرخ 18 ديسمبر 1973 بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
والغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعي بتاريخ اللغة العربية وثقافاتها وتطورها بإعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة.
وحسب ما جاء على الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة: «تتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء، وسادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى، من مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية، وبعض اللغات الإفريقية مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وبخاصةً المتوسطية منها من مثل الإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية»
وفضلا عن ذلك، مثلت اللغة العربية كذلك حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.
وقد أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات.
ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.
أفضى التقدم العلمي والاستخدام الواسع النطاق للغات العالمية مثل الإنجليزية والفرنسية إلى حدوث تغيرات عديدة في اللغة العربية، حيث أخذت هاتان اللغتان الأجنبيتان تحلّان تدريجياً محلّ اللغة العربية، سواءً كان في التواصل اليومي أو في المجال الأكاديمي، وفضلاً عن ذلك، قلّ استخدام اللغة العربية الفصحى مع تزايد أعداد الذين اختاروا استخدام اللهجات العربية المحلية، مما ولّد حاجة متنامية إلى صون سلامة اللغة العربية الفصحى بجعلها تتماشى مع متطلبات المشهد اللغوي المتغير في يومنا هذا.
الدستور الأردنية