تختتم غدا فعاليات المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي "المفهوم والتجربة عربيًا"، الذي تستضيفه سلطنة عمان، ممثلةً في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، بالتعاون مع مؤسسة "وثيقة وطن" بالجمهورية العربية السورية، في قاعة كريستال بفندق جراند ميلينيوم. وقد شهدت فعاليات اليوم (اليوم الثاني) للمؤتمر مناقشة المحور العملي الذي تناول التجارب العربية والإقليمية والعالمية (المنهج والمنتج)، حيث قدم الدكتور عبد العزيز بن حميد المحذوري، مدير دائرة التاريخ الشفوي بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ورقةً حول "تجربة الهيئة في توثيق الرواية الشفوية العُمانية" وقد أدار الجلسة الأولى الدكتور محمد سعيد الطاغوس، واستعرضت الورقة تجربة الهيئة في توثيق وحفظ التاريخ الشفوي العُماني، مسلطةً الضوء على بدايات الهيئة في هذا المجال ومسيرتها، والأسباب التي دفعتها للمبادرة في توثيق الروايات الشفوية.

وقال "المحذوري" في ورقته: "يُعد التاريخ الشفوي من الوثائق المهمة التي لا تقل أهمية عن الوثائق المكتوبة، حيث تسهم في حفظ جوانب مهمة من ذاكرة الوطن. ويظهر في مضمون هذه العبارة التأكيد على أهمية التوثيق الشفوي، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من المخزون التاريخي الذي يحافظ على ذاكرة الوطن". وأكد المحذوري على ضرورة إدراك الأفراد أن للوطن ذاكرة يجب حفظها، وأن الرواة، ممن لديهم المعلومات والدراية، أو الذين عايشوا الأحداث أو سمعوا عنها، أو الذين انتقلت إليهم هذه المعلومات من جيل إلى آخر، يُعدون مرجعًا لهذه الوثائق الشفوية.

وأضاف "المحذوري": "تتعرض ذاكرة الإنسان للضعف والنسيان، أحيانًا بسبب تقدم السن أو المرض، لذلك كان توجه الهيئة نحو توثيق الروايات الشفوية لما لها من قيمة تاريخية وبحثية كبيرة في كشف الحقائق وإبرازها وحفظها". وتُعد هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من أبرز المؤسسات الحكومية الرائدة في مجال توثيق الروايات الشفوية العُمانية، كونها تسعى لحفظ الذاكرة الوطنية العمانية وتتبع التاريخ العُماني.

وختم "المحذوري" عرضه بالتأكيد على أهمية الروايات الشفوية في حفظ الذاكرة الوطنية، وعلى قيمة التاريخ الشفوي في البحث العلمي. كما أشار إلى الأسباب التي دفعت الهيئة للقيام بهذا العمل، ومنهجية العمل التي تعتمد عليها الهيئة في حفظ التاريخ الشفوي العُماني، وجهود هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ممثلة بدائرة التاريخ الشفوي في توثيق وحفظ هذا الإرث.

وثيقة وطن

وحول تجربة "مؤسسة وثيقة وطن" في سوريا، قدمت الدكتورة نرمين النفرة، عميد المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية بجامعة دمشق، والدكتورة مياسة ديب، مدير المعهد التقاني للآثار والمتاحف ومسؤولة المشاريع بمؤسسة وثيقة وطن، ورقة بحثية تناولت أبرز "المعوقات والمكتسبات" التي واجهتها المؤسسة في مجال التأريخ الشفوي.

أشارت الورقة إلى أن العديد من الدراسات السورية استخدمت المقابلات الشفوية كجزء من منهجياتها البحثية، إلا أن هذا الاستخدام غالبًا لم يرتقِ إلى المستوى الذي يمكّن من استثمار كامل إمكانات التأريخ الشفوي، ولم يركز على توثيق الذاكرة المتعلقة بموضوع البحث. وبيّنت أن هذه التجارب بقيت محصورة في نطاق المبادرات الفردية ولم تصل إلى مستوى التأريخ الشفوي المؤسساتي الذي يهدف لحفظ الذاكرة الوطنية.

