تختتم غدا فعاليات المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي "المفهوم والتجربة عربيًا"، الذي تستضيفه سلطنة عمان، ممثلةً في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، بالتعاون مع مؤسسة "وثيقة وطن" بالجمهورية العربية السورية، في قاعة كريستال بفندق جراند ميلينيوم. وقد شهدت فعاليات اليوم (اليوم الثاني) للمؤتمر مناقشة المحور العملي الذي تناول التجارب العربية والإقليمية والعالمية (المنهج والمنتج)، حيث قدم الدكتور عبد العزيز بن حميد المحذوري، مدير دائرة التاريخ الشفوي بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ورقةً حول "تجربة الهيئة في توثيق الرواية الشفوية العُمانية" وقد أدار الجلسة الأولى الدكتور محمد سعيد الطاغوس، واستعرضت الورقة تجربة الهيئة في توثيق وحفظ التاريخ الشفوي العُماني، مسلطةً الضوء على بدايات الهيئة في هذا المجال ومسيرتها، والأسباب التي دفعتها للمبادرة في توثيق الروايات الشفوية.

وقال "المحذوري" في ورقته: "يُعد التاريخ الشفوي من الوثائق المهمة التي لا تقل أهمية عن الوثائق المكتوبة، حيث تسهم في حفظ جوانب مهمة من ذاكرة الوطن. ويظهر في مضمون هذه العبارة التأكيد على أهمية التوثيق الشفوي، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من المخزون التاريخي الذي يحافظ على ذاكرة الوطن". وأكد المحذوري على ضرورة إدراك الأفراد أن للوطن ذاكرة يجب حفظها، وأن الرواة، ممن لديهم المعلومات والدراية، أو الذين عايشوا الأحداث أو سمعوا عنها، أو الذين انتقلت إليهم هذه المعلومات من جيل إلى آخر، يُعدون مرجعًا لهذه الوثائق الشفوية.

وأضاف "المحذوري": "تتعرض ذاكرة الإنسان للضعف والنسيان، أحيانًا بسبب تقدم السن أو المرض، لذلك كان توجه الهيئة نحو توثيق الروايات الشفوية لما لها من قيمة تاريخية وبحثية كبيرة في كشف الحقائق وإبرازها وحفظها". وتُعد هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من أبرز المؤسسات الحكومية الرائدة في مجال توثيق الروايات الشفوية العُمانية، كونها تسعى لحفظ الذاكرة الوطنية العمانية وتتبع التاريخ العُماني.

وختم "المحذوري" عرضه بالتأكيد على أهمية الروايات الشفوية في حفظ الذاكرة الوطنية، وعلى قيمة التاريخ الشفوي في البحث العلمي. كما أشار إلى الأسباب التي دفعت الهيئة للقيام بهذا العمل، ومنهجية العمل التي تعتمد عليها الهيئة في حفظ التاريخ الشفوي العُماني، وجهود هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ممثلة بدائرة التاريخ الشفوي في توثيق وحفظ هذا الإرث.

وثيقة وطن

وحول تجربة "مؤسسة وثيقة وطن" في سوريا، قدمت الدكتورة نرمين النفرة، عميد المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية بجامعة دمشق، والدكتورة مياسة ديب، مدير المعهد التقاني للآثار والمتاحف ومسؤولة المشاريع بمؤسسة وثيقة وطن، ورقة بحثية تناولت أبرز "المعوقات والمكتسبات" التي واجهتها المؤسسة في مجال التأريخ الشفوي.

أشارت الورقة إلى أن العديد من الدراسات السورية استخدمت المقابلات الشفوية كجزء من منهجياتها البحثية، إلا أن هذا الاستخدام غالبًا لم يرتقِ إلى المستوى الذي يمكّن من استثمار كامل إمكانات التأريخ الشفوي، ولم يركز على توثيق الذاكرة المتعلقة بموضوع البحث. وبيّنت أن هذه التجارب بقيت محصورة في نطاق المبادرات الفردية ولم تصل إلى مستوى التأريخ الشفوي المؤسساتي الذي يهدف لحفظ الذاكرة الوطنية.

