بين إيران وحزب الله.. مأزق استثنائي وتساؤلات عن موقف جديد
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
المأزق الذي يعيشه "حزب الله" في جنوب لبنان على المستوى العسكري، وعلى صعيد القاعدة الشعبية بفعل حملة الضربات الإسرائيلية، أطلق خلال الساعات الماضية تساؤلات ارتبطت على وجه محدد بالموقف الذي تتخذه إيران إزاء ما يجري الآن، وما ستتبعه لاحقا في حال تدحرجت كرة النار على نحو أكبر.
وقياسا بغيره من الوكلاء، لطالما وصفت مراكز أبحاث غربية الحزب اللبناني بـ"درة التاج الإيرانية".
ولا تعرف حتى الآن حدود الهجمات الإسرائيلية المستمرة في جنوب لبنان، وبينما كانت على أشدها، يوم الاثنين، حملت تعليقات إيرانية خرجت من نيويورك نبرة "تصالحية" على غير العادة، وذهب جزء آخر منها إلى نقطة فتح الباب أمام عملية "السلام المشروط" المتعلقة بعدة ملفات.
ولم تقتصر التعليقات على ما سبق فحسب، ففي مقابله له مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن "حزب الله وحده لا يستطيع أن يقف في وجه دولة مسلحة (إسرائيل) تسليحا جيدا جدا ولديها القدرة على الوصول إلى أنظمة أسلحة تتفوق بكثير على أي شيء آخر".
وأضاف في نبرة تخالف المنطق السائد منذ عقود، القائم على معادلة "الحليف والوكيل" وتقديم الدعم أنه "يجب على الدول الإسلامية عقد اجتماع من أجل صياغة رد فعل على ما يحدث"، في إشارة منه إلى حملة الضربات الإسرائيلية في لبنان.
وتأتي الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق عدة في لبنان بعد أيام من ضربتين نسبتا لإسرائيل، الأولى فجّرت أجهزة البيجر التي يحملها عناصر "حزب الله"، وأسفرت الثانية عن مقتل قادة كبار في "وحدة الرضوان"، أبرزهم إبراهيم عقيل.
كما تعتبر تنفيذا للتهديدات التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون قبل أسبوعين، وأكدوا فيها على هدفهم بإعادة السكان إلى المناطق الشمالية، وهو الأمر الذي وضعه زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله كتحدٍ في خطابه الأخير.
وتعد الضربات "استثنائية" في المقابل من زاوية الأهداف التي تستهدفها وحصيلة القتلى، إذ وفقا لوزارة الصحة اللبنانية خلفت الضربات الجوية الإسرائيلية حتى الآن أكثر من 550 قتيلا.
ما مآلات "المأزق"؟يرى الباحث في العلاقات الدولية، محمود علوش، أن خروج المواجهة بين إسرائيل و"حزب الله" عن السياق الذي راهنت إيران عليه في السابق "يزيد من مأزقها".
وتدرك إيران الآن من جانب أن حربا واسعة على "حزب الله" تُشكل تهديدا وجوديا له، ويُمكن أن تنزلق إلى حرب إقليمية تتورط فيها.
ومن جانب آخر، يقول الباحث لموقع "الحرة" إن لطهران أولويتين رئيسيتين: الأولى تجنب التورط في حرب، والثانية خروج "حزب الله" من الحرب القائمة بأقل الأضرار.
ولا يزال "حزب الله" يُمثل قيمة كبيرة لإيران في المنطقة، ومن غير المتصور أن تكون طهران مُستعدة للتخلي عنه تماما، أو حتى استخدامه كورقة في مفاوضاتها مع الأميركيين والغرب من أجل صفقة نووية، بحسب علوش.
ويعتبر الباحث أن الحزب اللبناني "لا يقل أهمية بالنسبة لهم عن البرنامج النووي، لأنّه جوهرة قوتهم الإقليمية".
ومن جهته، يعتقد الباحث الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، راين بوهل، أن إيران "ستظل تزيد من دعمها المادي لحزب الله، وتضمن حصوله على الترسانة التي يحتاجها لخوض حرب طويلة مع إسرائيل".
وما لم تتحول هذه الحرب إلى وجودية ضد "حزب الله"، أو تبدأ في التأثير بشكل مباشر على المصالح الإيرانية، فإن إيران "ستظل مجرد مورد وليس مشاركا أو منخرطا مباشر"، وفقا لقول الباحث الأميركي لموقع "الحرة".
ولا يزال الإسرائيليون يصرون على ضرب "حزب الله" بقوة، ويواصلون الإعلان عن ضربات جوية يتم تنفيذها بالتدريج ضمن إطار عملية أطلقوا عليها اسم "سهام الشمال".
وبعد بدء حملتهم، الاثنين، قالوا إن زعيمه حسن نصر الله "بقي وحيدا"، في إشارة منهم إلى الاغتيالات التي قتلت أبرز قادته، وآخرهم عقيل.
ويوضح الباحث الأميركي بوهل أن "مخاطر الانخراط الإيراني قد تتزايد في حال استمرت حملة إضعاف حزب الله إلى مستويات كبيرة".