تطرقت الورقة أيضًا إلى تأثير الحرب السورية على الهوية الوطنية، حيث أدت الحرب إلى تعزيز الحاجة الملحة لحفظ الذاكرة والتراث الوطني. وقد جاء مشروع "وثيقة وطن" استجابة لهذه الحاجة، حيث يسعى إلى توثيق روايات الناس بمختلف فئاتهم ومناطقهم كجزء من أرشيف شفوي سوري شامل.

استعرضت الورقة مشروعين رئيسيين يعتمدان على منهجية التأريخ الشفوي "مشروع "ثقافة المونة" الذي يوثق تقاليد إعداد وحفظ المؤن في المجتمع السوري، ويبرز أهمية هذه العادات خلال فترات الحروب وكيفية تطور المجتمع السوري في التكيف مع الظروف الصعبة، و"مشروع توثيق قصص الجولان السوري المحتل" الذي يتناول قضايا مثل الأسر في سجون الاحتلال، النزوح عام 1967، حرب تشرين التحريرية، والأحداث التي تبعت الحرب السورية منذ 2011. وخُتمت الورقة بطرح هذه المشاريع كدراسات حالة لتوضيح أهداف المؤسسة وآليات عملها، مع التركيز على التحديات والمكتسبات التي واجهتها في سياق المجتمع السوري، وأثر هذه التجارب على تعزيز ثقافة التأريخ الشفوي.

الروايات الشفوية الليبية

وفيما يتعلق بتجربة المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية في جمع الروايات الشفوية عن التاريخ الليبي، أوضح الأستاذ الدكتور محمد طاهر الجراري، رئيس المركز، أن المركز تأسس عام 1977 بهدف النهوض بالدراسات التاريخية العلمية الموثقة، وإعادة كتابة التاريخ الليبي، العربي، الإسلامي، والإنساني باستخدام المنهج العلمي المتبع في الأوساط الأكاديمية. من أبرز مهام المركز تجميع وتوثيق مصادر التاريخ الليبي، خاصة تلك المتعلقة بفترة الجهاد، بالإضافة إلى التعريف بالتراث العربي والإسلامي ودراسة أضرار الحروب وإحصاءاتها.

أشار "الجراري" إلى أن المركز نفذ مشروعًا لجمع التاريخ الشفوي الليبي بعد التشاور مع منظمة اليونسكو عام 1977، بهدف توثيق روايات الجهاد الليبي بين عامي 1911 و1945. لتعزيز دقة العمل، تم التعاون مع الخبير جان فنسينا من جامعة ويسكونسن، وانطلق المشروع فعليًا في مارس 1978، وشهد المشروع نجاحًا كبيرًا، حيث نُفذت أربع حملات بين عامي 1978 و1982، وأنتج المركز أكثر من عشرة آلاف شريط وسبعة عشر ألف مقابلة، موثقًا بذلك مجموعة واسعة من الرؤى والتجارب عبر مختلف مناطق وقبائل ليبيا. هذه الثروة المعرفية تعدّ ذاكرة حية تعكس تنوع الآراء، وتؤكد على أن مشروع الرواية الشفوية وكل مشاريع المركز تهدف لخدمة ليبيا الموحدة وتراثها وثقافتها المشتركة.

معهد تاريخ الحركة الوطنية

قدم الأستاذ الدكتور خالد عبيد، أستاذ التاريخ السياسي المعاصر بجامعة منوبة في تونس، ورقة بحثية حول مشروع الشهادات الشفوية الذي يديره المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر. أوضح فيها أن تأسيس المعهد منذ عام 1989، تحت اسم "المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية" قبل تغيير تسميته، جاء في إطار وعي مبكر بأهمية حفظ "أرشيف الصدور". تمثل هذا الوعي في الحاجة الماسة لجمع شهادات الأحياء الذين لعبوا أدوارًا هامة في تحرير تونس من الاستعمار الفرنسي وبناء الدولة الوطنية التونسية، خاصة بعد وفاة العديد من هؤلاء الشخصيات وفقدان جزء كبير من الذاكرة الجماعية التونسية.

