قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إعادة تشكيل المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، ويأتي هذا التشكيل الجديد ليعزز الجهود المبذولة في دراسة واقتراح السياسات الاقتصادية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ورفع كفاءة الاقتصاد الوطني.

عودة يوسف بطرس غالي

وفي سياق إعادة تشكيل المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية، برز الدكتور يوسف بطرس غالي كأحد الأعضاء البارزين في هذا التشكيل الجديد.

 
غالي يُعد من أهم الشخصيات الاقتصادية في مصر خلال العقود الماضية، حيث تولى العديد من المناصب الوزارية الهامة، وكان له تأثير كبير على السياسات المالية والاقتصادية للبلاد.

وُلد بمحافظة القاهرة في 20 أغسطس/آب 1952، وهو ابن شقيق الدبلوماسي المصري الراحل بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.

حصل غالي على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة في عام 1974، ثم نال درجة الدكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتقنية بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1981، وهي من أرقى المؤسسات التعليمية في العالم.

 

مسيرة يوسف بطرس غالي

 

وبدأ مسيرته المهنية كمستشار اقتصادي لكل من رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البنك المركزي المصري، وذلك في الفترة من 1986 إلى 1993. قبل ذلك، عمل خبيرًا اقتصاديًا في صندوق النقد الدولي لمدة ست سنوات، حيث اكتسب خبرة واسعة في الشؤون المالية العالمية.

وتولى عدة مناصب وزارية بارزة، منها وزير التعاون الدولي، ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء، ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، إلا أن أهم مناصبه تمثل في توليه وزارة المالية أثناء حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك من يوليو/تموز 2004 حتى سقوط حكومة أحمد نظيف في عام 2011.

خلال تلك الفترة، عمل غالي على تنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية تهدف إلى تحسين الأداء الاقتصادي المصري، بما في ذلك إدخال نظام الضرائب التصاعدية وتطبيق سياسات تهدف إلى تعزيز الاستثمار الأجنبي والمحلي.

وعلى الرغم من النجاحات الاقتصادية التي حققها غالي في بعض الفترات، إلا أن سياساته واجهت انتقادات واسعة بسبب تأثيرها على الفئات الاجتماعية الفقيرة، كما كان له دور بارز في مفاوضات الديون المصرية وفي برنامج الخصخصة الذي أثار جدلًا واسعًا في المجتمع المصري.

بعد أحداث 2011، غادر غالي مصر وواجه اتهامات قضائية تتعلق بسوء إدارة المال العام، لكن تاريخه المهني يظل مرتبطًا بفترة مهمة من التحولات الاقتصادية في البلاد.
المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية

جدير بالذكر يهدف المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية إلى دراسة واقتراح السياسات الاقتصادية والإنتاجية في مصر، من خلال تعزيز الإنتاجية الوطنية، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة بأساليب علمية وتكنولوجية حديثة.

إصلاحات يوسف بطرس غالي

يوسف بطرس غالي، خلال فترة توليه منصب وزير المالية في مصر من 2004 إلى 2011، نفذ العديد من السياسات الاقتصادية التي كان لها تأثير كبير على الاقتصاد المصري. إليك أبرز هذه السياسات:

 1. الإصلاح الضريبي
- تعديل نظام الضرائب: تم تحسين النظام الضريبي من خلال تقليل الضرائب على الشركات وزيادة كفاءة التحصيل الضريبي.
- توسيع القاعدة الضريبية: تم العمل على توسيع قاعدة دافعي الضرائب لتشمل قطاعات جديدة.

 2. الخصخصة
- خصخصة الشركات الحكومية: تم بيع عدد من الشركات الحكومية للقطاع الخاص، مما ساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الكفاءة.

 3. زيادة الاستثمارات الأجنبية
- تحسين مناخ الاستثمار: تم تنفيذ سياسات لجذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك تسهيل الإجراءات الإدارية وتقليل الروتين.

