أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

في إطار الأبحاث و التحريات المنجزة حول قضية فيديو التحرش الجنسي والعنف في حق فتاة بالشارع العام في مدينة طنجة، نجحت مصالح الشرطة القضائية بالمدينة  مساء يوم أمس الاثنين 23 شتنبر الجاري، في توقيف 3 قاصرين آخرين متورطين في القضية، تبلغ أعمارهم  15 سنة، وتم إخضاعهم للبحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

وكانت عناصر الشرطة بولاية أمن طنجة، قد تمكنت مساء الأحد الماضي، من توقيف قاصر يبلغ من العمر 13 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في نفس القضية، حيث أقدم، رفقة أشخاص آخرين، على تعريض سيدة للعنف والتحرش الجنسي في الشارع العام بمدينة طنجة، حسب شريط الفيديو المنشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي تفاعلها مع الواقعة، أصدرت جميعة التحدي للمساواة و المواطنة بيانا صحفيا معنونا ب "تعنيف والتحرش ومحاولة هتك عرض شابة بطنجة، من قبل قاصرين ورشداء، نتيجة مباشرة لغياب سياسات عمومية فعلية تحمي النساء والفتيات".

وقالت الجمعية إنها تتابع "بامتعاض وأسف "، واقعة تعنيف و التحرش و محاولة هتك عرض شابة بمدينة طنجة من قبل عدد من القاصرين و الرشداء، الذي استغلوا عبور الضحية من ممر عمومي مكتظ باليافعين، لممارسة أفعال مخزية ومشينة،  مجرمة بالقانون 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء و مجموعة القانون الجنائي".  

وتأسف الإطار الجمعوي بعد مشاهدته لشريط الفيديو  موضوع الواقعة، "على تدني قيم عدد من الشباب اليافعين (قاصرين ورشداء) الذين تبنوا منطق العنف و الكراهية ضد النساء و الفتيات، واستغلوا سلطة جماعية تملكوها للحظات ، واعتبروا الشابة المارة من أمامهم (حلقة ضعيفة) يجوز التعدي عليها، وعلى حرمة جسدها، وبالتالي امتهان كرامتها الإنسانية". 

وأشارت جميعة التحدي للمساواة و المواطنة، إلى "أن العمل اليومي الذي تقوم به الجمعية مع نساء و فتيات من مختلف مناطق المغرب، يؤكد أن العنف ضد النساء بمختلف أشكاله وتجلياته، مستمر رغم السياسات العمومية المحدثة، عنفٌ لا تترجمه فقط نازلة الحال و التي تيسر للضحية وسيلة الاثبات في سياقها، و سَهُل  التعرف إلى الجناة من خلالها، لكنها تسائل الآلاف من جرائم التحرش ومحاولات هتك العرض بالفضاء العام و بفضاءات العمل الخاصة وداخل منصات ووسائط التواصل الاجتماعي، لكن الضحايا هنا يستحيل عليهن "الإثبات" الملقى أصلا على عاتقهن مما يقوض ويحد من سبل انتصافهن قضائيا".

وأكدت أن "سن سياسات واستراتيجيات بعناوين حماية النساء من العنف، بقدر ما تؤكد على إرادة لدى الدولة المغربية اتجاه الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة، فإن هذه الإرادة وفي غياب تدابير و إجراءات عملية، و موارد بشرية و مالية كفيلة بتنزيل هذه السياسات والبرامج تظل مجرد إعلان للنوايا، والمناهج التعليمية الوطنية هنا، واحدة من هذه السياسات العمومية المسؤولة بشكل مباشر، عن مثل هذه الأفعال والسلوكيات المشجوبة، في غياب مقاربة النوع الاجتماعي عن أقسام الدراسة، بما تمثله كقيمة ومنهج لتنشئة الأجيال المقبلة على  القيم الإنسانية".

