قيادي حكومي يمني: الغارات الجوية الغربية لم تضر كثيرا بقدرة الحوثيين
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
أوردت صحيفة غارديان البريطانية أن عيدروس الزبيدي نائب رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة يخشى من أن الضربات التي تهدف إلى إنهاء فوضى الشحن تساعد الحوثيين على حشد الدعم الشعبي لسلطتهم.
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الزبيدي -في مقابلة مع مراسل غارديان في نيويورك باتريك وينتور- إن الغارات الجوية الأميركية البريطانية في اليمن المصممة لإنهاء تعطيل الحوثيين للشحن التجاري لم تضعف بشكل خطير القدرة العسكرية للمجموعة.
وأوضح الزبيدي أنه يخشى أن يستخدم الحوثيون الضربات لحشد الدعم لقضيتهم من خلال تصوير الغرب على أنه المعتدي في اليمن.
تنسيق أفضلودعا إلى التغيير إلى إستراتيجية أفضل تنسيقا بين الغرب والمنطقة والحكومة اليمنية المعترف بها، وقال إن الوقت قد حان لقبول أن الحوثيين ليسوا مهتمين باتفاق لتقاسم السلطة في البلاد، وهو عرض قدم لهم منذ أكثر من عام، أولا من قبل السعودية ثم الأمم المتحدة.
ويترأس الزبيدي المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي في اليمن، الذي يشغل 3 مقاعد في مجلس القيادة الرئاسية المكون من 8 أعضاء، وهي الحكومة الائتلافية التي تتخذ من عدن مقرا لها والمعارضة للحوثيين.
تأثير معاكسوأشار الزبيدي إلى أن الضربات الجوية، بدلا من ردع الحوثيين، لها تأثير معاكس، "بطريقة ما، تساعد الحوثيين وتجعلهم أقوى. والتصور الشعبي المحلي هو أن الحوثيين أصبحوا أفضل القوى السياسية في البلاد لأنهم يحشدون الناس حول فكرة أنهم يتعرضون للهجوم من الغرب، وأنهم في موقف الدفاع".
واستمر الزبيدي يقول إن الأكثر من ذلك هو أن العمليات العسكرية الغربية ضد الحوثيين ليست فعالة، والمشكلة هي أنه لا يوجد نهج مشترك يشمل المنطقة ومجلس القيادة الرئاسي، "إنها عملية أميركية بريطانية منفردة".
القدرة على استهداف إسرائيلوأشار إلى أن السفن كانت تصل إلى مينائي الحديدة والصليف على البحر الأحمر دون تفتيش، وهي محملة بأسلحة عالية الجودة من كل من إيران وروسيا، وأن هذه الأسلحة أعطتهم القدرة على استهداف إسرائيل.
وقالت صحيفة غارديان إن التقييم السلبي لتأثير الضربات الغربية للحوثيين من قبل مجموعة يمنية معارضة للحوثيين ليس من السهل استبعاده.
وقال الزبيدي إن الأحداث خلال العام الماضي تتطلب تحولا في التفكير، وإن عملية السلام الماضية في اليمن لم تعد قابلة للحياة، والحوثيون يعتبرون أنفسهم الآن الدولة في اليمن ولا يعترفون بالحكومة في عدن، ويقولون إنهم يريدون فقط التحدث إلى الغرب.
لا ثورة ضد الحوثيين قريباوأضاف أنه بعد عقد من الزمان في السلطة، قام الحوثيون بتلقين الجيل الشاب أيديولوجيتهم "الطائفية الضيقة"، وقال إنه ليس من المرجح أن تكون هناك ثورة مضادة داخلية ضد الحوثيين قريبا.
ودعا إلى إستراتيجية دولية وإقليمية ومحلية منسقة لاحتواء الحوثيين وإضعافهم، الأمر الذي يتطلب مسارات سياسية وعسكرية واقتصادية من بينها إستراتيجية لضمان بدء إعادة تصدير النفط وبناء إيرادات وطنية مستقلة.
