الجزيرة:
2024-11-15@20:25:10 GMT

مؤرخ عسكري إسرائيلي: الجيش يعمل كمليشيا

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

مؤرخ عسكري إسرائيلي: الجيش يعمل كمليشيا

في مقابلة مع صحيفة معاريف كشف المؤرخ العسكري الإسرائيلي أوري ميلشتاين عن الأسباب التي أدت إلى الفشل العسكري الكبير الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي وصفه بأنه "أكبر فشل في تاريخ الدولة"، معتبرا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعمل كمليشيا، وذلك في تذكير لخلفية تشكيل هذا الجيش من عصابات إسرائيلية مثل الهاغاناة والشتيرن، والتي مارست أعمالا إرهابية تسببت في تهجير الفلسطينيين عام 1948.

وأكد ميلشتاين -الذي لطالما كان منتقدا شرسا لمؤسسة الدفاع الإسرائيلية- في بودكاست مع رئيس التحرير المشارك للصحيفة دورون كوهين أن الإخفاقات التي حذر منها على مدى سنوات عديدة قد تجمعت لتؤدي إلى هذا الحدث المدمر.

مليشيا عسكرية

بدأ ميلشتاين بالحديث عن حقيقة صادمة وهي أن الجيش الإسرائيلي "بدأ كمليشيا وما زال يعاني من هذا الإرث حتى اليوم"، وأن "إسرائيل لم تطور جيشا محترفا حقيقيا".

وقال "لم أفاجأ بما حدث، لقد حذرت لسنوات من أوجه القصور في الجيش الإسرائيلي وثقافته العسكرية، وهذا الفشل كان نتيجة حتمية لتجاهل تلك التحذيرات"، حسب زعمه.

وأضاف "لا يزال الجيش يعتمد بشكل كبير على الوحدات الخاصة ذات المستوى العالي، لكن على مستوى الجيش العام ما زلنا نعمل كمليشيا".

وانتقد ميلشتاين الفجوة الكبيرة بين الأداء التكتيكي للجنود والقيادة الإستراتيجية، مشيرا إلى أن الأداء الجيد على المستوى التكتيكي لم يكن كافيا لتعويض غياب التخطيط الإستراتيجي، وأن "الجنود نجحوا في المواجهة المباشرة، لكن غياب التفكير الإستراتيجي أدى إلى عدم الجاهزية لحرب شاملة".

وأكد أن هذه المشكلة ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى طبيعة الجيش الإسرائيلي منذ نشأته، وقال "كان يجب على قادة الجيش أن يدركوا أن التحضير للحرب لا يتعلق فقط بإدارة المعارك الصغيرة، بل بالتفكير في إستراتيجيات شاملة".

فشل مقصود

وأشار ميلشتاين إلى مشكلة أخرى في القيادة الإسرائيلية للجيش تتمثل بغياب الشفافية في تفسير ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مطالبا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ومدير المخابرات العسكرية المتقاعد أهارون هاليفا بالخروج إلى العلن لتقديم توضيحات بشأن ما جرى، لأن عدم وضوح القيادة أدى إلى انتشار نظريات المؤامرة بين الجمهور.

وقال "هناك روايات متداولة بشأن تخطيط الحكومة لفشل صغير يسمح لحماس بالاختراق كجزء من خطة لاحتواء الصراع، وأن الفشل كان جزءا من خطة لجعل (حركة المقاومة الإسلامية) حماس تقوم باختراق محدود يمكن احتواؤه بسرعة، ولكن الأمور خرجت عن السيطرة".

وأضاف "يجب على هرتسي هاليفي أن يمثل أمام الجمهور ويشرح ماذا حدث ولماذا اتخذت تلك القرارات الخاطئة".

وإلى جانب النقد العسكري وجه ميلشتاين انتقاداته إلى النظام السياسي في إسرائيل، مشيرا إلى أن الثقافة الحزبية التي ترسخت منذ تأسيس الدولة كانت من العوامل التي أسهمت في هذا الفشل.

وأوضح أن "إسرائيل تأسست على يد حزب واحد هو ماباي فقط، وتلك الثقافة الحزبية أدت إلى تحويل الخصوم السياسيين إلى أعداء داخليين، مما أضعف تركيز البلاد على التحديات الأمنية الحقيقية"، مشيرا إلى أن هذا النهج أثر بشكل مباشر على مؤسسة الجيش وعلى قدرتها على التكيف مع التحديات العسكرية الحديثة.