وأضافت أن "ممارسة هذه الأفعال، من قبل قاصرين، يسائل دور الأسرة من جهة، و دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية من جهة ثانية، لكنه يسائل أساسا واقعا ملموسا، فتعنيف القاصرين للنساء و الفتيات، أصبح أمرا متكررا الى درجة الاعتياد، و هو يدفعنا للتأكيد على أهمية تعزيز مقاربة التحسيس و التوعية في صفوفهم داخل المدرسة و خارجها، مع أهمية تشديد المقاربة العقابية في حق ممارسي هذه الأفعال، نظرا لخطورتها و أضرارها الجسدية و النفسية المستمرة في الزمن بالنسبة للضحايا".

وواصلت بالتأكيد على "أن الإعلام الوطني، فاعل أساس في حماية النساء و الفتيات والتعريف بمعاناتها اليومية مع العنف المبني على النوع، وبدون انخراط جدي لهذا المجال الحيوي ستظل قضايا المرأة المغربية، مغيبة عن النقاش العمومي".  

وطالبت الجمعية بكل إلحاح من الجهات المعنية، "بسن تشريعات جنائية كفيلة بزجر الجناة في جرائم العنف و العنف الرقمي ضد المرأة، اعتبارا لمحدودية تطبيق مقتضيات القانون 103.13 المتعلق بالعنف ضد النساء و الفتيات، الذي بلغ مداه، و أكدت تقارير رسمية محدوديته، وإعمال تدابير تنظيمية عملية تكفل إمكانية، التقاط و تسجيل ما يقع بالشارع العام (من سلوكات مشينة و مجرمة)، بما ييسر سبل الإثبات على النساء ضحايا جرائم العنف". 

كما طالبت "من الجهات القضائية المعنية، و في مقدمتها رئاسة النيابة العامة، بإعمال صلاحياتها القانونية في متابعة مختلف المشتبه بهم، ارتكاب جرائم تتعلق بالمس بالمرأة بسبب جنسها، وكذا التسريع بمعالجة الشكايات الموضوعة من قبل النساء و الفتيات في جرائم العنف الممارس ضدهن، ومن الجماعات الترابية، التي ألزمها القانون بإرساء برامج وتدابير من ضمن اختصاصاتها الذاتية، تتعلق بمقاربة النوع الاجتماعي، و حماية المرأة و تمكينها، أن تتدخل بالمساهمة في التحسيس، عبر اللوحات الاشهارية التابعة لها و الموجودة في مختلف المدن المغربية، من خلال تعريف عموم المواطنات و المواطنين بمخاطر تعنيف النساء على المجتمع ككل و بسبل الولوج للعدالة و الانتصاف القضائي".

وختمت الجمعية البلاغ بمطالبة وسائل الاعلام الوطنية، أن تساهم بالقدر الكافي في فتح النقاشات العمومية حول أوضاع النساء بالمغرب، ولا سيما حينما يتعلق الأمر بالانتهاكات الجسيمة لحقوقهن و كرامتهن.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: النساء و الفتیات ضد النساء العنف ضد من قبل

إقرأ أيضاً:

حصاد الذهب الأصفر.. موسم زواج الفتيات في قرى قنا| شاهد

"الذهب الأصفر" من أهم المواسم للكثير من المزارعين بقرى محافظة قنا، حيث ينتظرونه بعد عدة شهور من العناء والاهتمام بالمحصول، لجنى الثمار والأموال عقب بيع المحصول للأهالى أو التوريد للشون والصوامع المنتشرة بكافة مراكز المحافظة، والتي يعتمدون عليها بشكل رئيس في زواج فتياتهم، مع قدوم فصل الصيف، الذى يعد الموسم الرسمي للزواج في القرى.