 4. الإصلاحات المالية
- تطوير النظام المصرفي: عمل على تعزيز النظام المصرفي من خلال تحسين الرقابة والشفافية في العمليات المصرفية.
- إصدار أدوات دين جديدة: مثل أذون الخزانة والسندات لتعزيز السيولة في السوق.

 5. تحفيز النمو الاقتصادي
- استراتيجيات تحفيزية**: تم تنفيذ حوافز مالية للقطاعات المختلفة، بما في ذلك الصناعة والسياحة.

 6. البرامج الاجتماعية
- تحسين برامج الدعم الاجتماعي: على الرغم من الانتقادات، تم تقديم بعض البرامج لتحسين مستوى المعيشة للفئات الأقل دخلًا.

 7. السيطرة على التضخم
- إجراءات لمكافحة التضخم: تم اتخاذ تدابير للسيطرة على معدلات التضخم، رغم التحديات التي واجهت الاقتصاد.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: براءة يوسف بطرس غالي عودة يوسف بطرس غالي یوسف بطرس غالی

إقرأ أيضاً:

وفاة يوسف ندا مؤسس إمبراطورية الإخوان الإرهابية المالية.. وخبير: الجماعة أصبحت «عارية»

رحل رجل الأعمال المصري والقيادي البارز في جماعة الإخوان، يوسف ندا، يوم الأحد 22 ديسمبر 2024، عن عمر ناهز 94 عامًا. 

وعُرف ندا بأنه مؤسس الإمبراطورية المالية لجماعة الإخوان الإرهابية ووزير ماليتها غير الرسمي.

يوسف ندا.. النشأة والمسيرة

ولد يوسف ندا في الإسكندرية عام 1931 لعائلة ميسورة الحال تمتلك مزارع ومصانع للألبان، وتلقى تعليمه في مدارس حي الرمل، ثم تخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية في الخمسينيات.

وانضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1947، وشارك في أعمال مقاومة الاحتلال البريطاني بمنطقة قناة السويس عام 1951، وفي عام 1954، اعتُقل بتهمة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، لكنه أُفرج عنه بعد عامين دون إدانة.

وبعد خروجه من السجن، بدأ ندا نشاطه التجاري في تصدير منتجات الألبان، لينتقل لاحقًا إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا، حيث أصبح "ملك الإسمنت في منطقة البحر المتوسط" في نهاية الستينيات، استقر في إيطاليا، حيث حصل على الجنسية الإيطالية وأقام حتى وفاته.

دوره الاقتصادي والسياسي

يوسف ندا كان أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية لجماعة الإخوان، حيث أسس بنك فيصل الإسلامي بالتعاون مع الأمير محمد بن فيصل في سبعينيات القرن الماضي، وأطلق بنك التقوى الإسلامي في جزر الباهاما عام 1988، وهو أول بنك إسلامي يعمل خارج الدول الإسلامية.

ولكن نشاطه الاقتصادي لم يكن خاليًا من الجدل؛ ففي أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، اتهمته الحكومة الأمريكية بدعم الإرهاب، ووضعته على قوائم داعمي الإرهاب. 

وفي 2009، شطب مجلس الأمن الدولي اسمه من القائمة بعد عدم توافر أدلة، بينما أبقت الإدارة الأمريكية على إدراجه.

وفي مصر، حُكم عليه غيابيًا بالسجن في 2008 خلال محاكمة عسكرية شملت 39 من قيادات الإخوان، ولكنه حصل على عفو رئاسي من الرئيس الراحل محمد مرسي في 2012، وأُعيد اسمه إلى قوائم الإرهاب المصرية في ديسمبر 2024، قبل وفاته بأسابيع قليلة.