التحذير من المستقبل

وعلى الرغم من انتقاداته اللاذعة فإن المؤرخ العسكري أعرب عن تفاؤله بزيادة الاهتمام بتحليلاته النقدية، مشيرا إلى أن "الناس أصبحوا أكثر اهتماما بما أقوله، ليس فقط في إسرائيل، بل أيضا في أنحاء العالم".

واعتبر أن هذا الاهتمام المتزايد يمكن أن يؤدي إلى إصلاحات جذرية في الثقافة الأمنية والعسكرية للبلاد.

واقترح ميلشتاين إنشاء "معهد وايزمان لأمن دولة إسرائيل"، والذي سيجمع نخبة من الخبراء لتطوير إستراتيجيات أمنية جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، بهدف تحديث نهج الدفاع الإسرائيلي وتقديم حلول متطورة.

وختم مقابلته بتحذير واضح من أن إسرائيل ستواجه إخفاقات مشابهة إذا لم تقم بتغيير جذري في ثقافتها العسكرية والأمنية، وقال "إذا لم نغير النهج الحالي فسنستمر في تكرار الأخطاء نفسها، وربما نواجه فشلا آخر على القدر نفسه من الخطورة".

ورغم أنه أعرب عن أمله في أن تتم معالجة المشاكل الأمنية قبل الذكرى الـ80 لتأسيس إسرائيل فإنه أكد أن هذا لن يحدث دون "تغيير عميق في العقلية الأمنية والإستراتيجية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی مشیرا إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف تحولت مستوطنة نتساريم إلى محور عسكري إسرائيلي بعد 20 عاما؟

كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، أن تجهيزات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وبنيته التحتية، تؤكد أنه سيبقى فترة طويلة، وليس لمدة شهر أو شهرين، لا سيما فيما يتعلق بالطرق التي يشقها والمحاور التي يقوم بتشييدها وإقامة بؤر استيطانية فيها، مثل محوري "نتساريم" و"فيلادلفيا".

وخلال الأيام الماضية، تواصلت عمليات النسف وتفجير المنازل المحيطة بمحور "نتساريم" الفاصل بين شمال غزة وجنوبها، ووسعت قوات الاحتلال عرض المحور ليصل إلى 7 كيلو متر، وبطول يمتد من البحر الأبيض المتوسط غربا إلى السياج الفاصل شرقا.

هذا ما نعرفه عن مستوطنة "نتساريم"
جرى إنشاء المستوطنة عام 1972، وكانت محصنة جدا، وهدف الاحتلال خلال إنشاء المستوطنات إلى خلخلة الديموغرافيا السكانية للقطاع، وكانت "نتساريم" ضمن مجمع مستوطنات "غوش قطيف"، وواحدة من 21 مستوطنة ضمن هذا المجمع.

وتحولت مستوطنة "نتساريم" عام 1984 إلى كيبوتس "أرثوذكسي"، وبعد بضع سنوات، قرر المستوطنون تحويلها إلى "قرية"، وغالبا ما كان يشار إليها في وسائل الإعلام إلى أنها معقل لـ"الصهيونية الدينية".

وبدأت المؤسسات الخاصة بالمستوطنة تتطور شيئا فشيئا حتى استقلت عن مجمع "غوش قطيف" الاستيطاني، بسبب موقعها المعزول والهجمات الفلسطينية المكثفة على المسار الوحيد لحركة السيارات منها وإليها خلال انتفاضة الأقصى.

وخلال السنوات القليلة التي سبقت الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من قطاع غزة عام 2005، لم يُسمح للمستوطنين بالتنقل من وإلى مستوطنة "نتساريم" إلا بوجود مرافقين مسلحين عسكريين.



وأحاط الاحتلال الإسرائيلي مستوطنة "نتساريم" بوسائل دفاعية من كل اتجاهاتها، إلى جانب المنطقة الزراعية داخل المستوطنة، والتي كانت جزء من مجال الحماية للجيش، وعمل الاحتلال على نظام حراسة على مدار اليوم في محيط المستوطنة عبر أبراج عسكرية.

مع بداية انتفاضة الأقصى قتل تسعة جنود للاحتلال أثناء حراستهم لمستوطنة "نتساريم"، وذلك خلال عمليات المقاومة الفلسطينية التي تطورت على مدار سنوات النضال.

مقاومة قلبت موازين الاحتلال
وكثفت المقاومة استهدافها لهذه المستوطنة، حيث شكّلت ممر ابتزاز لأهالي قطاع غزة، وسجل العديد من الأحداث الأليمة، إلى جانب عمليات التفتيش وتعمد الاحتلال منع عبور الفلسطينيين إلا بعد ساعات من الاحتجاز.