وأقر بأن مجلس القيادة الرئاسي منقسم سياسيا ويفتقر إلى القواعد الإجرائية المناسبة ويحتاج إلى إصلاح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تفاصيل جديدة في حرب اليمن ..بعد تعهّد ترمب بإسقاط الذراع الإيرانية في اليمن وموقف الشرعية من التدخل البري
تصاعد نيران البحر الأحمر مع تزايد الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، أطلقت الولايات المتحدة حملة عسكرية واسعة النطاق منتصف مارس، انطلاقاً من حاملة الطائرات "هاري ترومان" في البحر الأحمر و"كارل فينسون" في بحر العرب، تحت شعار ردع الحوثيين وضمان حرية الملاحة الدولية.
أهداف الضربات ونتائجها الضربات الأميركية استهدفت بشكل مباشر بنية الحوثيين العسكرية: من مخازن السلاح المخبأة في كهوف صعدة وعمران، إلى المطارات والثكنات ومنصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة.
ورغم الدقة العالية في الاستهداف، لم تؤكد واشنطن أو الحوثيون مقتل قيادات بارزة، وهو ما يعزوه مراقبون إلى التضاريس الوعرة التي تشكل حصناً طبيعياً للجماعة.
ومع ذلك، أشارت مصادر يمنية إلى إصابة القيادي الحوثي منصور السعادي خلال غارة على الحديدة، ونقله إلى صنعاء لتلقي العلاج، مما يعكس اختراقاً لافتاً في قلب التحصينات الحوثية.
موقف الشرعية...وترقب لتحرك بري
ترى الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أن الضربات الأميركية فرصة ذهبية لإعادة ترتيب المشهد العسكري، وتتهيأ لإطلاق حملة برية قد تبدأ من الساحل الغربي وتصل إلى صنعاء.
تصريحات رسمية أكدت أن التحضيرات جارية، وأن ساعة الخلاص من الحوثيين باتت قريبة.
العميد صالح قروش، أحد القادة العسكريين، صرّح لـ"اندبندنت عربية" أن الجيش على أهبة الاستعداد، معتبراً أن اللحظة الحالية تمثل منعطفاً حاسماً في مسار الأزمة.
ردود الحوثيين... بين التهديد والتحشيد
من جانبهم، يحاول الحوثيون الحفاظ على توازن الخطاب، بين تهديد مستمر باستهداف السفن الأميركية وتحشيد عسكري داخلي.
وفيما يكرر زعيم الجماعة حديثه عن "نصرة غزة"، يصرّح المتحدث العسكري باسمهم عن "ضربات على حاملة الطائرات الأميركية"، في ما يراه محللون محاولة للظهور بمظهر القوة رغم الخسائر المتتالية.
تراجع في الهجمات البحرية الحوثية ورغم النبرة التصعيدية، تكشف الوقائع عن انخفاض واضح في عمليات الجماعة في البحر الأحمر، نتيجة للرصد الجوي الأميركي المكثف والاستعداد العالي للتعامل الفوري مع أي تهديد.
أدوات الحرب الأميركية الولايات المتحدة تعتمد على أحدث ما تملك من ترسانة: قاذفات "بي 2" من قاعدة دييغو غارسيا، ومقاتلات "أف 18" و"أف 35"، إضافة إلى طائرات دون طيار بمهمات قتالية واستخباراتية، ما يمنح عملياتها تفوقاً نوعياً في سماء اليمن.
أين تركزت الضربات؟ الضربات تركزت في مناطق سيطرة الحوثيين، لاسيما العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة وعمران، معقل الجماعة ومركز ثقلها العسكري والسياسي.
الموقف الشعبي اليمني الشارع اليمني، المنهك من الحرب، ينظر إلى هذه التحولات بكثير من الحذر والتفاؤل، على أمل أن تكون بداية النهاية لمشروع الحوثيين، وإنهاء سنوات طويلة من الصراع والانقسام.