لا شك أن السؤال الذي يدور في أذهان منظري هذه الحرب والناس أجمعين من أهل السودان، كيف سيكون سيناريو نهاية هذه الحرب، فلا توجد حرب تستمر للأبد، بداية فالكل يتمني أن تكون النهاية بانهيار قوات المليشيا المتمردة وخروجها من العاصمة القومية أفراداً وجماعات هاربة،

ولكن هذا السيناريو الدرامي ليس من السهولة تحققه، صحيح أن القوة الصلبة للمليشيا قد ضربت، ولكن الواقع يقول أنها لا تزال تمثل مهدداً أمنياً بشكل كبير ومهدداً عسكرياً يتضاءل كل يوم،

ومن تجاربنا في الحروب التي مرت بالسودان وهذه واحدة منها وإن اختلفت في بعض وقائعها وحيثياتها،

فإن السيناريو الغالب أن تحسم المعركة العسكرية بالتفاوض بين الجيش والمليشيا المتمردة، قد يكون من الصعوبة هضم هذا السيناريو فالحرب كارثة وفاجعة لا يمكن أن تمحي من ذاكرة بلادنا لعشرات السنوات خاصة للأجيال التي عاصرتها،

مشاهد الدمار والقتل والاغتصاب والنهب والسلب ستظل لعشرات السنوات تمثل كابوساً مروعاً،

ولكن سنة الحياة أن الحرب تنتهي بغير الوسيلة التي بدأت بها، ولذلك ذكاء القيادة يتمثل في تحين اللحظة المناسبة للتفاوض خاصة أن مسرح العمليات العسكرية يديره ويتحكم فيه الجيش وليس المليشيا المتمردة،

وهناك نقطة لا يجب أن يغفل عنها قادة الجيش وهي أنهم يتفاوضون مع عدو عسكري لا يحمل أي صفة سياسية، وانه عندما تضع الحرب اوزارها فإن العملية السياسية وتشكل ملامح دولة ما بعد الحرب تصنعه النخبة الوطنية من شرفاء بلادنا.

علي عثمان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هل سيكون 2025 العام الذي نبدأ فيه أخيرًا في فهم الطاقة المظلمة؟

نعلم أن الطاقة المظلمة تشكل معظم الكون، ولكننا في الواقع لا نعرف شيئًا عن ماهيتها، في عام 2025 قد يقدم (جهاز التحليل الطيفي للطاقة المظلمة) الواقع في أريزونا أدلة، خاصة فيما يتعلق بكيفية تحول هذه القوة الغريبة مع تطور الكون.

يقول مصطفى إسحاق بوشاكي من جامعة تكساس في دالاس: «إما أن هناك شكلًا جديدًا من الطاقة المظلمة لا نعرف عنه شيئًا بعد، أو قد يكون هذا تحولًا جذريًا، وربما تظهر البيانات أن هناك شيئًا لا نفهمه عن المكان والزمان».

في شهر مارس، سينشر باحثون من جهاز التحليل الطيفي للطاقة المظلمة تحليلهم لثلاث سنوات من بيانات الجهاز، سيصفون كيف تشكلت حوالي 31 مليون مجرة من مجموعات عبر الكون، وكيف تغير هذا الهيكل الكوني في الـ11 مليار سنة الماضية، بقدر ما يستطيع الجهاز رؤيته، يشير مشهد مبكر صدر في أبريل 2024 إلى أن الطاقة المظلمة، التي يُعتقد أنها تجعل كوننا يتوسع بشكل أسرع من أي وقت مضى، ربما كانت أقوى في الماضي.

تقول بالانك ديلابرويل من مختبر لورانس بيركلي الوطني في كاليفورنيا: إن فكرة تغير الطاقة المظلمة بمرور الوقت كانت بمثابة مفاجأة كبيرة، وتضيف: «لقد سبب هذا الاكتشاف هزة كبيرة في المجتمع حقًا، لكن هذه النتائج المبكرة لم تتمكن من استبعاد النموذج الكوني الأكثر تقليدية تمامًا، الذي يقول إن للطاقة المظلمة قيمة ثابتة، لذا فإننا ننتظر المزيد من البيانات بفارغ الصبر».

يقول إيتامار علالي من جامعة براون في رود آيلاند: في هذه المرحلة، الأمر أقرب إلى التلميح منه إلى الاكتشاف، وكما قال العديد من الباحثين: «حسنًا، أود حقًا أن أرى بيانات السنة الثالثة الآن».

وينطبق الأمر نفسه على العديد من الأسئلة الكونية الأخرى التي قد يتمكن الجهاز من معالجتها، كما يقول علالي، فمن ناحية، قد يُظهر تحولات جديدة في ثابت (هابل)، الذي يقيس معدل تمدد الكون، والقيمة الدقيقة لهذا الرقم مثيرة للجدل لأن الطرق المختلفة لتحديده لم يتفق عليها دائمًا، وقد اقترح علالي وزملاؤه سابقًا أن جزءًا من المشكلة قد يكون وجود كيان غامض آخر، أطلقوا عليه اسم الإشعاع المظلم.

لم تستبعد تحليلات الجهاز السابقة هذه الفكرة الغريبة، لكن البيانات الجديدة قد تكون أكثر تأثيرًا على هذه القضية، خاصة إذا كان ثابت هابل مختلفًا بالفعل عما كان يعتقده الفيزيائيون سابقًا، يقول علالي: «هذا مثير للغاية بالنسبة لأشخاص مثلي يريدون حل مشاكل كونية ضخمة».

ومن القضايا الأخرى التي قد يعالجها جهاز التحليل الطيفي للطاقة المظلمة تحديد كتلة النيوترينوات، هذه الجسيمات لا تتفاعل إلا نادرًا مع الجسيمات الأخرى، ولكننا ما زلنا قادرين على تحديد خصائصها من خلال دراسة البنية الكونية التي يكشف عنها الجهاز، وقد ضيقت البيانات الأولية الفارق بين الحد الأعلى والحد الأدنى لكتلة النيوترينو، إذ اقتربت من رقم واحد، ولكن علالي يقول: إن الأمور لن تتضح إلا مع توفر المزيد من البيانات، وإذا تمكن الجهاز من تحديد كتلة النيوترينو بشكل أعمق، فقد تكون النتيجة «التي لها أوسع تأثير على الفيزياء بأكملها» من الجهاز، على حد قوله.

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»

مقالات مشابهة

  • وزير الإعلام بالجزيرة: المليشيا المتمردة تستهدف طمس الهوية والثقافة السودانية
  • الجيش الإسرائيلي: مستعدون لأي سيناريو في غزة وسنزيل أي تهديد
  • هل سيكون 2025 العام الذي نبدأ فيه أخيرًا في فهم الطاقة المظلمة؟
  • الخارجية السودانية: المليشيا بعد أن عجزت عن مواجهة الجيش والقوات المساندة له لجأت إلى استهداف محطات الكهرباء والمياه
  • قوات المليشيا المتمردة المتواجدة بمحلية أم رمته تعمل في النهب والسرقة والشفشفة فقط
  • 40 ألف ليرة لليلة واحدة، ولكن لا أمان: تفاصيل مرعبة حول الكارثة التي أودت بحياة 66 شخصًا في تركيا
  • لجنة عليا لحصر الأضرار الناجمة عن انتهاكات المليشيا المتمردة بمشروع الجزيرة
  • مدني: المليشيا خرجت بالباب والآن تدخل بالشباك
  • السودان (الجحيم الذي يسمي وطن)!!
  • البرهان والعقوبات الأمريكية: هل يتكرر سيناريو البشير؟