يأمل سكان في شمال إسرائيل في القضاء نهائياً على تهديد حزب الله اللبناني، في حين أبدى آخرون إحساساً بالانهزام والاستسلام، بعد تزايد العنف الناجم عن استمرار الميليشيا في استهداف بلدات إسرائيلية، وقصف إسرائيل للأراضي اللبنانية.

وقال باراك راز في مدينة نهاريا الساحلية بشمال إسرائيل: "نشعر أننا أخيراً نتخذ خطوات لاستعادة السلام هنا، وهو ما افتقدناه تقريباً خلال العام الماضي".

وقالت ألبينا شيموداكوف التي تعمل مساعدة مبيعات إنه "أمر مخيف للغاية أن نعيش بهذه الطريقة، لكننا نعيش في إسرائيل. إنها حياتنا". 
وأطلقت ميليشيا حزب الله المتحالفة مع إيران مئات الصواريخ والقذائف على شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة في الأيام الماضية، في حين قصفت طائرات إسرائيلية أكثر من 1600 هدف في جنوب لبنان، وسهل البقاع.

ويقضي راز، وهو مصمم غرافيك من تل أبيب، الخدمة العسكرية الثانية، ضمن جنود الاحتياط في شمال إسرائيل، منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما أطلق حزب الله أول دفعة صواريخ دعماً لهجوم  حماس على جنوب إسرائيل.
وقال راز: "آمل أن تتحسن الأمور قريباً. لا أريد أن أعود في مهمة ثالثة".
وترك عشرات آلاف الإسرائيليين منازلهم بسبب إطلاق الصواريخ المستمر منذ أشهر، وهو الوضع الذي يتكرر حالياً في لبنان، ما ترك مساحات شاسعة من المناطق الحدودية دون سكان تقريباً. ومع تباطؤ وتيرة القتال في غزة، حولت إسرائيل تركيزها صوب حدودها الشمالية إذ يتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لضغوط سياسية متزايدة من أجل إعادة السكان إلى منازلهم هناك.


وفي نهاريا التي تسكنها عادة نحو 60 ألف نسمة، والتي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود مع لبنان، أُغلقت الشواطئ ودب الهدوء في الطريق الرئيسي هناك بعد أوامر سلطات الدفاع المدني.

أيام صعبة قادمة

لم تشهد إسرائيل مستوى الدمار كما في لبنان، حيث قُتل أمس الإثنين أكثر من 500، وأصيب أكثر من 1800 في أعنف قصف إسرائيلي منذ عقدين.

لكن نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت حذرا من أيام صعبة قادمة وطالبا الإسرائيليين بالتحلي بالهدوء.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني: "في الأيام القليلة الماضية، أطلق حزب الله مئات الصواريخ صوب إسرائيل. وفي الأسبوع الماضي، أُطلق أكثر من 700 صاروخ وقذيفة على إسرائيل، ما تسبب في تضرر عدد كبير من المنازل والبلدات".
ولم ترد أنباء عن إصابات خطيرة حتى الآن لكن المستشفيات أعدت خطط طوارئ لعلاج المصابين بالصدمة. وبدأت أعراض القلق تظهر على عدد كبير من السكان.