أشار أستاذ التاريخ السياسي المعاصر بجامعة منوبة في تونس إلى أن المعهد بدأ في تسجيل شهادات "المناضلين" و"المقاومين" والسياسيين، عبر وحدة بحث متخصصة باسم "وحدة التاريخ الشفوي". وقد تمكن الفريق من تخطي الصعوبات والعوائق التي واجهت بعض الشخصيات في تقديم شهاداتهم، حيث تم ابتكار آلية تضمن طمأنة الشهود وتلبية شروطهم، مثل تحديد توقيت إتاحة الشهادات للباحثين، سواء بعد التسجيل مباشرة أو بعد وفاة الشاهد بمدة معينة.

وتطرق الباحث أيضًا إلى أن عدد الشهادات المسجلة بلغ حوالي 400 شهادة، تغطي مواضيع متنوعة يهيمن عليها الجانب النضالي ضد الاستعمار وبناء الدولة التونسية. كما تضمنت شهادات في مجالات اقتصادية وثقافية، ولم تقتصر على التونسيين فقط، بل شملت جاليات أجنبية عاشت في تونس في فترات مختلفة.

أكد "عبيد" أن التحدي الأكبر الذي واجهه المعهد كان في كيفية الحفاظ على هذه التسجيلات. وقد تم حفظها على أشرطة مغناطيسية تعيش لحوالي 100 عام، مع رقمنة دورية لها لحمايتها على المدى الطويل، بينما تم توفير نسخ عادية للاستخدام من قبل الباحثين الذين يترددون على المعهد.

جهود وزارة الثقافة السورية

وقدمت رولا عقيلي، مديرة مديرية التراث الثقافي اللامادي بوزارة الثقافة السورية، ورقة حول جهود الوزارة في الحفاظ على الهوية الحضارية والثقافية السورية، مع التركيز على حماية التراث المادي واللامادي ونشر الثقافة محليًا وعالميًا. وأوضحت أن الوزارة تعمل وفق منهجية تشاركية مع المجتمع المحلي والمنظمات المحلية مثل "الأمانة السورية للتنمية" والمنظمات الدولية كاليونسكو، في مشاريع توثيق وحفظ التراث الثقافي اللامادي.

تعتمد هذه المشاريع على دراسات وأبحاث توثيقية يتم جمعها عبر المقابلات الشخصية مع ممارسي وحملة التراث، مستندة إلى منهجية التأريخ الشفوي. تشمل هذه المقابلات توثيقًا سمعيًا وبصريًا، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الفيديو والتسجيل الصوتي، لتوثيق التراث اللامادي المتنوع.

أشارت "عقيلي" إلى أن المديرية تسعى لرقمنة كامل أرشيفها الذي يحتوي على آلاف الصور الفوتوغرافية، وأشرطة السينما والفيديو، والوثائق والدراسات التي توثق مختلف جوانب التراث اللامادي، ليكون هذا الأرشيف متاحًا للباحثين والمهتمين لدعم دراساتهم في مجال التأريخ الشفوي.

كما لفتت إلى دور الوزارة في تعزيز التعاون الدولي والعربي عبر المشاركة في تسجيل ملفات مشتركة على قوائم التراث اللامادي لليونسكو، ومنها ملفات توثيق "صناعة العود والعزف عليه"، "الكحل العربي"، "السعفيات والألياف النباتية"، "البشت- العباءة الرجالية"، و"الشعر النبطي"، و"الخيل العربي".

التاريخ الشفوي الفلسطيني

في مقطع فيديو عُرض خلال المؤتمر، استعرض الأستاذ الدكتور رياض شاهين، أستاذ أكاديمي بكلية الآداب ورئيس مركز التاريخ الشفوي في الجامعة الإسلامية في غزة، دور مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني في حفظ وتعزيز الرواية الشفوية. أوضح "شاهين" أن المركز، الذي أنشئ عام 1419هـ/1998م، يعد أول مركز بحثي يُعنى بالرواية الشفوية الفلسطينية في قطاع غزة. جاء تأسيسه استجابةً للحاجة إلى توثيق تاريخ القرى الفلسطينية المدمرة قبل عام 1948، وتسجيل أحداث التهجير التي صاحبت تلك الفترة.