تطرقت الورقة أيضًا إلى تأثير الحرب السورية على الهوية الوطنية، حيث أدت الحرب إلى تعزيز الحاجة الملحة لحفظ الذاكرة والتراث الوطني. وقد جاء مشروع "وثيقة وطن" استجابة لهذه الحاجة، حيث يسعى إلى توثيق روايات الناس بمختلف فئاتهم ومناطقهم كجزء من أرشيف شفوي سوري شامل.

استعرضت الورقة مشروعين رئيسيين يعتمدان على منهجية التأريخ الشفوي "مشروع "ثقافة المونة" الذي يوثق تقاليد إعداد وحفظ المؤن في المجتمع السوري، ويبرز أهمية هذه العادات خلال فترات الحروب وكيفية تطور المجتمع السوري في التكيف مع الظروف الصعبة، و"مشروع توثيق قصص الجولان السوري المحتل" الذي يتناول قضايا مثل الأسر في سجون الاحتلال، النزوح عام 1967، حرب تشرين التحريرية، والأحداث التي تبعت الحرب السورية منذ 2011. وخُتمت الورقة بطرح هذه المشاريع كدراسات حالة لتوضيح أهداف المؤسسة وآليات عملها، مع التركيز على التحديات والمكتسبات التي واجهتها في سياق المجتمع السوري، وأثر هذه التجارب على تعزيز ثقافة التأريخ الشفوي.

الروايات الشفوية الليبية

وفيما يتعلق بتجربة المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية في جمع الروايات الشفوية عن التاريخ الليبي، أوضح الأستاذ الدكتور محمد طاهر الجراري، رئيس المركز، أن المركز تأسس عام 1977 بهدف النهوض بالدراسات التاريخية العلمية الموثقة، وإعادة كتابة التاريخ الليبي، العربي، الإسلامي، والإنساني باستخدام المنهج العلمي المتبع في الأوساط الأكاديمية. من أبرز مهام المركز تجميع وتوثيق مصادر التاريخ الليبي، خاصة تلك المتعلقة بفترة الجهاد، بالإضافة إلى التعريف بالتراث العربي والإسلامي ودراسة أضرار الحروب وإحصاءاتها.

أشار "الجراري" إلى أن المركز نفذ مشروعًا لجمع التاريخ الشفوي الليبي بعد التشاور مع منظمة اليونسكو عام 1977، بهدف توثيق روايات الجهاد الليبي بين عامي 1911 و1945. لتعزيز دقة العمل، تم التعاون مع الخبير جان فنسينا من جامعة ويسكونسن، وانطلق المشروع فعليًا في مارس 1978، وشهد المشروع نجاحًا كبيرًا، حيث نُفذت أربع حملات بين عامي 1978 و1982، وأنتج المركز أكثر من عشرة آلاف شريط وسبعة عشر ألف مقابلة، موثقًا بذلك مجموعة واسعة من الرؤى والتجارب عبر مختلف مناطق وقبائل ليبيا. هذه الثروة المعرفية تعدّ ذاكرة حية تعكس تنوع الآراء، وتؤكد على أن مشروع الرواية الشفوية وكل مشاريع المركز تهدف لخدمة ليبيا الموحدة وتراثها وثقافتها المشتركة.

معهد تاريخ الحركة الوطنية

قدم الأستاذ الدكتور خالد عبيد، أستاذ التاريخ السياسي المعاصر بجامعة منوبة في تونس، ورقة بحثية حول مشروع الشهادات الشفوية الذي يديره المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر. أوضح فيها أن تأسيس المعهد منذ عام 1989، تحت اسم "المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية" قبل تغيير تسميته، جاء في إطار وعي مبكر بأهمية حفظ "أرشيف الصدور". تمثل هذا الوعي في الحاجة الماسة لجمع شهادات الأحياء الذين لعبوا أدوارًا هامة في تحرير تونس من الاستعمار الفرنسي وبناء الدولة الوطنية التونسية، خاصة بعد وفاة العديد من هؤلاء الشخصيات وفقدان جزء كبير من الذاكرة الجماعية التونسية.