وقالت ألونا دازالفيلي، التي تعمل في الرعاية الصحية: "أشعر بالقلق. لدي جندي في الجيش وهو مرهق للغاية وأنا قلقة عليه. جميع الذين أعرفهم وعائلتي في قلق". وتابعت، "الناس خائفون حقاً من الوضع الحالي. إنه ليس أمراً سهلاً".
وشاهد سكان في شمال إسرائيل أثر الدخان الناجم عن صد بطاريات الدفاع الجوي للصواريخ القادمة من لبنان أمس الإثنين واستمر دوي صفارات الإنذار حتى اليوم الثلاثاء.
ومع انطلاق صفارات الإنذار من غارات جوية اليوم الثلاثاء، ألغت شركات طيران كثيرة رحلاتها الجوية. لكن العمل في الموانئ استمر بصورة طبيعية، بما في ذلك في ميناء حيفا، إذ تسعى السلطات إلى تجنب تأثر الاقتصاد بالاضطرابات الناجمة عن الحرب.
وأُغلقت المدارس أيضاً وأصدرت سلطات الدفاع المدني تعليمات للسكان باتباع التحذيرات والبحث عن ملاجئ عند انطلاق صفارات الإنذار من غارات جوية.
وقال أوري هايو، وهو متقاعد "ماذا يمكن أن تقول؟ لقد اعتدنا على ذلك. كل 10 أو 15 أو 5 سنوات، تندلع حرب من جديد. هذه هي إسرائيل".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله إسرائيل لبنان إسرائيل لبنان شمال إسرائیل حزب الله أکثر من

إقرأ أيضاً:

ابتعدوا عن حزب الله: هل اخترقت إسرائيل شبكات الاتصالات في لبنان؟

نشر موقع "الجزيرة الإنجليزية" تقريرا عن حجم اختراق إسرائيل اتصالات اللبنانيين، وتساءل إن كان هذا الاختراق بسبب تسرب بيانات المستخدمين اللبنانيين على هواتف الأفراد، أم يمتد إلى البنية التحتية لشبكات الاتصالات نفسها وشبكات الراديو؟

وأورد التقرير أمثلة عديدة على الاختراقات الإسرائيلية، قائلا إنها تذكير بتفوق إسرائيل التكنولوجي الكامل على لبنان، كما أنها تكرر قواعد اللعبة التي استخدمتها إسرائيل في غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: إسرائيل تراهن على تراجع حزب اللهlist 2 of 2وول ستريت جورنال: الحرب الإلكترونية تخيف شركات الطيران ومسؤولي السلامة الجويةend of list

وذكر أن إسرائيل ترسل رسائل نصية وتسجيلات إلى عشرات الأشخاص وتخترق شبكات الراديو. ونسبت إلى خبراء قولهم إن إسرائيل ظلت تجمع بهدوء بيانات المواطنين اللبنانيين منذ سنوات.

رقم هاتف لبناني

وقال إن مسؤولين عسكريين إسرائيليين طلبوا من السكان في جنوب لبنان وأجزاء من بيروت، في وقت مبكر اليوم بواسطة رقم هاتف لبناني إخلاء القرى والأحياء، والابتعاد من معاقل حزب الله، مما أثار مخاوف من حرب شاملة، وأن إسرائيل اخترقت شبكات الاتصالات في جارتها الشمالية.

وبدأ القصف في غضون ساعات من تحذيرات اليوم، وقتل أكثر من 270 شخصا في هجمات بجنوب وشرق لبنان.

وفي وقت لاحق من المساء، أعلنت إسرائيل أنها قصفت أيضا أجزاء من بيروت.

كما تم اختراق البث الإذاعي من أجل تسليم الرسائل، حسبما أفاد مراسلو الجزيرة اليوم الاثنين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، في بيان مصور نُشر على منصة إكس في وقت مبكر اليوم، "نطلب من سكان القرى اللبنانية الانتباه إلى الرسالة والتحذير الذي نشره الجيش الإسرائيلي والاهتمام بهما".

حرب نفسية

وفي بيروت، كان وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري من بين الذين تلقوا مكالمة هاتفية مسجلة، وفقا لوكالة الأنباء الوطنية التي تديرها الدولة.

ويمكن أن تأتي التحذيرات في شكل رسائل نصية أو مكالمات هاتفية أو منشورات مسقطة. لكن الخبراء قالوا على مر السنين إن التحذيرات التي تم تسليمها عبر الهاتف في غزة هي أيضا مثال على الحرب النفسية، وتذكير للفلسطينيين بأن جهاز الأمن الإسرائيلي يعرف بالضبط أين هم في أي وقت.

