عربي21:
2025-02-23@02:41:43 GMT

الطوفان الذي هز عرش الاحتلال.. 365 يوم من الصمود

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

بعد أيام قليلة يمر عام كامل على انطلاق عملية طوفان الأقصى، تلك العملية التي هزت أركان الكيان الصهيوني وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي.

نستعرض أبرز ما حققته المقاومة الفلسطينية من مكاسب، وما واجهته من تحديات وعقبات، ونناقش فرص انتصارها وهزيمة الاحتلال في المستقبل.

ما اكتسبته فلسطين:

أولا: إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية

نجحت عملية طوفان الأقصى في كسر حالة الجمود التي كانت تعيشها القضية الفلسطينية، فعادت فلسطين لتتصدر عناوين الأخبار العالمية وتشغل الرأي العام الدولي.

هذا الاهتمام المتجدد فتح الباب أمام نقاشات جادة حول حقوق الفلسطينيين وشرعية المقاومة، وفضح المشروع الصهيوني أو توقفه وتعطيله في هذه البقعة من الأرض.

ثانيا: توحيد الصف الفلسطيني

شكلت العملية نقطة تحول في مسار الانقسام الفلسطيني. فقد التحمت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مما أظهر إمكانية تجاوز الخلافات الداخلية في سبيل القضية الأم.

ثالثا: كشف هشاشة منظومة الأمن الإسرائيلية:

أثبت طوفان الأقصى أن "جيش الاحتلال الذي لا يقهر" هو مجرد أسطورة. فقد تمكنت المقاومة من اختراق أكثر المناطق تحصينا وهي مركز التجسس في منطقة ريعيم وإلحاق خسائر فادحة بالعدو وأسر أكثر من 250 أسيرا، منهم شخصيات كبيرة داخل جيش الاحتلال، مما زعزع ثقة المجتمع الإسرائيلي بقدرات جيشه وأجهزته الأمنية.

رابعا: تعزيز الدعم الشعبي العربي والعالمي:

شهدت الساحة العربية والدولية موجة غير مسبوقة من التضامن مع الشعب الفلسطيني. تجلى ذلك في المظاهرات الحاشدة التي عمت العواصم العالمية، وحملات المقاطعة التي استهدفت الشركات الداعمة للاحتلال.

خامسا: إحياء روح المقاومة في الأراضي المحتلة:

انتشرت شرارة المقاومة من غزة إلى الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948. هذا التصاعد في العمليات والمواجهات الشعبية أربك حسابات الاحتلال وأثبت أن المقاومة خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني، فليس معنى السكون في فترة زمنية أن القضية قد ماتت بل هي حالة هدوء ما قبل التسونامي الفلسطيني.

التحديات والعقبات:

أولا: العدوان الإسرائيلي الوحشي:

واجهت المقاومة والشعب الفلسطيني عدوانا إسرائيليا غير مسبوق في وحشيته. استهدف هذا العدوان المدنيين بشكل ممنهج، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ودمارا هائلا في البنية السكنية والتحتية حتى قال بعض الخبراء إن الركام في غزة يحتاج أعواما لإزالته، وهذا يرجع الى الهجمة البربرية على غزة.

ثانيا: الحصار الخانق على غزة:

منذ عام 2006 شدد الاحتلال حصاره على قطاع غزة، فمن دخول الشاحنات المحملة بالطعام والاحتياجات الأساسية إلى حالة مماثلة من شِعب أبي طالب، مانعا دخول الغذاء والدواء والوقود. هذا الحصار فاقم من المعاناة الإنسانية وشكل تحديا كبيرا أمام صمود الشعب الفلسطيني.

ثالثا: التواطؤ الدولي مع الاحتلال:

واجهت المقاومة موقفا دوليا منحازا للاحتلال، خاصة من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية. هذا الانحياز تجلى في الدعم العسكري والسياسي اللامحدود لإسرائيل، وفي عرقلة أي جهود دولية لوقف العدوان.

