محللان لبنانيان: الحديث عن تدمير قوة حزب الله وهم
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
بيروت- لم ينقشع دخان الغارات الجوية الكثيفة التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق مختلفة في الجنوب اللبناني والبقاع وحتى بيروت، في مؤشر ميداني على القرار الإسرائيلي بالانتقال من التصعيد العسكري مع حزب الله إلى الحرب المفتوحة دون الشاملة حتى سارع المسؤولون السياسيون والعسكريون الإسرائيليون إلى التباهي بأن تل أبيب "أعادت الحزب إلى ما قبل 20 عاما".
وتبارى هؤلاء على إطلاق مثل هذه المواقف، بدءا من رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي الذي أكد أنهم يقومون "بتفكيك قدرات حزب الله التي بناها على مدار 20 عاما"، وصولا إلى وزير الدفاع يوآف غالانت الذي قال إن "تدميرنا عشرات الآلاف من الصواريخ ستكون له تداعيات على قدرات حزب الله".
بالمقابل، أجمع خبيران لبنانيان في تصريحات للجزيرة نت على أن "الادعاءات" الإسرائيلية "كاذبة"، وتدخل في إطار الحرب النفسية التي تخوضها إسرائيل إلى جانب عدوانها العسكري.
وضربا أمثلة عديدة على ذلك، أبرزها أن أغلبية الأهداف التي قصفت هي قرى وبلدات آهلة بالسكان، والدليل أن أغلبية الشهداء هم من المدنيين.
وفي الوقت نفسه، يقر هذان الخبيران بأن الغارات الإسرائيلية الكثيفة على امتداد مساحة جغرافية واسعة في الجنوب والبقاع ووصولا إلى الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال العديد من القادة قد أضعفت قدرة حزب الله بنسبة قليلة، لكن الحزب لا يزال يحتفظ بمفاجآته ولم يستخدم بعد أسلحته الدقيقة وبعيدة المدى، لأنه لا يرغب باندلاع حرب شاملة.
الجمهور المستهدف مختلفيعتقد الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان أن مثل هذه التصريحات الرسمية الإسرائيلية تتناقض تماما مع ما يقوله كبار المعلقين الإسرائيليين، سواء في الصحف أو في وسائل الإعلام المرئية، فهم يطالبون بنيامين نتنياهو بخفض توقعاته وطموحاته حتى لا يقع في الحفرة نفسها التي وقع فيها في قطاع غزة.
ويعتقد شومان أن ما قاله الجيش الإسرائيلي أو مقربون من نتنياهو بشأن "القضاء على نسبة كبيرة من قدرات حزب الله بنسبة تتراوح بين 50% أو أقل أو أكثر" أو حتى "إعادة قدرات المقاومة اللبنانية العسكرية إلى ما كانت عليه قبل عام 2006" هو حديث موجه إلى جمهور الليكود دون غيره، وربما أيضا إلى فئة معينة من جمهور الحريديم الذين يؤيدون وزيري المال والأمن الإسرائيليين".
واستشهد بما يقوله المعلقون الإسرائيليون، وتحديدا في صحيفتي "معاريف" و"يديعوت أحرونوت" عن القدرات العسكرية للمقاومة اللبنانية وتوسيع نطاق استهدافاتها للبلدات والمدن الإسرائيلية في الداخل، وأنها ستظهر في الأيام القليلة المقبلة مثلما قاله مراسل القناة الـ12 الإسرائيلية هارون أفرايم "لننتظر اليوم التالي، لنرَ ما يمكن أن يفعله حزب الله".
ويرى شومان أن الخطاب الإعلامي -الذي يعتقد أنه سياسي وموجه إلى الجمهور الداخلي الإسرائيلي- متناقض تماما مع الواقع العسكري والميداني للمقاومة اللبنانية، ويعتقد أن ما بدأ يحدث اعتبارا من اليوم من توسيع نطاق استهدافات المقاومة ليصل إلى جوار حيفا وتل أبيب والناصرة وعكا وغيرها يضرب الخطاب الإسرائيلي تماما.
يقول المراقبون إن أعداد الضحايا المدنيين المرتفعة دليل على ضعف استهداف قدرات حزب الله (أسوشيتد برس) حرب نفسية ووهمبدوره، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد هشام جابر في تصريح للجزيرة نت أن حزب الله لا يزال يحافظ على قدراته العسكرية في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي "غير المسبوق والغاشم والوحشي"، و"من المستحيل أن يرفع الراية البيضاء، ومن غير الوارد على الإطلاق أن ينصاع للكلام الإسرائيلي، وقد قدّم آلاف الشهداء في سبيل الدفاع عن لبنان وتحقيق أهدافه".
