(CNN)-- افتتح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خطابه في الأمم المتحدة، الثلاثاء، بقوله إن الأمم المتحدة "تتعرض للهجوم، بشكل فعلي ومعنوي أيضًا"، بسبب الصراع بين إسرائيل وغزة، وأنها تخاطر بانهيار "الثقة العالمية والسلطة الأخلاقية".

وقال الملك عبد الله: "فمنذ قرابة العام، وعلم الأمم المتحدة الأزرق المرفوع فوق الملاجئ والمدارس في غزة يعجز عن حماية المدنيين الأبرياء من القصف العسكري الإسرائيلي".

وأضاف: "تقف شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بلا حراك، على بعد أميال فقط من فلسطينيين يتضورون جوعا، كما يتم استهداف ومهاجمة عمال الإغاثة الإنسانية الذين يحملون شعار هذه المؤسسة بكل فخر، ويتم تحدي قرارات محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، وتجاهل آرائها، لذلك، فإنه لا عجب أن الثقة بالمبادئ والقيم الأساسية للأمم المتحدة قد بدأت بالانهيار، سواء داخل هذه القاعة أو خارجها". 

وقُوبل خطاب الملك عبد الله بالتصفيق في القاعة عندما دعا المجتمع الدولي إلى "إنشاء آلية حماية" للفلسطينيين "في جميع الأراضي المحتلة، ومن شأن ذلك توفير الحماية للفلسطينيين والإسرائيليين من المتطرفين الذين يدفعون بمنطقتنا إلى حافة حرب شاملة".

وشدد الملك عبدالله على أن الأردن لن يكون وطنًا بديلا للفلسطينيين، مشيرًا إلى "هؤلاء المتطرفون، الذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن كوطن بديل. لذا دعوني أكون واضحًا تمامًا: هذا لن يحدث أبدًا. ولن نقبل أبدًا بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب".

وأكد على أن "التصعيد ليس من مصلحة أية دولة في المنطقة، ويتجلى ذلك بوضوح في التطورات الخطيرة في لبنان في الأيام القليلة الماضية. يجب أن يتوقف هذا التصعيد".

وقال العاهل الأردني: "ولسنوات، مد العالم العربي يده لإسرائيل عبر مبادرة السلام العربية، مستعدًا للاعتراف التام بها وتطبيع العلاقات معها مقابل السلام، إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اختارت المواجهة ورفضت السلام، نتيجة للحصانة التي اكتسبتها عبر سنوات في غياب أي رادع لها... لكن الآن، غدت حصانة إسرائيل التي امتدت لعقود، أسوأ عدو لها، وباتت العواقب واضحة في كل مكان".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الملك عبدالله الثاني

إقرأ أيضاً:

«حرب غزة» وقضايا السلام العالمي على رأس جدول أعمال الدورة الـ79 للأمم المتحدة

أكد دبلوماسيون أنّ دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة تنطلق هذا العام وسط تحديات دولية ونزاعات ألقت بظلالها على جميع دول العالم، حيث تتصدر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المشهد الدولي تزامنا مع مخاوف من اتساع دائرة الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، ما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى الإعراب عن مخاوفه من تحول لبنان إلى غزة أخرى.

«رخا»: الحفاظ على السلم والأمن الدوليين واتباع الدبلوماسية الواقعية وفض المنازعات هدف أساسي للأمم المتحدة

وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنّ الهدف الأساسي للأمم المتحدة، الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين واتباع الدبلوماسية الواقعية وفض المنازعات، وإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار فى النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والتعليمية والصحية والعناية بالأطفال، ولذلك يسمى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدبلوماسية البرلمانية، لأنه أكبر منبر عالمي، وكل دولة تلقى بياناً حول سياستها تجاه المنطقة المحيطة بها وأهدافها ومساهمتها فى حل المنازعات.

وأضاف «رخا» لـ«الوطن»: «تصدر عشرات القرارات عقب الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونحن كمنطقة لدينا نصيب وافر من القرارات الصادرة، خاصة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وهناك قرارات كثيرة يتم تكرارها بشأن الشعب الفلسطينى، وهى غير قابلة للمناقشة ومن بينها الاستقلال وتقرير المصير وحقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه.

وعدم اتخاذ إجراءات أحادية من جانب الاحتلال الإسرائيلى وعدم شرعية المستوطنات، وضرورة الالتزام بالقرارات الدولية المختلفة، سواء قرارات مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو محكمة العدل الدولية، مشيرا إلى أن هناك ملفاً يسيطر بشكل عام على توجهات الجمعية العامة، ويتمثل فى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وجنوب لبنان، حيث إن الموقف مشتعل والاحتلال يمارس إبادة جماعية وينتهك حقوق الإنسان».

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق: «الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، يبدى انزعاجه الشديد من الممارسات الإسرائيلية المستمرة التي تنتهك القوانين وجميع الشرائع الدولية وينادى بضرورة وقف إطلاق النار والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل فى قطاع غزة وإدخال كافة المساعدات والبدء فى إعادة إعمار القطاع الفلسطيني الذى سيستغرق سنوات طويلة قد تصل إلى 20 عاماً».

