إسرائيل تضرب جنوب لبنان لاحتلاله على طريقة غَزة!
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
اندفاع إسرائيل لضرب لبنان مفهوم، لأن نتنياهو يعتبر نفسه قد قضى–بنسبة كبيرة–على حماس فى غزة، مما يعنى ضرورة أن يتجه إلى جنوب لبنان فى محاولة لشل ذراع حزب الله،حتى لاتُضرب تل أبيب من الظهر أثناء استكمال الحرب على غزة وحتى مرحلة تسويتها بالأرض تمامًا!!
أعتقد أن المعركة القادمة ستكون مباشرة وطويلة وعنيفة، لأن ماتفعله إسرائيل الآن هو مجرد تسخين، وتمهيد لغزو شامل–جديد–للجنوب اللبنانى، ونحن فهمنا التكتيك الإسرائيلى الذى يسبق الغزو، ويسبق الاعتداء المباشر، فهو يبدأ بمحاولات اغتيال للقيادات العسكرية فى التنظيمات التى تواجه الجيش الإسرائيلى على الأرض، ثم قصف لكل مواقع هذه التنظيمات بدون استثناء لهدم وتعطيل مصادر إطلاق الصواريخ، يعقبها غزو عسكرى شامل بجنود ومعدات، ويكون الهدف الأساسى لهذا الغزو هو هدم المبانى وترويع المدنيين ثم تسوية الأرض وتمهيدها للمجنزرات التى تبحث دائمًا عن طريق مُعبد حتى تكون المعدات العسكرية قادرة على السير فى مساحات طويلة وعريضة «بمقياس مئات الكيلو مترات» وبالتالى فإن القصف العنيف الذى يجرى للجنوب اللبنانى وسهل البقاع–حاليًا–هو بداية لغزو قد يحدث خلال مدة–طويلة أو قصيرة- وسوف يستمر هذا القصف حتى تتوقف قدرات حزب الله تمامًا عن تصويب صواريخ بعيدة المدى نحو تل أبيب!
إذن.
ولكن هل سيتخلى نتنياهو عن الاستيلاء على غزة كاملة غير منقوصة؟.. الإجابة فى بداية الحرب كانت قطعًا «لا».. ولكن هذه الإجابة تغيرت بتعديل بسيط بعد الرفض المصرى السماح لإسرائيل بطرد سكان غزة إلى سيناء، فقد وجدت إسرائيل صلابة واضحة فى الموقف المصري، بل وجدت تحركات سياسية ودبلوماسية، وإظهار «عين حمرا» كانت ضرورية لمنع عملية الطرد التى لا تقل إجرامًا عن مشروع طرد الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948.. وهذا الموقف المصرى أدى إلى تغيير الأولويات، فاتجهت إسرائيل إلى لبنان لضرب حزب الله، وقد يستمر ضرب الجنوب لفترة طويلة، مع تكرار نفس السيناريو الذى حدث فى غزة، وهو الضرب بلا رحمة، مع قتل أكبر عدد من عناصر حزب الله أو على أقل تقدير إجبارهم على النزول تحت الأرض أو الهروب إلى مناطق أخرى بحيث ينتهى الخطر القادم من هذه البؤرة المقلقة لإسرائيل، وبعد انتهاء المهمة–شبيهة العدوان على غزة–تدخل القوات الإسرائيلية للجنوب اللبنانى لتنفيذ باقى الخطة وهي–من وجهة نظرى الشخصية وتحتمل الصواب والخطأ–السيطرة على الجنوب فى شكل احتلال مباشر وليس الضرب من بعيد لبعيد، وهذا الاحتلال سوف يتيح لإسرائيل طرد جزء من سكان غزة ونقلهم فى الاتجاه نحو الجنوب اللبناني، مع الإبقاء على الجزء الأكبر من السكان متكدسين ناحية الحدود المصرية بلا مأوى أو مساعدات إنسانية كافية لحياة طبيعية، استكمالًا للجريمة التى بدأت مع أحداث يوم 7 أكتوبر الماضي!!
