رفض العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم الثلاثاء تحوّل بلاده إلى "وطن بديل" للفلسطينيين، قائلاً إن تهجيرهم القسري من قبل إسرائيل سيشكل "جريمة حرب".

وندد العاهل الأردني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالذين وصفهم بـ"المتطرفين الذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن وطناً بديلاً"، مؤكداً أن "هذا لن يحدث أبداً.

ولن نقبل أبداً التهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب". 

جلالة الملك عبدالله الثاني: ويشمل هؤلاء المتطرفون، الذين يروجون باستمرار لفكرة #الأردن كوطن بديل. لذا دعوني أكون واضحا تماما: هذا لن يحدث أبدا. ولن نقبل أبدا بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب#بترا #فلسطين #الأمم_المتحدة pic.twitter.com/i1PiLAylLK

— Jordan News Agency (@Petranews) September 24, 2024

ودعا الملك عبدالله الثاني المجتمع الدولي إلى تبني آلية لحماية الفلسطينيين "في جميع الأراضي المحتلة"، مضيفاً أن "من شأن ذلك توفير الحماية للفلسطينيين والإسرائيليين من المتطرفين الذين يدفعون منطقتنا إلى حافة حرب شاملة".
كما حضّ على الانضمام إلى "جهد إغاثي ضخم لإيصال الغذاء والمياه النظيفة والدواء وغيرها من الإمدادات الحيوية لمن هم في أمس الحاجة إليها" في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب منذ عام. 

جلالة الملك عبدالله الثاني: بعد مضي عام تقريبا على هذه الحرب، أثبت عالمنا فشله سياسيا، ولكنّ هذا لا يستوجب أن تخذل إنسانيتنا أهل #غزة بعد الآن#الأردن #فلسطين #الأمم_المتحدة

— RHC (@RHCJO) September 24, 2024

وأضاف"بعد مضي عام تقريباً على هذه الحرب، أثبت عالمنا فشله سياسياً، ولكنّ هذا لا يستوجب أن تخذل إنسانيتنا أهل غزة بعد الآن". 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأردن عبدالله الثاني قطاع غزة عبدالله الثاني الأردن غزة وإسرائيل الملک عبدالله الثانی

إقرأ أيضاً:

حين يكون الإرهاب أمريكيا محلّي الصنع

تكشف الساعات الأولى التي تعقب كل هجوم إرهابي يقع في الولايات المتحدة رسوخ الخطاب السائد عن الإرهاب ومعجمه ومفرداته في اللاوعي السياسي، فيردد الساسة والكتبة والمعلقون عموماً ما يتصادى مع الرواية الرسمية السائدة منذ عقود، التي ترسّخت بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، والتي تحيل العنف إلى «صراع الحضارات» وتخريجات تختزل وتبسط وتحصر العنف وتاريخه وتمظهراته بدين وثقافة دون غيرها.

لكن هناك، في بعض الحالات، تلكؤ أو تخبط وتردد يبيّن تناقضات هذا الخطاب وتهافته، وقد تجلّى ذلك بعيد الهجومين الأخيرين في مدينتي نيو أورلينز ولاس فيغاس في الأيام الأولى من هذا العام. حمل منفّذ الهجوم الأول شمس الدين جبّار، علم تنظيم «داعش» وكان قد أعلن ولاءه له، ممّا سهل وضع الهجوم ومنفّذه في خانة معروفة سلفاً.

لكن الكثيرين أشاروا بشيء من الاستغراب لكون جبّار أمريكي المولد وليس مهاجراً، لأن الافتراض طبعاً هو أن الإرهاب، ظاهرة أجنبية، منابعها ومصادرها خارج البلاد، وغريبة عن ثقافتها وتاريخها. وعبر الكثيرون عن استغرابهم من أن جبّار كان مجنداً في الجيش الأمريكي، لكن المعلومات التي رشحت في اليوم التالي للهجوم عن اعتناقه الإسلام مؤخراً وميله لنسخة محافظة ومتشدّدة منه تحرّم الكثير، طغت على عمله لسنوات طويلة في الجيش الأمريكي وفي العمليات الخاصة.

أما ماثيو لايفسبرغر منفّذ الهجوم الثاني في لاس فيغاس ضد أحد فنادق ترامب، ليل الأربعاء الماضي وباستخدام واحدة من سيارات حليفه الجديد أيلون ماسك، بعد أن ملأها بالمتفجرات، فلم يعلن ولاءه لتنظيم «داعش» ولا رفع علمه، ولم يعتنق الإسلام.

لكن ما يجمعه بجبّار هو الجيش الأمريكي. إذ أن لايفسبرغر يحمل رتبة عريف، وخدم في الجيش الأمريكي لتسع عشرة سنة، ثماني عشرة منها في القوات الخاصة ونفّذ هجومه أثناء إجازة رسمية من وحدته في ألمانيا. وكان قد حصل على خمسة أوسمة شجاعة، ووسام حملة أفغانستان بثلاثة نجوم، لشجاعته في القتال في ثلاث مراحل.