أشار أستاذ التاريخ السياسي المعاصر بجامعة منوبة في تونس إلى أن المعهد بدأ في تسجيل شهادات "المناضلين" و"المقاومين" والسياسيين، عبر وحدة بحث متخصصة باسم "وحدة التاريخ الشفوي". وقد تمكن الفريق من تخطي الصعوبات والعوائق التي واجهت بعض الشخصيات في تقديم شهاداتهم، حيث تم ابتكار آلية تضمن طمأنة الشهود وتلبية شروطهم، مثل تحديد توقيت إتاحة الشهادات للباحثين، سواء بعد التسجيل مباشرة أو بعد وفاة الشاهد بمدة معينة.

وتطرق الباحث أيضًا إلى أن عدد الشهادات المسجلة بلغ حوالي 400 شهادة، تغطي مواضيع متنوعة يهيمن عليها الجانب النضالي ضد الاستعمار وبناء الدولة التونسية. كما تضمنت شهادات في مجالات اقتصادية وثقافية، ولم تقتصر على التونسيين فقط، بل شملت جاليات أجنبية عاشت في تونس في فترات مختلفة.

أكد "عبيد" أن التحدي الأكبر الذي واجهه المعهد كان في كيفية الحفاظ على هذه التسجيلات. وقد تم حفظها على أشرطة مغناطيسية تعيش لحوالي 100 عام، مع رقمنة دورية لها لحمايتها على المدى الطويل، بينما تم توفير نسخ عادية للاستخدام من قبل الباحثين الذين يترددون على المعهد.

جهود وزارة الثقافة السورية

وقدمت رولا عقيلي، مديرة مديرية التراث الثقافي اللامادي بوزارة الثقافة السورية، ورقة حول جهود الوزارة في الحفاظ على الهوية الحضارية والثقافية السورية، مع التركيز على حماية التراث المادي واللامادي ونشر الثقافة محليًا وعالميًا. وأوضحت أن الوزارة تعمل وفق منهجية تشاركية مع المجتمع المحلي والمنظمات المحلية مثل "الأمانة السورية للتنمية" والمنظمات الدولية كاليونسكو، في مشاريع توثيق وحفظ التراث الثقافي اللامادي.

تعتمد هذه المشاريع على دراسات وأبحاث توثيقية يتم جمعها عبر المقابلات الشخصية مع ممارسي وحملة التراث، مستندة إلى منهجية التأريخ الشفوي. تشمل هذه المقابلات توثيقًا سمعيًا وبصريًا، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الفيديو والتسجيل الصوتي، لتوثيق التراث اللامادي المتنوع.

أشارت "عقيلي" إلى أن المديرية تسعى لرقمنة كامل أرشيفها الذي يحتوي على آلاف الصور الفوتوغرافية، وأشرطة السينما والفيديو، والوثائق والدراسات التي توثق مختلف جوانب التراث اللامادي، ليكون هذا الأرشيف متاحًا للباحثين والمهتمين لدعم دراساتهم في مجال التأريخ الشفوي.

كما لفتت إلى دور الوزارة في تعزيز التعاون الدولي والعربي عبر المشاركة في تسجيل ملفات مشتركة على قوائم التراث اللامادي لليونسكو، ومنها ملفات توثيق "صناعة العود والعزف عليه"، "الكحل العربي"، "السعفيات والألياف النباتية"، "البشت- العباءة الرجالية"، و"الشعر النبطي"، و"الخيل العربي".

