لجريدة عمان:
2024-09-24@20:37:44 GMT

القاتلُ الذي يتجاهله الكثيرون

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظفري

بعض المواضيع الكبرى التي يواجهها العالم تحظى بقدر كبير من الاهتمام. فقضايا تغير المناخ والحروب والهجرة تتصدر عناوين الأخبار باستمرار، وتتلقى تمويلاً ضخماً من الدول والأفراد.

أما المشاكل الكبرى الأخرى مثل السل ونصف التغذية فتحظى بقدر أقل من الاهتمام، ولا يدرك الناس أهمية هذه المشاكل، ولكنها تشكل أولوية عالمية كبرى، وتحظى بمخصصات تمويليّة.

حتى الأمراض الاستوائية المهملة التي أطلق عليها اسم «داء الكلب»، والعمى النهري، والجذام، والتي تودي بحياة نحو 200 ألف شخص كل عام فـي البلدان الأقل نمواً، لها برامجها الخاصة فـي منظمة الصحة العالمية.

ولكن هناك تحدياً لا نسمع عنه إلا القليل، ولكنه يؤثر على أكثر من مليار إنسان فـي مختلف أنحاء العالم، ومن الممكن معالجته بكفاءة عالية يمكننا أن نطلق عليه اسم «المرض الهائل المهمل».

لقد حقق العالم تقدماً كبيراً فـي التعامل مع الأمراض المعدية. فقبل قرنين من الزمان، كانت هذه الأمراض تتسبب بشكل روتيني فيما يقرب من نصف الوفيات، ولكنها اليوم تقتل أقل من 15%. وبدلاً من ذلك، فإن نصف الوفيات ناجمة عن اثنين من أكثر الأمراض القاتلة، أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. يتسبب السرطان فـي حوالي 18% من جميع الوفيات، ولكن من الصعب والمكلف التعامل معه مع معدلات نجاح متواضعة فقط.

إن القاتل الأكبر على الإطلاق، والذي يُطلق عليه من الناحية الفنية مرض القلب والأوعية الدموية ولكنه يتألف فـي الغالب من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، مسؤول عن أكثر من 18 مليون حالة وفاة كل عام، وهو ما يشكل ثلث جميع الوفيات فـي العالم. وتشكل الأنظمة الغذائية غير الصحية، وقلة النشاط البدني، واستهلاك التبغ والكحول، جزءًا كبيرًا من المشكلة، وهي الأسباب التي تؤدي إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم.

ينصحك الأطباء بالتوقف عن التدخين، والحد من تناول الكحول والملح، وممارسة المزيد من التمارين الرياضية، واستهلاك عدد أقل من السعرات الحرارية، وتناول المزيد من الفواكه والخضروات، إلا أنّه من الواضح أن اتباع هذه النصيحة ليس بالأمر السهل. يمكن أن يساعد تنظيم التبغ والكحول فـي تسهيل هذه المهمة، إلى جانب تقليل مستويات الملح فـي الوجبات الجاهزة.

ولكن التركيز على ارتفاع ضغط الدم يشكل مفتاحاً لكبح جماح هذا «المرض الهائل المهمل». ومن المدهش أن مؤشر ارتفاع ضغط الدم يشكل أكبر خطر وفاة على مستوى العالم، حيث يؤدي إلى وفاة نحو 11 مليون شخص سنوياً، وهو ما يمثل 19% من إجمالي الوفيات فـي العالم.

مع تقدم سكان العالم فـي السن، أصبح عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم يتزايد باستمرار ـ فقد تضاعف عدد المصابين خلال الثلاثين عاماً الماضية إلى نحو 1.3 مليار شخص. ولأن المرض لا يسبب أعراضاً واضحة، فإن نصف المصابين به لا يدركون ذلك، وأربعة من كل خمسة مصابين لا يتلقون العلاج المناسب.

إن هذا المزيج يجعل ارتفاع ضغط الدم مؤثرا بشكل هائل، ومهملا بشكل مدهش.

