منع تصوير الأضرار.. سياسة إسرائيلية تؤكد نجاح ضربات حزب الله
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
ما يثير التساؤلات هنا هو لماذا تتخذ "إسرائيل" مثل هذا الإجراء؟ وما الذي تحاول إخفاءه عن مواطنيها وعن العالم؟
إن منع التصوير ليس إلا محاولة للتغطية على حجم الدمار الذي تتسبب بها هجمات حزب الله، فعندما يعلن الحزب عن استهداف مواقع استراتيجية، ويرافق ذلك تعتيم إعلامي من جانب الاحتلال، فهذا مؤشر ودليل على أن الهجمات حققت نتائج بالغة التأثير تتجاوز ما ترغب "إسرائيل" الاعتراف به دون الإضرار بها داخليا وخارجيا.
يوم الاربعين
أبرز الأمثلة القريبة على ذلك هو عملية "يوم الأربعين" التي نفذها حزب الله، باستهدافه لقاعدة "غليلوت"، ومقر الوحدة "8200" الشهيرة التي تعتبر أحد أعمدة التجسس الإسرائيلي.
حيث ضرب الاحتلال بعد العملية طوقًا أمنيًا مشددًا حول القاعدة، بعمق عدة كيلومترات.
واستمر هذا الطوق الأمني المشدد ساعات، ومُنع العسكريون والمدنيون، على حد سواء، من الاقتراب من القاعدة أو دخولها، خشية توثيق الأضرار التي نجمت عن العملية.
تعتيم اعلامي
ورغم التعتيم الإعلامي الكبير من الاحتلال حول حجم الأضرار والإصابات التي لحقت بالوحدة والدفع بوسائل إعلامه (عبرية وعربية) للتقليل من حجم الضربة وتأثيرها، إلا أن مصادر أوروبية كشفت لقناة "الميادين" لاحقًا أن العملية حققت إصابات بالغة في الوحدة 8200، وسقط منها 22 قتيلا و 74 جريحا، وأكد هذه المعلومات أيضا الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، ما دفع قائد الوحدة -فيما بعد- لتقديم استقالته على خلفية الضربة.
عملية غليلوت
عملية "غليلوت" تعكس نموذجا لنجاح حزب الله في توجيه ضربات مؤثرة إلى مراكز حساسة في عمق كيان الاحتلال، وهو نجاح أجبره على فرض قيود مشددة على التصوير والتغطية الإعلامية؛ لأن إظهار تلك الأضرار يفتح بابا لانتقادات داخلية ودولية على سياساتها، ويثبت أن منظوماته الدفاعية ليست منيعة حسب مزاعمه.
هذه ليست المرة الأولى التي تخفي فيها "إسرائيل" نتائج الاستهدافات التي طالتها، فالتاريخ مليء بحوادث مشابهة، لم تظهر حقائقها إلا بعد سنوات من وقوعها.
ففي حرب تموز عام 2006، كانت تُخفى نتائج استهداف بعض المواقع العسكرية التي استهدفها حزب عن الإعلام لأشهر، بل وحتى سنوات، لتظهر فيما بعد على شكل تقارير وتحقيقات دولية تفيد بحدوث خسائر جسيمة.
سياسة تثبيط
تستخدم "إسرائيل" هذه السياسة لتثبيط معنويات المقاومة من جهة، وللحفاظ على ما تبقى من معنويات لدى المستوطنين، خصوصا في مواجهة ضربات دقيقة تستهدف مواقع حساسة، مثلما حدث مع قاعدة "غليلوت" ووحدة "8200"، وما تلاها من ضربات اليوم وأمس.
في مقابل ذلك، هناك حالة من الانفلات لدى بعض الأخوة المواطنين في لبنان في التعاطي مع هذه المسألة، من خلال تصوير الأضرار التي يخلفها العدوان الإسرائيلي في لبنان وقت القصف وما بعده ونشر هذه المواد على وسائل التواصل دون اكتراث لما قد تحويه من معلومات حساسة لا ينبغي ظهورها للعلن.
تفاصيل حساسة
فعلى الرغم من أن الهدف (على افتراض حسن النية) من نشر مثل هذه الصور والفيديوهات قد يكون لإظهار وحشية الاحتلال وجرائمه، إلا أنها يمكن أن تخدم العدو بشكل مباشر؛ فالصور والمقاطع والمعلومات التي تُنشر قد تكشف تفاصيل حساسة عن مواقع المقاومة وطبيعة الهجمات التي تعرضت لها، ما يسمح للكيان بتحليل البيانات المنشورة في ما يخدمه في توجيه ضرباته في ما بعد.
ومن خلال هذه المواد المنشورة، يستطيع العدو رصد البنية التحتية للمقاومة وتحليل أماكن تواجد المجاهدين ومواقعهم وحتى الكشف عن هوياتهم كما حدث في جريمة تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي، ما يساعده في تجميع بنك أهداف لضرب المقاومة وكوادرها.
