على «المنبر الثابت».. علماء الأوقاف والأزهر يواصلون أداء رسالتهم بالفيوم
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقيمت فعاليات برنامج المنبر الثابت، بأوقاف الفيوم بعنوان:"احترام النظام العام في ضوء الشرع الشريف"،اليوم الثلاثاء وذلك برعاية كريمة من الدكتور محمود الشيمي مدير المديرية، وبحضور نخبة من كبار العلماء والأئمة المتميزين.
وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء أن احترام النظام العام مطلب ديني ووطني وإنساني، فعلى المستوى الديني فإن الإسلام دين النظام بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، فالصلاة نظام، والصيام نظام، والحج نظام، وليست أفعالًا اعتباطية كيفما جاءت، فكلُّ شيءٍ في هذا الكونِ خَلقَهُ اللهُ (عزَّ وجلَّ) وسَخَّرهُ لحِكْمةٍ وبحِكْمةٍ، قال سبحانه: “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ “(المؤمنون:115).
كما أن كل شيء في هذا الكون يؤدي دوره ووظيفته التي خلقه الله (عز وجل) من أجلها، بانتظام وإتقان وإحكام، بحيثُ لا يتقدم لاحِقٌ على سابِقٍ، ولا يتأخر سابِقٌ على لاحِقٍ، وفي ذلك يقول الحق سبحانه: “وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ* وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ”(يس: 38-40)،فالكون كله قائم على النظام، حيث يقول الحق سبحانه: “الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ” (الرحمن: 5)، فكل شيء عنده سبحانه بحساب ونظام وقدر، يقول سبحانه: “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ” (المؤمنون: 18).
كما أشار العلماء أن النظام مطلب ديني ووطني وإنساني، إذ لا يُصلح الناس فوضى بلا نظام، ولا تكون الدولة دولة بلا نظام، فأول مقومات الدولة: شعب وأرض ونظام وحكومة، وهذا النظام هو ما يعبر عنه بالدستور والقانون، وما يفسر القانون أو ينبثق عنه من لوائح وتعليمات وإرشادات، وما تقوم به مؤسسات الدولة من وضع ضوابط لتنظيم حياة الناس في مختلف المجالات، وكل ذلك شرط أساس لعمارة الكون واستقرار العمران.
وأضاف العلماء أن الشعوب المتحضرة هي أكثر الشعوب التزامًا بالنظام العام والآداب العامة والحفاظ على حقوق الآخرين وعدم الافتئات عليها أو التجاوز في حقها، فلا بد للمجتمع من نظام يسير عليه حتى لا يكون الناس فوضى بلا نظام، ويشمل ذلك احترام الإنسان لقواعد المرور وآدابه وعدم كسر إشاراته، كما يشمل المحافظة على كل ما يتصل بالشأن العام والنظام العام، ولا يتجاوزه حتى لو كان مجرد التجاوز في دوره في الانتظار أو الصف، ويشمل كذلك الالتزام بكل ما تقرره قوانين الدولة، وكل ما شأنه أن يرسخ أسس النظام العام ويجعل من مجتمعنا مجتمعًا منظما منضبطًا في كل شيء.
وجاء ذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب (شيخ الأزهر)، والدكتور أسامة الأزهري (وزير الأوقاف).
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: علماء الأوقاف والأزهر الشريف أوقاف الفيوم وزارة الأوقاف برنامج المنبر الثابت النظام العام
إقرأ أيضاً:
ضمن استراتيجية الأوقاف لبناء الإنسان.. انطلاق 17 قافلة دعوية بالفيوم
أعلنت مديرية أوقاف الفيوم، عن انطلاق 17 قافلة دعوية، متوجهة إلى القرى والعزب "بجميع الإدارات"، ضمن جهود وزارة الأوقاف المصرية لتحقيق استراتيجيتها في بناء الإنسان.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والذي يولي اهتمامًا بالغًا بالمناطق النائية والقرى البعيدة، لضمان وصول الرسالة الدعوية والتوعوية إلى جميع فئات المجتمع.