رابعا: محاولات تشويه صورة المقاومة:

منذ اللحظة الأولى في الحرب شنّت وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية حملة تشويه ممنهجة ضد المقاومة الفلسطينية، محاولة نزع الشرعية عن نضالها وتصويرها كحركة إرهابية.

خامسا: استنزاف القدرات البشرية والمادية:

أدى العدوان المتواصل إلى استنزاف كبير في صفوف المقاومة، سواء على مستوى الكوادر البشرية أو الإمكانيات المادية والعسكرية.

فرص انتصار المقاومة وهزيمة الاحتلال:

أولا: تنامي الوعي العالمي:

شهدت الحرب الأخيرة على غزة تزايدا ملحوظا في الوعي بحقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في أصقاع الأرض. هذا الوعي المتنامي يشكل فرصة ذهبية للمقاومة لكسب المزيد من التأييد الدولي وفضح ممارسات الاحتلال.

ثانيا: تصدع الجبهة الداخلية الإسرائيلية:

لطالما أظهر الإعلام قوة الاحتلال التي لا تقهر وتماسك المجتمع الداخلي، فأظهرت الأحداث الأخيرة هشاشة التماسك الداخلي في المجتمع الإسرائيلي. الانقسامات السياسية والاجتماعية المتزايدة تضعف قدرة إسرائيل على مواصلة احتلالها على المدى الطويل.

ثالثا: تطور قدرات المقاومة:

أثبتت المقاومة أنها تملك القدرة على تطور قدرتها العسكرية والسياسية واساليب التكتيك والاستراتيجيات، ورغم بعض الخسائر إلا أن هذا التطور المستمر يجعل من الصعب على الاحتلال التنبؤ بخطواتها القادمة أو احتوائها.

رابعا: تعزيز التضامن الدولي والعربي والإسلامي:

يجب على المقاومة الاستفادة من حالة التضامن المتزايدة العالم عامة والعالمين العربي والإسلامي خاصة. هذا التضامن يجب الدفع به إلى أن يترجم إلى دعم سياسي واقتصادي أكبر للقضية الفلسطينية.

خامسا: تغيرات في النظام العالمي:

أصبحت التحولات الجيوسياسية العالمية تدفع الى تصغير حجم الهيمنة الأمريكية مما يفتح آفاقا جديدة للقضية الفلسطينية، وينعكس على الدعم الدولي اللامشروط لإسرائيل.

سادسا: استمرار الصمود الشعبي:

يشكل صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وحقوقه عاملا حاسما في إطالة أمد المقاومة وإرهاق الاحتلال.

سابعا: تزايد الضغوط الاقتصادية على إسرائيل:

أخفق الاقتصاد الداخلي للاحتلال على مدار ما يقرب من العام الآن في النهوض مما خسره في الشهور الماضية منذ بداية الطوفان، كما تحقق حركات المقاطعة العالمية والدعوة الى سحب الاستثمارات ضغطا اقتصاديا متزايدا على إسرائيل، مما قد يدفعها للتراجع عن سياساتها القمعية والمدمرة لشعب فلسطين.

رغم التحديات الهائلة، تظل فرص انتصار المقاومة الفلسطينية قائمة. يتطلب تحقيق هذا الانتصار استراتيجية شاملة تجمع بين الصمود الميداني، والعمل الدبلوماسي، وكسب التأييد الشعبي العالمي.

إن عاما على طوفان الأقصى قد أثبت أن إرادة الشعب الفلسطيني لا تلين، وأن المقاومة قادرة على تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلا بالأمس.

لقد أعاد طوفان الأقصى رسم خريطة الصراع، وفتح صفحة جديدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية. وبينما يستمر الصراع، يبقى الأمل في تحقيق الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني حيا، مدفوعا بإرادة شعب لا يعرف الاستسلام، ومقاومة تواصل الكفاح رغم كل الصعاب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الفلسطينية المقاومة الإسرائيلي غزة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة طوفان الاقصي مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يمعن في وأد محاولات إعمار المسجد الأقصى بذكرى هبّة باب الرحمة

يوافق اليوم 22 فبراير/شباط الذكرى السنوية السادسة لإعادة فتح مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، وذلك بعد هبّة شعبية استمرت 6 أيام تُوّجت بكسر قيود الاحتلال عن المصلى بعد 16 عاما من إغلاقه.

