أمريكا تفقد هيبتها البحرية.. واليمن يغير الموازين
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
لا تقاس نتائج الحروب بحجم التدمير في المنازل والبنى التحتية ولا أعداد الضحايا في صفوف المدنيين أو حتى العسكريين، بل بتحقيق الأهداف المعلنة، وهذا ما عجز عن تحقيقه الإسرائيلي في غزة رغم ضخامة ما يمتلكه من إمكانات وفي ظل المشاركة والدعم اللامحدود من قبل أمريكا ودول الغرب والتطبيع، ولأمريكا الدولة “العظمى” خيباتها وإخفاقاتها المتراكمة في مواجهة ما كانت تعتبرها “جماعة ضعيفة، في اليمن محدودة الإمكانات ومثقلة بالمشاكل والهموم الاقتصادية.
في أعقاب عملية طوفان الأقصى تدخلت الولايات المتحدة سريعا ودون أي تباطئ لمنع انهيار الكيان، والحد من اتساع نطاق الصراع، وبموازاة ما تقدمه من مال وأسلحة لاستمرارية جرائم حرب الإبادة الجماعية في غزة شكلت تحالفا بحريا لحماية سلاسل إمدادات العدو الاقتصادية وحشدت الكثير من الدول بما فيها بريطانيا وألمانيا واليونان ودول أوروبية أخرى لأداء هذه المهمة.
النتائج كانت مخيبة لآمال اليهود الصهاينة، لناحية الفشل الذريع في تقويض القدرات اليمنية ومنع استهداف السفن التي شملها حظر الوصول إلى موانئ فسلطين المحتلة، ومؤثرة على الوجود الأمريكي في المنطقة، ومضرة بسمعة قدراته البحرية والجوية على حد سواء.
على صعيد معركة البحار، اضطرت القوات الأمريكية تحت ضغط المفاجآت اليمنية لسحب سفنها وحاملات الطائرات الواحدة تلو الأخرى من البحر الأحمر رغم خطورة الإجراء لناحية إحداث هزة في هيبة واشنطن وضعضعة مكانتها في المنطقة.
انسحاب “آيزنهاور” بداية التراجع الأمريكي
نهاية شهر يونيو أعلنت الولايات المتحدة عن مغادرة حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” البحر الأحمر بعد ثمانية أشهر من خوض معارك وصفت بالصعبة والمعقدة ضد القوات اليمنية على أن يتم استبدالها بحاملة الطائرات “تيودور روزفلت”.
وبالاستناد إلى تصريحات قادة الحاملة الأمريكية وتقييم معطيات ومسار المعركة البحرية فقد بدا واضحا واقع الإخفاق والانهيار طيلة الأشهر الماضية من المواجهة ما دفع الإدارة الأمريكية لسحب أُسطورة هيمنتها البحرية التي ظلت جاثمة على المنطقة طيلة عقود طويلة.
“روزفلت” تغادر قبل وصولها مسرح العمليات في البحر الأحمر
نظرا للمفاجئات اليمنية، وفاعلية الضربات البحرية والجوية في مقدمتها استخدام الصواريخ الباليستية لضرب السفن الحربية لأول مره في تاريخ الحروب، أعلنت الولايات المتحدة وصول حاملة الطائرات “ثيودور روزفلت” إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأمريكي، منتصف شهر يوليو العام الجاري كبديل عن الحاملة المنسحبة “آيزنهاور” لكن الحاملة الجديدة انسحبت قبل وصولها مسرح العمليات في البحر الأحمر هروبا من المواجهة المكلفة معنويا وماليا إذ تشير التقديرات إلى أن خسائر أمريكا في البحر تتجاوز مليار دولار خلال أشهر قليلة.
ما بين انسحاب الحاملتين، انسحاب سفن أمريكية وغربية
انسحاب السفن الحربية الأمريكية من البحر الأحمر، وتخلي الولايات المتحدة عن مهمتها المعلنة، أجبر كثير من الدول الأوروبية على سحب فرقاطاتها وسفنها أيضا من البحر الأحمر، الأمر الذي أثار انزعاج الصهاينة وأضر بالسمعة التي حاولت واشنطن بناءَها على مدى عقود بشأن قوتها البحرية.
