لغة  القوة الاقتصادية تحت مظلة سياسية أصبحت هى اللغة السائدة فى العالم حاليا، وأصبح العالم وكأنه عبارة عن قطط  سمان يستقوى فيها القوى على الضعيف فى ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة جدا سواء فى منطقة الشرق الأوسط، أو فى منطقة  الاتحاد الأوروبي المفكك فى مواقفه تجاه القضايا الدولية، أو حتى فى الولايات  المتحدة الأمريكية وهى اللاعب الأكبر والمؤثر الأخطر فى غالبية  قضايا  الصراع  الإقليمي والدولى بما فيها الصراعات الاقتصادية.


 فى أغسطس الماضى، فرضت كندا رسوم جمركية نسبتها 25% على منتجات الصلب  والألمونيوم  القادمه من دولة  الصين، وخرجت ممثلة التجارة فى الولايات   المتحده الأمريكية "كاترين تاى" تؤيد وتدعم القرار الكندى وكأنها توجه رسالة   للمنافس الأشرس  لها فى التجارة  الدولية وهى دولة  الصين، وهو ما أثار حفيظة  بكين واستنكرته فى وقت لاحق.

 

** 
مصر  تدخل  قائمة  الإغراق

 

فى الرابع  من  أكتوبر القادم  ستقرر المحكمة  التجارية الدولية  فى  كندا عن  العقوبات التى سيتم  توقيعها على مصر فى قضية الإغراق  الخاصة بلفائف  الأسلاك، والمتهم   فيها  دول  مصر، والصين، وفيتنام.

 كانت كندا  قد أعلنت  عن  فرض  رسوم  أغراق  على الشركات المصرية بنسب تتراوح  بين 8.6%، و21.3 %، أما الرسوم التى فرضتها على الصين  فتتراوح  بين 34%، و46.2 %، أما  دولة  فيتنام فتم  فرض  رسوم  إغراق عليها  بنسب تتراوح  بين 13.5 %، 17.7 %، وتحدد يوم  4 أكتوبر القادم للفصل فى القضية  والوقوف على  حجم  الضرر الواقع  على صناعة  الصلب الكندية.

 وتشير  مصادر فى قطاع  الصلب إلى أن  الضرر الأكبر المحتمل وقوعه فى حال فرض  رسوم  الإغراق نهائية سيكون من نصيب  مجموعة  صلب  مصر، أو السويس  للصلب لأنها أكبر مصدر  للسوق  الكندى، واتهمهتا شركات كندية بأنها تبيع منتجاتها من  لفائف  الأسلاك  فى الأسواق الكندية  بأسعار مغرقة تقل  بأسعارها  فى بلد المنشأ بجمهورية مصر  العربية، وكأن بضعة  آلاف الأطنان  التى  تصدرها شركة  السويس  للصلب  قد  خربت  ودمرت   صناعة  الصلب  الكندية.

 يذكر أن  الشركات  المصرية التى  تصدر  لفائف صلب  فى مصر هى  مجموعة  العز، مجموعة  صلب مصر  والتى   تتبعها  شركة  السويس  للصلب، ومجموعة  المراكبى  وهذه الكيانات  الثلاث الضخمة هى التى  تحمل على  عاتقها  العبء  الأكبر فى  التصدير نظرا لاحتياجاتها الشديدة  للنقد الأجنبى  حتى  تتمكن  من  استيراد  احتياجاتها  من  الخامات  الرئيسية  للتشغيل  والإنتاج  وهو ما يحمل  هذه  الشركات الكبيرة تكاليف  طائلة  مع  الأخذ  فى الاعتبار  أن  سعر الصرف  فى السوق الموازى   يختلف  بنسبة  كبيرة عن  السعر  المعلن  بالبنك  المركزى، وهناك  رسوم  كبيرة يتم  دفعها   لتوفير ما تحتاجه الشركات  لتدبير  الدولار  واليورو لاستيراد  الخامات وكلها أموال  يتم  احتسابها   ضمن تكاليف الإنتاج  والتشغيل.

الأمر  الآخر  أن  كل  سفارات   الدول  الأجنبية   فى مصر  تعلم  علم  اليقين أن  سوق  الصرف  فى مصر  غير  مستقر   على الإطلاق  منذ  أكثر من  3 سنوات، وأن  هناك  أكثر من سعر للدولار، وبالتالى لا يمكن  الأخذ بسعر  الدولار المعلن  بالبنك  المركزى  أثناء  التحقيق فى قضية إغراق  لفائف الأسلاك، أو  قضية  المسطحات المدرفلة على الساخن والخاصة بقضية  حديد عز  لأن  التكاليف  التى تتحملها  الشركات  المنتجه  باهظة  للغاية وتضطر للتصدير بأسعار  تنافسية حتى تستطيع  تدبير احتياجاتها  من الدولار واليور لاستيراد  الخامات   اللازمه  للتشغيل والإنتاج.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ترامب يصدم العالم: سلاح خطير بيده.. مصر والأردن وغاز غزّة مستهدفون