تناولت الورقة البحثية التي قدمها الدكتور رياض شاهين دور المركز في حفظ وتوثيق الرواية الشفوية باستخدام أحدث التقنيات والمهارات، مسلطًا الضوء على المبررات والأهداف العامة والخاصة التي عمل عليها المركز منذ تأسيسه. كما أبرز المجالات التي نشط فيها المركز، خاصة في قيادة مشاريع تخدم الطلاب الجامعيين، وأهمية الدورات والمحاضرات التعليمية في تعزيز دور الرواية الشفوية. وتطرقت الدراسة إلى عدة عناوين رئيسية، منها نشأة المركز وأهدافه، والإصدارات والأنشطة البارزة التي قام بها، إلى جانب المشاريع التي لا تزال قيد التنفيذ.

التاريخ المروي العماني

في الجلسة الثانية من المؤتمر والتي أدارها الاستاذ الدكتور مأمون وجيه، قدم الباحث فهد بن محمود الرحبي، رئيس قسم التاريخ المروي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، عرضًا لتجربة الوزارة في جمع وتوثيق ونشر التاريخ المروي. أوضح الرحبي أن هذا المشروع يهدف إلى جمع المعلومات من الأفراد الذين عاصروا مختلف الأحداث في عمان من خلال رواياتهم ومشاهداتهم، لتشكيل مادة علمية حول موضوع الدراسة. بعد جمع الروايات، تخضع لعملية تنقيح دقيقة بمقارنتها بعضها ببعض، وكذلك بمقارنتها بالمصادر الأخرى مثل الوثائق والمخطوطات والقطع الأثرية ذات الصلة. يبدأ المشروع بتحديد فترة الدراسة وموضوعها، ومن ثم وضع تصور يحتوي على محاور رئيسية وأسئلة توجه للإخباريين. بعدها ينطلق فريق من الجامعين الميدانيين لجمع المادة من الرواة عبر لقاءات مباشرة، بعد تلقيهم تدريبًا خاصًا حول كيفية إجراء المقابلات وجمع المعلومات. يهدف المشروع إلى توثيق الموروثات الشعبية العمانية مثل الفنون الشعبية، العادات والتقاليد، الاحتفالات الاجتماعية والدينية والوطنية، الحرف والصناعات التقليدية، والعمارة العمانية بما يشمل شكل المسكن والمواد المستخدمة كالأواني والملابس.

وأشار "الرحبي" إلى تنفيذ عدة مشاريع في مختلف ولايات سلطنة عمان، إضافة إلى مشروع جمع المفردات الثقافية. كما دعمت الوزارة الكتّاب والباحثين المتخصصين في التاريخ المروي، وأصدرت مجموعة من الإصدارات التي تستند إلى توثيق الروايات الشفوية. وتمكنت الوزارة من تسجيل مفردات التراث العُماني غير المادي في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية، مثل الرزفة الحماسية، المجالس، والقهوة العربية.

وفيما يتعلق بالمستقبل، تخطط الوزارة لتنفيذ عدة برامج في مجال توثيق التاريخ المروي والمفردات الثقافية العمانية، من بينها: دراسة بحثية عن المتغيرات في اللهجات العمانية (ولاية السويق نموذجًا)، ودراسة تاريخية عن بدايات الإعلام المسموع في سلطنة عمان، ودراسة عن مفردة الكارجة وصناعة النسيج العُماني، ودراسة عن مفردة السور كواجهة حضارية لولاية بهلاء.

