شنت إسرائيل ليلا ضربات جوية جديدة على أهداف لحزب الله في لبنان، بعد قصف واسع النطاق خلف أكثر من 550 قتيلا الاثنين، وزاد المخاوف من تدهور شامل في المنطقة بعد حوالى عام من اندلاع الحرب في غزة.

وتهيمن الخشية من حرب في الشرق الأوسط على الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها الثلاثاء في نيويورك، في وقت يزداد التصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران والمتحالف مع حركة حماس الفلسطينية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه قصف « عشرات الأهداف لحزب الله في جنوب لبنان »، واستهدف بنى تحتية ومستودعات أسلحة للتنظيم الشيعي اللبناني.

وأكد الجيش أيضا أنه نفذ « ضربة محددة الهدف » في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما أوضح مصدر أمني لبناني لفرانس برس أن « الغارة الإسرائيلية استهدفت طابقين من مبنى في منطقة الغبيري » في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله.

وقالت هيئة الإسعاف التابعة لحزب الله إن الغارة أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قصف الاثنين، وهو الأعنف منذ بدء تبادل إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل في أكتوبر الفائت، طال « نحو 1600 هدف إرهابي » في جنوب لبنان والبقاع (شرق).

وأعلن حزب الله إطلاق مزيد من صواريخ فادي-2 في اتجاه إسرائيل مستهدفا مواقع عسكرية قريبة من مدينة حيفا في الشمال، بينها « مصنع متفجرات » على بعد حوالى ستين كلم من الحدود اللبنانية، إضافة إلى مدينة كريات شمونة.

وأسفرت ضربات الاثنين عن 558 قتيلا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، إضافة إلى 1835 جريحا بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وتحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل « عدد كبير » من عناصر حزب الله.

في هذا الصدد أكد مصدر مقرب من حزب الله أن الغارة الإسرائيلية، الثلاثاء، على الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت عن مقتل القيادي العسكري في الحزب إبراهيم قبيسي.

وجاء تأكيد المصدر بعد وقت قليل من إعلان الجيش الإسرائيلي أن « مقاتلات سلاح الجو هاجمت ضاحية بيروت وقتلت إبراهيم محمد قبيسي، قائد منظومة الصواريخ في منظمة حزب الله الإرهابية ».

وأكد المصدر المقرب من الحزب مقتل قبيسي في الغارة التي أدت إلى تدمير طابقين من مبنى في حي سكني مكتظ في منطقة الغبيري، في ضاحية بيروت الجنوبية.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية أحصت في وقت سابق « استشهاد ستة أشخاص وإصابة 15 شخصا بجروح » في « حصيلة أولية ».

وبحسب الجيش الإسرائيلي، استهدف قبيسي إلى جانب قياديين آخرين من وحدة الصواريخ في حزب الله.

وأوضح أن « قبيسي كان مصدر معرفة مهما في مجال الصواريخ، وكان على علاقة وثيقة بقياديين عسكريين بارزين في حزب الله ».

انضم قبيسي إلى الحزب في الثمانينات، وشغل مناصب عسكرية هامة من ضمنها قيادة وحدة بدر، وهي واحدة من مناطق عمليات حزب الله الثلاث في جنوب لبنان، وفق الجيش الإسرائيلي.

وجاءت الغارة الإسرائيلية الثلاثاء غداة غارة مماثلة في الضاحية الجنوبية لم تسفر عن قتلى. وقال مصدر مقرب من حزب الله، الإثنين، إنها استهدفت قائد جبهة جنوب لبنان في الحزب علي كركي.

لكن الحزب قال لاحقا إن كركي « بخير » وانتقل إلى « مكان آمن ».

وتتزامن هذه الضربات على الضاحية الجنوبية مع غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف منذ صباح الاثنين مناطق واسعة في جنوب لبنان وشرقه، أسفرت حتى الآن عن 558 قتيلا على الأقل وأكثر من 1800 جريح، بحسب وزارة الصحة.

وتعد هذه أعلى حصيلة قتلى يشهدها لبنان في يوم واحد منذ نهاية الحرب الأهلية التي بدأت في العام 1975 وانتهت في 1990.

ومني حزب الله في الأسبوع الأخير بخسائر موجعة بعد تفجير آلاف من أجهزة اتصالاته الأسبوع الماضي في هجمات نسبها إلى إسرائيل، وأدت إلى مقتل 39 شخصا وإصابة الآلاف بجروح.

وشنت إسرائيل أيضا غارة الجمعة على ضاحية بيروت الجنوبية أسفرت عن مقتل 16 من قادة قوة الرضوان، وحدات النخبة في الحزب، بينهم رئيسها إبراهيم عقيل وقيادي آخر.

وقتل فؤاد شكر، أحد أبرز قادة حزب الله العسكريين، في غارة استهدفت مبنى سكنيا في ضاحية بيروت الجنوبية في 30 يوليوز.

وأفادت الأمم المتحدة أن عشرات آلاف الأشخاص فروا من المناطق التي تتعرض للقصف في اتجاه صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، أو بيروت. وسلك آخرون طريق سوريا.

والثلاثاء، ضاقت الطريق المؤدية إلى العاصمة اللبنانية بطوابير طويلة من السيارات. وفي صيدا، شوهدت طوابير للمواطنين أمام محطات الوقود والأفران.

وقالت اللبنانية ثريا حرب (41 عاما) التي نزحت إلى منطقة مجاورة لبيروت بعدما غادرت قريتها تول في الجنوب لفرانس برس « كان يوما من الرعب ».

وأضافت هذه المرأة المحجبة « لم أكن أريد المغادرة، لكن الأولاد كانوا خائفين فغادرنا بالثياب التي علينا ».