والخبر السار هو أن علاج ارتفاع ضغط الدم رخيص وفعال بشكل لا يصدق مع وجود حبة واحدة أو أكثر غير محمية ببراءات الاختراع ولا تكلف شيئا تقريباً. ويتم ذلك بشكل جيد إلى حد ما فـي البلدان الغنية، ولكن ينبغي لنا أن نفعل ذلك فـي جميع أنحاء العالم.

إن تكاليف فحوصات ارتفاع ضغط الدم لا تتجاوز دولاراً واحداً للفرد، وتكلف وصفة أدوية ارتفاع ضغط الدم عادة ما بين 3 إلى 11 دولاراً سنوياً. وتُظهِر الأبحاث أن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم فـي البلدان الأقل نمواً تكلف نحو 3.5 مليار دولار سنوياً لكنها قد تنقذ ما يقرب من مليون حياة كل عام. وإذا وضعنا هذه التكاليف فـي الحسبان من الناحية الاقتصادية، فإن كل دولار ينفق من شأنه أن يحقق عائداً على المجتمع يبلغ 16 دولاراً، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر السياسات كفاءة على مستوى العالم.

وعلى الرغم من أن الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أصبحت قاتلة أكثر من الأمراض المعدية حتى فـي الدول النامية، فإنها لا تتلقى سوى القليل من التمويل.

ويمثل التمويل الخارجي ما يقرب من 30% من الإنفاق الصحي فـي البلدان المنخفضة الدخل، ولكن 5% فقط من كل هذا التمويل يذهب إلى علاج الأمراض المزمنة. على سبيل المثال، فـي نيجيريا، حيث أصبحت أمراض القلب مسؤولة الآن عن وفاة واحدة من كل 10 أشخاص، أطلق قسم الأمراض غير المعدية التابع لوزارة الصحة الفيدرالية برنامجاً جديداً للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم. وهذه بداية ممتازة، ولكن من المهم أن يزيد المانحون من دعمهم للبرامج التي تزيد من فرص الحصول على خدمات الوقاية والعلاج الشاملة عالية الجودة وبأسعار معقولة لارتفاع ضغط الدم، ليس فقط فـي مختلف أنحاء أفريقيا بل وفي جميع البلدان النامية.

إن ارتفاع ضغط الدم هو الخطر القاتل الأول على مستوى العالم، ومع ذلك فإنه لا يحظى إلا بقدر ضئيل من الاهتمام والتمويل. وبمبلغ 3.5 مليار دولار فقط فـي العام، يمكننا تنفيذ أحد أفضل الحلول للعالم، وإنقاذ ملايين الأرواح.

بيورن لومبور هو رئيس مركز إجماع كوبنهاجن وزائر مؤقت فـي مؤسسة هوفر بجامعة ستانفورد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ارتفاع ضغط الدم فـی البلدان

إقرأ أيضاً:

خبيرة روسية توضح أعراض وأسباب مرض يصيب العيون قد لا يعرفها الكثيرون

روسيا – أكدت الدكتورة أولغا أولانكينا، أخصائية طب العيون الروسية، إن أكثر من 500 ألف شخص في العالم يفقدون بصرهم سنويا بسبب الغلوكوما. وهو السبب الرئيسي لفقدان البصر في العالم.

ووفقا لها، يتطور المرض دون أن يلاحظ المصاب ذلك، حتى أن معظمهم لا يعلمون أنهم بحاجة إلى العلاج.

وتقول: “يزداد الضغط في حالة الغلوكوما “الزرق” داخل العين، ما يؤدي إلى حدوث تغيرات في الشبكية، التي فيها المستقبلات البصرية، ما يؤدي بالتالي إلى تلف العصب البصري الذي عبره تصل الصورة إلى الدماغ، وتنخفض حدة الرؤية ويمكن أن تتطور إلى العمى. وهذه التغيرات تحصل عادة في كلتا العينين”.

