أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28 أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة COP28 على تطوير التعاون مع جميع الشركاء للاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي وبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

جاء ذلك خلال كلمته أمام القمة العالمية للطاقة المتجددة، التي تعقد على هامش اجتماعات الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي أول قمة رفيعة المستوى لتعزيز جهود زيادة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.


وأوضح الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أن العالم بحاجة إلى زيادة الاستثمار الحالي في الطاقة المتجددة بأكثر من ثلاث مرات خلال الأعوام الستة المقبلة للوصول بقدرتها الإنتاجية إلى 11,000 غيغاواط، لضمان الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، ودعم التنمية المستدامة، وعدم ترك أحد خلف الرَكب.
وأشار إلى أن هذه الزيادة تعد من البنود الأساسية لـ "اتفاق الإمارات" التاريخي، الذي يمثل الإطار المرجعي للطموح المناخي العالمي والتنمية المستدامة، داعياً العالم إلى تنفيذ هذا الاتفاق،  وأوضح أن القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة زادت ثماني مرات في السنوات العشرين الماضية، بالتزامن مع انخفاض تكاليفها بأكثر من 80%، حيث أصبحت تكلفة الطاقة الشمسية أقل من أي مصدر آخر للطاقة، لافتاً إلى أن هذه الزيادة "تاريخية" لكنها لا تتم بالسرعة المطلوبة.

تحفيز  الاستثمارات

ودعا الجابر  إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة الاستثمار في ثلاثة مجالات رئيسية تشمل البنية التحتية، والتكنولوجيا، خاصةً الذكاء الاصطناعي ودعم خطط النمو والتطور في دول الجنوب العالمي.
وأشار إلى الأهمية الكبيرة لاستثمارات القطاع الخاص في هذه المجالات، وأوضح أن تحفيز تلك الاستثمارات يتطلب طمأنة المستثمرين بأن مشروعاتهم سترتبط بشبكة كهرباء قادرة على توزيع إنتاجهم، يتم إنشاؤها وفق جدول زمني عملي قابل للتطبيق، مشيراً إلى أن البنية التحتية لشبكات الكهرباء في الدول الصناعية، غالباً ما يتجاوز عمرها 60 عاماً، فيما لا توجد شبكات على الإطلاق في العديد من دول الجنوب العالمي.
ودعا الدول كافة إلى إدراج أهداف محددة للطاقة المتجددة والبنية التحتية في النسخة القادمة من مساهماتها المحددة وطنياً، بالتزامن مع تطبيق سياسات لتحفيز استثمارات القطاع الخاص، وتسهيل وتسريع إجراءات استخراج التصاريح دون معوقات.
ولفت إلى أهمية دور التكنولوجيا، خاصةً الذكاء الاصطناعي، في معالجة التحديات الرئيسة التي تواجه الطاقة المتجددة، مثل التنبؤ بالطلب، وضمان استقرار الإمدادات، والتخزين طويل الأجل، وذلك عبر قدرتها على تعزيز كفاءة الشبكات، وتوقع الاستخدام، ودعم الصيانة التنبؤية، وتسهيل التكامل بين مصادر الطاقة التي توفر الحِمل الأساسي ومصادر الطاقة المتجددة، بما يزيد كفاءة خفض الانبعاثات ويعزز أمن الطاقة.

نمو مستدام

ودعا الدكتور سلطان الجابر  إلى تعزيز الاستثمار في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة لتوسيع نطاق الاستفادة منها بصورة أسرع، وأشار إلى استضافة دولة الإمارات منتدى خاصاً يضم أبرز الخبراء والقادة العالميين في قطاعي التكنولوجيا والطاقة في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل في أبوظبي، نظراً إلى الارتباط الوثيق بين هذين القطاعين.
وأضاف أن العالم يشهد حالياً فرصة غير مسبوقة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام من خلال التقنيات الخضراء والذكية، لافتاً إلى ضرورة تعزيز الدعم لدول الجنوب التي لا تتلقى حصتها العادلة من الاستثمار العالمي، حيث يصل إلى أكثر من 120 دولة نامية، أقل من 15% من إجمالي استثمارات الطاقة المتجددة.
وشدد على ضرورة إعادة النظر في نماذج التمويل المناخي القديمة، ودعم نماذج جديدة أفضل، ودعا مؤسسات التمويل الدولية إلى توفير التمويل بشكل مُيسَّر وتكلفة مناسبة، وتحفيز التمويل الخاص من خلال نماذج مشتركة مبتكرة.
وسلط  الضوء على مبادرة الاستثمار الأخضر في أفريقيا التي أطلقتها الإمارات في العام الماضي، والتي تستهدف تطوير 25 مشروعاً لإنتاج وتخزين الطاقة المتجددة في 14 دولة أفريقية، بصفتها نموذجاً ناجحاً لتحفيز الاستثمار في هذا المجال، وكذلك صندوق "ألتيرَّا" للاستثمار المناخي الذي أُطلق خلال COP28، واستثمر بالفعل 6.5 مليار دولار بالشراكة مع مستثمرين في مشروعات بقدرة إجمالية تبلغ 40 غيغاواط.

