زاد حزب الله اللبناني عدد وعمق الصواريخ التي يرشق بها المدن الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين، لكنه لم يطبق قاعدة تل أبيب مقابل بيروت كما يقول خبراء عسكريون.

وقال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن حزب الله قصف مناطق بعمق 45 كيلومترا داخل إسرائيل أمس الاثنين، ثم وصل إلى 65 كيلومترا اليوم الثلاثاء، وبلغ عدد الصواريخ التي أطلقها 200 صاروخ في ساعة واحدة.

وأشار الدويري إلى أن هذا التطور يجعل 1.5 مليون إسرائيلي في مرمى الصواريخ أو عرضة لدخول الملاجئ، لكنه أشار أيضا إلى أن حزب الله لم يفعّل حتى الآن مبدأ بيروت مقابل تل أبيب.

وقال إن ما جرى في ضاحية بيروت لا يزال في إطار عمليات الاغتيال وليس قصفا عشوائيا، وبالتالي لم يرد عليه الحزب بقصف تل أبيب، فضلا عن أنه لا يزال يستخدم صواريخ غير موجهة حتى الآن.

ضرب مراكز ثقل حزب الله

وبحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تمضي في محاولة كسر إرادة حزب الله من خلال ضرب منظومته العسكرية والقيادية لإجباره على القبول بأمر واقع معين، وهو العودة إلى ما وراء نهر الليطاني وليس مجرد إعادة سكان إسرائيل إلى بيوتهم في الشمال كما يعلن القادة الإسرائيليون.

وأوضح الدويري أن كسر إرداة حزب الله وإجباره على القبول بهذا الأمر يعنيان أن إسرائيل ستواصل تدمير جنوب لبنان وتهجير سكانه، لأنه يمثل مركز ثقل الحزب العسكري والشعبي كما فعلت في قطاع غزة.

وفي حال لم تحقق إسرائيل أهدافها بهذه الطريقة فلن يكون أمامها إلا الاجتياح البري، لكنها ستواجه أزمة لأن قوة الرضوان النخبوية موجودة في الجنوب وفي الجولان السوري، وهذا يتطلب هجوما عسكريا واسعا.

الرأي نفسه ذهب إليه الخبير العسكري العميد إلياس حنا بقوله إن إسرائيل تضرب مركز ثقل حزب الله العسكري في الهرمل وتضرب أيضا قادته في بيروت، مما يعني أنها تحاول شله بشكل كامل.

الأمور ستحسم في الجنوب

وقال حنا إن الأمور ستحسم في الجنوب، لأن قوات الاحتلال تستهدف رميش وعيتا الشعب وبنت جبيل (ما يعرف بمثلث الصمود بالنسبة لحزب الله) من جهة، ويستهدف قادة العمليات في الضاحية من جهة أخرى.

وأضاف "يبدو أن هناك مشروعا إسرائيليا بين الخط الأزرق ونهر الليطاني لتدمير وتهجير السكان لفرض أمر واقع على حزب الله".

واتفق حنا مع الدويري في مسأله تصعيد الحزب هجماته الصاروخية، مشيرا إلى أنه أصبح يطلق 200 صاروخ في الساعة مقابل 150 صاروخا في اليوم في أوقات سابقة.

وعن ردة فعل الحزب، قال حنا إنها لا تزال في إطار محاولة استيعاب الصدمة العسكرية التي وجهتها إليه إسرائيل قبل أن يبدأ في الرد الفعلي عليها، مشيرا إلى أنه يتبنى مبدأ الدفاع المرن الذي يقوم على ترك قوات الاحتلال تعمل ثم يرد عليها حتى لا تنكشف منصاته الصاروخية.

وأشار حنا إلى أن حزب الله قد يلحق بإسرائيل ضرارا كبيرا في حال ضرب حيفا التي تمثل مركزا إستراتيجيا عسكريا واقتصاديا، وأيضا كريات شمونة وهي منطقة سكنية مهمة، حسب وصفه.