وتحذر الأخصائية من أن الغلوكوما تصيب الصغار بما فيهم الأطفال دون الثالثة من العمر والكبار على حد سواء. حتى أن هناك حالات خلقية تتطور إما بسبب الخداج (ولادة مبكرة) أو بسبب تشوه في نمو العينين لدى الجنين. وذلك بسبب أمراض معدية، مثل الحميراء والحصبة وداء المقوسات وغيرها التي تصاب بها المرأة أثناء الحمل، أو بسبب التسمم بالمعادن الثقيلة والإشعاعات المؤينة كالتي تصدر من أجهزة الأشعة السينية.

وتقول: “يبدأ الغلوكوما غالبا من تلقاء نفسه، نتيجة عدم إزالة السائل من داخل العين، حيث أن تراكمه يؤدي إلى ارتفاع مستوى الضغط داخل العينين، ولكن إلى الآن لم يحدد سبب هذه الحالة. أما العوامل الأخرى فهي عيوب العين الخلقية وقصر النظر والاستعداد الوراثي والعمر والجنس، حيث أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالغلوكوما”.

ووفقا لها، يمكن أن تسبب إصابة أو التهاب العين أو ورم داخل العين الإصابة بالغلوكوما. كما على خلفية بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وارتفاع مستوى ضغط الدم وأمراض الغدد الصماء والربو القصبي يتطور المرض بسرعة.

وتقول: “الأعراض النمطية الأولى للغلوكوما هي ظهور بقع سوداء على محيط الرؤية: فالشخص الذي ينظر بصورة مستقيمة لا يمكنه تمييز بالرؤية المحيطية الأشياء القريبة منه. تظهر هذه البقع تدريجيا دون أن تسبب أي انزعاج في البداية، ولكنها تتوسع وتنتشر إلى الرؤية المركزية ويشعر الشخص بأنه ينظر عبر أنبوب يتضيق أكثر فأكثر، ولكن يمكن وقف تطور المرض بالعلاج، وبعكس ذلك يصاب الشخص بالعمى”.

ووفقا لها، لا يمكن علاج المرض بصورة تامة لأن الخلايا العصبية المسؤولة عن وضوح الرؤية قد ماتت ولا يمكن استعادتها، ولكن يمكن وقف تطور المرض باستخدام قطرات خاصة وأدوية لتقوية العصب البصري وشبكية العين وتحسين الدورة الدموية. كما يمكن استخدام أشعة الليزر أو عملية جراحية في حالات معينة.

وتوصي الطبيبة، للوقاية من الغلوكوما بضرورة قياس مستوى الضغط داخل العينين كل ستة أشهر. كما يجب عدم تجاهل أي مشكلة في الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية وظهور البقع السوداء وغيرها، واستشارة الطبيب المختص لتحديد سببها وهذه فرصة لاكتشاف الغلوكوما مبكرا ووقف تطور المرض.

المصدر: صحيفة “إزفيستيا”

مقالات مشابهة

  • ارتفاع تكلفة التأمين على ديون إسرائيل لأعلى مستوى منذ أكثر من عقد
  • «بايدن»: بعض الأشياء أكثر أهمية من البقاء في السلطة
  • أكثر دول العالم امتلاكا للنقد الأجنبي والذهب!
  • 8 نصائح لتجنب ارتفاع مستويات السكر فى الدم بعد تناول الوجبات
  • خبيرة روسية توضح أعراض وأسباب مرض يصيب العيون قد لا يعرفها الكثيرون
  • علامة غير واضحة لارتفاع مستوى السكر في الدم
  • دراسة تكشف الدور المعقد الذي تلعبه الوحدة في 26 حالة صحية شائعة
  • اختبار دم جديد يكشف مخاطر السمنة لدى الأطفال
  • الشخير أكثر من مجرد إزعاج.. اكتشف الأسباب والعواقب الصحية