التاريخ الشفوي الفلسطيني

في مقطع فيديو عُرض خلال المؤتمر، استعرض الأستاذ الدكتور رياض شاهين، أستاذ أكاديمي بكلية الآداب ورئيس مركز التاريخ الشفوي في الجامعة الإسلامية في غزة، دور مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني في حفظ وتعزيز الرواية الشفوية. أوضح "شاهين" أن المركز، الذي أنشئ عام 1419هـ/1998م، يعد أول مركز بحثي يُعنى بالرواية الشفوية الفلسطينية في قطاع غزة. جاء تأسيسه استجابةً للحاجة إلى توثيق تاريخ القرى الفلسطينية المدمرة قبل عام 1948، وتسجيل أحداث التهجير التي صاحبت تلك الفترة.

تناولت الورقة البحثية التي قدمها الدكتور رياض شاهين دور المركز في حفظ وتوثيق الرواية الشفوية باستخدام أحدث التقنيات والمهارات، مسلطًا الضوء على المبررات والأهداف العامة والخاصة التي عمل عليها المركز منذ تأسيسه. كما أبرز المجالات التي نشط فيها المركز، خاصة في قيادة مشاريع تخدم الطلاب الجامعيين، وأهمية الدورات والمحاضرات التعليمية في تعزيز دور الرواية الشفوية. وتطرقت الدراسة إلى عدة عناوين رئيسية، منها نشأة المركز وأهدافه، والإصدارات والأنشطة البارزة التي قام بها، إلى جانب المشاريع التي لا تزال قيد التنفيذ.

التاريخ المروي العماني

في الجلسة الثانية من المؤتمر والتي أدارها الاستاذ الدكتور مأمون وجيه، قدم الباحث فهد بن محمود الرحبي، رئيس قسم التاريخ المروي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، عرضًا لتجربة الوزارة في جمع وتوثيق ونشر التاريخ المروي. أوضح الرحبي أن هذا المشروع يهدف إلى جمع المعلومات من الأفراد الذين عاصروا مختلف الأحداث في عمان من خلال رواياتهم ومشاهداتهم، لتشكيل مادة علمية حول موضوع الدراسة. بعد جمع الروايات، تخضع لعملية تنقيح دقيقة بمقارنتها بعضها ببعض، وكذلك بمقارنتها بالمصادر الأخرى مثل الوثائق والمخطوطات والقطع الأثرية ذات الصلة. يبدأ المشروع بتحديد فترة الدراسة وموضوعها، ومن ثم وضع تصور يحتوي على محاور رئيسية وأسئلة توجه للإخباريين. بعدها ينطلق فريق من الجامعين الميدانيين لجمع المادة من الرواة عبر لقاءات مباشرة، بعد تلقيهم تدريبًا خاصًا حول كيفية إجراء المقابلات وجمع المعلومات. يهدف المشروع إلى توثيق الموروثات الشعبية العمانية مثل الفنون الشعبية، العادات والتقاليد، الاحتفالات الاجتماعية والدينية والوطنية، الحرف والصناعات التقليدية، والعمارة العمانية بما يشمل شكل المسكن والمواد المستخدمة كالأواني والملابس.

وأشار "الرحبي" إلى تنفيذ عدة مشاريع في مختلف ولايات سلطنة عمان، إضافة إلى مشروع جمع المفردات الثقافية. كما دعمت الوزارة الكتّاب والباحثين المتخصصين في التاريخ المروي، وأصدرت مجموعة من الإصدارات التي تستند إلى توثيق الروايات الشفوية. وتمكنت الوزارة من تسجيل مفردات التراث العُماني غير المادي في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية، مثل الرزفة الحماسية، المجالس، والقهوة العربية.

