لقاءات عدة لبو حبيب في نيويورك لخفض التصعيد
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
في إطار المساعي الدبلوماسية لخفض التصعيد، التقى وزير الخارجية والمغتربين د. عبدالله بوحبيب نظيره الجزائري أحمد عطاف، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وشكره على موقف بلاده المساند للبنان في مجلس الأمن الدولي، وتداولا في آخر المستجدات ومواقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن من الأحداث الأخيرة في لبنان، إضافة إلى التحضيرات الجارية لجلسة مقبلة في مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط.
كما بحث مع وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون بالتحضيرات لإجتماعات تنسيقية أوروبية حول الوضع في المنطقة، ودور سلوفينيا البناء والمتوازن في رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر، وخطورة التصعيد الحاصل وكيفية إعادة ضبط الأمور.
كذلك، أجرى الوزير بوحبيب دردشات جانبية مع كل من وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي حول اجتماعات مجموعة الدول الصناعية الـ7 ونظرتها للتصعيد الحاصل، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل وشكره على مواقفه وتصريحاته الداعية لوقف العدوان على لبنان. كما تداول جانبيا مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في المواقف العربية، وإمكانية تنسيقها في الظروف الراهنة.
ايضا، تلقى الوزير بوحبيب اتصالاً هاتفياً من وزيرة خارجية بلجيكا حجة لحبيب، وأكد لها أن ما يجري يشكل خطرا على الإنسانية جمعاء لأنه يشكل نموذجا" قبيحا لسياسة الإفلات من العقاب. وتوافق الوزيران على اهمية تطبيق قرارات الأمم المتحدة والالتزام بشرعة حقوق الانسان.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
آن الأوان لإصلاح جامعة الدول العربية
مرت اليوم السبت الذكرى الثمانون على تأسيس جامعة الدول العربية، ذلك الكيان الذي وُلد في لحظة أمل تاريخية عام 1945م، كانت فيه الأمة تعيش على حلم الوحدة والتحرر الوطني من طغيان الاستعمار الغربي وبث روح الحياة في طموحات عربية لبناء تكتل سياسي إقليمي يحفظ سيادتهم، ويصون وحدتهم، ويكون مظلة جامعة لقضاياهم المشتركة. لكن ونحن نطوي العقد الثامن من عمر الجامعة، تبدو المسافة شاسعة بين ما تأسست لأجله في ظل تلك الطموحات، وما آلت إليه اليوم من غياب شبه كامل عن المشهد العربي، حتى في اللحظات المفصلية التي تتطلب موقفا جامعا، وصوتا عربيا موحدا وقويا.
يعيد العالم من حولنا تشكيل نفسه عبر تكتلات وتحالفات كبرى؛ من آسيا الصاعدة التي تقودها الصين في تحالفات كـ «بريكس» و«منظمة شنغهاي»، إلى أوروبا التي عززت وحدتها رغم التباينات وتفكر اليوم في تحالف غربي بعيدا عن ترامب، وصولا إلى أمريكا اللاتينية التي تبني سرديتها الجديدة بعيدا عن الهيمنة الغربية. أما العالم العربي فيغيب عنه المشروع الجامع، ويتوارى خلف أزمات تتعمّق، ومصالح تُدار بقرارات فردية متنافرة، وملفات عالقة بلا أفق. ووسط كل هذا تبدو الجامعة العربية وكأنها مؤسسة شرفية لا فاعلية حقيقية لها ولا صوت مؤثر في كل الأحداث التي تبدو وكأنها تجري في كوكب آخر تماما.
ومع أن الإنصاف يقتضي التذكير ببعض الأدوار التي اضطلعت بها الجامعة في مراحل من التاريخ العربي، فإن من الضروري الاعتراف بأن البنية الحالية لم تعد صالحة لمواجهة تحديات العصر. فالجامعة بصيغتها التنظيمية، وآليات اتخاذ القرار فيها، وعجزها عن احتضان خلافات أعضائها وتجاوزها، لم تعد قادرة على الاستجابة لطموحات الشعوب العربية، ولا لصياغة رؤية مشتركة للمستقبل يبدو وكأنه في مهب الريح.
ما نحتاجه اليوم ليس توجيه تحية للجامعة العربية وتاريخها التليد أو دعوة للاحتفال بذكرى تأسيسها، بل انطلاقة جديدة تُعيد تعريف الجامعة بوصفها تكتلا سياسيا فاعلا في عالم تتصارع فيه الإرادات الكبرى، وتتغير فيه قواعد اللعبة الدولية بشكل غير مسبوق. وتبدأ الانطلاقة الجديدة بإصلاحات جذرية تشمل إعادة صياغة ميثاق الجامعة، وتطوير آليات اتخاذ القرار من الإجماع إلى التصويت بالأغلبية، وإنشاء مجلس أمن عربي فاعل وقادر ومؤثر ومهاب، وتحديث الهياكل المؤسسية بما يتوافق مع التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.
إن اللحظة العربية اليوم، المأزومة على أكثر من صعيد ـ من فلسطين التي تواجه أخطر مراحل تصفية قضيتها، إلى العراق وسوريا ولبنان والسودان واليمن، حيث تمزّق النزاعات جسد الدولة الوطنية ـ تستدعي عمقا في التفكير، وجرأة في المراجعة، لا مجرّد شعارات تُكرر في البيانات الختامية. ولعلّ الأجدى هو التفكير في تحوّل الجامعة من كيان تقليدي إلى منصة استراتيجية للتنسيق السياسي والاقتصادي والأمني.
إن الشعوب العربية لم تعد تنتظر خطابات التضامن التي تصدرها الجامعة العربية، بل أفعالا ملموسة تعبّر عن إرادتها، وتحمي مصالحها، وتعيد لها الثقة بأن مشروع الوحدة العربية الذي نشأت من أجله، ليس حلما مستحيلا، بل ضرورة تاريخية، ليس بالصيغة التي كان عليه الحلم في عام 1942م عندما بدأت المداولات لإنشاء الجامعة ولكن بما يتوافق مع معطيات اللحظة التاريخية الآنية وطموحات المستقبل.
وثمانون عاما تكفي لتدرك الجامعة العربية أنها وصلت عند مفترق طرق صعب جدا، يتطلب أن تكون فيه قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة وتاريخية، تمكن الأمة من تجاوز الخلافات الصغيرة لصالح المصير المشترك. فإما أن تنهض وتُصلح نفسها لتكون رافعة لمستقبل العرب، أو تبقى مجرّد ذكرى تُروى، ومؤسسة تُزار، دون أن تصنع الفرق في مسار الأمة.