ويشرح أن "إيران، وفي حال اعتقدت أن الحرب قد تؤدي إلى إضعاف موقف وكيلها في لبنان بشكل قاتل قد تضرب في سياق سيناريو التصعيد الأقصى (ردا على اغتيال هنية) أو تحرك جبهات أخرى من العراق واليمن".
"شهية إيرانية أقل"وتشير المواقف الصادرة من إيران إلى "وجود شهية أقل" من جانب طهران لحرب إقليمية تضعها مباشرة في مواجهة إسرائيل، وفق باتريسا كرم، وهي باحثة غير مقيمة في برنامج لبنان في "معهد الشرق الأوسط" بواشنطن.
وتضيف الباحثة، في تقدير موقف نشره المعهد الأميركي، الثلاثاء، أن إيران سعت خلال الأشهر الماضية إلى تجنب مثل هذه المواجهة المفتوحة، انطلاقا من "لعب لعبة الردع مع الجانب الإسرائيلي".
وكان "حزب الله" المحور الرئيسي لهذه الاستراتيجية، التي اعتمدت على الحرب غير المتكافئة ضد إسرائيل، ما سمح لإيران بالانخراط في المعركة مع الحفاظ على إنكار معقول، بحسب باتريسا كرم.
وتؤكد التصريحات، التي أطلقها بزشكيان من نيويورك، أن إيران لا تزال غير راغبة أو تنوي الانخراط بحرب شاملة وأوسع نطاقا، في سلوك انعكس في أكثر من محطة مؤخرا.
وكانت أبرز تلك المحطات حادثة اغتيال زعيم حركة "حماس" السياسي، إسماعيل هنية، وسط طهران.
ويوضح الباحث في العلاقات الدولية علوش أن "تراجع إيران عن الانتقام لاغتيال هنية يعكس إدراكها للمخاطر".
لكنه يقول في المقابل، وبناء على التطورات الحاصلة، إن "مخاطر الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله تُبقي على هذه المخاطر مرتفعة للغاية"، مما يدفع الإيرانيين إلى إظهار مرونة في تهدئة الاضطراب الإقليمي.
ويُمكن النظر إلى توقيت عرض الإيرانيين بالتفاوض النووي وكما جاء على لسان بزشكيان أنه "مُصمم لتحفيز الغرب على ردع إسرائيل توسيع عن الحرب، مقابل مزايا التراجع عن حافة الهاوية والتسوية النووية".
ومع ذلك، يشير علوش، إلى أن "ما لا يُدركه الإيرانيون أو أدركوه مؤخرا من أن بنيامين نتانياهو عازم على تحقيق هدفه بتغيير الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر".
وأحدث ما حصل في السابع من أكتوبر تغييرا كبيرا على نظرة إسرائيل لكيفية التعامل مع التهديدات المحيطة بها.
ويشرح الباحث علوش أن "إسرائيل بعد تلك المحطة لم تُصمم استراتيجيتها في الحرب من أجل استعادة الردع الذي كان قائما، بل من منظور الفرص التي أوجدتها لنفسها، لإحداث تحول عميق في صراعها المباشر مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان وصراع الوكالة مع إيران".
ويعتقد الباحث الأميركي بوهل أن الموقف الذي أبداه بزشكيان له ديناميكيات متعددة، أولها أن الرئيس الإيراني تم انتخابه على أساس برنامج انتخابي معتدل نسبيا، ولذا فهو ملتزم بهذا التفويض.
ويذهب مسار آخر باتجاه "غياب الضرورة الملحة لتدخل إيران المباشر، خاصة أن المنطقة لم تصل إلى مرحلة الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله"، بحسب بوهل.
"الطرفان في حيرة"وتريد إسرائيل من "حزب الله" أن ينسحب من الحدود ويتنازل عن المنطقة العازلة التي طالب بها، بحسب الباحث الأميركي بوهل.
ويعتقد أن "إسرائيل مهتمة الآن بشن حملة جوية مكثفة لتدمير البنية الأساسية لحزب الله في تلك المنطقة وتهيئة المنطقة لغزو بري محتمل".
وتعد خطوة "الغزو البري" إجراء أخيرا لن يتم اللجوء إليه، إلا إذا تمكن "حزب الله" من مقاومة هذه الحملة الجوية ضده، وفقا لذات المتحدث.
ولم يستبعد المسؤولون الإسرائيليون، الاثنين، أن يلجؤوا لخيار الاجتياح البري.
وفيما يتعلق بـ"حزب الله"، لم يصدر أي بيان من جانبه حيال التطورات الأخيرة، دون أن يشمل ذلك مسألة الإعلان عن توجيه قصف بالصواريخ إلى داخل إسرائيل.
ويتوقع آرون لوند، وهو خبير في "مؤسسة القرن"، يركز على سياسات الشرق الأوسط، أن تظل العلاقة بين إيران و"حزب الله" متينة، لكنه يقول إن "الطرفين في حيرة بشأن كيفية الرد على التصعيد الإسرائيلي".
ويبدو أن "حزب الله" فقد السيطرة على التطورات، ولم يعد قادرا على ردع إسرائيل عن المضي قدما بشكل فعال.