حصاد القمح الموسم الأهم بقنا

موسم حصاد القمح لا يقل أهمية في محافظة قنا، عن موسم حصاد محصول قصب السكر، وإن كانت مساحة القصب الأكثر حيث تبلغ المساحة المنزرعة بالقصب حوالى 120 ألف فدان، فيما تبلغ المساحة المنزرعة بمحصول القمح للعام الحالى 88 ألفًا و262 فدانًا، لكن مجىء حصاد القمح في فصل الصيف يعطى أهمية أكبر للذهب الأصفر، فضلاً عن ارتفاع عدد المزارعين المستفيدين من حصاد القمح مقارنة بالقصب، حيث يحتاج القصب لزراعته في مساحات كبيرة، في حين أن القمح يمكن زراعته في مساحات صغيرة.

مع بدء تحول سنابل القمح من اللون الأخضر إلى الأصفر، يبدأ الكثير من المزارعين وأصحاب الأراضى، في تجهيز فتياتهم بما يحتاجونه من أجهزة ومستلزمات، والبدء في تحديد موعد الزفاف، حيث تمر مرحلة الخطر التي قد يتعرض فيها المحصول للتلف، وتبدأ بعدها عملية الحصاد، إما بالإستعانة بعمال اليومية في حالة المساحات الصغيرة، أو الاستعانة بالآلات والمعدات الحديثة فى المساحات الكبيرة. 

قال محمد عبدالناصر" مزارع"، حصاد القمح هو موسم خير للجميع، فالمزارع يجنى ثمار تعب وجهد ما زرع وأنفق من أسمدة ومياه حتى يصل المحصول إلى بر الأمان، كما يستفاد الكثير من عمال اليومية من حصاد المحصول، نتيجة عملهم بالحصاد والحصول يومية مناسبة وكمية من القمح، إضافة لأصحاب التروسيكلات أو السيارات التي تنقل المحصول.

اعرف سعر الأردب.. مديرية تموين قنا تعلن أسعار توريد القمح للموسم الجديدمحافظ قنا يطلق إشارة بدء موسم حصاد القمح من إحدى مزارع دندرةاعتماد بيان الأحوزة العمرانية لـ 43 نجعا بمحافظة قنا

وأضاف عبدالناصر، زراعة محصول القمح تبدأ مع بداية شهر نوفمبر من كل عام، ويستمر في الأرض لمدة 5 أشهر، يحصل خلالها على كمية من المياه التي يروى بها على مراحل، وكميات من الأسمدة، فضلاً عن الاهتمام والرعاية الدائمة من الطيور والعصافير، حتى يصل إلى موسم الحصاد، بكميات جيدة تحقق ربح مناسب للمزارع.

88 ألف فدان قمح بقنا

فيما قال حسن القط، وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بـ قنا، إن المساحة المنزرعة بمحصول القمح هذا العام بلغت ٨٨.٢٦٢ فدانًا، ومن المستهدف توريد نحو ٢٢٧ ألف طن من القمح المحلي، مع توقعات بتجاوز هذه الكمية مقارنة بالعام الماضي بفضل انتظام عملية التوريد وارتفاع الإنتاجية.

وأشار وكيل وزارة التموين بـ قنا، لى أن معدل التوريد اليومي يبلغ ١٢٠٠ طن، يتم استقبالها من خلال ١٢ نقطة استلام موزعة جغرافيًا على مستوى المحافظة ما بين صوامع، وبناكر، وشون مطورة، لضمان مرونة عملية التوريد وسهولتها، ومنع التكدس، لافتاً إلى أن محافظة قنا تضم ٤ صوامع رئيسية، مجهزة بأحدث التقنيات التخزينية التي تضمن الحفاظ على جودة المحصول، وأن هناك متابعة مستمرة من قبل مديرية التموين بقنا لتذليل أي عقبات قد تواجه الموردين، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية.

وشدد القط، علي ضرورة مواصلة عمل غرف العمليات المركزية بديوان عام المديرية، وأخرى فرعية في جميع الإدارات التموينية على مستوى المحافظة، لمتابعة منظومة استلام وتوريد الأقماح أولًا بأول، وتذليل أي عقبات قد تواجه المزارعين والموردين على أرض الواقع، بما يضمن انتظام واستقرار عمليات التوريد وتحقيق المستهدف بكفاءة عالية.

