٢٦ سبتمبر.. ثورة تتجدد وكهنوت يلفظ الانفاس
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
شكلت ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م لحظة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر – ولا زالت – ومحطة مهمة للشعب اليمني فصلت بين الحرية والاستعباد، بين النور والظلام، بين التخلف والانغلاق والانفتاح على العالم، بين الحق والباطل، بين الشورى والديمقراطية وادعاء الحق الالهي بالحكم والاصطفاء، بين المساواة والعدالة وبين العنصرية ووهم الافضلية والجبروت والطغيان.
62 عاماً منذ قرر احرار اليمن وتنظيم الضباط الاحرار اطلاق شرارة الثورة وانهاء الحكم السلالي العنصري الكهنوتي الى الابد، وعادت الامامة قبل 10 سنوات بشكلها الحوثي الايراني الجديد، لكن الزمن لم يعد كما كان فقد تغيرت مياه كثيرة في كل ربوع اليمن، وصار الشعب اكثر وعياً ورفضاً للعنصرية والكهنوت وسيتم القضاء عليها اولاً بالوعي الذي تتسع مساحته في اوساط الشعب، والادراك الكبير بأهميتها كثورة وأهدافها الستة الخالدة ونظامها الجمهوري.
لم ولن تنته ثورة ٢٦ سبتمبر بمجرد وقوع اجزاء غالية من اليمن في وسط موجة ارتداد كهنوتي وانتفاشة إمامية كانت وستظل بمثابة سحابة صيف أطلت بقرونها المتخلفة في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م، لأن مشروعاً عنصرياً استبدادياً انكشف حينها وهو الي زوال بصمود اليمنيين وتمسكهم بثورتهم وجمهوريتهم حتى لو بقي بطلاً واحداً في متارس العزة وجبهات الصمود.
محاولة اعادة الامامة بنسختها الحوثية المدعومة من النظام الايراني تغذيها ثقافة عنصرية وكهنوتية عانت منها اجزاء كثيرة من اليمن خاصة في شمال الشمال، لاكثر من الف عام، لكي تكتب فصلها الاخير وعرفتها اجيال ثورة ٢٦ من سبتمبر و ١٤ اكتوبر عن قرب وهي التي لم تتعرف جيداً قبل ذلك على ما كان قبل الثورة المجيدة، ولعلها حكمة الله ان يتذكر الناس قبح تلك الامامة وورثتها الجدد وعظمة الثورة التي وأدتهم قبل ٦٢ عاما.
الاحتفالات التي تشهدها المدارس والمنازل والتجمعات والوسائط الاجتماعية في مناطق سيطرة مليشيات الامامة الحوثية تعزز ذلك، وتؤكد ان الثورة انطلقت من جديد لسحق الامامة كفكرة ومشروع عنصري خبيث قبل سحقها كسلطة غاشمة ومليشيات ارهابية مسلحة تقوم بأعمال القتل والسلب والنهب والتدمير لكل مكتسبات اليمنيين التي تحققت خلال اكثر من نصف قرن.
عاد الزخم للثورة وما تمثله من قيم تحررية وانسانية بصورة لم تكن متوقعة، وشهدت العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المدن مسيرات احتفائية متخمة بالأعلام الجمهورية، والاناشيد الثورية والهتافات “بالروح بالدم نفديك يا يمن” رغم الملاحقات والتهديدات والاعتقالات وحشر اليمنيين واستغلالهم في زاوية الاحتفاء بالمولد النبوي على صاحبه افضل الصلاة والسلام.
ولأول مرة بدأ اليمنيون احتفالاتهم بثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة مع اطلالة الساعات الاولى لشهر سبتمبر هذا العام، وتسابق الناشطون في بث وصناعة الاغاني الثورية القديمة وتجديدها، وشهدت المدارس والجامعات زخماً كبيراً في تسجيل تلك الاغاني الثورية القديمة والجديدة بشكل جماعي، وبثها في وسائل الاعلام والوسائط الاجتماعية في صورة تبعث الامل بالانتصار القريب للثورة وقيمها واهدافها الخالدة على الكهنوت العنصري.
وما يبعث على التفاؤل اكثر هم اولئك الأبطال المرابطون رغم الظروف القاسية والمعاناة في جبهات البطولة والنضال من تعز والساحل الي مارب و قعطبة وبيحان والقبيطة في ملحمة اسطورية ليست غريبة على اليمنيين ونضالاتهم الممتدة على مدى القرون الغابرة.
*نشر في سبأ نت
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقفنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحکومة الیمنیة ثورة ٢٦ سبتمبر علی عبدالمغنی
إقرأ أيضاً:
«ملتقى الشارقة للسرد» في القاهرة سبتمبر المقبل
القاهرة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةرحّب الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر، بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة، لإقامة فعاليات الدورة الحادية والعشرين من ملتقى الشارقة للسرد، في العاصمة المصرية القاهرة في شهر سبتمبر المقبل.
جاء ذلك، خلال لقاء جمع عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، مع الأمين العام للمجلس الأعلى، وذلك في مقر المجلس بالقاهرة، في إطار زيارة وفد دائرة الثقافة لتنظيم نسخة جديدة من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي للاحتفاء بنخبة من المبدعين المصريين.
وبينما سلّم عبد الله بن محمد العويس إلى د. أشرف العزازي الدعوة الرسمية لتنظيم ملتقى الشارقة للسرد في دورته الحادية والعشرين في العاصمة المصرية القاهرة، فقد تناول الأمين العام للمجلس الأعلى الدعوة بترحابٍ كبيرٍ، ليؤكد أن أبواب مصر مفتوحة دائماً لأي مشاريع ثقافية مع الشارقة.
وأكّد عبد الله العويس أن توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تعزز انتشار الملتقى عربياً، مشيراً إلى أن الشارقة تتطلع دائماً إلى فتح آفاق التعاون الثقافي بشكل مستمر.
وأشار العويس إلى أن تنظيم ملتقى الشارقة للسرد خارج الدولة يأتي تأكيداً على رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، نحو تعزيز الحضور الثقافي العربي المشترك، وتوسيع دائرة التفاعل مع القضايا السردية في بيئاتها المختلفة، ومواصلة الجهود الرامية إلى دعم الحراك السردي العربي، موضحاً أن الملتقى عرف التنقل بين العديد من الدول العربية، ومنها: مصر، الأردن، تونس، السودان، المغرب، وموريتانيا.
واستعاد رئيس دائرة الثقافة أولى دورات ملتقى الشارقة للسرد خارج دولة الإمارات في عام 2019، حيث أقيمت في الأقصر جنوبي مصر آنذاك، مؤكداً أن جمهورية مصر لطالما كانت الحاضنة الثقافية والإبداعية للمشروع الثقافي العربي.
وركز العويس على أن الملتقى يفتح فضاءات للحوار النقدي والفكري، ويوفر مساحة تجمع كوكبة من الباحثين والنقاد لتبادل الرؤى ومناقشة القضايا الجوهرية التي تشغل الحقل السردي العربي، وذكر أن الدورة المقبلة ستلقي الضوء على موضوع بارز حول الرواية.
وأشاد العزازي بالدور الرائد الذي تمثله الشارقة في الجانب الثقافي، وحرصها المتواصل الذي يستند إلى رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة على تنظيم فعاليات تسهم في النهوض بالوعي الثقافي العربي.
وأبرز الأمين العام للمجلس الأعلى، أن استضافة مصر لهذا الحدث الثقافي تعكس عمق العلاقات الثقافية، وتعزز حضور التبادل المعرفي بين المبدعين العرب.