ويضيف لوند لموقع "الحرة" أن الجماعة المدعومة من إيران "قد تحتاج إلى إيجاد توازن جديد فيما إذا كانت ستحاول الاستمرار في زعزعة استقرار شمال إسرائيل لزيادة الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة".
ويشمل الهدف من "التوازن الجديد" محاولة "ردع المزيد من التقدم الإسرائيلي والهجوم البري المحتمل".
ومن غير الواضح إلى أي مدى يمكن لإيران أن تساعد في الأمد القريب، رغم أن التهديد بشن هجمات صاروخية وطائرات من دون طيار، كرد متأخر على مقتل إسماعيل هنية، قد يلعب دورا في الحسابات الإسرائيلية، بحسب الخبير في مؤسسة "القرن".
وفي المقابل يرى الباحث في الشأن الإيراني، سعيد شارودي، أن "إيران لن تترك حزب الله في الحرب ضد إسرائيل كما الحال الذي اتبعته في سوريا خلال عقد من الزمن".
ويقول شارودي، المقيم في طهران لموقع "الحرة"، إن "إيران لديها معرفة تامة بجاهزية وقدرات حزب الله، وهي في حال اتصالات متواصلة وتنسيق تام معه على مدار الساعة فيما يخص تطورات ومجريات الأمور في الميدان".
وفيما يتعلق بحالة التصعيد القائمة، يضيف الباحث الإيراني إن بلاده "لا تشعر أن حزب الله بحاجة إلى أي تدخل مباشر من قبلها في الوقت الراهن".
كما يتابع أنها "متأكدة من قوته وقدرته على إدارة الحرب ضد إسرائيل بكفاءة عالية، تمكنه من إفشال مخططات وطموحات الأخيرة العسكرية والسياسية".
"سيناريوهان"وخسر "حزب الله" إثر ضربات إسرائيلية قادة كبار في الصف الأول، كان أبرزهم قبل إبراهيم عقيل، القيادي العسكري الأول فؤاد شكر.
وتقول إسرائيل الآن إن ضرباتها تستهدف بنى تحتية ومنازل يستخدمها الحزب لتخزين الأسلحة والصواريخ ولشن الهجمات.
ويرى راز زيمت، وهو باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) بتل أبيب، أنه "لا يوجد في المرحلة الحالية سبب حقيقي لإيران للتدخل المباشر في القتال الدائر".
ويوضح أنه، على عكس التقييمات (المتفائلة بشكل مفرط) بشأن "هزيمة حزب الله" فإن التقييم في إيران هو أنه رغم تدمير قدرات الأخير والضربات الثقيلة التي وجهت له الأسبوع الماضي "فإن إسرائيل لا تملك القدرة على هزيمته".
ويمكن لإيران زيادة الضغط على إسرائيل في المرحلة المقبلة من خلال استخدام الميليشيات الموالية لها من العراق وسوريا واليمن، لكن من المشكوك فيه للغاية أن تغير منطقها في هذا الوقت، بحسب زيمت.
وبينما لا يستبعد الباحث أن تغير إيران تقييمها لقدرتها على الاحتفاظ بـ"حزب الله" كذراع استراتيجي لها لردع إسرائيل والرد على أي هجوم على منشآتها النووية، وهو ما قد يؤدي إلى تورط إيراني مباشر في الحملة يتوقع حصول سيناريو آخر.
ويستعرضه بالقول: "من الممكن أن نفترض أنه في هذه المرحلة الخطيرة سوف تكون الضغوط الداخلية (في لبنان وإسرائيل)، والخارجية (من جانب المجتمع الدولي)، كبيرة إلى الحد الذي قد يجعل من الممكن فرض وقف إطلاق النار على الطرفين، بصرف النظر عن سلوك إيران".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الشرق الأوسط وحزب الله فی لبنان حزب الله من جانب من أجل فی حال
إقرأ أيضاً:
نعيم قاسم: إسرائيل خسرت في امتحان الشرف وانهزمت في لبنان وغزة
قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن “العدوان على لبنان كما غزة، كان عدوانا بدعم عالمي أمريكي غربي لا يخضع لقوانين ولا يراعي حرمة، يقتل البشر ويدمر الحجر والشجر والحياة بلا ضوابط”، ولفت إلى أن “هناك فارق شاسع بين القدرة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية الضخمة وبين قدرة المقاومة”.
وأكد على أن الاحتلال الإسرائيلي فشل أخلاقيا وإنسانيا في محاولته القضاء على حماس والمقاومة اللبنانية، وظهر كقوة ضعيفة يعتمد على الدعم الأمريكي اللامحدود.
وأشاد بصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته، أنه يستحق الحياة والتحرر الكامل من البحر إلى النهر. كما عبر عن فخره بالمسيرة الشعبية العظيمة من جنوب غزة إلى شمالها، مهنئاً بالإفراج عن الأسرى وموجهاً التحية للشهداء والجرحى والصامدين.