تمويل الإخوان والمسؤوليات

ارتبط اسم ندا بتمويل أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، ورغم نفيه في عدة مقابلات تمويل الجماعة بشكل مباشر، إلا أنه أكد استعداده لدعمها عند الحاجة، وُصف بأنه "خزينة الجماعة"، حيث أسس وأدار العديد من الشركات التي ساهمت في تمويل أنشطتها، وسائل الإعلام وصفته بأنه مؤسس الإمبراطورية المالية للجماعة.

من جانبه، قال المفكر السياسي، ثروت الخرباوي، إن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لصناعة تاريخ موازٍ يمنحها قيمة وهمية وغير حقيقية، وأشار إلى أن القيادي الراحل يوسف ندا، الذي كان يمتلك عددًا كبيرًا من الشركات والبنوك، قد أصيب بمرض الزهايمر قبل وفاته.  

وأضاف الخرباوي، خلال تصريحات له، أن إصدار أكثر من نعي من جناحي جماعة الإخوان بعد وفاة ندا يعد دليلًا واضحًا على الانقسام العميق الذي أصاب الجماعة.

وأوضح أن هذا الانقسام يأتي في وقت تمتلك فيه الجماعة إمبراطورية اقتصادية كبيرة ومخيفة، بينما يبدو صمتها الحالي محاولة لإعادة ترتيب البيت من الداخل.  

وأكد الخرباوي أن جماعة الإخوان أصبحت “عارية من الأفكار والمبادئ والوطنية وحتى الهوية الدينية”، وانتقد من لا يدرك ذلك، معتبرًا أنهم “ليسوا في كامل وعيهم”، وأشار إلى أن محمود حسين، أحد قيادات الجماعة، متهم بسوء استغلال التبرعات المخصصة للشباب المصري في أنقرة، حيث استخدم الأموال لبناء فيلا فاخرة في تركيا وشراء سيارات فارهة.  

وبرحيل ندا، يثار تساؤل حول مستقبل إدارة الأنشطة الاقتصادية للجماعة، خاصة في ظل التضييق على أموالها داخل مصر واعتقال قياداتها. 

وتشير تقارير إلى أن القيادي أسامة فريد عبد الخالق المقيم في لندن، يُعد المرشح الأبرز لتولي هذه المسؤولية.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن عبد الخالق يدير منذ فترة طويلة الأنشطة المالية للجماعة في أوروبا، ويُتوقع أن يواصل هذا الدور في المرحلة المقبلة، مستفيدًا من شبكة علاقاته الواسعة.

ويمثل رحيل يوسف ندا نهاية فصل هام في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، حيث يجسد قصة رجل جمع بين الاقتصاد والسياسة، وترك بصمته في مسيرة جماعة مثيرة للجدل على الصعيدين المحلي والدولي. 

ومع وفاته، تظل الجماعة تواجه تحديات مصيرية، ليس فقط في الداخل المصري، ولكن أيضًا على الساحة الدولية.

مقالات مشابهة

  • الحويج: نرفض وصفة صندوق النقد لحل الأزمة الاقتصادية 
  • المالية: لا ضريبة إضافية على المحمول.. وتطبيق لتسجيل دخول الهواتف لمصر
  • المصري لبحوث الرأي العام ينظم محاضرة حول الاقتصاد الواقع الراهن وآفاق المستقبل
  • "الخدمات المالية" توجه باتخاذ تدابير تحسين جودة مراكز الاتصالات
  • خير قادم | مصر أكبر اقتصادات العالم في 2075.. تفاصيل
  • مصر والتحول نحو الاقتصاد الأخضر: بناء المستقبل الأخضر
  • الجريدة الرسمية تنشر أسماء المشمولين بقرار العفو الرئاسي اليوم
  • وفاة يوسف ندا مؤسس إمبراطورية الإخوان الإرهابية المالية.. وخبير: الجماعة أصبحت «عارية»
  • هل نشهد عودة الملكية لمصر؟!
  • بحث التعاون في مجال السياسات الاقتصادية بين سلطنة عمان والكويت