وأشار جابر إلى أن الحديث الإسرائيلي بشأن "تفكيك قدرات حزب الله وإعادته 20 عاما إلى الوراء" مجرد ادعاء إسرائيلي لا يمت إلى الحقيقة بصلة، والدليل هو سقوط شهداء مدنيين أكثر من العسكريين، إذ إن هناك أكثر من 550 شهيدا، 85% منهم من المدنيين، وهذا بحد ذاته يكذّب الرواية الإسرائيلية المزيفة، في حين أن 70% من الأهداف التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي لا علاقة لها بحزب الله إطلاقا.
وشدد على أن هذا الادعاء ينعكس بصورة مغايرة، إذ يزيد تمسك الحزب بالمعركة، كما يزداد التضامن اللبناني معه "حتى الذين كانوا ضده باتوا يقولون إنه يجب التصدي للعدوان، ويدفعهم للتساؤل عن الوقت الذي سيبقى يحتفظ فيه حزب الله بأسلحته وصواريخه الدقيقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قدرات حزب الله
إقرأ أيضاً:
جولة في سيارة من رفح إلى خان يونس توثق الدمار الكارثي الذي تسبب به القصف الإسرائيلي الممنهج
تُظهر لقطات الطريق بين رفح وخان يونس في قطاع غزة حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي ترافقت مع تصعيد الأعمال العسكرية، قبل أن تعلن هدنة أخيرًا.
اعلانوصف النقاد الحملة العسكرية الإسرائيلية بأنها "حملة الأرض المحروقة"، معتبرين أن هدفها كان تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية للقطاع.
في المقابل، أكدت إسرائيل أن جيشها خاض معركة معقدة في مناطق حضرية مكتظة، مشيرة إلى أن قواتها كانت تسعى لتقليل الأضرار التي قد تصيب المدنيين.
ومع انتهاء الأعمال العسكرية، اختفى اللون الزاهي الذي كان يميز الحياة في غزة، ليحل محله اللون الرمادي الناتج عن الأنقاض والدمار الذي يعم المنطقة.
Relatedفي غزة.. سكان جباليا يعودون ليجدوا الأنقاض بدل المنازل"لا مكان صالح للسكن".. الفلسطينيون يعودون إلى غزة بعد وقف إطلاق النار ليجدوا الخراب"غرقت كل الأغطية في الماء أثناء نوم بناتي".. الشتاء القاسي يُغرق خيام النازحين الفلسطينيين بغزةقتلى في جنين ونزوح للمئات من سكانه وقطع الكهرباء وحزب الله يهدد إسرائيل إن لم تنسحب كليا الأحدمن جانبها، أشارت الأمم المتحدة إلى أن عملية إعادة إعمار قطاع غزة قد تستغرق أكثر من 350 عامًا في حال استمرار الحصار الإسرائيلي.
وفي تقريرها الأخير، قالت الأمم المتحدة إن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الركام سيستغرق 21 عامًا، وستكلف العملية حوالي 1.2 مليار دولار. هذا القصف الإسرائيلي أدى إلى تشويه مساحات شاسعة من الأراضي، وتشريد نحو 1.9 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة كانوا يعيشون في القطاع.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب: سأتواصل مع كيم جونغ أون.. "الرجل ذكي جدًا ويحبني!" بعد وقف إطلاق النار في غزة: هل تكفي المساعدات لمواجهة برد الشتاء واحتياجات مليوني نازح؟ "حدثت أمور مدهشة".. تقارير تزعم أن غوغل زودت الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حربه تدمرأزمة إنسانيةقطاع غزةقصفاعتداء إسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. إسرائيل تصعّد في الضفة وتنتظر قائمة الأسرى من حماس وتقول إنها جاهزة "لأي سيناريو" مع حزب الله يعرض الآنNext توتر في الخليج: سفينة حربية تقتاد سفينة قرب السعودية إلى المياه الإيرانية.. ماذا يجري؟ يعرض الآنNext ترامب: سأتواصل مع كيم جونغ أون.. "الرجل ذكي جدًا ويحبني!" يعرض الآنNext فعلتها تايلاند ومنحت المثليين حق تسجيل زواجهم لتصبح أول دولة في جنوب شرق آسيا تشرع هكذا قانون يعرض الآنNextعاجل. مجلس الأمن الروسي: الخطر من تصادم مسلح بين القوى النووية يتصاعد وبيلاروس تحت "مظلتنا" اعلانالاكثر قراءة ترامب وعشقه للمال السعودي: بن سلمان يتصل مهنئا ويبارك بـ 600 مليار دولار للاستثمار مخاوف من وجود قنابل في أكثر من 240 مدرسة في المجر الكرملين: ترامب يفضل أساليب الضغط المتمثلة بالعقوبات ولا جديد في تهديداته إخلاء جماعي في شمال لوس أنجلوس.. أكثر من 50 ألف شخص يهربون من حرائق الغابات 96% من سكانها مسلمون.. طاجيكستان تفرض حظرًا على الحجاب اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبروسياإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسوقف إطلاق النارسورياالحرب في أوكرانيا غزةسفينة فولوديمير زيلينسكيمحكمةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025