وانطلقت الهّبة بعد إقدام شرطة الاحتلال على وضع قفل على باب الرحمة بتاريخ 17 فبراير/شباط 2019، وانتهت بإعادة فتح المبنى أمام المصلين باعتباره جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى الشريف.

وسبق الاعتداء في هذا التاريخ انتهاكات عدّة تعرض لها هذا المصلى بدءا من تهميش الساحات الشرقية التي يقع بها، ومراكمة الركام الناتج عن الترميمات فيها، مرورا بإغلاق المبنى بقرار قضائي مطلع عام 2003، ثم بالتركيز عليه خلال اقتحامات المتطرفين ومنع المصلين من دخوله.

وفي يوليو/تموز 2018 توّج الاحتلال تضييقاته على المبنى المبارك بوضع نقطة حراسة للشرطة أعلاه، وكانت الأقفال التي وضعت هي القشّة التي قصمت ظهر البعير وأدت لاندلاع شرارة الهبّة شتاء 2019.

الصلاة في باب الرحمة بعد إعادة فتحه (الجزيرة نت) انتهاكات يومية

باب الرحمة أو ما يعرف بالباب الذهبي مكان تاريخي مهم يقع في الجدار الشرقي للمسجد الأقصى، وتحيط به مقبرة باب الرحمة، حيث يرقد الصحابيان الجليلان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضي الله عنهما.

إعلان

وقد استخدم المكان تاريخيا مصلى، لكنه أغلق زمن القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى، كما استخدم مقرا للجنة التراث ودائرة الأوقاف الإسلامية التي حاولت أن تجعل منه مكتبة، كما استخدمته مديرية التعليم الشرعي قاعة متعددة الأهداف، قبيل إغلاقه.

ورغم نجاح المصلين في إعادة فتحه، فإن التضييقات استمرت وبوتيرة متزايدة، فأفشلت وما زالت تُفشل كل محاولات إعماره عبر قطع تمديدات الكهرباء والمياه التي بادر المصلون والمعتكفون بإيصالها إليه، أو مصادرة كل محتوياته من سجاد وقواطع خشبية للفصل بين الرجال والنساء في الصلاة أو حتى الخزائن الخشبية المخصصة للأحذية.

وتمرّ ذكرى إعادة فتح المصلى هذا العام للمرة الثانية بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى التي تعمّد الاحتلال منذ انطلاقها التضييق بشكل غير مسبوق على المسجد الأقصى المبارك، وإحكام القبضة على المنطقة الشرقية فيه والتي تضم هذا المصلى.

مشاهد غير مسبوقة

في مشاهد غير مسبوقة أدى عشرات المستوطنين المقتحمين للمسجد الشريف الصلوات بشكل جماعي علني في الساحة الملاصقة لمصلى باب الرحمة، كما يؤدون طقس السجود الملحمي بشكل يومي هناك، بالإضافة لتنفيذ طقوس خاصة ببعض الأعياد والتي كانت من أسمى أمنياتهم كالنفخ في البوق برأس السنة العبرية، أو إدخال القرابين النباتية الخاصة بعيد العُرش والصلاة بها، وليس انتهاء بإشعال الشموع احتفالا بعيد الأنوار اليهودي.

ونُفذ كل ذلك في الساحات الشرقية بحماية من شرطة الاحتلال التي قيّدت وصول المصلين وحراس المسجد الأقصى إلى المكان، ومنعتهم من الاقتراب من المقتحمين كي لا توثق انتهاكاتهم.

وتسعى جماعات الهيكل المتطرفة -وبدعم من أعضاء بالحكومة الإسرائيلية- إلى اقتطاع هذا المصلى من الأقصى وتحويله إلى كنيس تؤدى فيه الصلوات اليهودية، وتتزايد المخاوف من تحويل المنطقة الشرقية بالمسجد إلى كنيس فعلي في ظل إقدام المستوطنين على أداء كافة طقوسهم فيها بعد تحويلها إلى كنيس غير معلن رسميا.

