241 قتيل ... فاتورة باهظة لأمريكا بلبنان !
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
لقد مات في لبنان من النساء والأطفال خمس أضعاف من ماتوا في هجمات الحادي عشر من أيلول .
فلقد قام الصهاينة بذلك القصف الإرهابي مستخدمين الطائرات الحربية الأمريكية والقنابل التي تزود بها واشنطن الكيان الصهيوني .
-شريك الأجرام
في ديسمبر 1980م , توصلت جنوب أفريقيا إلى اتفاق مع كل من الكيان الصهيوني وتايوان يقضي بالتعاون في الإنتاج المشترك لصواريخ كروز وكذلك الطائرات النفاثة بدون طيار المصممة لحمل رؤوس نووية .
كان ذلك الاتفاق تحت رعاية الولايات المتحدة فالدول الثلاث لها علاقة خاصة جدا بالولايات المتحدة .
وكانت جنوب افريقيا آنذاك قبل ان تخرج من تحت الحماية الامريكية تصدر لجزيرة تايوان 70% من احتياجاتها من اليورانيوم الخام .
وبعد الاجتياح والاحتلال الصهيوني لبيروت عام 1982م , أجبر الإرهابي الصهيوني آرييل شارون بالقوة مقاتلي المقاومة الفلسطينية على الخروج من لبنان .
وبقي العديد من الفلسطينيين من النساء والأطفال والمسنين في مخيمات اللاجئين في بيروت .
وضمنت الولايات المتحدة علنا أمنهم وسلامتهم ووغدت بأنهم سيلتحقون قريبا بأحبابهم .
وعندما خطط شارون مؤامرة قتلهم لم يخطط لعمل إرهابي دموي ضد لاجئين آمنين فحسب , بل إنه كان يعلم أيضا أن عمله هذا خيانة للولايات المتحدة الأمريكية ستجلب لها كراهية وحقدا شديدين وانتقام .
-مذبحة المخيمات
في عشية السادس عشر من سبتمبر عام 1982م , أرسل الإرهابي شارون زمر الكتائب إلى مخيمي صبرا وشاتيلا .
وكانت الدبابات والقوات الصهيونية تحيط بالمخيمين عن قرب لتمنع أي فلسطيني من الهرب , وقامت قوات الكتائب طوال الليل بإطلاق نيران رشاشاتها على المدنيين الفلسطينيين وطعنهم بالحراب وضربهم بالهراوات , واستمر ذلك في النهار التالي والليلة التالية , ذلك كله تم في حين كان الصهاينة المحيطون بالمخيمين يصغون بمرح وطرب لأصوات الرشاشات والصرخات المنبعثة من داخل المخيمين , وبعد ذلك أرسل شارون الجرافات لإخفاء أكثر ما يمكنه إخفاءه من آثار الجريمة الفظيعة .
تم ذبح 1500 فلسطيني على أقل تقدير من الرجال والنساء والأطفال , وربما كان العدد الحقيقي يصل إلى 2500 بحسب تحقيق لبناني رسمي .
ورغم جهود جرافات شارون بقي الكثير من الفلسطينيين غير مدفونين ووجد عمال الصليب الأحمر عوائل كاملة , تتضمن مئات المسنين والأطفال الصغار , تم قطع حناجرهم أو نزع أحشائهم .
كما أن عددا لا يحصى من النساء والفتيات تم اغتصابهن قبل أن يُذبحن .إن قتل الكيان الصهيوني للاجئين الفلسطينيين بعد أن ضمنت الولايات المتحدة أمنهم وسلامتهم علنا لا يُعد جريمة ضد الإنسانية فحسب , بل أيضا خيانة كبيرة لأمريكا إذا لم تكن هي متورطة بذلك .
لقد كان الإرهابي شارون والآخرون معه الذين ارتكبوا مذبحة صبرا وشاتيلا يعلمون تماما بالوعد العلني الذي قطعته أمريكا حول أمن وسلامة اللاجئين .
-فاتورة باهظة
إن مذبحة صبرا وشاتيلا كانت المحرك الرئيسي للهجوم على القوات الأمريكية في لبنان بالمتفجرات والتي أودي بحياة ( 241) جندي من المارينز الأمريكي في بيروت بعد أقل من سنة .
وهو دليل واضح على النتائج الرهيبة والفاتورة الباهظة التي تتحملها وتدفعها أمريكا جراء دعمها للإرهاب الكيان الصهيوني وخلال أيام كان الجيش الصهيوني على مشارف بيروت مدعوما بتأييد أمريكي كامل على المستوي السياسي والعسكري والإعلامي .
وقي الوقت ذاته أعلنت الولايات المتحدة تقديم ضمانات لحماية المدنيين العزل في بيروت بواسطة قوات الطوارئ الدولية .
ولكن ما أن انسحب مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان متوجهين إلى تونس حتى انسحبت القوات الدولية الأمريكية ثم الفرنسية ثم الايطالية .