وتعالت الأصوات كثيرا لدى الاحتلال الإسرائيلي والمطالبة بإخلاء المستوطنة، واعتبروا موقعها "ساقط أمنيا"، فيما كان يتمسك رئيس الوزراء الليكودي آنذاك آرئيل شارون وحزبه اليميني، بمكانة المستوطنة وربطوها بمكانة "تل أبيب"، وأنه لن يتم التنازل عنها أبدا وسيتم توفير الحماية والدعم لها.



وكانت مستوطنة "نتساريم" آخر مستوطنة يتم إخلاءها عام 2005، لتكتمل خطة الانسحاب الأحادي من قطاع غزة، وتنهي 38 عاما من الاحتلال، وبدأ جيش الاحتلال إزالة منازل في المستوطنات الخالية.

"محور عسكري" يحظى بأهمية للاحتلال
هدف الاحتلال الإسرائيلي إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه أثناء حربه على القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فأنشـأ طريقا يفصل وسط غزة عن منطقة الجنوب، يمتد من الحدود الشرقية حتى السواحل الغربية، وجرف مساحات واسعة في محيط ممر "نتساريم" وصلت لعمق 3 كيلومترات على جانبه الشمالي والجنوبي، لتشكيل نقطة ارتكاز لجيشه.

وفي شباط/ فبراير الماضي، سلطت وسائل إعلام عبرية الضوء على "الممر العسكري" والذي أطقه عليه "طريق749"، وظهر في التقارير العبرية أنه كان مخططا له منذ بداية العملية البرية على القطاع.

وتحدث جيش الاحتلال عن أهمية المحور، وقال إنه "يمثل حماية للمنطقة ويمنع مرور الفلسطينيين إلى شمال غزة".

ودمر جيش الاحتلال خلال العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة الآلاف من المنازل والجامعات الفلسطينية الواقعة في منطقة "نتساريم"، ومنها تفجير جامعة "الإسراء" لقربها الشديد من المحور.

مكون من 3 مسارات عرضية
وأصبح هذا الطريق مكون من 3 مسارات عرضية، الأول لعبور الآليات المجنزرة، والثاني للعربات والجيبات بالعجلات المطاطية، أما الثالث فقد بنيت عليه مواقع لمبيت الجنود الإسرائيليين وتخزين الأسلحة، والتحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين.

وفي إطار تأمين نقطة الارتكاز على هذا الممر أحاطه الجيش الإسرائيلي بسواتر إسمنتية ضخمة وأخرى ترابية مرتفعة، والعديد من أجهزة الرصد المتطورة، وأبراج للمراقبة، إضافة لتحليق طيران استطلاعي على مدار الساعة، وتمشيط مدفعي وناري في ساعات الصباح والمساء وما بينهما.

ويتمسك الاحتلال الإسرائيلي بعدم التفريط بمحور "نتساريم" في الوقت الحالي، لأسباب عدة يراها مراقبون أنها ترتكز على تسهيل عودة الاستيطان إلى قطاع غزة، والتحكم بحركة المدنيين شمالا وجنوبا ومنع عودة النازحين، إلى جانب تسهيل تقدم الآليات الإسرائيلية في شمال غزة أو جنوبها بغضون دقائق قليلة.

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري يكشف خطط الجيش الإسرائيلي لإدارة قطاع غزة من دون حكم عسكري
  • مصدر عسكري سوري: استشهاد 15 شخصا بعدوان اسرائيلي استهدف دمشق
  • اعتراف إسرائيلي: حماس تسيطر على غزة والضغط العسكري نتائجه آنية فقط
  • ‏إسرائيل هيوم نقلا عن مصدر أمني إسرائيلي: الجيش يستعد لإقامة مناطق عازلة داخل الأراضي اللبنانية
  • مفوض الأونروا: الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل أحادي لتغيير المعايير الراسخة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
  • معلق عسكري صيني: استهداف قوات صنعاء لحاملات الطائرات تجاوز اختبار القدرة إلى عملية جريئة لردع القوة العسكرية الأمريكية
  • والي الشمالية يخاطب برنامج العرض العسكري بقيادة قاعدة دنقلا العسكرية
  • كيف تحولت مستوطنة نتساريم إلى محور عسكري إسرائيلي بعد 20 عاما؟
  • الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في الجليل الغربي شمالي إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 3 من القادة الميدانيين لحزب الله