وروى مسؤول عن مركز صحي في السكسكية قرب صيدا مشاهد مرعبة.

وتحدث الطبيب موسى يوسف عن « عدد كبير من القتلى: أطفال ونساء وأشخاص خسروا أطرافهم أو تحطمت رؤوسهم »، مؤكدا أن « تسعين في المائة من الجرحى الذين نقلوا إلى المركز كانوا أطفالا ».

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه في يوم واحد، تمكن الجيش الإسرائيلي من « تدمير عشرات آلاف الصواريخ والذخائر »، معتبرا أن حزب الله يعيش « الأسبوع الأكثر صعوبة منذ إنشائه » العام 1982.

من جهته، تعهد حزب الله الاستمرار في مهاجمة إسرائيل « حتى نهاية العدوان في غزة »، حيث اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل. ومذاك، يستمر تبادل القصف على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وتصاعدت وتيرة المواجهات بين الدولة العبرية وحزب الله بعد تفجير أجهزة اتصال يستخدمها عناصر الحزب يومي 17 و18 سبتمبر، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا بحسب السلطات اللبنانية. ونسب الحزب هذه التفجيرات إلى إسرائيل.

وفيما أعربت الأمم المتحدة عن خشيتها من « كارثة وشيكة » في المنطقة، كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين أنه « يعمل على احتواء التصعيد ».

وقال مسؤول أمريكي كبير إن بلاده تعارض غزوا بريا للبنان وستعرض « أفكارا ملموسة » على شركائها هذا الأسبوع في الأمم المتحدة من أجل التهدئة.

واتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل الاثنين بالسعي إلى « توسيع » النزاع.

وقال بزشكيان في مقابلة مع شبكة « سي إن إن » ترجمت من الفارسية إلى الإنكليزية « لا يمكن لحزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها الإمدادات دول غربية ودول أوربية والولايات المتحدة ».

وطلبت فرنسا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول لبنان، فيما طلب العراق عقد « اجتماع طارىء » لرؤساء الوفود العربية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، مع شن حماس هجوما تسبب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41467 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

كلمات دلالية إيران اسرائيل حزب الله فلسطين لبنان

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إيران اسرائيل حزب الله فلسطين لبنان الضاحیة الجنوبیة الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة فی جنوب لبنان وزارة الصحة ضاحیة بیروت لحزب الله حزب الله عن مقتل

إقرأ أيضاً:

حكومة الإمارات تُطلق مرحلة جديدة من التحديث الحكومي مع دول أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا

دبي: «الخليج»
أطلقت حكومة دولة الإمارات، مرحلة جديدة من التحديث الحكومي مع عدد من الدول الشريكة في برنامج التبادل المعرفي الحكومي، في قارات أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا، وضمت قائمة الدول التي تم تمديد شراكات التحديث الحكومي معها كلاً من كولومبيا، وسيشل، والمالديف.
وقّع الاتفاقيات، من حكومة الإمارات عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، ومن الحكومات الشريكة كل من، ديفيكا فيدوت، وزيرة الاستثمار وريادة الأعمال والصناعة في جمهورية سيشل، وعبد الله فياض رئيس موظفي مكتب الرئاسة في المالديف، ولورا كاميلا سارابيا وزيرة خارجية كولومبيا، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025.
ويمثل برنامج التبادل المعرفي الحكومي الإماراتي منصة عالمية لشراكات محورها صناعة مستقبل أفضل للإنسان، تنطلق من رؤية ورسالة دولة الإمارات بتعزيز التعاون الدولي، وتوسيع مجالاته لتركز على تنمية وتطوير الدول والمجتمعات وتمكينها بالحلول والأدوات المبتكرة.
وأكد عبد الله لوتاه حرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على توسيع مجالات التبادل المعرفي ومشاركة خبراتها وتجاربها الرائدة مع مختلف الحكومات والدول، لتعزيز جاهزيتها للمستقبل على أسس مستدامة بالاستفادة من التجارب الريادية والاستثنائية لدولة الإمارات في التطوير الحكومي الهادف لتحسين حياة المجتمع.
وتركز الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين حكومتي الإمارات وكولومبيا على تبادل الخبرات ومشاركة المعارف في محاور عدة أبرزها الخدمات الحكومية وتفعيل الأجندة الوطنية، وبناء القدرات الحكومية، والذكاء الاصطناعي، ومشاركة أفضل الممارسات، والبرامج التعليمية.
وتهدف الشراكة مع حكومة سيشل إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال التحديث الحكومي ضمن محاور عدة أبرزها الخدمات الحكومية، والمسرعات الحكومية، والبرمجة، والإحصاءات والتنافسية، والخدمات الذكية، والأداء الحكومي، والابتكار والتميز، وبناء القدرات القيادية، والاستراتيجية، والتخطيط وإدارة الاستراتيجيات.
أما الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين حكومتي الإمارات والمالديف، فتركز على تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال بناء القدرات للحكومة الرقمية، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والابتكار، والتعليم، والبرمجة، وحاضنات الأعمال، والسياحة، والثقافة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً لحزب الله داخل لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يشن غارة على جنوب لبنان
  • من استهدفت غارة جرجوع؟ بيانٌ من الجيش الإسرائيليّ
  • غارة إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات نسف في مبان ببلدات جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يستعد للانسحاب من لبنان
  • حكومة الإمارات تُطلق مرحلة جديدة من التحديث الحكومي مع دول أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قصف مواقع لحزب الله جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يؤكد مهاجمة مواقع لحزب الله: تحتوي على أسلحة تشكل تهديدا مباشرا لنا
  • لبنان.. الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع تابعة لحزب الله