شارك في القافلة عدد من القيادات الدينية البارزة، ومنهم فضيلة الشيخ محمود الشيمي مدير مديرية أوقاف الفيوم، وفضيلة الشيخ يحيى محمد مدير إدارة الدعوة، وفضيلة الشيخ طه علي، مسئول المساجد بالمديرية، وفضيلة فتحي عبد الفتاح مسؤول الإرشاد بالمديرية، وفضيلة الشيخ محمد عبد الكريم عضو المكتب الفني بالمديرية، ومديري إدارات الأوقاف الفرعية إلى جانب نخبة من العلماء وأئمة الأوقاف المميزين علميا ودعويًّا في ندوة بعنوان:"سماحة الإسلام في العبادات والمعاملات".
العلماء: الدين الإسلامي يتميز بالسماحة واليسر في كل شئون الحياةوفي هذه اللقاءات أكد العلماء، أن الدين الإسلامي دين يتميز بالسماحة واليسر في كل شئون الحياة، والمتأمل في كتاب الله (عز وجل) وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) يجد أن اليسر والسماحة من أبرز خصائص هذا الدين،حيث إنه لا حرج فيه ولا مشقة،ولا شدّة فيه ولا عُسْر، يقول الحق سبحانه: “وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”، ويقول تعالى: “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ”، مشيرين إلى أن الإسلام رسَّخ قيمة التسامح في قلوب أتباعه، فدعاهم إلى السماحة بمفهومها الواسع الشامل لكل معاني السهولة واليسر في العبادات والمعاملات، مع التحلي بمكارم الأخلاق، كالعفو عند المقدرة، والصفح عن المسيء، وكظم الغيظ، وسعة الصدر، والتعايش السلمي بين الناس، والرحمة، والتعاطف وغير ذلك مما يحمله التسامح من معانٍ راقية.
وأضاف العلماء أن الإسلام جاء بتنظيم المعاملات بين الناس، لأنهم أحوج إلى السَّماحةِ واليسر فيما بينهم، ليعيشوا في أمن وعدل ورخاء، لذا حثَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) على السماحة ورفع المشقة والحرج عن الناس في البيع والشراء، والاقتضاء، فقَالَ: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى”، فالسماحة في البيع : ألا يكون البائع شحيحًا بسلعته، مغاليًا في ربحه، محتكرًا لسلعته، والسماحة في الشراء : أن يكون المشتري سهلاً مع البائع فلا يبخس الناس أشياءهم، والسماحة في الاقتضاء : أن يطلب الرجل حقه أو دينه بلين ورفق وسماحة، قال تعالى : “وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”، كذلك حثَّ الإسلام على السماحة في القرض، ورغَّب النبي (صلى الله عليه وسلم) في التجاوز عن المعسر، حيث قال: “حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ”، وقال (صلى الله عليه وسلم): “كَانَ رَجُـلٌ يُـدَايِنُ النَّاسَ فَكَانَ يَقُـولُ لِفَتَـاهُ : إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَـاوَزْ عَنْهُ لَعَـلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَقِىَ اللَّهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ”، مشيرين إلى أن السماحة ليست كلمة تقال، أو شعارًا يرفع، وإنما هي منهج حياة، ومبدأ من مبادئ الإسلام، فهي تتجلى في أحكامه، وتشريعاته، وعباداته، ومعاملاته، وقيمه، وأخلاقه.
وأثنى الحضور على هذه المبادرة، معربين عن تقديرهم لجهود وزارة الأوقاف في تفعيل الدور الدعوي، لا سيما في المناطق النائية التي تحتاج إلى مثل هذه اللقاءات البناءة، داعين إلى أهمية استمرار هذه القوافل الدعوية، لما لها من أثر عميق في نشر القيم الأخلاقية والدينية، وتعزيز روح التعاون والوحدة بين أبناء الوطن الواحد.