إعلان

يقول خالد العويسي الأستاذ المشارك بدراسات بيت المقدس ورئيس قسم التاريخ الإسلامي جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية إنه في ظل استمرار عرقلة وصول المصلين إلى هذا المصلى، فمن الممكن خسارته مجددا إذا ما تم التحرك بالطريقة التي تم التحرك بها قبل 6 أعوام لفرض واقع يمنع الاحتلال من التمادي أكثر.

وفي حديثه للجزيرة نت، أكد العويسي أن المستوطنين ومن خلال استهدافهم لهذه المنطقة بأداء كافة طقوسهم فيها يحاولون فرض واقع جديد داخل الأقصى يتمثل في اقتطاع مكان خاص لصلواتهم كما حدث بالمسجد الإبراهيمي في الخليل.

قبل 6 سنوات وتحديدا في 22 فبراير/شباط 2019، صلى آلاف الفلسطينيين الجمعة في محيط مصلى باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى، واستطاعوا بعدها فتح المصلى المغلق لمدة 16 عاما فيما عرفت بهبّة باب الرحمة، التي توسطت زمنيا هبّة البوابات الإلكترونية "باب الأسباط" عام 2017، وهبّة 28 رمضان عام… pic.twitter.com/ZTFnS22pym

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 21, 2025

إلى الواجهة من جديد

وربط العويسي ما حدث في مصلى باب الرحمة ومحيطه خلال السنوات الأخيرة بصفقة القرن وعودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سدة الحكم مرة أخرى، لأن الصفقة التي طرحها نصّت على أن "الناس من جميع الأديان لهم حق الصلاة في جبل الهيكل (الحرم الشريف) مع الأخذ بعين الاعتبار أوقات الصلاة لكل دين والأعياد وعوامل دينية أخرى".

وبالتالي "سيعود الأقصى ليكون في الواجهة مرة أخرى وخاصة في شهر رمضان بعد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في الحرب على غزة، وفشله حاليا في وأد المقاومة بالضفة الغربية" كما يصرح العويسي.

وسترى إسرائيل في تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة فرصة لفرض واقع جديد تريده جماعات الهيكل المتطرفة بالأقصى، وهو تأسيس معبد يهودي ومكان ثابت لصلاة اليهود، وفقا للعويسي.

إعلان

وختم هذا الأكاديمي حديثه بالقول "يجب أن يكون مصلى باب الرحمة مرتكز الاعتكاف منذ بداية شهر رمضان المقبل.. نحتاج إلى هبّة حقيقية في الأقصى وإلا سنفقد جزءا منه بسبب عزل الاحتلال للمنطقة الشرقية ومنع حتى المسلمين الذين يتوافدون إلى الأقصى من خارج فلسطين من الوجود فيها".

مقالات مشابهة

  • باحثة عن مشاهد تسليم المحتجزين: المقاومة الفلسطينية توجّه رسالة حاسمة للاحتلال
  • باحثة عن مشاهد تسليم المحتجزين: المقاومة الفلسطينية توجّه رسائل حاسمة للاحتلال
  • الاحتلال يمعن في وأد محاولات إعمار المسجد الأقصى بذكرى هبّة باب الرحمة
  • باحثة من غزة: المقاومة الفلسطينية توجه رسائل قوية للاحتلال الإسرائيلي
  • حزب المؤتمر: الرؤية الفلسطينية خطوة مهمة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني
  • تفريغ الطوفان من زخمه
  • بالأسماء.. القسام تفرج عن 6 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة
  • رتيبة النتشة: المقاومة الفلسطينية تفرض معادلتها.. ولا استعادة للأسرى إلا عبر الصفقات
  • المقاومة الفلسطينية تسلم جثامين 4 أسرى “إسرائيليين” في خان يونس
  • وسط الدلالات والرموز..هكذا سلمت المقاومة الفلسطينية جثث4 إسرائيليين