وأضاف في كلمة متلفزة له مساء الاثنين حول آخر التطورات “مهما راكمت المقاومة من قدرات، يجب أن نعترف ونكون واضحين جدا، يوجد تفوق عسكري استثنائي إسرائيلي أمريكي في مقابل القدرات العسكرية الموجودة عند المقاومة”، وتابع “في المقابل، المقاومة خيار، خيار عقائدي وسياسي ووطني وإنساني لمواجهة الاحتلال ومواجهة أطماعه، وتحرير الأرض المحتلة”، ولفت إلى أن “هناك فارق شاسع بين حق المقاومة وقوة مشروعها المقدس، وبين باطل الاحتلال والعدوان وعدم مشروعيته”.
وأوضح قاسم “الحق ينتصر على الباطل والحق أقوى من الباطل”، وتابع “إذا نحن أمام مشهدين: مشهد تفوق عسكري إسرائيلي، ومشهد تفوق حق المقاومة وإرادة المقاومة على باطل الاحتلال”، واكد “نحن أقوى بإيماننا وخيارنا وحقوقنا من احتلالهم وعدوانيتهم”، واعتبر انه “من الخطأ أن نركز على القوة العسكرية كمقارنة بل يجب أن نركز على قوة الإيمان والالتزام والإرادة والمقاومة والمواجهة والتضحية والقدرة على تحمل كل الصعوبات في مواجهة إسرائيل”.
وقال: “سجلوا لديكم، هذا نصر وقد أرادت إسرائيل وأمريكا إنهاء المقاومة”، واشار إلى أن “إسرائيل جاءت بخمس فرق، بتعداد حوالي 75,000 جندي وضابط مع إجرام وقوة مفرطة من أجل تحقيق هذا الهدف”، واضاف “تصدت المقاومة، المقاومة بكل أطيافها. المقاومة الإسلامية، مقاومة حزب الله، مقاومة حركة أمل، الجماعة الإسلامية، الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكل المقاومين الآخرين من الأطراف المختلفة، الذين واجهوا، تصدت المقاومة بثبات أسطوري وشجاعة استثنائية، وتصميم استشهادي”، وأكد أن “هذا التصميم الاستشهادي الحسيني للمقاومين والمجاهدين أثبت نفسه في الميدان، كل الناس كانوا يرون”.
وعن مقاتلي وعناصر المقاومة، قال قاسم “هم شجعان المقاومة الثابتون على الأرض، الذين أعاروا جماجمهم لله تعالى وتحملوا تضحيات شعبنا الكثيرة والكبيرة وارتقى قادة شهداء على رأسهم سيد شهداء المقاومة والأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه”، واضاف “هذه المقاومة برزت متماسكة وقوية، واستعادت القيادة والسيطرة”، وتابع “ملأت الشغور على مستوى القيادة بعد عشرة أيام من الزلزلة التي حصلت، حيث تم انتخاب أمين عام وتكليف بدائل من القيادات المختلفة في كل المواقع الجهادية دون استثناء”، واوضح “من 27 أيلول إلى 7 تشرين الأول، عشرة أيام عشنا أصعب الأيام، وهي نتاج خطة إسرائيلية محكمة بتسديد ضربة قاضية لحزب الله، لكننا استعدنا حضورنا بقوة الإيمان وخيار المقاومة استعدنا حضورنا بهذا الزخم الذي أعطانا إياه سيد شهداء الأمة”.
وأكد: “استعدنا حضورنا بالترتيبات التي قمنا بها وبملء الفراغات القيادية وبالثبات في الميدان”، واضاف “نحن مع هذه الآية الكريمة نكون قد جسدنا وحددنا وضعنا في تلك اللحظات، قال تعالى: ألم يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب”، وتابع “سجلوا لديكم هذا نصر”، واوضح “تصاعدت عمليات المقاومة ولم يتقدم الإسرائيلي على الحافة الأمامية إلا مئات الأمتار، كل ذلك بفضل ثبات المقاومين والمجاهدين الأسطوريين”.
وقال قاسم “كان أهلنا النازحون متماسكين متوكلين على الله يشكلون دعماً حقيقياً للجبهة”، وأكد أن “المجاهدين في الجبهة كانوا مطمئنين إلى أهلهم الثابتين، والأهل كانوا مطمئنين للمقاومين الثابتين في داخل الجبهة”، وتابع “الشعب اللبناني بطوائفه ومناطقه كان وفياً وحاضناً، كما قدم الجيش اللبناني التضحيات والدفاع المدني والهيئات الصحية وذلك بشجاعة مميزة، وكذلك قام الإعلام بدور مهم في هذا المجال”، واضاف “لا ننسى مساندة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني بالدعم للنزوح وكذلك الشعب العراقي بهذا الدعم مع كل المسؤولين والمعنيين في هذين البلدين، إضافة لمن قدم مساعدات من هنا وهناك”.
ولفت إلى أنه “النتيجة كانت انسداد الأبواب أمام العدو الإسرائيلي، فلم يستطع أن يتقدم على الجبهة ولم يتمكن من إحداث فتنة داخلية بين الطوائف في لبنان ولم يتمكن من إنهاء المقاومة واستمرت قوية في الجبهة مع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وخسائر في كل الكيان الإسرائيلي”، وأشار إلى انه “لا أمن ولا استقرار مع تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية وعملية ونفسية وهذا كله كان يبرز في الميدان”، وذكر انه “أمام هذا الاستنزاف وأمام هذه المراوحة، جاء طلب إسرائيل من خلال أمريكا بوقف إطلاق النار”، وتابع “وافقنا مع الدولة اللبنانية على وقف إطلاق النار، وهذا انتصار، سجلوا هذا نصر”.
