العراق تحت الضغط: تداعيات الصراع اللبناني الإسرائيلي
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
24 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: ترى تحليلات أن تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله سوف يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط، مما يؤثر على العراق الذي تربطه علاقات وثيقة بإيران.
وإذا تورطت إيران بشكل مباشر في النزاع، قد يتعرض العراق لضغوط أكبر للتوازن بين مصالحه الإقليمية والدولية. إضافة إلى ذلك، فان التصعيد سوف يؤدي الى مشاركة مباشرة لفصائل مسلحة عراقية ضمن محور المقاومة في الحرب.
كما ان تصاعد الصراع سوف يعرّض العراق لضغوط اقتصادية إضافية. مع احتمال تدفق النازحين من لبنان إلى العراق، و سوف تتزايد التحديات المتعلقة بالموارد والبنية التحتية، كما قد يجد العراق نفسه مضطراً لتقديم مساعدات مالية واقتصادية لدعم لبنان، نظراً للعلاقات السياسية والعاطفية الوثيقة بين البلدين، خاصة في إطار المحور الذي يجمعهما بإيران.
و تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدا كبيرا مع تكثيف إسرائيل هجماتها على لبنان، مستهدفة مواقع تقول إنها تابعة لحزب الله.
وقد أدت هذه الهجمات إلى سقوط مئات القتلى، حسبما ذكرت السلطات اللبنانية.
ويتزامن هذا التصعيد مع توترات سابقة استمرت لمدة عام تقريبا، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا قد تشمل إيران وتسبب دمارا كبيرا في المنطقة.
بدأت الأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر الماضي بعد هجوم لحركة حماس على إسرائيل فيما حزب الله، الحليف القوي لإيران وحماس، بدأ بشن هجمات دعما للفلسطينيين في قطاع غزة.
يأتي ذلك في سياق ارتباط أيديولوجي طويل الأمد بين حزب الله والصراع مع إسرائيل. فمنذ تأسيسه في عام 1982 بمساعدة الحرس الثوري الإيراني، خاض حزب الله عدة حروب ضد إسرائيل، كان آخرها عام 2006.
وإسرائيل تعتبر حزب الله أكبر تهديد على حدودها الشمالية بسبب ترسانة الصواريخ الكبيرة التي يملكها التنظيم.
ويتصاعد الصراع في المنطقة بشكل مستمر، حيث تواصل إسرائيل استهداف مواقع حزب الله، بينما يرد الحزب بإطلاق صواريخ على مدن إسرائيلية.
وقد تركزت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، مع توجيه ضربات إلى قادة كبار في حزب الله.
وفي المقابل، أطلق الحزب صواريخ نحو مدن مثل حيفا، مما يزيد من احتمالات حدوث مواجهات أوسع.
على الرغم من ضراوة الأعمال القتالية، لا تزال احتمالية اندلاع حرب شاملة قائمة.
و حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بيروت قد تواجه مصير غزة إذا استمر حزب الله في توسيع الصراع.
ورغم تأكيد حزب الله أنه لا يسعى للحرب، فإنه أوضح استعداده لها إذا اضطر لذلك، ما يزيد من تعقيد المشهد.
وفي الحروب السابقة بين الطرفين، تعرض كلا الجانبين لخسائر فادحة في البنية التحتية والأرواح.
ومع امتلاك حزب الله لأسلحة أكثر تطورا مقارنة بعام 2006، قد تكون الحرب المقبلة أشد ضراوة.
في ظل هذه التطورات، تبدو الحلول الدبلوماسية بعيدة المنال. على الرغم من جهود وساطة قامت بها الولايات المتحدة وفرنسا في الماضي، إلا أن الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق. ولا تزال محادثات وقف إطلاق النار في غزة متعثرة، بينما تتجنب واشنطن الضغط علنا على إسرائيل لتخفيف قصفها للبنان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
والد اللبناني المختطف عماد أمهز: لا علاقة لابني بحزب الله
أكد والد المواطن اللبناني عماد أمهز، الذي اخطفته قوة تابعة للكوماندوز البحري الإسرائيلي من بلدة البترون، أن ابنه ليس له علاقات حزبية أو سياسية.
