وأضافت الصحيفة في تقرير حمل عنوان "ترسانة حزب الله الضخمة تنتظر إسرائيل في لبنان" أن إسرائيل شنت هجمات مدمرة على حزب الله في الأيام الأخيرة بغارات جوية وانفجارات يتم التحكم فيها عن بعد، مما وضع حزب الله في موقف دفاعي.

وأفادت بأن تل أبيب أظهرت تفوقا هائلا في جمع المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا، مردفة بالقول إن الحرب البرية بين الطرفين إذا حدثت ستكون قصة مختلفة.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن حزب الله الذي يضرب أهدافا في الكيان بانتظام منذ ما يقرب من عام، يحتفظ بترسانة ضخمة من الأسلحة ومن بين أسلحته الجديدة الأكثر خطورة صاروخ موجه مضاد للدبابات يسمى "ألماس" والذي يمنح حزب الله درجة أعلى بكثير من الدقة في ضرباته مقارنة بما كان عليه عندما خاض آخر حرب مع إسرائيل عام 2006.

ويعتقد المحللون العسكريون على نطاق واسع وفق تقرير "وول ستريت جورنال" أن صاروخ "ألماس" الموجه المضاد للدبابات هو نسخة معدلة هندسيا من صاروخ إسرائيلي يسمى "سبايك" والذي من المرجح أن حزب الله استولى عليه في العام 2006 .

وتستطيع صواريخ "ألماس" التي يمكن مقارنتها بصواريخ مضادة لدبابات متقدمة أخرى مثل صاروخ "جافلين" الأمريكي أن تسمح لحزب الله بضرب الأهداف بدقة أكبر من السنوات الماضية عندما اعتمد بشكل أساسي على الصواريخ غير الموجهة.

وفي أول استخدام مسجل لحزب الله لهذا السلاح في يناير 2024، وثق مقطع فيديو تم تصويره من الصاروخ نفسه أنه ينطلق من جنوب لبنان ثم يصطدم بقمة تل مليئة بالرادارات ومعدات عسكرية أخرى في شمال الاراضي المحتلة.

وأوضحت الصحيفة أنه وكما حدث في حرب 2006 التي انتهت إلى طريق مسدود، فسوف تضطر إسرائيل إلى القتال على الأرض في جنوب لبنان يستفيد فيها حزب الله من نقاط قوة، مشيرة إلى أن الصراع قد يتحول إلى مستنقع تماما كما حدث في الحرب على قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن دانييل بايمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ومسؤول سابق في الحكومة الأمريكية والذي شارك في تأليف دراسة حديثة عن ترسانة حزب الله قوله إن "الأمر يشبه إلى حد ما أن نقول للولايات المتحدة في عام 1980: دعونا نعود إلى فيتنام".

ويقول أولئك الذين لديهم معرفة بحزب الله إنها سرعت استعداداتها للحرب في الأشهر الأخيرة، حيث وسعت شبكتها من الأنفاق في جنوب لبنان، وأعادت تمركز المقاتلين والأسلحة، ونقلت المزيد من الأسلحة.

ولفت ضابط عسكري سابق في حزب الله في إشارة إلى الاستعدادات العسكرية، إلى أن "الجنوب أشبه بخلية نحل الآن.. كل ما يملكه الإيرانيون نملكه نحن".

ومنذ حرب العام 2006 حصل حزب الله على آلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار الجديدة وألحق أنظمة توجيه بصواريخه القديمة غير الموجهة، كما اكتسب مقاتلوه خبرة أكبر وتعلموا تقنيات القتال التي تستخدمها الجيوش التقليدية.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن طائرات حزب الله المسيرة المطورة نجحت في ضرب معدات عسكرية إسرائيلية في الأشهر الأخيرة بما في ذلك منطاد مراقبة رادار يسمى "سكاي ديو" في مايو ونظام مضاد للطائرات بدون طيار بملايين الدولارات يسمى قبة الطائرات بدون طيار في يونيو.

وقال حزب الله يوم الأحد إنه هاجم مقر شركة دفاع إسرائيلية بالقرب من حيفا، ثالث أكبر مدينة في الاراضي المحتلة ولم تؤكد تل أبيب الهدف لكنها قالت إن الجماعة ضربت في عمق أكبر من المعتاد داخل الأراضي المحتلة.