وفي سياق متصل، قال قاسم “وجهة نظرنا بما حصل ونحن نريد أن نشارك الناس وهذا خطاب لجمهور المقاومة”، وأضاف “هنا أود أن ألفت النظر لجمهور المقاومة، أعني بذلك بيئة المقاومة المباشرة، التي تشمل كل المقاومين دون استثناء، وأيضاً كل الذين يؤيدون ويدعمون، سواء كانوا في لبنان أو في العالم أو في المنطقة”، ولف إلى ان “هؤلاء كلهم يشكلون جمهور المقاومة، لأن المقاومة ليست مجرد مجموعة من الأفراد، بل هي جماعة كبيرة ممتدة، رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخا تعطي في كل المجالات”، واضاف “هنا، سأتحدث عن المصارحة، جمهور المقاومة صلب ومصمم وأنا واثق بهذا الجمهور لأنه جمهور التربية الحسينية التي تعطي وتضحي، جمهور الإمام الخميني قدس الله روحه الشريف، الذي كسر الشاه وأحدث زلزالاً في المنطقة وفي العالم بانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران”، وتابع “جمهور الإمام الصدر الذي فتح الباب ليكون إماماً للمقاومة، وجمهور السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، الذي دخل القلوب والبيوت وكل الأماكن، من دون أي حواجز”.
وأشار إلى أن “بعض هذا الجمهور لديه تساؤلات وتفاجأ بما حصل، وهذا حق مشروع، إذ أن الحادث كان كبيراً جداً والحرب كانت كبيرة جدا”، وأوضح أن “بعض النتائج لم تكن متوقعة، ومن الطبيعي أن تحصل هناك أسئلة. سأوضح الإجابة عن هذه الأسئلة: الإمكانات التي راكمناها كمقاومة، لدينا صواريخ وطائرات مسيرة والمناورات التي أبرزت قوتنا الاستثنائية”، واضاف “ظن الكثيرون أننا سنهزم إسرائيل عسكرياً بالضربة القاضية إذا حصلت معركة بيننا وبينها واعتبروا أن هذه القوة كافية لهزيمة إسرائيل عسكرياً، وهذا كان موجوداً في العقل الباطني”.
وقال قاسم “قدرة الردع التي حققناها خلال 17 سنة، حيث لم يستطع الإسرائيلي أن يقوم بأي إجراء بسبب خوفه من ردة الفعل، جعل ذلك الناس يعتبرون أن قوتنا العسكرية بمستوى الردع الكبير والحقيقي”، وتابع “التحرير سنة 2000 وانتصارنا في حرب تموز سنة 2006، بالإضافة إلى انتصارنا على داعش والتكفيريين سنة 2017، أعطت انطباعاً بأننا دائماً منتصرون عسكرياً، بسبب التفوق الموجود لدينا”، ولفت إلى أن “جمهورنا لم يتوقع أن نخسر هذا العدد الكبير من القيادات وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومة في فترة زمنية قصيرة وبانتشار كبير، لم يتوقعوا أن يحصل هذا وحتى نحن لم نتوقع”، وتحدث عن “الانكشاف المعلوماتي وسيطرة العدو على الاتصالات والذكاء الاصطناعي وسلاح الجو الذي غطى لبنان بكامله كانت من العوامل المؤثرة في الضربات التي وجهت للمقاومة”، وأشار إلى أن “هذه ثغرة كبيرة جداً، ونحن نجري الآن تحقيقاً لأخذ الدروس والعبر واتخاذ الإجراءات اللازمة”.
وأوضح أنه “بالاستنتاج، المقاومة لا يمكن أن تكون أقوى عسكرياً، ولا يمكن الاعتماد على غلبتها كغلبة عسكرية”، وأكد أن “المقاومة غلبتها على إسرائيل بإيمانها، بشبابها، بنسائها، بأطفالها، بشيوخها، بعطاءاتها، بدماء قادتها وبالتضحيات التي تقدم، هكذا تنتصر المقاومة”، وتابع “المقاومة قوية بقراراتها، بإرادتها، وبالمؤمنين بها، كما أنها أقوى بصمودها وتحمل التضحيات الكبرى واستمراريتها”، واضاف “لقد حصدنا في هذه المعركة الحسنيين: الشهادة والنصر”، وقال “استشهد لدينا قادة وأعزاء ومجاهدون ونساء وأطفال ورجال، وفي آن معاً، الباقي انتصر لأنه بقي في الميدان، ولأن المقاومة مستمرة”، وشدد على ان “هذا النصر هو بصمودنا واستمرارنا، سجلوا لديكم هذا نصر”.