وقال فاضل أمهز إن "عماد فاضل أمهز هو مواطن لبناني مكافح من أجل أسرته ووالديه المريضين، وكل ما يروج له جيش الاحتلال الإسرائيلي غير صحيح مطلقا، جملة وتفصيلا"، وفق ما نقلت عنه قناة "الجديد" اللبنانية اليوم، الأحد.
وأضاف الوالد إنه "نحمل مسؤولية وضعه الصحي وسلامة حياته لجيش الاحتلال الاسرائيلي ونطالب بالافراج الفوري عنه"، داعيا المؤسسات الدولية الإنسانية، وفي مقدمتها الصليب الأحمر الدولي ووفقا للقوانين والمواثيق الدولية، إلى زيارته والاطلاع على أوضاعه وضمان سلامته "واطلاعنا على تطورات عملية اختطافه وحالته".
وأشار الوالد إلى أنه "من خلال تتبعنا للأخبار الإسرائيلية المعلنة والمسربة، فان جيش الاحتلال ادعى أولا أن عماد قيادي في حزب الله ثم عاد وأدعى أنه عضو في بحرية الحزب، وهذا يعني أن الرواية الإسرائيلية غير متماسكة وشبيهة تماما بعملية الانزال في بعلبك، عام 2006، حيث تم اختطاف شخص اسمه حسن نصر الله في بعلبك في عملية إنزال، على أنه الامين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله، ثم ما لبث جيش الاحتلال أن أفرج عنه".
ورجح أن "المعلومات التي اعتمد عليها جيش الاحتلال في عملية الاختطاف مغلوطة أو خاطئة أو كيدية من عملاء"، مؤكدا أن "ما نُشر من صور عن جوازات سفر وبطاقات هاتفية تعود إلى ابني هي أمور طبيعية جدا لمن يعمل في مجال البحرية المدنية".
وحمل الوالد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بشكل مباشر وخصوصا القوات الألمانية، مسؤولية عملية الاختطاف، "لأن هذه القوات تراقب كل صغيرة وكبيرة قبالة شواطئ لبنان منذ سنوات طويلة وتقوم باعتراض كل شيء في البحر"، مطالبا قوات اليونيفيل بـ"الكشف عن حقيقة ما جرى بشفافية".
وقال إنه بصدد تقديم شكوى إلى الجهات الدولية المعنية واتهام يونيفيل بـ"التآمر" في عملية الاختطاف حتى يثبت العكس، وأنه سيلجأ إلى "الاحتجاج والتصعيد" أمام السفارة الألمانية في بيروت.
ونفى لبنان رسميا صحة ادعاءات إسرائيل بأن يكون المختطف ضابطا بالجيش، مؤكدا أن المختطف قبطان بحري مدني.
وألمح وزير الأشغال اللبناني، علي حميه،، عبر بيان أمس، إلى مسؤولية قوات اليونيفيل الدولية عن اختطاف المواطن أمهز، في حال ثبت أنها تمت عبر التسلل بحرا؛ لأن القوة الأممية من يتولى مسؤولية مراقبة شواطئ لبنان، وفق مقتضيات قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وحمل الوالد الأجهزة الأمنية المعنية في لبنان المسؤولية عما حدث، واتهمها بالتقصير في أداء دورها في حماية مواطنيها وشواطئ وأراضي لبنان. ودعا الدولة اللبنانية إلى إجراء الاتصالات الدولية اللازمة للإفراج عن ابنه عماد، مشددا على أن "الاجراءات المتخذة غير كافية".
وادعى الجيش الإسرائيلي، أمس، أن الكوماندوز البحري قبض على عميل كبير لحزب الله شمالي لبنان.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أمس، بأن "الأجهزة الأمنية تحقق في حدث وقع في منطقة البترون، حيث أفاد أهالي المنطقة بأن قوة عسكرية لم تُعرَف هويتها نفّذت عملية إبرار (إنزال بحري) على شاطئ البترون".
وأضافت الوكالة أنه "انتقلت القوة بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، حيث اختطفت لبنانيا كان موجودا هناك، واقتادته إلى الشاطئ، وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر".
وأفادت معلومات أوردتها قناة "الجديد" بأن "قوة عسكرية قامت باختطاف مواطن لبناني يدعى عماد أمهز من شاليه بالبترون، ويجري التأكد من العملية ومن صفة المختطف".
وقالت اليونيفيل إنها لم تسهّل أي عملية اختطاف أو أي انتهاك للسيادة اللبنانية.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48