وفيما يتعلق بالمستقبل، تخطط الوزارة لتنفيذ عدة برامج في مجال توثيق التاريخ المروي والمفردات الثقافية العمانية، من بينها: دراسة بحثية عن المتغيرات في اللهجات العمانية (ولاية السويق نموذجًا)، ودراسة تاريخية عن بدايات الإعلام المسموع في سلطنة عمان، ودراسة عن مفردة الكارجة وصناعة النسيج العُماني، ودراسة عن مفردة السور كواجهة حضارية لولاية بهلاء.

التراث اللامادي السوري

وقدمت ريم الإبراهيم، مشرف مشاريع التراث اللامادي في الأمانة السورية للتنمية، عرضًا عن تجربة الأمانة في الحفاظ على التراث الثقافي، مشيرة إلى أن الأمانة السورية للتنمية تُعد مؤسسة رائدة في مجال التغيير الاجتماعي والتنمية في الجمهورية العربية السورية منذ أكثر من عشرين عامًا. وتلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الهوية الثقافية السورية، كونها جهة استشارية مُعتمدة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مجالات صون التراث اللامادي. كما أنها عضو في هيئة التقييم الدولية لعناصر التراث اللامادي لدورتين، حيث تسعى الأمانة إلى الوصول إلى حلول تنموية مستدامة بالتعاون مع الأفراد والمجتمع المحلي، وتوفر الفرص لتحسين الواقع المعيشي. ويستند عملها إلى ثلاثة عوامل رئيسية: برامج متنوعة، مؤسسات تنموية مدعومة من الأمانة، واتفاقيات شراكة مع الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية، وتهدف الأمانة إلى حماية الهوية الثقافية السورية عبر تشجيع المشاريع الاقتصادية المستدامة، وتعزيز مهارات الأفراد والمجتمعات، وبناء مجتمعات قوية. كما تسهم في أعمال ترميم وتأهيل المناطق الأثرية المتضررة وترشيح عناصر من التراث اللامادي إلى قوائم التراث الإنساني في اليونسكو، وتعمل على إعداد وتنفيذ خطط صون لهذه العناصر، إلى جانب ذلك، تصدر الأمانة كتبًا توثيقية حول صون التراث اللامادي، وتوظف الفضاءات والمراكز المجتمعية التابعة لها للحفاظ على الهوية الثقافية. كما تؤدي دورًا بارزًا في المشاركة في المؤتمرات والملتقيات الوطنية والدولية لتبادل الخبرات والمهارات التي تعزز الحفاظ على التراث الإنساني.

التاريخ الشفوي الصيني

قدمت الأستاذة الدكتورة لين هوي، المديرة التنفيذية لمركز التاريخ الشفوي في جامعة الاتصالات الصينية (CUC)، عرضًا حول تجربة المركز الذي تأسس في عام 2012. يعد المركز جزءًا من الجهود الأكاديمية والبحثية التي تسعى إلى جمع وأرشفة مواد التاريخ الشفوي في الصين، فضلاً عن نشر هذا التاريخ محليًا ودوليًا. منذ عام 2015، نفذ المركز سلسلة من الأنشطة، بما في ذلك المحاضرات مثل "التاريخ الشفوي في الصين" و"أسبوع الصين الدولي للتاريخ الشفوي"، وهو حدث سنوي كبير يتضمن ندوة دولية، عرض أفلام وثائقية، ومعرض لمشاريع التاريخ الشفوي الدولية. يهدف المركز إلى بناء معهد دولي متخصص في هذا المجال، وتقديم المواد للجمهور بشروط محددة.

التاريخ الشفوي الروسي

أما تجربة قسم التاريخ الشفوي بجامعة لومونوسوف الحكومية في موسكو، فقد استعرضتها الدكتورة تاتيانا ميدفيديفا، رئيسة القسم. تأسس قسم التاريخ الشفوي في الجامعة في عام 1967 بقيادة عالم اللغة فيكتور دوفاكين، ويركز القسم على جمع مقابلات تفصيلية مع شخصيات بارزة في الحياة العلمية والثقافية الروسية. يمتلك القسم الآن أرشيفًا ضخمًا يضم أكثر من 2700 تسجيل، وقد بدأ منذ العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين باستخدام منصة إلكترونية (oralhistory.ru) لتوفير تسجيلات المقابلات للجمهور. كما يستخدم القسم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتفريغ المقابلات، مما يسهم في تسهيل الوصول إلى هذه المصادر القيمة.

