كشفت دراسة جديدة عن أن فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج السكري قد تكون مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف ومرض باركنسون.

ونظرت الدراسة في مثبطات الناقل المشارك صوديوم/غلوكوز 2 (sodium/glucose cotransporter 2 inhibitors) المعروفة أيضا بالغليفلوزينات، والتي تخفض مستوى السكر في الدم عن طريق جعل الكلى تزيل السكر من الجسم عبر البول.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور مين يونغ لي -وهو حاصل على الدكتوراه من كلية الطب بجامعة يونسي في سول بكوريا الجنوبية- "نعلم أن هذه الأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف ومرض باركنسون شائعة، وعدد الحالات يتزايد مع تقدم الأشخاص في العمر، والأشخاص المصابون بالسكري يواجهون خطرا متزايدا للإصابة بضعف الإدراك، لذلك، من المشجع أن نرى أن هذه الفئة من الأدوية قد توفر بعض الحماية ضد الخرف ومرض باركنسون".

ونظرت الدراسة -التي نشرت نتائجها في مجلة علم الأعصاب بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول 2024- في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، والذين بدؤوا تناول أدوية السكري بين عامي 2014 و2019 في كوريا الجنوبية.

وقورن الأشخاص الذين يتناولون الغليفلوزينات بآخرين يتناولون أدوية سكري فموية أخرى، بحيث تضم المجموعتان أفرادا من نفس الأعمار ولديهم ظروف صحية متشابهة ومضاعفات ناتجة عن السكري.

ثم تابع الباحثون المشاركين لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بالخرف أو مرض باركنسون، وتوبع الأشخاص الذين يتناولون الغليفلوزينات لمدة متوسطها عامان، في حين تمت متابعة الآخرين الذين يتناولون أدوية أخرى لمدة متوسطها 4 سنوات.

ومن بين 358 ألفا و862 مشاركا بمتوسط عمر 58 عاما أصيب 6837 شخصا بالخرف أو مرض باركنسون خلال فترة الدراسة.

انخفاض معدل ألزهايمر

بلغ معدل الإصابة بمرض ألزهايمر للأشخاص الذين يتناولون الغليفلوزينات نحو 39.7 حالة لكل 10 آلاف شخص-سنة مقارنة بـ63.7 حالة لأولئك الذين يتناولون أدوية السكري الأخرى.

وبلغ الخرف الوعائي -وهو الخرف الناجم عن أمراض الأوعية الدموية- معدل الإصابة للأشخاص الذين يتناولون الغليفلوزينات نحو 10.6 حالات لكل 10 آلاف مقارنة بـ18.7 لأولئك الذين يتناولون الأدوية الأخرى.

وبالنسبة لمرض باركنسون، بلغ معدل الإصابة لأولئك الذين يتناولون الغليفلوزينات نحو 9.3 حالات لكل 10 آلاف مقارنة بـ13.7 لأولئك الذين يتناولون الأدوية الأخرى.

وبعد أن عدّل الباحثون عوامل أخرى قد تؤثر على خطر الإصابة بالخرف أو مرض باركنسون مثل مضاعفات السكري والأدوية وجدوا أن استخدام الغليفلوزينات كان مرتبطا بانخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 20%، وبانخفاض خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 20%.

وقال الدكتور مين يونغ لي -وفقا لموقع يوريك ألرت- "النتائج تتفق بشكل عام حتى بعد تعديل العوامل، مثل ضغط الدم والغلوكوز والكوليسترول ووظيفة الكلى".

وأضاف لي أن "هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتحقق من صحة هذه النتائج على المدى الطويل".

وأشار إلى أنه بما أن المشاركين تمت متابعتهم لمدة تقل عن 5 سنوات في الحد الأقصى فمن المحتمل أن بعض المشاركين قد يصابون بالخرف أو مرض باركنسون في وقت لاحق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات خطر الإصابة

إقرأ أيضاً:

أفضل تمرين رياضي لعلاج الزهايمر والخرف| تعرف عليه

تقول الدكتورة هيذر سانديسون إن الخرف ليس جزءًا لا مفر منه من الشيخوخة، وكشفت أن التمارين الرياضية ذات المهمتين مثل المشي أثناء التحدث أو الرقص يمكن أن تقلل من خطر الإصابة به، بل وحتى تعكس أعراضه.

خلافًا للاعتقاد السائد، فإن الخرف ليس جزءًا طبيعيًا أو حتميًا من الشيخوخة، ويرى الخبراء الطبيون أن التدهور المعرفي يمكن الوقاية منها غالبًا،  بل وحتى عكس مسارها في بعض الحالات - باتباع التدخلات الصحيحة.

وقد شاركت مؤخرًا إحدى هؤلاء الخبراء، الدكتورة هيذر سانديسون، المتخصصة في الطب المعرفي العصبي، رؤىً حول كيفية الحد من خطرمرض الزهايمرمن خلال شكل محدد من التمارين الرياضية.