حذر شديد
وعليه، يفترض على الأخوة هناك توخي الحذر الشديد، وعدم الانجرار خلف السبق -الذي لا يغني من لايك ولا يسمن من ريتويت- بنشر صور الأضرار الناتجة عن غارات العدو؛ لأن ذلك قد يشكل تهديدًا مباشرًا على أمن المجاهدين وعلى المقاومة بشكل عام، ويفترض الالتزام بما تنشره الجهات المعنية، وهي حريصة كل الحرص على إظهار معالم وتفاصيل الجريمة دون تخليف أي ضرر عرضي كما هو الحال مع ما ينشره أصحاب السبق.
في زمن الحرب الحديثة، لا تقل المعلومات والاستخبارات أهمية عن السلاح في ساحات المعارك، ومن هنا تأتي ضرورة الحذر في التعامل مع ما يُنشر على وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، لضمان حماية المجاهدين واستمرار قوة المقاومة في تحقيق أهدافها.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لحزب الله يوجه رسالة لمقاتليه.. أرى عزمكم على تحرير القدس
نشر حزب الله رسالة لأمينه العام نعيم قاسم إلى مقاتلي الحزب أكد فيها، أنه "رأى عزمهم على تحرير القدس والأراضي المحتلة ومواجهتهم وبأسهم الذي سيحقق النصر بهزيمة العدو".
وقال قاسم، "لقد رأيت إيمانكم بتحرير القدس وأرضنا المحتلة، وشموخ عزتكم ترفعون بها أهلنا وأحبتنا وبأس مواجهتكم تحصن صمودنا وتحقق نصرنا بهزيمة عدونا، وصرخاتكم بالنار من أجل سيادتنا واستقلالنا، وعطاءات دمائكم تصنعون مستقبل أجيالنا ووطننا".
الأمين العام لـ #حزب_الله الشيخ نعيم قاسم يرد على رسالة مجاهدي المقاومة الإسلامية الأخيرة:
أنتم القوّة في مواجهة الجبروت والطغيان...
أنتم الرؤوس المرفوعة تكسر الذلّ والإستسلام...
أنتم الإباء تُزلزلون أركان الصهيونية...
أنتم أمواج الخير تُسقطون عربدة الشرّ...
أنتم مستقبلنا… pic.twitter.com/e2JLgBaucF — قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 13, 2024
وأضاف، "أحبائي، تصدون العدو بجباهكم وتطردونهم بوقع نعالكم، أنتم القوة في مواجهة الجبروت والطغيان، أنتم الرؤوس المرفوعة تكسر الذل والاستسلام، أنتم الإباء تزلزلون أركان الصهيونية أنتم أمواج الخير تسقطون عربدة الشر".
وتابع، "لي الفخر أن أكون معكم وأشكر الله أن اختارني واحدا منكم".
وفي وقت سابق الأربعاء، نشر حزب الله صورا لقصف قاعدة "تل نوف" الجنوبية جنوب شرق تل أبيب بصواريخ "فادي 6″، أمس الثلاثاء، والتي قال إنها أقدم قاعدة جوية لجيش الاحتلال.
وقال أحد المقاتلين وهو يقف إلى جانب عربة الصواريخ "هذه رسالة موجهة إلى الشيخ نعيم قاسم، هذه أسلحة المقاومة لا زالت بخير، ورهن إشارتك، ونحن ماضون نحو النصر".
وأعلن حزب الله، استهدافه للمرة الأولى، مقر وزارة حرب الاحتلال "الكرياه"، بسرب من الطائرات المسيرة الانقضاضية "النوعية" وفق وصفه، فضلا عن دفعة ثانية مع الصواريخ الباليستية.
وقال بيان عسكري للحزب، إنه في "إطار عمليات خيبر شنت المقاومة الإسلامية، عند الساعة 03:30 من بعد ظهر اليوم الأربعاء وللمرة الأولى، هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية، على قاعدة الكرياه مقر وزارة الحرب وهيئة الأركان العامة الإسرائيلية، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربية لسلاح الجو في مدينة تل أبيب، وأصابت أهدافها بدقة".
كما أشار في بيان آخر، إلى استهدافه للمرة الثانية، وزارة حرب الاحتلال، بعدد من الصواريخ الباليستية من طراز "قادر 2".
وفي بيان آخر، قال إنه نفذ هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية، على قاعدة عاموس، وهي قاعدة تشكيل النقل في المنطقة الشمالية، ومحور مركزي في جهوزية شعبة التكنولوجيا، والتي تبعد عن حدود لبنان مع فلسطين المحتلة 55 كيلومترا غرب العفولة وأصابت أهدافها بدقة بحسبه.
إلى ذلك قالت قنوات عبرية تتخطى الرقابة العسكرية، إن حدثا وصف بالصعب، وقع لقوة من جنود الاحتلال، سقط فيه قتلى جنوب لبنان.
وأوضحت أن القوة وقعت في كمين، وأدى انهيار منزل على رؤوس الجنود إلى مقتل 11 منهم وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
من جانبها قالت مصادر لبنانية، إن قوة من جيش الاحتلال، وقعت في كمين محكم لحزب الله بعد استدراج القوة إلى محيط "مثلث التحرير"، غرب عيترون وأطراف مدينة بنت جبيل جنوب لبنان، في وقت سابق من اليوم.