استعراض التجربة الإيرانية

وفي سياق عرض التجارب الإقليمية، قدم حميد رضا بداقي، رئيس دائرة التاريخ الشفوي بوزارة الخارجية الإيرانية، نظرة عامة عن تجربة وزارة الخارجية الإيرانية في مجال التاريخ الشفوي. وأوضح بداقي أن الحكومة الإيرانية أصدرت قبل 8 سنوات قرارًا يلزم جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية بتدوين تاريخها الشفوي وفقًا للمعايير الصادرة عن مؤسسة الوثائق والمكتبة الوطنية الإيرانية.

وأشار "بداقي" إلى أن وزارة الخارجية أنشأت دائرة التاريخ الشفوي والدراسات التاريخية، التابعة لمعهد الدراسات السياسية والدولية. وقد نفذت هذه الدائرة العديد من الأنشطة، بما في ذلك إجراء مقابلات مع مسؤولين سابقين لتوثيق ذكرياتهم، وإقامة حفلات تكريمية، وعقد مؤتمر سنوي حول تاريخ العلاقات الخارجية الإيرانية، بالإضافة إلى نشر مجلة فصلية متخصصة.

ومن جانب آخر، قدم الدكتور مرتضى نورائي، المحاضر في جامعة أصفهان، عرضًا عن تجربة جمعية التاريخ الشفوي الإيرانية. وأوضح أن الجمعية، التي تأسست رسميًا في عام 2009، تهدف إلى تعزيز وتطوير مجال التاريخ الشفوي في إيران من خلال تنظيم حلقات عمل ودورات تدريبية، وإتاحة الوثائق التاريخية للجمهور.

وأشار "نورائي" إلى أن فكرة الجمعية بدأت من خلال ورش عمل وطنية في جامعة أصفهان عام 2004، مما أدى إلى انتشار ممارسة التاريخ الشفوي على مستوى الدولة. وأكد على النمو الكبير في هذا المجال، حيث تم تسجيل حوالي 10 آلاف شخص يعملون في التاريخ الشفوي على مستويات مختلفة في إيران.

وختم "نورائي" بالإشارة إلى الجهود المبذولة لتحويل التاريخ الشفوي إلى تخصص أكاديمي، مع إدراجه في برامج الدراسات العليا في بعض الجامعات الإيرانية، وصدور تعميم حكومي في عام 2016 يدعم مشاريع التاريخ الشفوي في مختلف مؤسسات الدولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هیئة الوثائق والمحفوظات الوطنیة التاریخ الشفوی فی التراث اللامادی التأریخ الشفوی على الهویة الحفاظ على الهیئة فی إلى توثیق وثیقة وطن الع مانی فی توثیق فی مجال توثیق ا فی عام فی حفظ إلى أن

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الإبل تراث واستدامه يستعرض الاستثمار في القطاع الحيواني بشمال الباطنة

نظمت المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة مؤتمرا بعنوان "الإبل تراث واستدامه"، وأقيم المؤتمر ضمن فعالية منظمة التغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) للسنة الدولية للإبل 2024م.

وقالت المهندسة عيدة بنت محمد بن سبيت المقبالية مديرة دائرة الثروة الحيوانية بالندب: إن المؤتمر يعد امتدادا لعرضة الإبل التي أقيمت الشهر الماضي، مشيرة إلى أن المؤتمر سيتضمن محاضرات بمختلف مدارس المحافظة بالتنسيق مع المديرية العامة للتربية والتعليم الذي يستمد قيمته من توثيقه ضمن فعاليات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) للاحتفاء بالسنة الدولية للإبليات لعام 2024.