وعن وقف إطلاق النار، قال “وافقنا على وقف إطلاق النار لأنه معتدى علينا والمعتدي طلب أن يوقف اعتداءه بشروط”، وتابع “نحن وافقنا لأننا لا نريده بالأصل ولم نقرر الحرب ابتداء ومن الطبيعي أن نقبل بوقف إطلاق النار، بصرف النظر عن بعض الشروط التفصيلية”، واوضح “وافقنا على الاتفاق على قاعدة وقف إطلاق النار لأن الدولة قررت التصدي لحماية الحدود وإخراج إسرائيل”، ورأى ان “هذه فرصة لتؤدي الدولة واجباتها وتختبر قدرتها على المستوى السياسي”، واضاف “وافقنا لأن العدوان بدأ على حزب الله لكنه تجاوز إلى كل لبنان”، واعتبر ان “على لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته ودولته وكل القوى السياسية أن يتحملوا مسؤوليتهم في إخراج المحتل وحماية السيادة الوطنية. هذه مسؤولية على الجميع”.
ولفت قاسم إلى انه “مع الاتفاق، أصبحنا في مرحلة جديدة، التزمنا كحزب الله ومقاومة إسلامية وكل المقاومين معنا التزمنا بالكامل بعدم خرق الاتفاق”، وتابع “لكن إسرائيل خرقت الاتفاق حوالي 1350 مرة جوّاً وبراً وبحراً، سواء بالقصف أو الاعتداء أو تدمير البيوت أو تدمير الحياة”، واضاف “نحن التزمنا كحزب الله وكان هناك تداول بيننا وبين السلطة السياسية بشكل دائم”، واشار إلى انه “في مرحلة من المراحل، فكرنا أن نرد على الخروقات، لكننا اعتبرنا أنه من الأفضل أن نصبر قليلا رغم حالة الشعور بالمهانة لان إسرائيل تصرفت بطريقة فيها إزعاج ومحاولة انتقام، لكننا التزمنا، وإسرائيل لم تلتزم”، وقال “اعتبرنا أن الستين يوماً ستمر وبصبرنا وإن شاء الله سيكون الوضع أفضل. الحمد لله، مشهد العودة الذي كان أثناء الاتفاق يعني في 27 تشرين الثاني الساعة 4:00 صباحا شهدنا سيل السيارات والعائدين إلى الجنوب، إلى الضاحية، إلى البقاع، وإلى كل مكان”، وذكّر “كانت أفراح النصر موجودة بشكل واسع جداً، حتى في ذلك اليوم، قلت لكم إنني تأخرت يومين عن الكلام، وفضلت أن أرى إعلان الناس عن النصر”.
وقال: “نعم انتصرنا لأننا استعدنا هذه الأرض ولأن المحتل توقف عند حد ولأن المحتل سيخرج وسينسحب غصباً عنه بسبب هذا الصمود وبسبب هذه التضحيات من المقاومة ومن الناس”، وتابع “احتفالات النصر عمت كل المناطق وكان واضحاً أن المقاومين في الميدان لم يغادروا الميدان لحظة واحدة ورؤوسهم مرفوعة”، وأكد “المقاومة قوية وثابتة، سجلوا لديكم هذا نصر”.
وعن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف اطلاق النار، قال إن “مشهد الخروقات الإسرائيلية كان مؤلما، لكننا قررنا أن نصبر وأن تتحمل الدولة مسؤوليتها”، وتابع “للأسف، الراعي الأمريكي للاتفاق هو نفسه الراعي للإجرام الإسرائيلي والموجه للإجرام الإسرائيلي، لم يمارس أي دور تحذيري، بالعكس، كان يسهل لإسرائيل ويبرر لها”، واضاف “طالبنا الدولة أن تضغط، تحركت الدولة على كل مستوياتها، ولكن أميركا تعمل كما يحلو لها ومع ذلك، لم نعط أي ذريعة واعتبرنا أن الدولة هي المعني الوحيد والأساس في مواجهة هذه الفترة في مواجهة إسرائيل”.
وقال: “كثيرون من السياديين لم ينتقدوا، لم نسمع خلال 60 يوماً انتقاداً للخروقات الإسرائيلية، مع العلم أن أصواتهم تعلو فقط عندما يتعلق الأمر بشيء يهم أمريكا أو اتجاههم المعادي للمقاومة”، واضاف “عجيب أمرهم هذا لبنان لنا ولهم وهو وطن الجميع”، وتابع “دائماً نقول إن شركائنا في الوطن هم حتى الذين يختلفون معنا، ما سمعنا منهم شيئاً، مع أن إسرائيل لم تتوقف عن خروقاتها، لم يطالبوا أميركا ولم يرفعوا الصوت ولم يساعدوا الدولة على هذا الأمر” ورأى “أنهم مسؤولون فقط عن وضع العقبات، لكنهم شاطرون حينما يقولون إنه لا يمكننا الانتصار، انتصرنا، ومن يعجبه فليعجبه”.
وأشار إلى أن “الاتفاق على سكة الدولة ونحن كنا على الموجة ذاتها وهنا السؤال الكبير، ماذا فعلتم أنتم؟ ما جرى؟ في خرق الاتفاق ما يؤكد حاجة لبنان للمقاومة”، وتابع “شنت علينا حملة مضادة، حتى أثناء الحرب وكان أغلب هذه الحملة داخلية وقسم منها خارجي، حتى يصوروا أننا مهزومون”، وسأل: “لماذا مصلحتكم أن تصوروا النصر هزيمة؟ إنهم يسعون لإضعاف معنويات جمهورنا”، واضاف “لكنني أقول لكم، هذا الهدف بإحباط المعنويات لن يتحقق، فالمقاومة انتصرت والمقاومة دائماً منصورة بشهدائها، منصورة بتضحياتها، منصورة بنصرها المادي، منصورة باستمراريتها، انتصرت بإيمانها وإرادتها وهي ثابتة في حضورها واستمراريتها”.
