هآرتس: إسرائيل تنقل إرهاب الدولة من غزة والضفة إلى لبنان
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
قال الكاتب الإسرائيلي بي مايكل إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نقلت إرهاب الدولة من قطاع غزة والضفة الغربية إلى لبنان.
وتساءل في مقال رأي بصحيفة هآرتس عن الفرق بين تفجير 5 آلاف قنبلة في 5 آلاف منزل بلبنان، (في إشارة إلى انفجار أجهزة النداء الآلي مؤخرا)، وبين زرع قنبلة في حافلة أو إسقاط قنابل عنقودية على الأحياء التي يعيش فيها "المجرمون" أيضا.
وأوضح أن عناصر حزب الله اللبناني تلقوا 5 آلاف جهاز نداء آلي (بيجر)، في حين أن قنابل الحافلات أو القنابل العنقودية "تهدف إلى إيذاء جميع الموجودين عشوائيا"، موضحا أن كلا الفعلين "إرهابي".
عدوان غير مقيدوفي رده على من يوبخونه على هذه المقارنة، قال مايكل إن من أرسلوا أجهزة النداء الآلي (البيجر) المفخخة لم تكن لديهم أدنى فكرة عن المكان الذي ستنفجر فيه، ومن سيحملها، وأين ستوضع، وكم من الناس سيكونون بالقرب منها، وهل ستكون في محل بقالة، أم في أيدي طفل فضولي، أم ربما في سيارة في محطة بنزين، أم في أيدي شريك.
ومضي في رده، متسائلا عمَّن خطرت بباله هذه الفكرة "المرعبة" المتمثلة في زرع المتفجرات في أجهزة من شأنها تشويه أجساد الضحايا، ووصفها بأنها فكرة مدروسة مسبقا.
وتساءل أيضا عما إذا كان الهدف من ورائها هو فقأ العيون، أو إخصاء الناس، أو تمزيق الأمعاء، أو بتر الأيدي.
الابتهاج الغبي
وانتقد ما سماه "الابتهاج الغبي وصيحات الفرح" الذي تبديه الحشود سواء في قطاع غزة عندما يشاهدون الأسرى الإسرائيليين وهم يسيرون في شوارع المدينة، أو في إسرائيل عندما تطلق الجماهير "النكات المقززة" والصيحات المعبرة عن السرور عند سماعهم سقوط جرحى في لبنان.
وقال الكاتب مخاطبا مواطنيه: "ألم تتعلم إسرائيل بعد ما يكفي لفهم أن هذا العرض المميت للألعاب النارية، وكل حفلات الابتهاج بالاغتيالات وبتصفية الفلسطينيين، لا تساعد على الإطلاق ولا تغير شيئا؟".
وأضاف أن إسرائيل اتخذت خطوة عملاقة أخرى نحو إعطاء الضوء الأخضر للإرهاب الحكومي، مشيرا إلى أنها فرضت الإرهاب والمعاناة على شعب بأكمله باستخدام وسائل عنيفة وغير مقيدة، "وهذا هو ما فعلته في غزة، وفي الضفة الغربية المحتلة، والآن في لبنان".
المرحلة التاليةوتحدث مايكل عن المرحلة التالية مما يسميه الإرهاب المشروع للدولة، مؤكدا أنها تشمل تسميم الآبار، والحد من الولادات بعد أن أصبحت كل المستشفيات وأقسام التوليد خرابا الآن.
وأشار إلى أن المرحلة التالية هي تطبيق خطة جيورا آيلاند لغزو لبنان. وتتمثل الخطة -التي اقترحها الرئيس السابق لمجلس الأمن الإسرائيلي الجنرال احتياط جيورا آيلاند وكشف الكاتب تفاصيلها في مقال سابق بصحيفة هآرتس- في إجبار اللبنانيين في جنوب بلادهم على الفرار إلى الساحل، بحيث لا يبقى في المنطقة سوى مقاتلي حزب الله. وبعد فرار المدنيين الذين لا ينتمون إلى حزب الله رسميا، "سنعرف أن كل من بقي في المنطقة هم إرهابيون، وسنبدأ عملية تحويلهم إلى سجناء على مشارف الموت".
وورد في الخطة أيضا أن بحرمان هؤلاء المقاتلين عن الغذاء والماء، فإن الأمر لن يستغرق من الجيش الإسرائيلي سوى شهرين قبل أن يتحقق النصر النهائي السريع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله
أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة على دوائر صنع القرار بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضع خططًا تتعلق بلبنان وحزب الله.
اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
و تتضمن تمركزه في مواقع متقدمة ودائمة مقابل كل منطقة سكنية في شمال فلسطين المحتلة، على الجانب المقابل للحدود اللبنانية.
يتزامن هذا التحرك مع تقارير إعلامية إسرائيلية تؤكد وجود نشاط استخباراتي مكثف في جنوب لبنان، يهدف إلى رصد أي تحركات لحزب الله قد تشير إلى إعادة تموضعه.
في سياق متصل، أرسلت السلطات الأمريكية تحذيرًا إلى الحكومة اللبنانية من تعيين مرشح مدعوم من حزب الله على رأس وزارة المالية في الحكومة الجديدة. يأتي هذا الموقف الأمريكي متسقًا مع المزاعم الإسرائيلية التي تشير إلى تلقي حزب الله دعمًا ماليًا كبيرًا من إيران، يقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
ووفقًا لوسائل إعلام أمريكية، فإن واشنطن ألمحت إلى فرض عقوبات على لبنان قد تعيق عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب الأخيرة، في حال تولى الحزب وزارة المالية. من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف، نواف سلام، أنه يعمل بجهد كبير للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي هذا الإطار، شدد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية بحلول 18 فبراير.
تعد التوترات بين لبنان وإسرائيل من أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تمتد جذورها لعقود من المواجهات والتدخلات العسكرية.
منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، شهدت العلاقات بين الطرفين تصعيدات متكررة، كان أبرزها حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والتي خلفت دمارًا واسعًا في لبنان وخسائر كبيرة على الجانبين. ورغم وقف إطلاق النار الذي أعقب الحرب، لا تزال الأوضاع على الحدود تشهد توترات متقطعة، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله القصف والاستهدافات العسكرية.
يضاف إلى ذلك النزاع حول مزارع شبعا والخلافات على الحدود البحرية، خصوصًا مع اكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، ما يجعل المنطقة ساحة محتملة لنزاعات جديدة. في السنوات الأخيرة، تصاعدت التهديدات المتبادلة، حيث كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع مرتبطة بحزب الله في سوريا، فيما أعلن الحزب استعداده للرد على أي هجمات إسرائيلية.
هذا التصعيد المستمر يثير مخاوف دولية من اندلاع مواجهة واسعة قد تهدد استقرار المنطقة. وفي ظل غياب أي اتفاق سلام رسمي، تظل الأوضاع على الحدود قابلة للانفجار في أي لحظة، مما يجعل النزاع بين لبنان وإسرائيل مصدر قلق إقليمي له تداعيات خطيرة على الأمن في الشرق الأوسط.