ومن ضمن السفن المنسحبة “كارني ولابون” الأمريكيتين، وكذلك سفن هولندية وألمانية وصولا إلى السفينة بسارا اليونانية، وسط إجماع غربي على صعوبة المواجهة ومخاطرها.
شركات الشحن الكبرى تقرر عدم المرور من البحر الأحمر
تحت ضغط العمليات اليمنية وتطور التكتيكات القتالية مع الدقة في انتقاء السفن المعادية والمتعاونة مع كيان العدو الإسرائيلي وفي ظل العجز الأمريكي عن تغيير المعادلات في البحر قررت الكثير من شركات الشحن العالمية أن تسلك الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح واعتبرت أن المرور عبر البحر الأحمر لم يعد يستحق المخاطرة أو أقساط التأمين الإضافية، وفق ما أكدته تقارير غربية لفتت إلى أن الأسعار ارتفعت بأعلى مما هي عليه في المملكة المتحدة وأوروبا وغيرها من الأماكن التي تتلقى قدرًا كبيرًا من تجارتها عبر البحر الأحمر.
الخسائر الأمريكية تمتد إلى الجو
الخسائر الأمريكية لم تقتصر على البحر، إذ امتدت إلى الأجواء بتمكن القوات اليمنية من إسقاط عشر طائرات من طراز “MQ9” منذ بدء عملية إسناد غزة لترتفع حصيلة الطائرات من هذا النوع التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية منذ بدء العدوان على اليمن إلى 14 طائرة.
وفي سياق تطور وتنامي القدرات اليمنية، كانت شبكة إن بي سي الأمريكية تناولت اسقاط القوات اليمنية للعديد من طائرات MQ-9 الامريكية الضخمة والاكثر تطورا ونقلت الشبكة عن خبراء تأكيدهم أن القوات اليمنية تطور دفاعات جوية أقوى وذات نيران دقيقة، حيث لدى صواريخها القدرة على إسقاط أي طائرة أمريكية بدون طيار.
بهذه النتائج فإن الولايات المتحدة أمام خيارين، “فإما مواصلة اعتداءاتها على اليمن، وتقديم كل وسائل الدم لكيان العدو، وهذا المسار له تداعيات مالية وسياسية وأمنية عليها أو تمارس الضغط على كيان العدو لوقف عدوانه على غزة ووضع حد لوحشيته المفرطة، وفي كلتا الحالتين فهيبتها تأثرت ونفوذها تحطم.
———————————————————
إسماعيل المحاقري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة من البحر الأحمر القوات الیمنیة فی البحر
إقرأ أيضاً:
عاجل- بالأرقام ترامب يعود للبيت الأبيض.. رحلة من الرئيس 45 إلى الرئيس 47 وحسم الولايات يغير المشهد السياسي الأمريكي ( التفاصيل الكاملة)
رحلة من الرئيس 45 إلى الرئيس 47 وحسم الولايات يغير المشهد السياسي الأمريكي، تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية لأول مرة في 2017، إلا أنه خسر مقعده الرئاسي في انتخابات 2020، لكي يعود مجددًا بانتصار تاريخي في 2024.
وما بين 2017 و2024 كانت هناك تواريخ هامة ف حياة دونالد ترامب الرئاسية، إليك أبرز التواريخ الهامة في فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى (2017-2021)، والتي كانت مليئة بالأحداث الداخلية والخارجية:
20 يناير 2017: تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة – أصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، وركز في خطاب التنصيب على شعار "أمريكا أولًا".
27 يناير 2017: توقيع أمر تنفيذي لحظر السفر – أصدر ترامب قرارًا مثيرًا للجدل يمنع دخول مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، مما أثار احتجاجات وردود فعل واسعة.
6 ديسمبر 2017: اعتراف القدس عاصمة لإسرائيل – أعلن ترامب اعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، مما أثار ردود فعل دولية ومعارضة من دول عربية وإسلامية.
12 يونيو 2018: قمة سنغافورة مع كيم جونغ أون – التقى ترامب زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في أول لقاء من نوعه بين زعيمين من البلدين، بهدف مناقشة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
25 يناير 2019: إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة – بعد نزاع مع الكونغرس حول تمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك، انتهى إغلاق حكومي دام 35 يومًا، وهو الأطول في تاريخ البلاد.