التراث اللامادي السوري

وقدمت ريم الإبراهيم، مشرف مشاريع التراث اللامادي في الأمانة السورية للتنمية، عرضًا عن تجربة الأمانة في الحفاظ على التراث الثقافي، مشيرة إلى أن الأمانة السورية للتنمية تُعد مؤسسة رائدة في مجال التغيير الاجتماعي والتنمية في الجمهورية العربية السورية منذ أكثر من عشرين عامًا. وتلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الهوية الثقافية السورية، كونها جهة استشارية مُعتمدة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مجالات صون التراث اللامادي. كما أنها عضو في هيئة التقييم الدولية لعناصر التراث اللامادي لدورتين، حيث تسعى الأمانة إلى الوصول إلى حلول تنموية مستدامة بالتعاون مع الأفراد والمجتمع المحلي، وتوفر الفرص لتحسين الواقع المعيشي. ويستند عملها إلى ثلاثة عوامل رئيسية: برامج متنوعة، مؤسسات تنموية مدعومة من الأمانة، واتفاقيات شراكة مع الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية، وتهدف الأمانة إلى حماية الهوية الثقافية السورية عبر تشجيع المشاريع الاقتصادية المستدامة، وتعزيز مهارات الأفراد والمجتمعات، وبناء مجتمعات قوية. كما تسهم في أعمال ترميم وتأهيل المناطق الأثرية المتضررة وترشيح عناصر من التراث اللامادي إلى قوائم التراث الإنساني في اليونسكو، وتعمل على إعداد وتنفيذ خطط صون لهذه العناصر، إلى جانب ذلك، تصدر الأمانة كتبًا توثيقية حول صون التراث اللامادي، وتوظف الفضاءات والمراكز المجتمعية التابعة لها للحفاظ على الهوية الثقافية. كما تؤدي دورًا بارزًا في المشاركة في المؤتمرات والملتقيات الوطنية والدولية لتبادل الخبرات والمهارات التي تعزز الحفاظ على التراث الإنساني.

التاريخ الشفوي الصيني

قدمت الأستاذة الدكتورة لين هوي، المديرة التنفيذية لمركز التاريخ الشفوي في جامعة الاتصالات الصينية (CUC)، عرضًا حول تجربة المركز الذي تأسس في عام 2012. يعد المركز جزءًا من الجهود الأكاديمية والبحثية التي تسعى إلى جمع وأرشفة مواد التاريخ الشفوي في الصين، فضلاً عن نشر هذا التاريخ محليًا ودوليًا. منذ عام 2015، نفذ المركز سلسلة من الأنشطة، بما في ذلك المحاضرات مثل "التاريخ الشفوي في الصين" و"أسبوع الصين الدولي للتاريخ الشفوي"، وهو حدث سنوي كبير يتضمن ندوة دولية، عرض أفلام وثائقية، ومعرض لمشاريع التاريخ الشفوي الدولية. يهدف المركز إلى بناء معهد دولي متخصص في هذا المجال، وتقديم المواد للجمهور بشروط محددة.

التاريخ الشفوي الروسي

أما تجربة قسم التاريخ الشفوي بجامعة لومونوسوف الحكومية في موسكو، فقد استعرضتها الدكتورة تاتيانا ميدفيديفا، رئيسة القسم. تأسس قسم التاريخ الشفوي في الجامعة في عام 1967 بقيادة عالم اللغة فيكتور دوفاكين، ويركز القسم على جمع مقابلات تفصيلية مع شخصيات بارزة في الحياة العلمية والثقافية الروسية. يمتلك القسم الآن أرشيفًا ضخمًا يضم أكثر من 2700 تسجيل، وقد بدأ منذ العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين باستخدام منصة إلكترونية (oralhistory.ru) لتوفير تسجيلات المقابلات للجمهور. كما يستخدم القسم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتفريغ المقابلات، مما يسهم في تسهيل الوصول إلى هذه المصادر القيمة.

استعراض التجربة الإيرانية

وفي سياق عرض التجارب الإقليمية، قدم حميد رضا بداقي، رئيس دائرة التاريخ الشفوي بوزارة الخارجية الإيرانية، نظرة عامة عن تجربة وزارة الخارجية الإيرانية في مجال التاريخ الشفوي. وأوضح بداقي أن الحكومة الإيرانية أصدرت قبل 8 سنوات قرارًا يلزم جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية بتدوين تاريخها الشفوي وفقًا للمعايير الصادرة عن مؤسسة الوثائق والمكتبة الوطنية الإيرانية.