ويرجح محللون عسكريون أن حزب الله قد يطلق وابلا من الصواريخ وأسرابا من الطائرات بدون طيار لإرباك أو تعطيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضرب القواعد العسكرية أو الموانئ وشبكة الكهرباء في البلاد، ويتوقع المسؤولون الإسرائيليون مقتل المئات من الأشخاص.

واعترف الضابط المتقاعد من الجيش الإسرائيلي برتبة عميد أساف أوريون، بأن "الأمر لن يكون سهلا إذا اندلعت حرب شاملة"، مضيفا "لا توجد طريقة لن نتعرض فيها لخسائر فادحة".

ووفق الصحيفة الأمريكية، من غير المرجح أن يتمكن حزب الله من الانتصار على إسرائيل أو إلحاق هزيمة حاسمة بها في حرب تقليدية، لكن إسرائيل تواجه مع ذلك عيوبا استراتيجية، إذ أن حزب الله لن يسعى إلى الانتصار في حرب مع إسرائيل بالمعنى التقليدي بل سوف يهدف بدلا من ذلك إلى إغراق القوات الإسرائيلية في حرب استنزاف تماما كما نجحت "حماس" في ذلك.

ويوضح التقرير أن إسرائيل تمتلك أسلحة أكثر تقدما بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز "إف-35" وأنظمة دفاع جوي متعددة الطبقات، ومن شأن التفوق الجوي الإسرائيلي أن يسمح لها بشن غارات جوية مدمرة وشل البنية الأساسية المدنية في لبنان كما فعلت في عام 2006.

وفي السياق، يقول العميد المتقاعد في الجيش اللبناني إلياس فرحات، إن "إسرائيل قادرة على إحداث دمار في لبنان وهذا أمر غير قابل للنقاش، هناك فجوة في التوازن العسكري ولكن حزب الله يمتلك أسلحة غير متكافئة وقد أثبتوا مهارتهم في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات في العام 2006 وهم مدربون تدريبا جيدا".

ويقول خبراء عسكريون إن حزب الله ربما يكون القوة شبه العسكرية غير الحكومية الأكثر تسليحاً في العالم، إذ يضم عشرات الآلاف من الجنود ويمتلك ترسانة صاروخية واسعة النطاق.

وفي العام 2006، قدر المسؤولون الإسرائيليون أن حزب الله يمتلك نحو 12 ألف صاروخ وقذيفة، ويقول قاسم قصير وهو محلل لبناني مطلع على شؤون حزب الله، إن مخزون الحزب من الصواريخ والقذائف صعد إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة قبل السابع من أكتوبر، وهو رقم يتطابق إلى حد كبير مع التقديرات الإسرائيلية والغربية.

وخلصت الصحيفة إلى أن بعض العناصر يكاد يكون من المستحيل اعتراضها فمنذ العام 2006 أضاف حزب الله أنظمة توجيه إلى صواريخه غير الموجهة باستخدام وحدات GPS صغيرة يمكن نقلها بسهولة في حقيبة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: أن حزب الله بدون طیار العام 2006 عام 2006 فی حرب

إقرأ أيضاً:

سلاح سيستخدمه حزب الله إنّ شنّت إسرائيل هجوماً بريّاً على لبنان.. ما هو؟

ذكرموقع "الميادين" أنّ صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تحدّثت عن التداعيات السلبية التي ستُواجهها إسرائيل في حال شنّها عدواناً برياً على جنوبي لبنان، بعد تصعيدها اعتداءاتها ضدّه، من ارتكاب المجزرة الإلكترونية عبر تفجير أجهزة "البيجر" والاتصال اللاسلكي، فالعدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومن ثم العدوان الواسع والمكثّف على الجنوب والبقاع.

وعلى الرغم من أنّ إسرائيل شنّت هجمات عنيفة على لبنان، أظهرت "تفوّقها في جمع المعلومات الاستخبارية والتكنولوجيا، بينما أظهرت حزب الله في موقف دفاعي"، فإنّ الصورة من المرجّح أن تنقلب في حال اندلاع حرب برية في لبنان، بحسب الصحيفة، إذ إنّ "إسرائيل ستقاتل حينها على أرض حزب الله، ولن تكون مزاياها في التكنولوجيا والاستخبارات هي العامل الحاسم". 