3 يناير 2020: اغتيال قاسم سليماني – أمر ترامب بتوجيه ضربة جوية أسفرت عن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، ما زاد من التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
13 مارس 2020: إعلان حالة الطوارئ الوطنية بسبب جائحة كورونا – بعد انتشار فيروس كورونا، أعلن ترامب حالة الطوارئ الوطنية، مما فتح المجال لتمويل الطوارئ وتكثيف جهود احتواء الجائحة.
3 نوفمبر 2020: الانتخابات الرئاسية الأمريكية – خسر ترامب الانتخابات أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، لكنه رفض في البداية الاعتراف بالهزيمة، مما أدى إلى توترات سياسية شديدة.
6 يناير 2021: اقتحام مبنى الكابيتول – شهدت الولايات المتحدة اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول أثناء جلسة الكونغرس للمصادقة على نتائج الانتخابات، مما أثار إدانات واسعة النطاق وإجراءات أمنية مشددة.
هذه التواريخ تمثل بعضًا من الأحداث الرئيسية التي تركت بصمة في فترة حكم ترامب الأولى، وتنوعت بين سياسات داخلية ودبلوماسية وأحداث طارئة.
الانتخابات الأمريكية 2024ماذا حدث في الانتخابات الأمريكية 2024؟أعلن ترامب من على منصة مركز مؤتمرات بالم بيتش بولاية فلوريدا، الأربعاء، فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية.قال ترامب: "أشكر الشعب الأمريكي على انتخابي لأكون الرئيس الـ47".تابع: " حققنا الفوز في الولايات المتأرجحة، صنعنا التاريخ الليلة وهذا نصر سياسي، سنبدأ العصر الذهبي للولايات المتحدة".كيف فاز ترامب في انتخابات 2024؟
ارتفعت أصوات المرشح الجمهورى دونالد ترامب لتصل إلى 248 صوتا فى المجمع الانتخابى بعد فوزه بولايات:
يوتا (6 أصوات). جورجيا (16 صوتا). أيداهو (4 أصوات).وكان ترامب قد حصد 222 صوتا فى المجمع الانتخابى، بعد فوزه فى 5 ولايات هى:
نورث كارولينا (16 صوتا).يوتا (6 أصوات). أوهايو (17 صوتا). كانساس (6 أصوات).مونتانا (4 أصوات)، فى حين حصلت منافسته كامالا هاريس على 105 أصوات.وتمكن من خطف الأصوات في ولايات:
ميسيسبي (6 أصوات). نورث داكوتا (3 أصوات). ساوث داكوتا (3 أصوات). ووايومينج (3 أصوات).تكساس (40 صوتا). نبراسكا (5 أصوات).لويزيانا (8 أصوات).كما فاز ترامب بولايات ميسوري (10 أصوات)، وألاباما (9 أصوات)، وأوكلاهوما (7 أصوات)، وتينيسي (11 صوتا)، فلوريدا (30 صوتا) واركنساس (6 أصوات)، وويست فيرجينيا (4 أصوات) وساوث كارولينا (9 أصوات)، وإنديانا (11 صوتا)، وكنتاكى (8 أصوات).
وحسم المرشح الجمهورى السباق فى خمس ولايات متأرجحة، هى: تكساس (40 صوتا)، أوهايو (17 صوتا)، فلوريدا (30 صوتا)، جورجيا (16 صوتا)، ونورث كارولينا (16 صوتا)، ليقترب من حسم السباق الرئاسى إلى البيت الأبيض.
موقف ترامب من الصراعات في الشرق الأوسطويمتلك دونالد ترامب تصورات خاصة لتصفية الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط وكذلك الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وعلاقات أمريكا بالعالم بشكل عام، وهي ما وصفتها صحيفة فينانشيال تايمز في تقرير سابق لها بـ "خطة الضغط علي الحلفاء والخصوم"، مشيرة إلى أن الدوائر القريبة من ترامب قالت إنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإنه سيتصرف بسرعة "تصيب المرء بالدوار" لوضع حد للحروب المفتوحة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وتحدث ترامب وجيه دي فانس نائبه في مناسبات عدة عن رغبتهما في إنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي سبتمبر طرح دي فانس فكرة تجميد النزاع، مع وجود مناطق حكم ذاتي على جانبي منطقة منزوعة السلاح.