استكشاف الحلول

وأوضح ضرورة تكثيف الجهود لمعالجة تحديات التأخر في تطوير مصادر الطاقة في دول الجنوب العالمي، ودعا جميع الأطراف إلى استكشاف جميع الحلول الممكنة بالتعاون مع الشركاء الذين يتبنون الرؤى والأفكار والتوجهات نفسها، مشيراً إلى أن الممارسات التقليدية لا تكفي مما يتطلب تطبيق نموذج جديد يرتقي بالشراكة بين القطاعَين الحكومي والخاصة إلى مستوى جديد، من خلال التمسك بروح التكاتف، وتبني ذهنية إيجابية تنظر إلى الإنفاق على مصادر الطاقة المتجددة بصفته استثماراً يحقق عوائد كبيرة.
جدير بالذكر أن القمة العالمية للطاقة المتجددة التي أفتتحت أمس الإثنين وتختتم غداً ، تستضيف عدداً من أبرز قادة القطاعات الصناعية والحكومية، والمنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الخيرية، لمناقشة التقدم والفرص والتحديات بشأن هدف زيادة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق الإمارات الإمارات سلطان الجابر اتفاق الإمارات العالمیة للطاقة المتجددة الطاقة المتجددة إلى أن

إقرأ أيضاً:

العربية للطاقة المتجددة: الرئيس السيسي وعاهل الأردن أول مَن شجعا على الاستثمار بالطاقة الخضراء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد أمين عام الهيئة العربية للطاقة المتجددة المهندس محمد الطعاني، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أول القادة والزعماء الذين دعوا إلى ضرورة الاستثمار في الطاقة المتجددة، وشجعا على الاستثمار في الطاقة الخضراء.
وقال الطعاني، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش انطلاق فعاليات المنتدى العربي التاسع للطاقة المتجددة الذي نظمته الهيئة بالأردن، إن الرئيس السيسي والعاهل الأردني، دائما وفي كافة المحافل الدولية يدعوان إلى ضرورة التوجه نحو الاستثمار في الطاقة المتجددة من أجل مواجهة التحديات المناخية بسبب التغير المناخي العالمي.
وأضاف أن التغيرات المناخية مرتبطة بشكل أساسي بالأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية الموجودة حاليا في المنطقة والعالم وخصوصا الحرب الإسرائيلية الراهنة على قطاع غزة ولبنان، مشيرا إلى أن مصر والأردن دائما يحذران من خطورة الأوضاع الراهنة وتداعياتها على المنطقة والعالم وفي مقدمتها التغيرات المناخية.
وأوضح أن مصر قدمت العديد من المبادرات من أجل مواجهة التحديات المناخية في المحافل الدولية وخصوصا في المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية cop27 بمدينة شرم الشيخ والنسخة الأخيرة في الإمارات cop28، مشيرا إلى أن مصر بطبيعتها الشقيقة الكبرى للعالم العربي دائما ما تكون سباقة من أجل مواجهة كافة التحديات.
ولفت الطعاني إلى أن العالم العربي لديه من الخبرات والقدرات على الاستثمار في الطاقة المتجددة ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية على كافة المستويات، مشددا على ضرورة التكاتف العربي والتعاون المشترك من أجل تعميم الاستفادة المشتركة بين الدول العربية.
ونوه أمين عام الهيئة العربية للطاقة المتجددة بأن مصر والأردن والعديد من الدول العربية لديها تجارب في الاستثمار في الطاقة المتجددة واستخدام الطاقة النظيفة في مناحي الحياة العامة، مؤكدا أن الخبرات والتجارب العربية مما لا شك فيه قادرة على مواجهة التحديات، ينقصها فقط العمل الجماعي.
وكشف أن حجم استثمارات الدول العربية بالطاقة المتجددة يتوقع أن يتجاوز تريليون دولار بحلول عام 2040، مشددا على ضرورة أن تسرع الدول العربية ذات الشأن في تقديم المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي في القريب العاجل.
وتابع أن الأردن من الدول السباقة في زيادة حجم الطاقة المتجددة في الخليط الكلي للطاقة ويعد انموذجا للآخرين في استغلال بدائل الطاقة النظيفة، منوها بأن حجم استخدام السيارات الكهربائية واستخدام الطاقة الشمسية في مناحي الحياة بالأردن مرتفع للغاية.
وحول تأثير الحروب الحالية على الوضع المناخي بالمنطقة والعالم، أوضح أمين عام الهيئة العربية للطاقة المتجددة أنه من العار على الإنسانية والدول التي ترفع شعار حقوق الإنسان والحرية أن تقف متفرجة على ما يحدث بقطاع غزة ولبنان حاليا من حرب إبادة إسرائيلية لم يسبق لها مثيل، مشددا على ضرورة التحرك الدولي فورا لوقف هذه الحروب وتداعياتها على البشرية.
وأكد أن أي حرب لها تأثير مباشر وغير مباشر على التغيرات المناخية الحاصلة في العالم، مشيرا إلى أن هذه الحروب لا تخلف إلا الدمار والخراب ورفع منسوب التحديات المناخية لأنه يستخدم فيها أسلحة مدمرة تؤثر على البيئة بشكل مباشر وأساسي.
وطالب الطعاني، المجتمع الدولي والدول الصناعية الكبرى بأن تقوم بالتزاماتها التي التزمت بها في مؤتمر باريس للمناخ ومؤتمر شرم الشيخ بتعويض الدول النامية وخصوصا دول المنطقة نتيجة الآثار السلبية والمناخية التي وقعت على دولنا، موضحا أن توفير التنمية المستدامة والقيام بها يتطلب في المقام الأول توفير السلام والأمن والاستقرار ووقف هذه الحروب فورا.
ويبحث المنتدى الذي تشارك فيه 20 دولة ويعقد على مدار يومين، موضوعات تتعلق بحوافز السيارات الكهربائية، والهيدروجين الأخضر، والتعليم الأخضر التقني والمهني، والربط الكهربائي الدولي، وسيركز على ضرورة وضع استراتيجية واضحة من أجل ربط التعليم بمتطلبات العمل والتعليم على المهارات الأساسية والتقنية والتعليمية، وكذلك التركيز على التعليم المهني والتقني، خاصة وأن الأردن يعتبر من الدول العربية المتطورة بهذا المجال.
وسيقوم المنتدى بإطلاق مسابقات عربية لتشجيع طلاب المدارس والجامعات على الإبداع والابتكار والإنتاج، وهي سباق السيارات الشمسية بالتعاون مع المنظمة الأمريكية لتحدي السيارات الشمسية، وسباق القوارب الشمسية بالتعاون مع منظمة القوارب الشمسية الدولية في هولندا.
 

مقالات مشابهة

  • رئيس Cop28 أمام قمة مصادر الطاقة المتجددة: الاستثمار العالمي يجب أن يتضاعف
  • سلطان الجابر: يجب مضاعفة الاستثمار في الطاقة المتجددة لتصبح 11 ألف جيجاوات بحلول عام 2030
  • رئيس مؤتمر Cop28: الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة يجب أن يتضاعف 3 مرات
  • الإمارات تعلن زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة ضمن بنود “الاتفاق التاريخي”
  • رئيس COP28: العالم بحاجة لزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة بأكثر من ثلاث مرات
  • سلطان الجابر: ندعو العالم لتنفيذ "اتفاق الإمارات" للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية
  • في قمة الطاقة المتجددة.. سلطان الجابر: ندعو العالم إلى تنفيذ اتفاق الإمارات
  • الإمارات تعلن زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة ضمن بنود «الاتفاق التاريخي»
  • العربية للطاقة المتجددة: الرئيس السيسي وعاهل الأردن أول مَن شجعا على الاستثمار بالطاقة الخضراء