وأكد قاسم “انتصرنا بوقف إطلاق النار وبسبب الصمود والثبات والمواجهة من المقاومين، انتصرنا بعدم تحقيق هدف العدو في إنهائنا، انتصرنا بهذا الشعب الأشرف والأعظم الذي زحف إلى القرى الأمامية في اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار في الساعة 4:00 صباحاً في 27 تشرين الثاني”، واضاف “المقاومة انتصرت مجدداً بهذا الشعب الذي زحف مجدداً إلى القرى الأمامية، رغم عدم الانسحاب الإسرائيلي، وفي مواجهة مباشرة معه”.
وقال “مشهد الشعب المقاوم، ألا نسجل له الانتصار؟”، وتابع “رأينا أن القرى المختلفة تعج بسكانها وسكان آخرين ذهبوا إلى أرضهم، يقفون بالصدور العارية في مواجهة المحتل”، وذكر “بالآية الكريمة التي تحمل شعارهم: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، هي تجسيد لصمودهم”، واضاف “شاهدتم المشهد، زحف الناس التحريري وزحف هذا الشعب المقاوم الشريف النبيل ولاحظتم المرأة بعباءتها تقف متحدية الدبابات والرشاشات والجنود، لاحظتم الرجال والنساء والشباب كيف يقبلون مع أطفالهم لا يخشون إطلاق النار ويتصدون متحدين”، وأكد ان “هؤلاء الناس لديهم كرامة والذي لديه كرامة يقف ويزحف لمواجهة إسرائيل”، ورأى ان “هذا الشعب جدير بالحياة واستعادة الأرض ولا يمكن هزيمته ولا يمكن الاستمرار في احتلال أرضه حتى لو تآمرت إسرائيل وأمريكا”، وشدد على انه “يجب أن تخرج إسرائيل من أرضنا المحتلة”.
ولفت إلى ان “المقاومة ليست فقط من تقاتل بسلاحها، بل هي الحضور المواجه للعدو الإسرائيلي في المواقع المختلفة”، وأكد ان “ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وضعت حدًا لإسرائيل من أن تصل إلى بيروت أو جنوب نهر الليطاني”، واضاف “الجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال، الحكومة، الشعب، المقاومة، جميع الأطياف السياسية والطوائف”، وتابع “نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب وللمقاومة الحق في أن تتصرف بما تراه مناسباً حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها”.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، قال قاسم “أثناء الحرب أنا صرّحت بشكل مباشر مرتين، قلت أنّنا تحت سقف الطائف والدستور وأنّنا متمسكون بأن يتم انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني”، واوضح “هذا كان رد مباشر على كل الذين ينعون وجود الحزب، وأيضًا على أنّنا في الوقت الذي نُقاتل فيه إسرائيل عندنا اهتمامات داخلية، لكن هذا سقفنا”، ولفت إلى ان “الثنائي أنجز الخيار الرئاسي التوافقي من خلال انتخاب فخامة الرئيس جوزيف عون، وطبعًا لولا مشاركة الثنائي لما كُنّا في حالة توافقية ولا ما تم انتخاب الرئيس في هذا الموعد بهذه الصورة النبيلة الممتازة التي تُعبّر عن وحدة وطنية”، وتابع “نحن هذه مساهمتنا، نحن نساهم عندما يكون هناك وحدة، نساهم عندما يكون هناك توافق ونُنجز وهذه قوة، قوة للثنائي الشيعي الوطني، نعم قوة، لكن هذه قوة مشكورة، قوة مأجورة”.
وأشار إلى أن “البعض حاول في خلوة معينة محاولة تعسير وضع العهد ومحاولة الإتيان برئيس للحكومة تحت عنوان أنهم سيضعوه في وجهنا أو سيفتعلوا مشكلة معنا”، واضاف “طبعًا مرّ يومين ثلاثة كانوا صعبين قليلا، مُزعجين على المستوى النفسي، لكن نحن تصرّفنا بحكمة لأنّه نريد توافق ونريد بلد ونريد حكومة ودولة تقف على قدميها ونريد وفاق وطني والتعاون مع الرئيس المُكلّف والحمد لله الأمور بيننا وبينه سالكة”، ولفت إلى ان “تعقيدات التأليف ليست عندنا بل عند الآخرين الذين خرجوا أول ما سمّوا وقالوا لا نريد وزراء ولا نري أن نتدخل وسنترك يده مفتوحة”، واوضح “كل شخص منكم أصبح يريد حصة وأصبحتم تقيسون الحصص مع الآخرين وتريدون أن تأخذوا مكتسبات ولا أحد يرضى، المشكلة عند الآخرين”، وتابع “أنا أقول لكم بيننا وبين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الأمور سالكة بحمد الله تعالى وليس عندنا مشكلة ولا توجد عقبات”.
