الجزيرة:
2025-04-07@00:34:48 GMT

كيف تقرأ واشنطن العدوان الإسرائيلي على لبنان؟

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

كيف تقرأ واشنطن العدوان الإسرائيلي على لبنان؟

واشنطن- منذ تصنيف الولايات المتحدة حزب الله عام 1997 "منظمة إرهابية أجنبية"، تذبذبت العلاقات اللبنانية الأميركية صعودا ونزولا، في الوقت الذي انتقدت فيه واشنطن مرارا علاقة الحزب بإيران ومشاركته في الحكومة اللبنانية.

مع اشتداد العدوان الإسرائيلي على لبنان، سارعت واشنطن للتأكيد أنها "تبذل قصارى جهدها لمنع التصعيد واتساع دائرة القتال"، رغم تزامن ذلك مع إرسال إدارة الرئيس جو بايدن مزيدا من القطع البحرية العسكرية لشرق البحر المتوسط، بينما يكرر مسؤولون كبار أن مقتل قادة حزب الله "يجب ألا تُذرَف عليه أي دموع".

لا يرفض المسؤولون الأميركيون منطق "خفض التصعيد من خلال التصعيد" الإسرائيلي ويتفقون معه، لكنهم يؤكدون أن هذه معادلة صعبة للغاية، ويمكن أن تخرج بسهولة عن السيطرة وتؤدي إلى حرب شاملة.

موقف داعم

ويُجري مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وبريت ماكغورك مستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط، والمبعوث الأميركي للبنان آموس هوكشتاين، عدة مكالمات يوميا مع نظرائهم الإسرائيليين لتأكيد موقف واشنطن الداعم لبلادهم، ولحثهم على إبقاء الطريق مفتوحا لحل دبلوماسي، على الرغم من تأكيدهم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وعقب صدور دعوة الجيش الإسرائيلي للمدنيين اللبنانيين إلى مغادرة المناطق التي ادعى أن حزب الله يخفي فيها أسلحته، خرج عدد من المعلقين المعروفين بتبني وجهة النظر الإسرائيلية يدافعون عن تل أبيب ويلقون باللوم على الحزب.

وقال الخبير بمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" سيث فرانتزمان إن "الجيش الإسرائيلي يزيد بشكل منهجي الهجمات على البنية التحتية الإرهابية الضخمة لحزب الله في لبنان، وذلك بعد 11 شهرا من هجماته على إسرائيل أطلقت خلالها المنظمة المدعومة من إيران 8 آلاف صاروخ، ويشجعهم على إخلاء المناطق التي سعى الحزب إلى إخفاء أسلحته فيها. هذه خطوة مهمة في إنهاء تهديده لإسرائيل والمنطقة" على حد قوله.

وفي حديث مع شبكة "سي إن إن"، قالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: "كنا واضحين منذ اليوم الأول أننا لا نريد أن نرى هذه الحرب تتصاعد، وهذه رسالة وجهناها إلى كلا الجانبين".

وتابعت "لكن دعونا لا ننسى أنه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل، بدأ حزب الله -دعما لها- في إرسال الصواريخ عبر الحدود. نحن نؤيد حق تل أبيب في الدفاع عن النفس. لكن لا نريد أن نرى هذه الحرب تتصاعد. هذه هي الرسالة التي يوجهها الرئيس بايدن إلى طرفي هذا الصراع".

تصاعد الدخان في إحدى مناطق جنوب لبنان جراء غارة إسرائيلية (رويترز) خلافات

وعلق روبرت ساتلوف، رئيس معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى المعروف بقربه من تبني المواقف الإسرائيلية، على منصة إكس، وقال "قد يكون الذعر داخل حزب الله كافيا لإقناع أمينه العام حسن نصر الله بأن الجلاء عن الحزام الأمني في شمال إسرائيل هو ثمن معقول يجب دفعه لتجنب المفاجأة القاتلة التالية، كما أن الآن هو الوقت المناسب للدبلوماسية الأميركية الهادئة لاختبار هذا الاقتراح".

وقبل يومين، تحدث كبير مساعدي بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، أمام مؤتمر المجلس الأميركي الإسرائيلي، وقال "لا نعتقد أن الحرب في لبنان هي السبيل لتحقيق هدف إعادة الناس إلى ديارهم. هناك خلافات مع إسرائيل حول كيفية قياس مخاطر التصعيد، لكنني واثق جدا أنه عبر الدبلوماسية والردع والوسائل الأخرى سنشق طريقنا للخروج منها".

وأكد "نحن أيضا نقف بشكل كامل مع إسرائيل في دفاعها عن شعبها وأراضيها ضد حزب الله". وقال ماكغورك معلقا على مقتل القيادي الكبير في الحزب إبراهيم عقيل، "لا أحد يذرف دمعة من أجله".

في حين قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إنه قلق من التصعيد بين إسرائيل ولبنان، وزعم أن قتل قيادي كبير في حزب الله وغيره من كبار القادة "حقق العدالة".

ووصف سوليفان اغتيال عقيل بأنه "نتيجة جيدة"، مضيفا أن "هذا شخص يداه ملطختان بدماء أميركية، وكان ضمن قائمة المطلوبين للعدالة، ووعدت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بأننا سنفعل كل ما في وسعنا لتقديمه للعدالة"، معتبرا أن أنباء اغتياله "كانت ذات مغزى أيضا بالنسبة لعائلات الضحايا الأميركيين".