وتكررت لازمة عدم وجود أي دلائل على أي تنسيق بين الهجومين أو أي صلة تجمع منفذيهما باستثناء قتالهما في أفغانستان، مثل عشرات الآلاف من الأمريكيين. وذلك لطمأنة المواطنين إلى عدم وجود خطة منظمة لشن هجمات إرهابية داخل البلاد، لكن اللافت هنا هو القفز على حروب الولايات المتحدة ووحشية غزواتها، وكأن لا تأثير أو تبعات البتة لها ولعنفها على حيوات هؤلاء الجنود العائدين وأفعالهم. 
ليس لايفسبرغر أول جندي أمريكي يشن هجوما إرهابيا داخل الولايات المتحدة
وهذا القفز ضروري، بالطبع، لحراسة الحدود الخطابية بين عنف شرعي ومنطقي ومقبول، وعنف آخر يبدو عدميا بلا هدف ولا منطق. والنتيجة هي تنزيه وتعقيم إرهاب الدولة والإمبراطورية، الذي يمارس خارج الحدود ضد البرابرة، والذي يجب أن يفسّر دائماً بأنه عنف شرعي وضروري لحماية الحضارة، وبين الإرهاب المحض الذي يعزى لتخلف حضاري، أو عدمية أو كراهية، وقد ذكر أكثر من سياسي ومعلّق «الكراهية» في سياق التعليق على الهجومين.

وليس لايفسبرغر أول جندي أمريكي يشن هجوما إرهابيا داخل الولايات المتحدة. ولعله كان يحاكي أو يقتدي بتيموثي ماكفي، الذي نفّذ أكبر هجوم إرهابي «محلي» في مدينة أوكلاهوما في 19 نيسان/أبريل عام 1998 في تفجير دمّر مبنى فدرالياً وقتل 167 وجرح 648.

وفي الساعات الأولى التي أعقبت الهجوم آنذاك أجمع المراقبون والمحللون على أن عملاً إرهابياً بذلك الحجم لا بد أن يكون من فعل العرب والمسلمين! خصوصاً أن الهجوم على مركز التجارة العالمي في 1993 كان ما يزال حياًّ في الذاكرة. وذكرت مذيعة شهيرة أن رجلاً بملامح شرق أوسطية شوهد وهو يهرب من مسرح الجريمة، لكن مكتب التحريات الفدرالية كشف أن الإرهابي كان شاباً أبيض، سبق أن حارب في الجيش الأمريكي.

التحق ماكفي بالجيش الأمريكي في العشرين من عمره وكان معجباً بمنظمة الـ«KKK» المعروفة بأيديولوجية التفوق العرقي العنصرية أثناء سني خدمته. وشارك في حرب الخليج عام 1991 وحصل على خمسة من الأنواط وأوسمة الشجاعة. بعد عودته من حرب الخليج تصاعدت نقمة ماكفي ضد سياسات الحكومة الفدرالية في الولايات المتحدة حتى إنه وصفها بأنها المتنمّر الأكبر.

وأخذ يتواصل مع ميليشيات يمينية. وأغضبه حصار واكو، في ولاية تكساس عام 1993، الذي فرضه مكتب التحقيقات الفدرالية على مجمع الطائفة الداوودية وزعيمها، ديفيد كوريش، والهجوم الذي أدى إلى حريق أودى بحياة العشرات، والذي عدّه ماكفي مثالاً آخر على تغول الحكومة الفدرالية. في مقابلة قبل إعدامه استعاد ماكفي ذكرياته عن حرب الخليج في 1991 التي حارب فيها، وكيف أطلق قذيفة من مدفع نحو جندي عراقي كان على بعد 1100 ياردة قطعت رأسه فوراً.

كما ذكر صدمته لمرأى جثث الجنود العراقيين المحترقة الذين قصفهم الجيش الأمريكي وحلفاؤه أثناء الانسحاب من الكويت على ما عرف في ما بعد بـ «طريق الموت». وهي واحدة من جرائم الحرب المنسيّة.. وما أكثرها.

تسابق الكتبة والساسة في الولايات المتحدة على استنكار الإرهاب وقتل المدنيين العزل الذي لا يمكن تبريره. إلا إذا كان المستهدفون في غزّة. فهناك دائماً استثناءات في العالم المتحضّر.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • تهجير 3 عائلات بمحافظة نابلس وقوات الاحتلال تصيب فتى وتعتقل 3 فلسطينيين
  • «الأونروا»: حظر إسرائيل مساعدتنا للفلسطينيين اقترب
  • أمل الفلسطينيين..
  • وزير الداخلية يهنئ قداسة البابا تواضروس الثاني بعيد الميلاد المجيد .. فيديو
  • شولتز ينتقد تعليقات ماسك ودعمه لحزب البديل من أجل ألمانيا
  • أونروا: حظر إسرائيل مساعدتنا للفلسطينيين اقترب
  • ابتعد عن ديمقراطيتنا..شولتس ونائبه ينددان بتأييد ماسك لحزب البديل المتطرف في ألمانيا
  • حين يكون الإرهاب أمريكيا محلّي الصنع
  • الأهلي يرتدي قميصه البديل في مباراة شباب بلوزداد
  • الجديد: لن يكون هناك استقرار لسعر الصرف حتى شهر رمضان