انفتح الباب على مصرعيه واقتحم الجيش الصهيوني بيروت وقامت بمجازر رهيبة بمنتهي الوحشية ووقعت أشهر المذابح في 18 سبتمبر 1982م وهي مذبحة صبرا وشاتيلا .
-حماية الصهاينة
كان من الواضح مع عودة القوات الأمريكية إلى لبنان للمرة الثانية أواخر عام 1982م , أن دعم الولايات المتحدة المستمر للكيان الصهيوني قد شكل صعوبة بالغة في إقناع الكثيرين بأن القوات الأمريكية موجودة في لبنان للعب دور الوسيط النبيل الذي يتدخل للحفاظ على الأمن وعلى الرعايا الأمريكان .
فقد كان الرئيس الامريكي ريجان نفسه أكثر صراحة عندما سئل عن سبب بقاء جنود امريكا في لبنان رغم ما يتعرضوا له من دفع فاتورة باهظة .
وعندما وجه أحد الصحفيين سؤالا إلى الرئيس الأمريكي عن جدوى استمرار وحدة المشاة من المارينز الأمريكي التي تضم (1200) جندي في بيروت ؟
جاء رد الرئيس رونالد ريجان حاسما : ( لأنني أعتقد أن ذلك يتسم بأهمية حيوية لأمن الولايات المتحدة والعالم الغربي) , فهل كان أمن أمريكا والعالم الغربي يتعرض للخطر بسبب صراعات داخلية على الحكم في لبنان ؟
لكن أمن الكيان الصهيوني ومساندته في جرائمه وإرهابه هو الذي كان يحتاج إلى حكومة بعينها تتولى شؤون لبنان وتتعاون مع الكيان الصهيوني حتى ترتاح من مشاكل الجبهة الشمالية العنيدة !
-عمليات انتقامية
جاء الرد على تصريحات الرئيس الأمريكي ريجان بعد أسبوع واحد عبارة عن فاتورة مرتفعة .
ففي صباح يوم 23 أكتوبر 1983م , انطلقت شاحنة في اتجاه مقر مشاة البحرية الأمريكية وارتطمت بالمبني لتنفجر وبداخلها 12 ألف رطل من مادة ( تي إن تي ) وأسفر الانفجار عن مقتل 241 جندي امريكي وجرح المئات و كانت هذه أكبر كارثة عسكرية امريكية منذ حرب فيتنام .
وقبلها في 16 أكتوبر 1983م , لقي جندي سادس من مشاة البحرية الأمريكية مصرعه في بيروت , وقبل ذلك في 18 أبريل 1983م , اندفعت شاحنة مليئة بالمتفجرات إلى مبنى السفارة الأمريكية المكون من سبعة طوابق والمطل على شاطئ البحر في بيروت , ليتهدم المبنى بالكامل .
وأسفر الانفجار عن مصرع 63 شخصا من بينهم 17 أمريكي وعلى رأسهم رئيس محطة المخابرات الأمريكية في بيروت ونائبه وستة ضباط مخابرات , بالإضافة إلى ( روبرت أميس ) المستشار غير الرسمي لوزير الخارجية الأمريكي آنذاك في منطقة الشرق الأوسط وهو في الوقت ذاته كبير محللي منطقة الشرق الأوسط في المخابرات الأمريكية .
وفي 16 مارس 1984م تم اختطاف ( ويليان باكلي ) الرئيس الجديد لمحطة المخابرات المركزية في بيروت والمسؤول الأول عن نشاط المخابرات في الشرق الأوسط بأكمله , وكان ذلك الاختطاف مدعاة للعار فليس من المألوف أن يختطف رئيس المخابرات المسؤول أصلا عن عمليات قتل واختطاف أعدائها ! .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الکیان الصهیونی صبرا وشاتیلا فی لبنان فی بیروت
إقرأ أيضاً:
قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخص في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، على الرغم من سريان وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
وأوضحت الوكالة أن غارة العدو الإسرائيلي نفذتها مسيّرة قرابة الثانية فجرا بالتوقيت المحلي (00.00 بتوقيت غرينتش) على "سيارة رباعية الدفع على طريق بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل أدت إلى استشهاد مواطن وجرح آخر".
ويأتي ذلك غداة مقتل شخص في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، بحسب وزارة الصحة، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "إرهابيا من حزب الله كان يشارك في أنشطة إرهابية في منطقة كفركلا في جنوب لبنان".
ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.
وتزعم إسرائيل أنها تستهدف عناصر ومنشآت للحزب، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب.
ورغم انتهاء المهلة لسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير/شباط الماضي، إلا أنها أبقت على وجودها في 5 نقاط إستراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد "من عدم وجود تهديد فوري".
إعلانووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية، حدا للأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل. ونص على سحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، أي على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) في المنطقة.
وأعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الثلاثاء الماضي عن العمل دبلوماسيا مع لبنان وإسرائيل من خلال 3 مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، من بينها الانسحاب من النقاط الخمس.