أقوى تعليق

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نظر المسؤولون الأميركيون إلى خطابات نصر الله بوصفها مؤشرا على "شهية الحزب للحرب مع إسرائيل". والخميس الماضي، قدم نصر الله ما وصفه بعض المسؤولين بأنه أقوى تعليقاته حتى الآن، قائلا إن هجمات تل أبيب على أجهزة النداء والاتصال اللاسلكي قد ترقى إلى "إعلان حرب".

وأعلنت واشنطن إرسالها عددا صغيرا من القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط، وسط زيادة المخاوف من سيناريو نشوب صراع إقليمي أوسع.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) بات رايدر، أمس الاثنين، "لا أعتقد أننا وصلنا إلى هناك بعد، لكنه وضع خطير وفي ضوء التوتر المتزايد في الشرق الأوسط، نرسل عددا صغيرا من الأفراد العسكريين الإضافيين إلى الأمام لزيادة قواتنا الموجودة بالفعل في المنطقة، وسنواصل العمل لتعزيز وإيجاد طريقة دبلوماسية للمضي قدما".

في حين احتفت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بما وصفتها بـ "إستراتيجية حزب الله الإسرائيلية الجديدة"، وقالت الصحيفة القريبة من الحزب الجمهوري إن "حربا شاملة يمكن أن تدمر لبنان وتحمل مخاطر لإسرائيل أيضا".

وأضافت أن هذه الحرب يمكن أن تضر نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس سياسيا وتساعد حملة منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وقد ينتهي الأمر بنصر الله في مواجهة ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدة سنوات أخرى، و"هذا احتمال لا يريده هو ولا رؤساؤه الإيرانيون".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الشرق الأوسط حزب الله

إقرأ أيضاً:

مبعوثة واشنطن تكشف "ما تريده الولايات المتحدة من حزب الله"

قالت المبعوثة الأميركية مورغان أورتيغاس في مقابلة بثت الأحد، إنه ينبغي نزع سلاح حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى في لبنان "بأسرع وقت ممكن"، وتوقعت أن يباشر الجيش هذه المهمة.

وجاءت تصريحات أورتيغاس لقناة "إل بي سي آي" اللبنانية، في ختام زيارة استمرت 3 أيام إلى بيروت التقت خلالها الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ومسؤولين وممثلين سياسيين آخرين.

وجاءت زيارتها بعد غارات جوية إسرائيلية مكثفة على لبنان استمرت أسابيع، واستهدفت أعضاء من حزب الله المدعوم من إيران ومستودعات أسلحة تابعة له، منها غارتان على الضاحية الجنوبية لبيروت.

كما أُطلقت صواريخ من لبنان صوب إسرائيل في الأسابيع الماضية، لكن حزب الله نفى أن يكون له أي دور له في الهجمات الصاروخية.

ويشكل تبادل الهجمات اختبارا لاتفاق وقف إطلاق النار الهش بالفعل، الذي أنهى حربا استمرت عاما بين إسرائيل وحزب الله ونص على نزع سلاح الجماعات المسلحة في أنحاء البلاد.

وقالت أورتيغاس: "من الواضح أنه يجب نزع سلاح حزب الله، ومن الواضح أن إسرائيل لن تقبل بإطلاق الإرهابيين النار عليها داخل أراضيها. هذا موقف نتفهمه".

وأضافت: "نواصل الضغط على هذه الحكومة اللبنانية للوفاء الكامل بوقف الأعمال القتالية، وهذا يشمل نزع سلاح حزب الله وجميع الميليشيات".

وعندما سئلت عما إذا كانت الولايات المتحدة قد حددت جدولا زمنيا لإتمام عملية نزع السلاح، قالت أورتيغاس "في أقرب وقت ممكن".

وأضافت قائلة: "ليس بالضرورة وجود جدول زمني إن جاز التعبير، لكننا نعلم أن مدى سرعة تحرر الشعب اللبناني مقرون بمدى سرعة تمكن القوات المسلحة اللبنانية من تحقيق هذه الأهداف، ونزع سلاح جميع الميليشيات في الدولة".

ويدعو اتفاق وقف إطلاق النار الجيش اللبناني إلى تفكيك المواقع العسكرية للجماعات المسلحة، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها "بدءا من" جنوب لبنان.

وأفادت مصادر أمنية لـ"رويترز" أن الجيش دمر مئات من مخابئ الأسلحة في جنوب لبنان، منذ الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر من العام الماضي.

ويرفض حزب الله منذ وقت طويل محاولات نزع سلاحه، ويقول إن وقف إطلاق النار ينطبق على جنوب لبنان فقط لا على كامل البلاد، مشيرا إلى أن ضربات إسرائيل الجوية واستمرار وجودها في 5 مواقع بجنوب لبنان "انتهاكات جسيمة للهدنة".

مقالات مشابهة

  • مبعوثة واشنطن تكشف "ما تريده الولايات المتحدة من حزب الله"
  • قنبلة الشرق الأوسط الموقوتة تهدد بالانفجار
  • باحث سياسي: واشنطن تعتبر إسرائيل قاعدة عسكرية لضمان نفوذها في المنطقة
  • واشنطن مقتنعة بأن حزب الله لن يتخّلى عن سلاحه بسهولة
  • كباش حكومي على التشكيلات الديبلوماسية
  • ديبلوماسي أوروبي: نقدر أداء لبنان لكن نطلب منه الحوار مع إسرائيل
  • بوادر تأييد لتوسيع مهام اليونيفيل
  • نقزة لبنانية قبيل وصول اورتاغوس وسلاح الحزب البند الاصعب
  • قائد الثورة يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتجلى في الممارسات الإجرامية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني
  • عطية: واشنطن تضغط على لبنان لان مصلحة إسرائيل بالنسبة إليها فوق كل اعتبار