2200 جنيه لأردب القمح

وأوضح وكيل وزارة التموين بـ قنا ، بأن أسعار توريد القمح لهذا الموسم جاءت على النحو التالي 2200 جنيه للأردب زنة 150 كجم بدرجة نظافة 23.5 قيراط، و 2150 جنيه للأردب بدرجة نظافة 23 قيراط، و 2100 جنيه للأردب بدرجة نظافة 22.5 قيراط.

وكان الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، أطلق صباح اليوم الثلاثاء، إشارة بدء موسم حصاد القمح المحلي، من داخل مزرعة بطريق معبد دندرة، بنطاق مركز قنا، وذلك في إطار خطة الدولة لتحقيق الأمن الغذائي وفقًا لرؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية الرامية إلى تعزيز الاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية، كما تابع أعمال استلام القمح، والاطمئنان على انتظام عملية التوريد، صومعة الترامسة المعدنية، ضمن خطة المحافظة لاستقبال محصول القمح هذا الموسم، باعتباره أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية التي توليها الدولة اهتمامًا خاصًا.

وشدد محافظ قنا، على أهمية تقديم كافة التسهيلات اللازمة للمزارعين وموردي الأقماح، وتذليل أي معوقات قد تواجههم، مع الإسراع في إجراءات صرف مستحقاتهم المالية، بما يشجعهم على توريد أكبر كميات ممكنة من المحصول، كما أكد أن القمح يُعد من المحاصيل الاستراتيجية التي تحظى بدعم كبير من القيادة السياسية.

القمح موسم استثنائى

وأضاف عبدالحليم، بأن موسم حصاد القمح لهذا العام يُعد موسمًا استثنائيًا يتطلب تضافر جميع الجهود لضمان تحقيق أهداف الدولة في مجال الأمن الغذائي، موجهاً بضرورة الالتزام بكافة إجراءات السلامة أثناء عمليات الحصاد والنقل والتخزين، مؤكدًا على جاهزية الصوامع والشون بالمحافظة لاستقبال المحصول بما يضمن الحفاظ عليه وتقليل نسبة الفاقد طوال العام.

وأشار محافظ قنا، إلى أن المحافظة بالتنسيق مع مديريتَي الزراعة والتموين، اتخذت كافة التدابير التي تضمن نجاح موسم الحصاد والتخزين، حيث تضم المحافظة 5 صوامع معدنية، و6 شون، وبنكر واحد، بإجمالي 12 موقعًا تخزينيًا، بطاقة استيعابية تبلغ نحو 227 ألفًا و55 طنًا من القمح.

مقالات مشابهة

  • الحكم بالإعدام ضد متورطين في قتل واغتصاب طفلتين عام 2015
  • رئيس جامعة حلوان: لا يتحقق أي بناء لمجتمعات مستدامة بدون تمكين المرأة
  • تحذير أممي من ارتفاع العنف الجنسي ضد النساء والأطفال بالكونغو
  • كواليس ومفاجآت بشأن واقعة التحرش بطالبة مدرسة المرج
  • نقابة الصحفيين السودانيين تدين اعتقال الصحيفة امتثال عبد الفضيل من السلطات العسكرية بمدينة كسلا
  • حصاد الذهب الأصفر.. موسم زواج الفتيات في قرى قنا| شاهد
  • قومي المرأة: النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النادرة
  • سوريا.. اعتقال ضابط كبير بمخابرات الأسد متهم بـ جرائم حرب
  • اعتقال أحد كبار ضباط المخابرات الجوية بعهد النظام المخلوع في سوريا (شاهد)
  • فاكهة غير متوقعة تعالج الضعف الجنسي والحموضة وتقوي القلب