هناك هدف آخر لإسرائيل.. هو إنهاء مرحلة حرب الاستنزاف القائمة بينها وبين حزب الله بعدما أنهت عمليًا «حرب الاستنزاف» القائمة بينها وبين حركة حماس.. فإسرائيل سوف تدخل بعد وقت قصير مرحلة حفر ثم توصيل ثم دعوة سفن تجارية للعبور.. وكل هذا لا يستقيم مع حرب استنزاف قائمة مع أعدائها.. وهو ما يتطلب ضرورة إنهاء الحالة بوضع نهائى حاسم، ولذلك قمت بالانحياز لفكرة مفادها بأن «إسرائيل سوف تحتل جنوب لبنان» وهو سيناريو لا يجب أن يفاجئنا فى المستقبل!!
لكن ما هى علاقة كل هذا بقناة بن جوريون؟.. العلاقة مرتبطة بالمساحة الجغرافية التى تسعى إسرائيل إلى تجهيزها لتنفيذ المشروع.. فالمسألة ليست مخاطر حماس ولا صواريخ حزب الله وليست حتى المستوطنين وسلامتهم.. كل هذا ليس له قيمة أو أهمية عند نتنياهو.. المهم هو تأمين المشروع الاقتصادى الذى يريد عبره تخليد اسمه فى تاريخ اليهود وإسرائيل.. وقد نجح حتى الآن فى تنفيذ كافة السيناريوهات التى رسمها مع حكومته.. إلا زاوية طرد سكان غزة إلى سيناء.. فقد وجد صلابة ودولة ومؤسسات.
حفظ الله مصر.. عاش الجيش المصرى.. تحيا مصر وشعبها العظيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نور إسرائيل جنوب لبنان غ زة حزب الله على غزة
إقرأ أيضاً:
بري يُكذب ميقاتي..لم يشاورنا قبل تمديد مهلة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان
قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إنه اشترط وقفاً فوريا لإطلاق النار، والخروقات وتدمير المنازل، والتعهد بموضوع الأسرى، عند تشاوره مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، على استمرار العمل بتفاهم وقف إطلاق النار إلى 18 فبراير(شباط) المقبل.
وقال بري اليوم الإثنين: "تعليقاً على تصريح ميقاتي بعد لقائه الوفد الأمريكي، إنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة إلى 18 فبراير(شباط) المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والإعتداءات الإسرائيلية، والحقيقة أني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى".وتابع "وقد اتصلت برئيس الجمهورية متمنياً عليه تبني هذا الاقتراح".
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان، اليوم الإثنين، تأكيد الحكومة اللبنانية استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار إلى 18 فبراير(شباط) المقبل..
إستقبل رئيس الحكومة #نجيب_ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفرز بعد ظهر اليوم في دارته.
وشدد الرئيس ميقاتي على أنَّ "#لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أنّ إسرائيل تماطل في… pic.twitter.com/kibh68kF0B
وقال ميقاتي في بيان: "بعد الإطلاع على تقرير لجنة مراقبة التفاهم والتي تعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، فإن الحكومة اللبنانية تؤكد الحفاظ على سيادة لبنان، وأمنه، واستمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير(شباط) 2025".
وأضاف البيان "بناءً على طلب الحكومة اللبنانية، ستبدأ الولايات المتحدة الأمريكية مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)".
وتابع ميقاتي "تشاورت مع فخامة الرئيس جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، حول المستجدات في الجنوب، وفي نتيجة الاتصالات التي جرت مع الجانب الأمريكي المعني برعاية التفاهم على وقف إطلاق النار".
يذكر أن الاتفاق على وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، أعلن في 26 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي. وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي. وينص الاتفاق على انتشار الجيش والأمن اللبنانيان في جنوب لبنان، وسحب إسرائيل قواتها تدريجياً من الجنوب خلال 60 يوماً.