وأكدت المقبالية أن القطاع الحيواني من أساسيات الأمن الغذائي ودعامة للاقتصاد الوطني حاضرا ومستقبلا، وأولت سلطنة عمان اهتماما بالغا بالقطاع الحيواني عموما وتربية الإبل على وجه الخصوص نظرا لأهمية هذا القطاع في تحقيق الأمن الغذائي، ودعم الاقتصاد الوطني، وإن محافظة شمال الباطنة تمتلك إمكانيات زراعية وبيئية متميزة تجعلها بيئة خصبة لتنمية القطاع وفق معايير مستدامة تعزز الإنتاج وتدعم الابتكار.

وأوضحت أن المديرية تسعى في إطار "رؤية عُمان 2040" إلى تعزيز الاستثمار في القطاع الحيواني كأحد البدائل الواعدة لتنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، وتواصل المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة جهودها في تمكين المربين للاستفادة من مخططات العزب الحديثة. وأضافت إن الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المحلي أصبحت ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة لهذا القطاع ونتطلع في المستقبل إلى تحقيق إنجازات جديدة في مجال تربية الإبل بالمحافظة من خلال دعم المشاريع المبتكرة، وبهدف تحسين الإنتاجية وتعزيز إنتاج الحليب واللحوم، لافتة بتركيب 6000 طوق وتوفير مبادرة دعم الأعلاف من شركة المطاحن العمانية لعدد 432 طنا موزعة على 240 مربيا.

وعلى هامش المؤتمر وقعت اتفاقية دعم الأعلاف الجافة (الرودس جراس) مع إحدى شركات القطاع الخاص لدعم توفير الأعلاف مما يسهم في تطوير قطاع تربية الإبل وتعزيز استدامته في المحافظة، ويعزز من دورها كمركز رئيسي لهذا القطاع. وتضمن المؤتمر تقديم عدد من المحاضرات، جاءت المحاضرة الأولى حول التوصيف الجيني للإبل العمانية والثانية حول التناسل بالإبل والثالثة حول تربية الإبل والرابعة حول التراكيب التشريجية للإبل والتحديات المناخية. كما تضمن برنامج المؤتمر تقديم عرض موجز عن دور شركة المروج للألبان بظفار في دعم قطاع الإبل التي تعد نموذجا وطنيا للاستثمار في الإبل، وفي ختام المؤتمر تم فتح حلقة نقاشية مع مقدمي العروض والمختصين بقطاع الثروة الحيوانية.

مقالات مشابهة

  • المؤتمر الـ35 للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات يختتم أعماله غدًا
  • ختام مؤتمر التدقيق ومكافحة الاحتيال وتكنولوجيا المعلومات
  • رئيس هيئة التدريب يترأس وفد السودان في المؤتمر السنوي الثالث عشر للاتحاد الدولي لاكاديميات الشرطة (INTERPA) بالمملكة العربية السعودية
  • المؤتمر الـ (13) للاتحاد الدولي لأكاديميات الشرطة وندوة المجتمع والأمن الـ (9) يواصل أعماله بالرياض
  • وزير الإسكان يستعرض التجربة المصرية الرائد في جلسة حوارية بمعرض عقاري بالسعودية
  • بنك التعمير والإسكان يستعرض رؤى اقتصادية لتحقيق الازدهار
  • حزب المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية الإسلامية كاشفة لازدواجية المجتمع الدولي
  • قطر تجمع العلماء العرب من مختلف أنحاء العالم للنهوض بالعلوم والبحوث العربية نحو آفاق جديدة
  • مؤتمر الإبل تراث واستدامه يستعرض الاستثمار في القطاع الحيواني بشمال الباطنة
  • «معلومات الوزراء» يستعرض تقرير وكالة فيتش سوليوشنز حول آفاق صناعة الأدوية في مصر