وأشار "بداقي" إلى أن وزارة الخارجية أنشأت دائرة التاريخ الشفوي والدراسات التاريخية، التابعة لمعهد الدراسات السياسية والدولية. وقد نفذت هذه الدائرة العديد من الأنشطة، بما في ذلك إجراء مقابلات مع مسؤولين سابقين لتوثيق ذكرياتهم، وإقامة حفلات تكريمية، وعقد مؤتمر سنوي حول تاريخ العلاقات الخارجية الإيرانية، بالإضافة إلى نشر مجلة فصلية متخصصة.

ومن جانب آخر، قدم الدكتور مرتضى نورائي، المحاضر في جامعة أصفهان، عرضًا عن تجربة جمعية التاريخ الشفوي الإيرانية. وأوضح أن الجمعية، التي تأسست رسميًا في عام 2009، تهدف إلى تعزيز وتطوير مجال التاريخ الشفوي في إيران من خلال تنظيم حلقات عمل ودورات تدريبية، وإتاحة الوثائق التاريخية للجمهور.

وأشار "نورائي" إلى أن فكرة الجمعية بدأت من خلال ورش عمل وطنية في جامعة أصفهان عام 2004، مما أدى إلى انتشار ممارسة التاريخ الشفوي على مستوى الدولة. وأكد على النمو الكبير في هذا المجال، حيث تم تسجيل حوالي 10 آلاف شخص يعملون في التاريخ الشفوي على مستويات مختلفة في إيران.

وختم "نورائي" بالإشارة إلى الجهود المبذولة لتحويل التاريخ الشفوي إلى تخصص أكاديمي، مع إدراجه في برامج الدراسات العليا في بعض الجامعات الإيرانية، وصدور تعميم حكومي في عام 2016 يدعم مشاريع التاريخ الشفوي في مختلف مؤسسات الدولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هیئة الوثائق والمحفوظات الوطنیة التاریخ الشفوی فی التراث اللامادی التأریخ الشفوی على الهویة الحفاظ على الهیئة فی إلى توثیق وثیقة وطن الع مانی فی توثیق فی مجال توثیق ا فی عام فی حفظ إلى أن

إقرأ أيضاً:

المركز الإعلامي يعقد لقاءً مع وسائل الإعلام الدولية المشاركة بمعرض مسقط الدولي للكتاب الـ 29

العُمانية: عقدت وزارة الإعلام اليوم، على هامش فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، لقاءً مع عدد من الإعلاميين الخليجيين والعرب والأجانب المشاركين في تغطية فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين.

وأكدت شيخة بنت أحمد المحروقية، المديرة العامة للإعلام الخارجي بالندب في وزارة الإعلام، في كلمة لها على دور المؤسسات الإعلامية الخارجية في نقل الصورة الإيجابية عن سلطنة عُمان، وأهمية التعاون والتواصل بين المؤسسات الإعلامية المختلفة لتبادل المعارف والثقافات.

وتطرقت إلى تعزيز التعاون الإعلامي بين سلطنة عُمان والدول الشقيقة والصديقة، من خلال تبادل الخبرات والمحتوى الإعلامي ودعم المبادرات الثقافية والفنية، مشيرةً إلى أن المعرض يسهم في تعزيز التواصل الثقافي والفكري بين الثقافات والحضارات.

ويعمل المركز الإعلامي لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29 على تسهيل مهام أعمال الإعلاميين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية، وذلك لتسليط الضوء على الفعاليات والمناشط المتعلقة بالمعرض.

وينظِّم المركز الإعلامي برنامجًا للإعلاميين يتضمن زيارة لأبرز المعالم الثقافية والحضارية في سلطنة عُمان، مثل: دار الأوبرا السلطانية مسقط، ومتحف عُمان عبر الزمان في ولاية نزوى، بالإضافة إلى متحف بيت الزبير.ويحتوي المركز الإعلامي على أحدث الأجهزة والأدوات والوسائل التي تساعد الإعلاميين على أداء مهامهم، بالإضافة إلى غرفة للبودكاست لتقديم محتوى إعلامي يسلط الضوء على الفعاليات والمناشط المتعلقة بالمعرض.

وفي هذا الصدد، قالت فاطمة أبو ناجي، الصحفية المكلفة بالشأن الثقافي في صحيفة "رسالة الأمة" من المغرب، إن معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الحالية يتجاوز الحدث الثقافي نحو ما هو أعمق؛ من خلال تنوع برامجه واتساع مشاركاته، والهوية والتجديد والانفتاح.