في حديثها عبر مقطع فيديو قصير على إنستغرام مع عالم الأعصاب روبرت لوف، الذي يركز على مساعدة الأشخاص على الوقاية من مرض الزهايمر، أوضحت الدكتورة سانديسون أن النشاط البدني المنتظم ضروري لصحة الدماغ،  وأوضحت أن ممارسة التمارين الرياضية ذات المهمتين - وهي تقنية أقل شهرة ولكنها فعالة للغاية - هي أقوى طريقة للحفاظ على نشاط الدماغ مع التقدم في السن.

ما هوتمرين المهمة المزدوجة؟

تتضمن التمارين ثنائية المهام أداء نشاط بدني مع الانخراط في الوقت نفسه في مهمة ذهنية. ووفقًا للدكتورة سانديسون، فإن هذا النوع من النشاط يحفز الدماغ بشكل أقوى لأنه يتطلب التنسيق والانتباه والذاكرة - كل ذلك في آن واحد. ووصفته ببساطة: "أنت تريد الانخراط معرفيًا في الوقت نفسه الذي تنخرط فيه جسديًا".

من أسهل وأكثر الأمثلة فعالية على ممارسة التمارين الرياضية ثنائية المهام المشي والتحدث. فالمشي مع شخص عزيز عليك وإجراء محادثة هادفة ليس مفيدًا للصحة البدنية فحسب، بل يُبقي العقل نشطًا أيضًا، ويقترح الدكتور سانديسون، وخاصةً لمن يعانون من تدهور إدراكي، أن المحادثات التي تتضمن تذكر أعياد الميلاد أو المناسبات المهمة يمكن أن تُحفز الذاكرة. ومع تحسن الذاكرة، يمكنك زيادة التحدي، كأن تطلب منهم تحديد الطيور أو النباتات أثناء المشي.

لمن يتمتعون بقدرات إدراكية أقوى، ينصح الخبراء برقص الصالات كتمرين مثالي يجمع بين التنسيق الحركي وتذكر الخطوات، والتكيف مع الإيقاع، والتفاعل مع الشريك، مما يجعله تمرينًا متكاملًا للدماغ.

هل هذه التمارين فعالة؟

تدعم الأبحاث فعالية هذه التمارين، فقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة علم الأعصاب أن الأشخاص الذين يمارسون أنشطة بدنية وإدراكية معًا أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بشكل ملحوظ.

كما وجدت دراسة أخرى نُشرت عام ٢٠٢١ في مجلة Frontiers in Aging Neuroscience أن التدريب على مهمتين يُحسّن الذاكرة والانتباه والوظائف التنفيذية لدى كبار السن.

تُقرّ جمعية الزهايمر أيضًا بالنشاط البدني كأحد أهم عوامل نمط الحياة التي تُساعد في تأخير ظهور الخرف، تُعزّز التمارين الرياضية تدفق الدم إلى الدماغ، وتُقلّل الالتهابات، وتُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، وكلها عوامل تُؤثّر على الصحة الإدراكية.

تمارين أخرى تدعم صحة الدماغ

بالإضافة إلى التمارين ذات المهمة المزدوجة، هناك أنشطة بدنية أخرى أيضًا تم ربطها بانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف:

تساعد التمارين الهوائية مثل الركض أو ركوب الدراجات أو السباحة على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، مما يفيد بدوره وظائف المخ.

لقد ثبت أن تدريب القوة يدعم الوظيفة التنفيذية والذاكرة لدى كبار السن، وفقًا لدراسة أجريت عام 2017 في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة.

تعمل تمارين اليوجا والتاي تشي على تعزيز اليقظة الذهنية وتقليل التوتر، وهي عوامل مرتبطة بنتائج معرفية أفضل.

المصدر: timesnownews.

طباعة شارك الخرف المشي التمارين الرياضية

مقالات مشابهة

  • الأميرة منى الحسين ترعى في عمان الاهلية انطلاق الحوار الوطني لمرض الزهايمر في الأردن
  • بمكياج جذاب.. يارا السكري تشارك جمهورها أحدث صور لها
  • من هم الذين ستطالهم “العقوبات السعودية” في موسم الحج هذا العام 
  • أنا ساكن صالحة.. بعرف كثير من الشهداء الذين تم تصفيتهم بواسطة الجنجويد
  • ‫دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر
  • ما هو مرض الخرف وكيفية الوقاية منه؟
  • ‫دراسة تكشف طريقة تزيد فرص الشفاء من داء السكري
  • الولايات المتحدة تخفض صادرات النفط ومشتقاته
  • سلوكك قد يغيّر المعادلة.. متلازمة الأيض قد تزيد من خطر الخرف المبكر
  • أفضل تمرين رياضي لعلاج الزهايمر والخرف| تعرف عليه