والأدوات المستخدمة في التحذيرات الدقيقة هي أيضا ما ساعد إسرائيل على توجيه صواريخها إلى أهدافها.

واليوم الاثنين، يبدو أن هذا النمط، الذي تعرفه غزة، قد امتد إلى لبنان.

ويعتقد خبراء أن قدرة إسرائيل على إرسال تحذيرات إلى أفراد في أجزاء معينة من لبنان تشير إلى أن لديها إمكانية الوصول إلى معلومات في الوقت الحقيقي عن المدنيين اللبنانيين، وليس فقط أعدائها المفترضين في حزب الله.

اخترقتها قبل أكتوبر

وقال إيليا ماغنيير، الصحفي الخبير في شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومحلل المخاطر والصراع، إن هذا ليس مفاجئا، مضيفا أن إسرائيل اخترقت الشبكات اللبنانية قبل 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال: "لديهم إمكانية الوصول إلى الخطوط الأرضية وأرقام لوحات السيارات والهواتف المحمولة، لدرجة أنهم قادرون على التواصل مع أي شخص في جنوب لبنان تماما، كما يمكنهم القيام به في الضفة الغربية أو غزة".

وقال ماغنيير إن تكنولوجيا ومعدات التجسس المتطورة تعني أن وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد يمكنها أن تحدد بالضبط من يعيشون وأين وأرقام الهواتف التي يملكونها ومن يتردد على منازلهم.

تجسس واسع وقوي

وأضاف أن الجواسيس يمكنهم جمع آلاف عناوين بروتوكولات الإنترنت في البلدات والمدن بمجرد أن يقود أحدهم سيارته في الشوارع وبرفقته معدات التجسس. وأضاف أنه عندما تكتشف المخابرات الإسرائيلية مجموعة من الهواتف أكبر من المعتاد في منطقة معينة، يمكنها أن تستنتج أن هناك حدثا غير عادي، مثل اجتماع لحزب الله، على سبيل المثال، ونشر صواريخ.

وقال التقرير إن إسرائيل تشتهر أيضا بقدراتها القوية في اقتحام الأجهزة الإلكترونية باستخدام البرامج الضارة، مثل برنامج بيغاسوس الشهير.

ونسب التقرير إلى الأكاديمي الإسرائيلي أوري غولدبيرغ قوله إن إسرائيل تتمتع بتفوق استخباراتي كامل على أعدائها الإقليميين، حتى لو فاتها هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر.

ضعف أمن البيانات بلبنان

ومن جانب آخر، يقول التقرير إنه وبقدر قوة القدرات التكنولوجية لإسرائيل، فإن هناك ضعفا في هياكل أمن البيانات بلبنان، ولم تساعد الحكومة اللبنانية مواطنيها أيضا، كما يقول الخبراء وجماعات حقوق الخصوصية.

وفي بعض الأحيان، ساهمت الجهات الحكومية اللبنانية نفسها في اختراق البيانات.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعلن مواصلة ضرب لبنان وواشنطن تجري محادثات للتهدئة
  • إسرائيل وحزب الله.. هل بدأت الحرب الشاملة؟
  • ابتعدوا عن حزب الله: هل اخترقت إسرائيل شبكات الاتصالات في لبنان؟
  • جيش الاحتلال: إطلاق 35 صاروخا نحو الكرمل والجليل الأدنى ووادي عارة شمال إسرائيل
  • وزير الدفاع يدعو الإسرائيليين للهدوء
  • "ليلة بلا نوم".. سكان شمال إسرائيل يصفون هجوم حزب الله
  • نتنياهو لحزب الله "إذا لم تفهم الرسالة.. ستفعل" ماذا قال مسؤولون إسرائيليون عن المواجهة الأخيرة؟
  • كيف قرأ محللون إسرائيليون قصف حزب الله لشمال إسرائيل؟
  • حزب الله يعلن إطلاق عشرات الصواريخ على قاعدة جوية في شمال إسرائيل