وذكرت الصحيفة أنّ حزب الله، الذي واصل ضرب أهداف تابعة لإسرائيل منذ نحو عام إسناداً للمقاومة في قطاع غزة، احتفظ بـ"ترسانة ضخمة من الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات المسيّرة"، التي يمكنه نشرها في مواجهة التقدّم الإسرائيلي، إن وقعت الحرب البرية.

ومن بين أسلحة حزب الله "الجديدة والأكثر خطورةً، صاروخ ألماس الموجّه المضادّ للدبابات"، وفقاً لما ذكرته "وول ستريت جورنال"، وهو يمنح حزب الله "درجةً أعلى بكثير من الدقة في ضرباته، مقارنةً بما كان الأمر عليه في عام 2006"، عندما وقعت الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، وعندما أشارت التقديرات الإسرائيلية إلى "امتلاك حزب الله نحو 12000 صاروخ وقذيفة".

وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أنّ المحللين العسكريين يعتقدون أنّ "ألماس" هو "نسخة معكوسة من صاروخ سبايك الإسرائيلي، الذي من المحتمل أنّ يكون حزب الله قد حصل عليه وأرسله إلى إيران عام 2006".

ويمكن مقارنة "ألماس" بصواريخ مضادة للدبابات متقدّمة أخرى، مثل "جافلين" الأميركي، بحيث "يسمح ألماس لحزب الله بضرب الأهداف بدقة أكبر من السنوات الماضية، عندما اعتمد بصورة رئيسة على الصواريخ غير الموجّهة".

أمام كل ذلك، رأت الصحيفة أنّ "إسرائيل" ستواجه ما واجهته سابقاً في عام 2006، عندما "انتهت إلى طريق مسدود"، وأنّ الحرب البرية إن وقعت ستتحوّل، "تماماً كما في غزة، إلى مستنقع لإسرائيل".

وفي السياق عينه، نقلت "وول ستريت جورنال" عن العميد المتقاعد من الجيش الإسرائيلي أساف أوريون، تأكيده أنّ "إسرائيل ستتعرّض لخسائر حتماً، بحيث لن تكون الحرب الواسعة النطاق سهلةً بأي حال إذا اندلعت".

وتُواجه إسرائيل "عيوباً استراتيجيةً" في وجه حزب الله، كما أوردت الصحيفة، على الرغم من "امتلاك إسرائيل أسلحةً أكثر تقدّماً، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز أف-35 ودفاعات جوية متعددة الطبقات".

وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أنّ "حزب الله لن يسعى للفوز في حرب مع إسرائيل بالمعنى التقليدي، بل إنّه يهدف بدلاً من ذلك إلى إغراق القوات الإسرائيلية في حرب استنزاف، تماماً كما نجحت حماس، وهي أصغر وأقلّ تسليحاً، في النجاة من الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي استمر 11 شهراً".

وذكرت أيضاً أنّ المحللين العسكريين الأميركيين يقولون إنّ "حزب الله قد ينسخ التكتيكات التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا، عبر إطلاق وابل من الصواريخ وأسراب من الطائرات المسيّرة، في محاولة لإرباك أو تعطيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضرب القواعد العسكرية أو الموانئ وشبكة الكهرباء في البلاد"، في حين يتوقّع المسؤولون الإسرائيليون "مقتل مئات الأشخاص". (الميادين)

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: «حزب الله» أطلق 300 صاروخ باتجاه إسرائيل اليوم
  • سلاح سيستخدمه حزب الله إنّ شنّت إسرائيل هجوماً بريّاً على لبنان.. ما هو؟
  • أبرز المواجهات بين إسرائيل وحزب الله منذ حرب 2006
  • الصحة اللبنانية تكشف حصيلة المصابين من القصف الإسرائيلي
  • صاروخ فادي سلاح سوري في ترسانة حزب الله
  • بالفيديو.. الحزب ينشر قدرات صاروخ فادي1 و فادي 2
  • شاهد: كاميرا سيارة توثق لحظة سقوط صاروخ لحزب الله على منزل في شمال إسرائيل
  • أقرب إلى حرب في المنطقة…. حزب الله يستخدم صواريخ للمرة الأولى منذ 2006 ويوسع حربه ضد إسرائيل
  • سلاح الجو الاسرائيلي يهاجم اهداف لحزب الله