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يروّع العالم بحروبه التجاريّة، وبمقترحه تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى مصر والأردن، بدا واثقًا أنّ الدولتين ستقبلان بنهاية المطاف، على رغم أنّ سلطات البلدين أصدرت مواقف رافضة بشكل قاطع إخراج الفلسطينيين من غزة وتصفية القضيّة الفلسطينيّة. لماذا يعتقد ترامب بأنّه قادر على تنفيذ مخطّطه الجهنمي؟ وما هي الأوراق التي يملكها للضغط على الدول المعنيّة كمصر والأردن؟    في مراجعة للأساليب التي ينتهجها ترامب، يتعامل الرجل بالصفقات في إدارته لسياسة بلاده الخارجيّة، يذهب بعيدًا في الإمساك بالورقة الاقتصاديّة، يشهرها سلاحًا قويًّا بوجه الدول لاسيّما تلك الفاقدة للمناعة الاقتصاديّة. هذا تحديدًا ما حصل مع كولومبيا، فبعد رفضها عودة مواطنيها من المهاجرين غير النظاميين الذين شرعت إدارة ترامب بترحيلهم، فرض الأخير رسومًا جمركيّة وعقوبات على كولومبيا، منها حظر سفر مسؤوليها للولايات المتحدة، ما دفع الرئيس الكولومبي للتراجع. فهل يملك ترامب أدوات ضغط بوجه الدول العربيّة المعنيّة بخطتّه التهجيريّة؟   ثير خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر العديد من التساؤلات حول أبعادها الاقتصاديّة والسياسيّة والدوليّة، خاصّة في ظلّ اعتماد هذين البلدين على المساعدات الاميركية وفق قراءة الخبير الاقتصادي وعميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا البروفسور بيار الخوري، لافتًا في حديث لـ "لبنان 24" إلى أنّ كلا البلدين يعتمدان بشكل أساسي على الدعم الاقتصادي والعسكري من واشنطن، فضلًا عن الدور الأميركي المؤثر في صندوق النقد الدولي، ما يجعلهما عرضة للضغوط الأميركية "قد يستخدم ترامب هذه الورقة للضغط على القاهرة وعمّان، سواء عبر وقف المساعدات الاقتصادية، أو التأثير على إمكانية حصولهما على قروض من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إضافةً إلى استخدام المساعدات العسكريّة كوسيلة ضغط. ومع ذلك، فإنّ هذه الضغوط قد لا تكفي لضمان قبول الدول المعنيّة بهذه الخطة، خاصة أنّ دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، قد تشكّل مصدرًا بديلًا للدعم الاقتصادي. إلا أنّ هذه المساعدات غالبًا ما تكون غير قادرة أن تعوّض بالكامل التداعيات الناجمة عن قطع المساعدات الأميركية، ما يجعل تنفيذ الخطة محفوفًا بالعقبات. كما أنّ القوى الفلسطينية على اختلافها تعارض بشكل حازم هذه الخطة، وترى فيها محاولةً لتصفية القضيّة الفلسطينيّة وطمس حقوقها التاريخيّة ". نصف ترليون دولار لإعمار غزة
يستغل ترامب الواقع التدميري في غزة التي أضحت جغرافيّة غير قابلة للحياة، حيث يعاني القطاع من وضع مأسوي، جعله "موقعًا للهدم" وفقًا توصيف ترامب نفسه، وذلك بعد خمسة عشر شهرًا من الحرب التي دمّرت بنيته التحتيّة، وفق الخوري، الذي يلفت إلى حاجة القطاع إلى نصف ترليون دولار، وأكثر من عقد من الزمن لإعادة الإعمار، وهي أموال غير متوفرة حاليًا "هذه الحجج التي يستند لها ترامب لطرح خيار نقل السكان إلى دول أخرى كجزء من إعادة الإعمار. إلى جانب ذلك، قد يكون اهتمام ترامب بغزة مرتبطًا بالغاز الطبيعي الموجود في بحرها، حيث يمكن أن يمثّل هذا المورد دافعًا اقتصاديًّا كبيرًا للولايات المتحدة وإسرائيل في حال إعادة هيكلة القطاع سياسيًّا وأمنيًّا، بحيث يصبح استغلال هذه الثروات الطبيعية أكثر سهولة لصالح القوى الكبرى.الخطر الأكبر أن تكون خطّة نقل سكان غزة عملية ذر للرماد في العيون، في حين يكون المستهدف الحقيقي هو الاستقرار الامني والاقتصادي في دولتين عربيتين كمصر والأردن". ترامب يفتتح حربًا تجاريّة عالميّة
