هجمات الاحتلال الإسرائيلي تدفع آلاف اللبنانيين للعبور إلى سوريا
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
هجمات الاحتلال الإسرائيلي تدفع آلاف اللبنانيين للعبور إلى سوريا.. أشارت قناة "الحدث" السعودية إلى أن أكثر من 5000 شخص عبروا الحدود من لبنان إلى سوريا منذ بداية النشاط الإسرائيلي المتصاعد ضد حزب الله. هذا التصعيد دفع العديد من اللبنانيين والسوريين إلى البحث عن ملاذ آمن بعيدًا عن التوترات المتزايدة في المنطقة.
وأكدت صحيفة "الوطن" السورية أن الآلاف من السوريين واللبنانيين عبروا الحدود إلى سوريا خلال الساعات الماضية. وأوضحت الصحيفة أنه حتى ظهيرة اليوم الثلاثاء، دخل قرابة 2000 مواطن لبناني إلى الأراضي السورية، في حين ينتظر عدد مماثل انتهاء الإجراءات للدخول.
كما ذكرت الصحيفة أن نحو 3000 مواطن سوري عادوا من لبنان إلى سوريا حتى الآن، حيث تقوم إدارة الهجرة السورية بجهود مكثفة لتسهيل عملية الدخول، من خلال إرسال مزيد من العناصر لتسريع الإجراءات الحدودية.
في ظل هذه الأوضاع، أعلن "الهلال الأحمر السوري" عن بدء عمليات استجابة للعائلات اللبنانية والسورية الوافدة إلى سوريا. وذكر الهلال الأحمر في بيان على "فيسبوك" أن متطوعيه يتواجدون في المعابر الحدودية بين البلدين، بالإضافة إلى مناطق حمص وطرطوس وريف دمشق، لتوفير الخدمات الطبية والإسعافية والإغاثية للمحتاجين.
هذا التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد حزب الله لم يؤثر فقط على الجوانب العسكرية والسياسية، بل له تأثيرات إنسانية واجتماعية مباشرة على سكان المنطقة. يبرز هذا من خلال الأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يسعون للعبور إلى مناطق أكثر أمانًا، بحثًا عن الاستقرار والحماية في ظل الظروف المتوترة الحالية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: لبنان هجمات الاحتلال هجمات الاحتلال على لبنان ازمة لبنان حرب لبنان سوريا
إقرأ أيضاً:
كأنك تبحث عن إبرة في كومة قش.. شهادة مسعف حول مجزرة فرق الإسعاف برفح
"كأنك تبحث عن إبرة في كومة قش"، بهذه العبارة المؤلمة وصف ضابط الإسعاف الفلسطيني إبراهيم أبو الكاس اللحظات العصيبة التي عاشها خلال محاولات البحث عن زملائه من طواقم الإسعاف والدفاع المدني، الذين استُشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي في حي تل السلطان بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، في 23 مارس/آذار الماضي.
يروي المسعف أبو الكاس، في حديثه لـ"الجزيرة نت"، أن الحدث بدأ خلال ساعات الفجر الأولى، عندما تلقوا نداء استغاثة من منطقة الشاكوش غرب رفح، وعلى الفور تم إرسال سيارات الإسعاف للاستجابة.
استهداف مباشر للطواقمويشير أبو الكاس إلى أن المأساة بدأت مبكرا، فقد تم استهداف السيارات الأولى بشكل مباشر، وانقطع الاتصال معها، مما دفعهم إلى إرسال تعزيزات لفهم ما حدث، لكنها هي الأخرى تعرضت لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال، مما أدى لاحقا إلى استشهاد زملائهم في المكان، الذي تبين بعدها أن المنطقة كانت تحت اجتياح إسرائيلي، وأن كل مركبة إسعاف تدخل إليها كانت تُستهدف.
يتحدث أبو الكاس عن مشاعر الغضب والتحدي التي انتابتهم قائلا: "كنا مصرّين على معرفة مصير زملائنا بأي ثمن".
ويوضح أنه منذ اللحظة الأولى لفقدان الاتصال، بدأت محاولات التنسيق مع الصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة للدخول إلى الموقع.
إعلانويضيف: "منذ اليوم الأول كنا نبدأ التنسيق في الصباح، ليُلغيه الاحتلال الإسرائيلي في المساء، ومع كل يوم انتظار كان الإصرار يكبر ويزداد".
ويلفت إلى أنه بعد أيام من المحاولات والتنسيق، تمكنت الطواقم من الدخول لأول مرة وانتشال جثمان أحد الشهداء، ثم بعد يومين، تم انتشال بقية الجثامين.
"كان المكان كله رمال، واسع بشكل مخيف… حسيت إني بفتش عن إبرة في كومة قش"، هكذا وصف أبو الكاس في حديثه "للجزيرة نت" موقع الجريمة بعدما تم تزويدهم بعدة إحداثيات، وبدأت عمليات البحث، حتى عثروا على أولى العلامات بوجود جثامين الشهداء.
وأوضح أنه خلال البحث المتكرر في المكان تم العثور على جثامين الزملاء المسعفين وبعض "اليونيفورم" الذي يُرتدى في الإسعاف والطوارئ، مدفونًا تحت الرمال بجانب سياراتهم المحطمة، في محاولة من الاحتلال لإخفاء آثار جريمته.
ويقول المسعف إبراهيم أبو الكاس إن مشاعر متباينة رافقته خلال عملية البحث عن زملائه، موضحا:"كان هناك شعوران يلازمانني باستمرار: الأول هو القلق من المصير المجهول، والثاني هو الأمل، الذي كان يتجدد كلما وجدنا علامة تدل على وجود أحد من الشباب".
ويكمل: "في كل مرة أجد أحدا من الزملاء، كنا نتمنى أن يكون لا يزال على قيد الحياة، وأن نجد في استمرارنا بالبحث بصيص أمل. لكن للأسف، كلما تعمقنا أكثر في الأرض، كنا نعثر على أحد من الشباب، من أولئك الذين صمدوا لأكثر من 16 شهرًا في الحرب على غزة، وواجهوا تحديات هائلة.. لِنُفاجأ بمقتلهم بهذه البشاعة".
منذ اللحظة الأولى للعمل في مجال الإسعاف، يعرف الجميع أن التحدي كبير، "كل يوم تتوقع الأسوأ، حتى فقدان حياتك"، يضيف أبو الكاس، ومع استمرار حرب الإبادة، لم يكن هذا الاستهداف هو الأول، فقد فقدوا زملاء كُثر خلال شهور الحرب الطويلة.
إعلانيختتم إبراهيم شهادته بنداء موجّه إلى المجتمع الدولي: "أتمنى أن يكون هذا الحدث هو الأخير. أطالب العالم بالضغط على آلة القتل، وبكفّ يد الاحتلال عن المدنيين والقطاع الطبي بغزة. لقد حان وقت وقف شلال الدم الفلسطيني".
في السياق ذاته، أعرب الهلال الأحمر عن صدمته "الشديدة" إزاء استمرار الاعتداءات على طواقمه، رغم حملهم لشارة الهلال الأحمر، المحمية بموجب القوانين الدولية.
كما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن "صدمتها البالغة" لاستهدافهم بعد انقطاع الاتصال بهم في 23 مارس/آذار الماضي.
وقتلت إسرائيل 27 شخصا من الهلال الأحمر أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني بقطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتشهد غزة هذا التصعيد العسكري المتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وسط تدهور تام في الوضع الإنساني والصحي مع فرض تل أبيب حصارا مطبقا عليها، متجاهلة كافة المناشدات الدولية لرفعه