ورأى أن “أول مهمة لهذه الحكومة، الوحدة الوطنية على مستوى الوطن وليس على مستوى التشكيل، فالرئيس هو يختار طريقة التشكيل – حتى تُواجه التحديات الداخلية والخارجية”، واضاف “ثاني مهمة إخراج إسرائيل بكل الوسائل من لبنان، ثالث مهمة إعادة الإعمار”، واوضح “أنتم تعرفون أنه لحد الآن الحزب استطاع أن يُجري مسحًا لـ 270 ألف وحدة سكنية واستطاع أن يُقدّم مساعدة ترميم وما شابه وإيواء لحوالي 200,000، هذا إنجاز كبير جدًا، طبعًا نحتاج بعد لقليل من الوقت، أنا أطلب من الناس ألا يضوجوا، الرقم كبير والذي قمنا به الآن أحسن بمرات من الذي عُمل به في عام 2006″، وشكر “لجنة الإعمار وجهاد البناء ولجنة وعد والتزام، مع التنفيذ، مع المناطق، مع كل الذين عملوا في هذا الإطار، لأنّه في الحقيقة أنجزوا إنجازًا عظيمًا”، واشار إلى ان “الموضوع الرابع يجب أن نستكمل بناء المؤسسات من أجل مشروع النهوض والإنقاذ، والخامس يجب أن نعيد الحقوق إلى أصحابها والسادس يجب أن نواجه الفساد والمفسدين”.
من جهة ثانية، بارك قاسم “للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومته في غزة والضفة الغربية، وأراضي 48، على إنجاز وقف إطلاق النار”، واضاف “لا بد من التبريك لشركاء النصر للجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخامنئي دام ظله على كل الدعم الذي قدم لهذا الشعب وهذه المقاومة”، وتابع “الشكر لليمن العزيز الذي قدم وضحى ولا يزال حتى الآن وللعراق العزيز بشعبه ومرجعيته وحشده وللبنان الذي قدم عطاءات باسلة ومهمة، ودماءً وتضحيات، قدم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه في مشروع مساندة غزة”، وأكد ان “هذا النصر هو نصر للشعب الفلسطيني ولكل شعوب المنطقة التي واجهت وجاهدت، ولكل أحرار العالم الذين أيدوا ودعموا”، وأشار إلى ان “هدف طوفان الأقصى تحقق بعودة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد على المستوى العام في العالم، حتى في الغرب وثبتت مشروعيتها واستمراريتها، وها هي تحرر أسراها، وهذا انتصار حقيقي للشعب الفلسطيني”.
وشدد على أن “إسرائيل سقطت في امتحان الشرف والإنسانية وانهزم مشروعها في محاولة تدمير حماس والمقاومة”، وتابع: “برزت إسرائيل كمجموعة مجرمة، محاربة تعمل على إبادة الجنس البشري. ولم تستعد محتجزيها إلا باتفاق، وتبين أنها ضعيفة جداً، لأنها لم تكن لتستمر أسبوعاً واحداً لولا الدعم الأمريكي المفتوح جواً وبحراً وبراً بكل الإمكانات”، وأكد ان “هذا الشعب الفلسطيني جدير بالحياة وجدير بالتحرير، وسيصل إن شاء الله إلى تحرير أرضه من البحر إلى النهر”، وسأل “ما هذا الزحف الهادر الذي انطلق من جنوب غزة إلى شمال غزة؟”، واضاف “هذا تعبير عن التحرير الشعبي وعن هذا الشعب العظيم الذي قدم التضحيات”، وتابع “مبارك الإفراج عن الأسرى بأعداد كبيرة وبرؤوس مرفوعة والتحية للشهداء والجرحى والصامدين من الرجال والنساء والأطفال”.
في سياق آخر، قال قاسم “استشهد لنا أخ عزيز وهو الشهيد القائد الشيخ محمد حمادي، مسؤول قطاع البقاع الغربي في حزب الله”، واضاف “الشهيد هو من مواليد سنة 1963، ولد في بيت متدين. وكان لصيقاً بالشهيد محمد بجيجي، القائد المهم في تلك المنطقة وقد حمله المسؤولية الإعلامية في سنة 1991، ثم بعد ذلك المسؤولية الثقافية، وهو منذ سنة 1992 مسؤول لقطاع البقاع الغربي”، وتابع “الشهيد محمد حميدي هو قائد بكل ما للكلمة من معنى، وهو رفيق الشهداء، مع الشهيد محمد بجيجي ومع الشهداء الآخرين، هو دائماً يرعى المقاومين في تلك المنطقة ويقدم لهم العون والمساندة”، واشار إلى أن “الشيخ حمادي كان صاحب خلق رفيع، لا يرد سائلاً ولا محتاجاً، محباً للناس، وله شبكة علاقات واسعة جداً مع الطوائف في المنطقة”، وأكد “اغتالته الأيدي الغادرة في تلك المنطقة، تتوجه الأنظار إلى الصهاينة، ولكن لم يكتمل التحقيق بعد، لكن هذا هو المرجح، على كل حال، هذا الشهيد القائد هو واحد من هذه القافلة العظيمة التي قدمت لمصلحة الإسلام”.