قرارات ترامب الصادمة لم تقتصر فقط على غزة، بل طالت عددًا من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، بما فرضه من رسوم جمركية، في خطوة أثارت استنكارًا عالميَّا ومخاوف بشأن مستقبل التجارة العالميّة. هذه السياسات التجاريّة الحمائيّة التي ينتهجها ترامب تزيد من احتمالات اندلاع حرب تجارية عالميّة، وفق ما لفت الخوري، خاصة مع تصعيده ضدّ الصين وكندا والمكسيك، حيث أعلن عن فرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على الواردات الكنديّة والمكسيكيّة، و60% على الواردات الصينيّة، مما دفع هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات انتقاميّة. الصين، من جهتها، فرضت قيودًا على تصدير المعادن النادرة التي تعتمد عليها الصناعات الأميركية، فيما ردّت كندا بفرض رسوم انتقاميّة على منتجات اميركية بقيمة 155 مليار دولار كندي. أمّا الاتحاد الأوروبي، فقد حذر من ردّ فعل قوي إذا استمرت الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركيّة على صادراته، مما قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع التجاري.
تداعيات هذه السياسات لا تقتصر على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، بل تمتد إلى الاقتصاد العالمي ككل يقول الخوري "فقد يؤدّي فرض الرسوم الجمركيّة إلى ارتفاع التضخم في العديد من الدول، وإلى اضطراب سلاسل التوريد العالميّة، مما قد يتسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي، خاصة في منطقة اليورو التي تعتمد بشكل كبير على التجارة الدوليّة. كما أنّ حالة عدم اليقين الناتجة عن هذه التوترات التجاريّة قد تؤدي إلى اضطرابات حادّة في الأسواق الماليّة وزيادة التقلبات".   سيناريوهان في مواجهة ترامب
يرى الكثير من الخبراء الاقتصاديين أن اندلاع حرب تجارية شاملة بات أمرًا مرجحًا، وأنه قد يشكل التهديد الأكبر للاقتصاد العالمي في عام 2025 . وفي ظل هذه التطورات، يمكن يتحدث الخوري عن سيناريوهين رئيسيين " يتمثل الأول في امكانيّة تجنّب حرب تجاريّة شاملة، إذا قررت الدول المتضررة تقديم تنازلات والبحث عن حلول وسط، بينما السيناريو الثاني، وهو الأكثر تصعيدًا، يتمثل في دخول العالم في مواجهة اقتصادية واسعة النطاق إذا استمرت الدول في فرض رسوم انتقاميّة متبادلة، مما قد يؤثّر على مستويات التجارة والاستثمار العالميين. في النهاية، تبقى خطة ترامب للتهجير وقودًا لمزيد من التعقيدات الجيوسياسية، حيث تتداخل المصالح الاقتصادية مع التوجهات السياسية، مما يجعل الوضع أكثر حساسيّة وتعقيدًا على المستويين الإقليمي والدولي".
لا يضيّع ترامب لحظة واحدة في ولايته الثانية لفرض أجندته الجيوسياسيّة على الخريطة العالميّة من البوابة الاقتصاديّة، يتجاوز مراكز القرار في مؤسسات الدولة الأميركيّة ليختصرها في شخصه، يغالي في استخدام سياسات الترويع والصدمة بوجه الحلفاء والخصوم، يرفع من منسوب تطرّفه لسحق حقّ الشعب الفلسطيني بأرضه وكأنّنا أمام وعد بلفور ثانٍ، فيصبح العالم بعد أسابيع قليلة على ولاية ترامب أمام نهجٍ أميركي ينذر بفوضى وحروب وصراعات في العالم أجمع، بدءًا من المنطقة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • القائمة الكاملة لجوائز بافتا 2025
  • بريطانيا تنشر استراتيجية لتعزيز قطاع الصلب وسط تهديد الرسوم الجمركية الأميركية
  • ترامب يصدم العالم: سلاح خطير بيده.. مصر والأردن وغاز غزّة مستهدفون
  • ردّاً على «ترامب».. كندا تتحضر لفرض رسوم على واشنطن بنحو «200 مليار دولار»!
  • عضو بالغرف السياحية: 70% من الشركات سددت رسوم مخيمات الحج وخدمات الطوافة
  • بريطانيا تخصص 2.5 مليار إسترليني لدعم صناعة الصلب في مواجهة رسوم ترامب
  • محافظ شبوة يكرم الطفل مشعل حبتور المتصدر القائمة العالمية في الحساب الذهني
  • تراجع صادرات طهران من الصلب.. هل يتأثر القطاع برسوم ترامب؟
  • البرازيل تتعهد بالرد على رسوم ترامب الجمركية
  • مسؤول عن نقل المساعدات العربية إلى غزة: لا ندفع أي رسوم.. ومصر تقدم كل التسهيلات اللازمة