مؤرخ عسكري إسرائيلي: الجيش يعمل كمليشيا
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
في مقابلة مع صحيفة معاريف كشف المؤرخ العسكري الإسرائيلي أوري ميلشتاين عن الأسباب التي أدت إلى الفشل العسكري الكبير الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي وصفه بأنه "أكبر فشل في تاريخ الدولة"، معتبرا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعمل كمليشيا، وذلك في تذكير لخلفية تشكيل هذا الجيش من عصابات إسرائيلية مثل الهاغاناة والشتيرن، والتي مارست أعمالا إرهابية تسببت في تهجير الفلسطينيين عام 1948.
وأكد ميلشتاين -الذي لطالما كان منتقدا شرسا لمؤسسة الدفاع الإسرائيلية- في بودكاست مع رئيس التحرير المشارك للصحيفة دورون كوهين أن الإخفاقات التي حذر منها على مدى سنوات عديدة قد تجمعت لتؤدي إلى هذا الحدث المدمر.
مليشيا عسكريةبدأ ميلشتاين بالحديث عن حقيقة صادمة وهي أن الجيش الإسرائيلي "بدأ كمليشيا وما زال يعاني من هذا الإرث حتى اليوم"، وأن "إسرائيل لم تطور جيشا محترفا حقيقيا".
وقال "لم أفاجأ بما حدث، لقد حذرت لسنوات من أوجه القصور في الجيش الإسرائيلي وثقافته العسكرية، وهذا الفشل كان نتيجة حتمية لتجاهل تلك التحذيرات"، حسب زعمه.
وأضاف "لا يزال الجيش يعتمد بشكل كبير على الوحدات الخاصة ذات المستوى العالي، لكن على مستوى الجيش العام ما زلنا نعمل كمليشيا".
وانتقد ميلشتاين الفجوة الكبيرة بين الأداء التكتيكي للجنود والقيادة الإستراتيجية، مشيرا إلى أن الأداء الجيد على المستوى التكتيكي لم يكن كافيا لتعويض غياب التخطيط الإستراتيجي، وأن "الجنود نجحوا في المواجهة المباشرة، لكن غياب التفكير الإستراتيجي أدى إلى عدم الجاهزية لحرب شاملة".
وأكد أن هذه المشكلة ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى طبيعة الجيش الإسرائيلي منذ نشأته، وقال "كان يجب على قادة الجيش أن يدركوا أن التحضير للحرب لا يتعلق فقط بإدارة المعارك الصغيرة، بل بالتفكير في إستراتيجيات شاملة".
فشل مقصود
وأشار ميلشتاين إلى مشكلة أخرى في القيادة الإسرائيلية للجيش تتمثل بغياب الشفافية في تفسير ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مطالبا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ومدير المخابرات العسكرية المتقاعد أهارون هاليفا بالخروج إلى العلن لتقديم توضيحات بشأن ما جرى، لأن عدم وضوح القيادة أدى إلى انتشار نظريات المؤامرة بين الجمهور.
وقال "هناك روايات متداولة بشأن تخطيط الحكومة لفشل صغير يسمح لحماس بالاختراق كجزء من خطة لاحتواء الصراع، وأن الفشل كان جزءا من خطة لجعل (حركة المقاومة الإسلامية) حماس تقوم باختراق محدود يمكن احتواؤه بسرعة، ولكن الأمور خرجت عن السيطرة".
وأضاف "يجب على هرتسي هاليفي أن يمثل أمام الجمهور ويشرح ماذا حدث ولماذا اتخذت تلك القرارات الخاطئة".
وإلى جانب النقد العسكري وجه ميلشتاين انتقاداته إلى النظام السياسي في إسرائيل، مشيرا إلى أن الثقافة الحزبية التي ترسخت منذ تأسيس الدولة كانت من العوامل التي أسهمت في هذا الفشل.
وأوضح أن "إسرائيل تأسست على يد حزب واحد هو ماباي فقط، وتلك الثقافة الحزبية أدت إلى تحويل الخصوم السياسيين إلى أعداء داخليين، مما أضعف تركيز البلاد على التحديات الأمنية الحقيقية"، مشيرا إلى أن هذا النهج أثر بشكل مباشر على مؤسسة الجيش وعلى قدرتها على التكيف مع التحديات العسكرية الحديثة.
التحذير من المستقبل
وعلى الرغم من انتقاداته اللاذعة فإن المؤرخ العسكري أعرب عن تفاؤله بزيادة الاهتمام بتحليلاته النقدية، مشيرا إلى أن "الناس أصبحوا أكثر اهتماما بما أقوله، ليس فقط في إسرائيل، بل أيضا في أنحاء العالم".
واعتبر أن هذا الاهتمام المتزايد يمكن أن يؤدي إلى إصلاحات جذرية في الثقافة الأمنية والعسكرية للبلاد.
واقترح ميلشتاين إنشاء "معهد وايزمان لأمن دولة إسرائيل"، والذي سيجمع نخبة من الخبراء لتطوير إستراتيجيات أمنية جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، بهدف تحديث نهج الدفاع الإسرائيلي وتقديم حلول متطورة.
وختم مقابلته بتحذير واضح من أن إسرائيل ستواجه إخفاقات مشابهة إذا لم تقم بتغيير جذري في ثقافتها العسكرية والأمنية، وقال "إذا لم نغير النهج الحالي فسنستمر في تكرار الأخطاء نفسها، وربما نواجه فشلا آخر على القدر نفسه من الخطورة".
ورغم أنه أعرب عن أمله في أن تتم معالجة المشاكل الأمنية قبل الذكرى الـ80 لتأسيس إسرائيل فإنه أكد أن هذا لن يحدث دون "تغيير عميق في العقلية الأمنية والإستراتيجية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی مشیرا إلى أن
إقرأ أيضاً:
قلق أمريكي إسرائيلي من تنامي قدرات قوات صنعاء العسكرية
الجديد برس|
تحدثت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، عن تطور قدرات صنعاء وتشكيلها خطراً حقيقياً على الكيان الصهيوني.
وقالت الصحيفة في تقرير إن “الحوثيين” في اليمن تحولوا إلى أحد أكثر أعداء لـ “إسرائيل” وقسوة وقدرة على الصمود، مستعرضًا صعودهم كقوة إقليمية بارزة في إطار محور المقاومة.
وأوضح التقرير أن أنصار الله “بدأوا كمجاميع صغيرة متمركزة في الجبال الشمالية لليمن، لكنهم تطوروا بشكل لافت خلال الحرب”.
وتابع ” رغم الضربات القاسية التي وجهتها “إسرائيل” والولايات المتحدة لهم، فإن هذه الهجمات لم تضعف عزيمة قوات صنعاء، بل على العكس، عززت ارتباطها بمحور المقاومة، مما مكنها من بناء قدراتها العسكرية والتقنية بشكل كبير”.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات صنعاء أصبحت أكثر كفاءة من الناحية الفنية، وهو ما يجعلها تهديدًا استراتيجيًا ذا أبعاد إقليمية.