وأضافت: من موقعي كصحفية متخصصة في الشأن الثقافي، أجد في المركز الإعلامي للمعرض مجالًا منضبطًا ومهنيًا في العمل، من شأنه أن يساعد الإعلاميين على أداء مهامهم بكفاءة. كما يسهم في توفير التسهيلات وسلاسة التنسيق، مشيرةً إلى أن هذا تعبير عن احترام عميق لدور الصحفي ولأهمية الإعلام الثقافي في التوثيق والتأريخ والنقد البناء أيضًا.

وأعربت عن إعجابها بالدورة الـ 29 للمعرض وحضور الطفل والعائلة في فعالياته، ليس بوصفهما جمهورًا فقط بل كفاعلين ثقافيين، وهذا ما يعكس رؤية بعيدة المدى لزرع البذور الأولى لعلاقة صحية مع المعرفة. وأن تعدد الجلسات الفكرية والنقاشية وحضور أصوات من مختلف الثقافات يمنح المعرض بُعدًا عربيًا وإنسانيًا لا يمكن إنكاره.

وأشارت إلى أن العاصمة مسقط لا تقيم معرضًا للكتاب فقط، بل تبني بهدوء وذكاء مشهدًا ثقافيًا متماسكًا يؤمن بقوة الثقافة كأفق بديل.

من جانبها، أكدت نور التميمي، مراسلة قناة الشرقية نيوز في العراق - البصرة، أن المركز الإعلامي الخاص بمعرض مسقط الدولي للكتاب يسهم في توفير تسهيلات كبيرة جدًا للإعلاميين المشاركين في تغطية المعرض، من حيث توفير المعلومات وإعداد دور النشر وتقديم جداول واضحة للفعاليات المصاحبة للمعرض، بالإضافة إلى كل الأمور اللوجستية التي يحتاجها الإعلامي من أجل تسهيل عمله وتواصله مع المؤسسة التي يعمل بها، إلى جانب توفير مادة صورية عامة عن سلطنة عُمان لإعداد تقارير عامة في مواضيع مختلفة عنها.

وعبّر الأسعد محمودي، الصحفي في وكالة الأنباء التونسية، عن إعجابه بالزيارة الأولى التي يقوم بها لسلطنة عُمان ومعرض مسقط الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أنه لامس اهتمامًا بقطاع الثقافة والبيئة والطبيعة، من خلال العديد من المشاريع الحكومية مثل حديقة النباتات العُمانية.

وأفاد بأن المركز الإعلامي حرص على مدّ الصحفيين بالأخبار وتوفير جميع المعلومات على الموقع الإلكتروني وبقية المنصات الرقمية للمعرض، منها عدد الناشرين والدول المشاركة والفعاليات الثقافية والأنشطة الموجهة للطفل.

مقالات مشابهة

  • المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي يستعرض المنجزات المحققة في القطاع
  • أبوظبي الدولي للكتاب 2025 ينظم برنامجًا مهنيًا يناقش آفاق صناعة النشر
  • انفوجرافيك| المركز الإعلامي يستعرض أنشطة رئيس مجلس الوزراء في أسبوع
  • وزير الأوقاف يشارك في المؤتمر الـ29 للمشيخة الإسلامية الكرواتية
  • أحمد سعد الدين: الأغنية والسينما جسّدتا بطولات الحروب.. وعلينا توثيق التاريخ للأجيال القادمة
  • هاني رمزي: «لام شمسية» من أعظم الأعمال الدرامية التي قدمت على مدار التاريخ
  • المركز الإعلامي يعقد لقاءً مع وسائل الإعلام الدولية المشاركة بمعرض مسقط الدولي للكتاب الـ 29
  • توسيع آفاق التعاون.. لقاء ليبي يمني لتعزيز التنسيق الدولي
  • عاجل:- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء يستعرض بالإنفوجراف جهود الدولة لتنمية سيناء
  • التاريخ لا يُكتب بالرغبات.. الشباب يرفض نتائج مشروع توثيق الكرة السعودية