وخلص إلى أن الحزب لديه منظومة صاروخية قادرة على إيذاء إسرائيل، وقال إنه قد يستخدمها في وقت ما، وربما يكون رده من خلال تفعيل وحدة الساحات في حال دخلت إيران المعركة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلن اغتيال قائد في حزب الله وسقوط 6 شهداء في ضاحية بيروت الجنوبية

سرايا - أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، أنه اغتال قياديا بارزا في حزب الله هو إبراهيم محمد القبيسي في غارة مستهدفة في ضاحية بيروت الجنوبية حيث استشهد 6 أشخاص في هذه الضربة.

وقال الجيش في بيان "هاجمت مقاتلات سلاح الجو ضاحية بيروت وقتلت إبراهيم محمد القبيسي، قائد شبكة الصواريخ ..." في حزب الله.

وفي وقت سابق الثلاثاء، استشهد 6 أشخاص على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق ما أحصت وزارة الصحة اللبنانية، في خضم غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب وشرق لبنان أسفرت عن سقوط أكثر من 550 شهيدا.

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه "نفذ ضربة محددة الهدف"، من دون أي يورد تفاصيل أخرى.

واستهدفت الغارة الإسرائيلية، وفق ما قال مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس، "طابقين من مبنى في منطقة الغبيري" في ضاحية بيروت الجنوبية.

وشوهد دمار لحقَ بطابقين من المبنى الذي يقع في شارع سكني مكتظ ويضم العديد من محال بيع قطع غيار السيارات.

وتضررت عشرات السيارات والدراجات النارية، كما لحقت أضرار بالمباني المجاورة وبكابلات الكهرباء وخزانات المياه.

واستقدمت رافعة لإخراج السكان من شققهم، ورفع السيارات المتضررة من المكان، وسط انتشار لعناصر الدفاع المدني والقوى الأمنية وعناصر في حزب الله.

وجاءت الغارة الإسرائيلية الثلاثاء، غداة غارة مماثلة في المنطقة لم تسفر عن ضحايا.

وقال مصدر مقرب من الحزب الاثنين، إن الغارة استهدفت قائد جبهة جنوب لبنان في الحزب علي كركي.

لكن الحزب قال في بيان لاحقا إن كركي "بخير" وانتقل إلى "مكان آمن".

وتتزامن هذه الضربات على الضاحية الجنوبية مع غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف منذ صباح الاثنين، مناطق واسعة في جنوب لبنان وشرقه، أسفرت حتى الآن عن 558 شهيدا وأكثر من 1800 جريح، بحسب وزارة الصحة.

وتأتي كذلك مع انفجار آلاف "أجهزة بيجرز" ثم أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمها عناصر من الحزب، في كل أنحاء لبنان بهجوم غير مسبوق خلف 37 شهيدا ونحو 3 آلاف جريح، بحسب وزارة الصحة تتهم بتنفيذه إسرائيل التي شنت غارة الجمعة على ضاحية بيروت الجنوبية أسفرت عن استهداف 16 من قادة قوة الرضوان، وحدة النخبة في الحزب، بينهم رئيسها إبراهيم عقيل وقيادي آخر.

واغتيل فؤاد شكر، أحد أبرز قادة حزب الله العسكريين، بغارة استهدفت مبنى سكنيا في ضاحية بيروت الجنوبية في 30 تموز/ يوليو.


مقالات مشابهة

  • تقرير: حزب الله طلب من إيران مهاجمة إسرائيل لكنها رفضت
  • إسرائيل تعلن اغتيال قائد في حزب الله وسقوط 6 شهداء في ضاحية بيروت الجنوبية
  • لماذا لم يستخدم حزب الله صواريخه الطويلة المدى ضدّ إسرائيل؟
  • من هو علي كركي الذي حاولت إسرائيل اغتياله في بيروت؟
  • خبيران عسكريان: إسرائيل نحت منحى خطيرا يلزم حزب الله بضرب تل أبيب
  • تلغراف: لماذا لم يستخدم حزب الله صواريخه طويلة المدى حتى الآن؟
  • أصعب لحظة يمر بها... Financial Times: حزب الله تلقى ضربة ساحقة لكنه لم يسقط
  • الجيش الإسرائيلي يجدد ضرباته المكثفة على أهداف لحزب الله
  • تساؤلات أميركية عن جدوى مساعدة إسرائيل.. ولودريان غداً في بيروت