وأوضح أن فلسطين ستتصدر بيانات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنّ وقف إطلاق النار فى قطاع غزة سيؤدى بالتبعية إلى وقف إطلاق النار بجنوب لبنان، وستتوقف عمليات استهداف السفن الإسرائيلية فى البحر الأحمر، فالحرب الإسرائيلية على غزة ستكون حاضرة فى جميع المناقشات واللقاءات داخل أروقة الأمم المتحدة. 

ولفت إلى أن الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، خلال اللقاءات الثنائية، وأيضاً اللجنة المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية، سيكون له دور واجتماعات على هامش الدورة والمجموعة العربية ومجموعة عدم الانحياز والمجموعة الأفريقية، خاصة أن جنوب أفريقيا هى التى تبنت رفع قضية ضد الاحتلال الإسرائيلى تتهمه بالإبادة الجماعية.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الرئيس الأمريكى جو بايدن سيكون بيانه عبارة عن كلمة وداع سيحاول خلالها الإشارة إلى الإنجازات التى تحققت فى فترته الرئاسية ومحاولاته لإيقاف الحرب فى منطقة الشرق الأوسط، كما سيتطرق إلى الحرب الروسية الأوكرانية، نظراً لوجود تصعيد من جانب حلف شمال الأطلسى «الناتو»، واشتعال الأوضاع بين موسكو وكييف: «الرئيس الأمريكى سيتطرق خلال كلمته إلى تأثر الاقتصاد العالمى بالحرب الروسية الأوكرانية، ولكن بشكل غير مباشر، نظراً لأنه كان من الدافعين لها فى بداية الأمر».

«الإسلامبولى»: الجمعية العامة تهتم فى الدورة الحالية بالتوترات الجيوسياسية

فيما قالت السفيرة هاجر الإسلامبولى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الجمعية العامة للأمم المتحدة تعد البرلمان العالمى لكل قضايا العالم وكل دولة تعرض مواقفها فى القضايا التى تكون على رأس أولوياتها وهناك قضايا مشتركة عالمياً وقضايا إقليمية، مشيرة إلى اشتعال الوضع فى منطقة الشرق الأوسط، وقضايا سياسية واجتماعية وصحية بالغة الأهمية لمصر، ومن الناحية السياسية سيتم تحديد المواقف السياسية تجاه كافة القضايا.

وأضافت «الإسلامبولى»: «الجمعية العامة للأمم المتحدة تهتم فى الدورة الحالية بقضايا السلام العالمى وقضايا نزع الأسلحة، خصوصاً مع تصاعد المواجهات العسكرية التى انتشرت فى جميع أرجاء العالم والتى ستحظى باهتمام بالغ فى المناقشات، والدول تحدد مواقفها المختلفة فى كل هذه الصراعات القائمة. 

ومن المؤكد أن تسيطر القضية الفلسطينية على الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث إن القرار الأخير المتعلق بانسحاب الاحتلال الإسرائيلى من الأراضى الفلسطينية وقطاع غزة خلال عام، والاهتمام لن يقتصر على دول الإقليم فقط بل الدول الأخرى، لأن القضايا أصبحت متداخلة لدرجة كبيرة فيها تتشابك القضايا مثل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.. فعجز مجلس الأمن عن التوصل إلى حلول لصراعات قائمة يعد مسألة خطيرة».

وأوضحت مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الرئيس الأمريكى جو بايدن يودع الرئاسة، والانتخابات الأمريكية ستلقى بظلالها على الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأن واشنطن تنتظر إدارة جديدة فى عام 2025 وحتى الآن لا أحد يستطيع التنبؤ بهوية الرئيس الجديد «جمهورى أم ديمقراطى»، مستبعدة طرحه مبادرات جديدة، ولكن سيستمر على خطه فى الجمعية العامة السابقة، إلا أن التحديات الراهنة ستفرض على الإدارة الأمريكية تبنى مواقف واضحة.

 

مقالات مشابهة

  • ملك الأردن يندد بفظائع الاحتلال ويرفض أن تكون بلاده وطنا بديلا للفلسطينيين
  • رداً على تهجير الفلسطينيين..عبدالله الثاني: الأردن لن يكون الوطن البديل أبداً
  • الملك عبدالله: إسرائيل لم تتورع عن استهداف موظفي وعمال الإغاثة الإنسانية
  • ولي عهد الكويت وملك الأردن يبحثا في نيويورك العلاقات بين البلدين وسبل دعمهما
  • عبدالله بن زايد يترأس وفد الدولة في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة
  • عبدالله بن زايد: الإمارات ستواصل الانخراط بشكل بنّاء مع الشركاء في النظام متعدد الأطراف
  • «حرب غزة» وقضايا السلام العالمي على رأس جدول أعمال الدورة الـ79 للأمم المتحدة
  • بن بيّه: جهود الإمارات مشهودة في السعي إلى السلام ومد يد العون للمتضررين من الحرب
  • نيابة عن الملك.. وزير الخارجية يترأس وفد المملكة في افتتاح قمة المستقبل بنيويورك