إطلاق نحو 220 صاروخًا من لبنان وهو أكبر عدد منذ بداية الحرب
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ، اليوم ، أن القوات العسكرية رصدت إطلاق نحو 220 صاروخًا من لبنان في الأيام الأخيرة، مما يُعتبر أكبر عدد يُطلقه حزب الله منذ بداية الحرب ، وقد جاء هذا التصعيد في ظل تصاعد التوترات بين الحزب والقوات الإسرائيلية، مما زاد من مخاوف المواطنين على الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أن القصف الصاروخي استهدف مناطق متفرقة في شمال إسرائيل، بما في ذلك مستوطنات قريبة من الحدود، مما أسفر عن أضرار مادية وإصابات بين المدنيين.
في سياق متصل، أفادت مصادر عسكرية أن حزب الله قد زاد من وتيرة إطلاق الصواريخ كجزء من استراتيجيته للرد على الغارات الإسرائيلية المتكررة. وقد أظهرت التقارير أن الحزب يستخدم مجموعة متنوعة من الصواريخ، مما يعكس مستوى تعقيد وفعالية ترسانته العسكرية.
من جانبه، أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن قلقهم إزاء تصاعد الأعمال العدائية، مشددين على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي لهذا التهديد. وذكرت تقارير أن القيادات العسكرية تدرس خيارات متعددة للتعامل مع الوضع، بما في ذلك الرد العسكري المباشر على مواقع إطلاق الصواريخ.
كما نبهت "هآرتس" إلى أن التصعيد الأخير قد يجر المنطقة إلى صراع شامل، حيث دعا المجتمع الدولي إلى التدخل لتهدئة الأوضاع. وقد أبدت العديد من الدول قلقها من تداعيات النزاع المستمر، محذرة من أن استمرار الأعمال العدائية قد يؤثر سلبًا على الأمن الإقليمي.
وفي ختام تقريرها، أكدت الصحيفة أن الأوضاع الحالية تتطلب تحركات دبلوماسية عاجلة لتجنب تفاقم النزاع، مشيرة إلى أن السلام والاستقرار في المنطقة يتطلبان جهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنية.
بوريل: عدد القتلى في الغارات الإسرائيلية على لبنان مثير للقلق
أعرب ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن قلقه العميق إزاء عدد القتلى الناجم عن الغارات الإسرائيلية على لبنان، واصفًا الوضع بأنه "مثير للقلق". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في بروكسل، حيث دعا بوريل إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة من أجل تهدئة الأوضاع في المنطقة.
وفي تصريحاته، أشار بوريل إلى أن تصاعد الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله قد أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان. وقال: "يجب أن نتذكر أن كل ضحية تمثل إنسانًا له عائلة، وعلينا أن نعمل من أجل حماية المدنيين ووقف دوامة العنف".
كما دعا بوريل جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، مؤكدًا أن الحلول العسكرية لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يدعو إلى الحوار والمفاوضات كوسيلة للتوصل إلى تسوية سلمية للصراعات المتعددة في المنطقة.
وتأتي تصريحات بوريل في وقت يتصاعد فيه التوتر في لبنان، حيث يُسجل تزايد في العمليات العسكرية، مما يهدد باندلاع صراع أوسع. وذكّر بأن الاتحاد الأوروبي على استعداد للعب دور فعال في جهود السلام، من خلال تعزيز المبادرات الدبلوماسية.
على الجانب الآخر، لفت بوريل إلى أن الوضع الإنساني في لبنان يتطلب دعمًا عاجلًا من المجتمع الدولي، حيث يعاني الكثير من السكان من تداعيات النزاع المستمر. وأكد أن الاتحاد الأوروبي يلتزم بتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لضمان استقرار الوضع.
وفي ختام تصريحاته، أعرب بوريل عن أمله في أن تتوصل الأطراف المعنية إلى تفاهمات من شأنها أن تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة بأسرها. وأضاف: "يجب أن نعمل جميعًا من أجل بناء مستقبل يسوده السلام والتعاون، بدلاً من المواجهة والعنف".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صحيفة هآرتس الإسرائيلية القوات العسكرية لبنان الأيام الأخيرة تصاعد التوترات مخاوف المواطنين الجانبين فی لبنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
موسم حصاد الزيتون جنوب لبنان تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية
يصمد بعض مزارعي الزيتون في أراضيهم جنوبي لبنان رغم أزيز الطائرات والخطر المحدق بهم في حين منعت المعارك والقصف الكثير من السكان من العودة إلى قرى أخرى في الجنوب تعرّضت لدمار كبير، فالكثير من البلدات هجرها أهلها ولم يعد لأراضيها من يحصدها.
ويقدّر البنك الدولي دمار نسبة 12% من مزارع الزيتون في المناطق المعرضة للقصف في جنوب البلاد وشرقه. لذلك، توقع البنك في تقرير نشر الخميس الماضي، أن "يؤدي تعطيل حصاد الزيتون بسبب القصف والنزوح إلى خسائر تبلغ 58 مليون دولار".
خوف من الحربفي الكفير، تتوزّع أشجار الزيتون في كل مكان حتى الأفق حيث يظهر جبل الشيخ الذي لم يغطّ الثلج قممه بعد، وقرب كلّ حقل، سيارة أو سيارتان تؤشر بوجود عمّال أو أصحاب أرض يعملون على قطف الزيتون في هذا الموسم.
في نهاية يوم العمل الذي غالبا ما يتخلله خرق الطائرات الحربية الاسرائيلية لجدار الصوت، يرفع العمّال أكياس الزيتون على ظهورهم، ويحمّلونها على شاحنات استعدادا لنقلها من أجل تخزينها أو عصرها وتحويلها إلى زيت.
وبينما يحصد كُثُر محاصيلهم بأيديهم، يخاف آخرون أن يأتوا إلى القرية، مما أثّر بشكل غير مباشر على عمل سليم كساب (50 عاما)، صاحب معصرة زيتون تقليدية في الكفير.
ويقول الرجل وهو يقف داخل المعصرة التي ورثها عن والده إن "العديد من الناس لم يأتوا بأنفسهم لحصد الزيتون" هذا العام "بل أحضروا عمالا ليقطفوا عنهم" من خارج القرية، "هؤلاء يعصرون الزيتون خارج القرية أيضا"، وفق كساب، مما أثّر سلبًا على عمله.
ويضيف كساب الذي جاء إلى القرية وحيدا هذا الموسم من دون زوجته وأولاده خشية من مخاطر القصف "هناك خوف من الحرب طبعا، ليس لدى الجميع الجرأة للقدوم إلى هنا".
داخل البناء الحجري القديم في أحد الشوارع الضيقة في القرية، يدأب العمّال على نقل الزيتون من آلة إلى أخرى لهرسه وعصره وتحويله إلى زيت.
يأتي صاحب محصول مع مطرات زرقاء كبيرة لجمع الزيت والاطمئنان على سير العمل.
وقبل الحرب، كان كساب يُصلح آلات العصر في منطقة النبطية أو صيدا في جنوب لبنان، لكن الوصول إلى تلك المناطق بات مستحيلا حاليا بسبب القصف، وينبغي البحث عن حلول في مناطق أخرى.
لذلك، يضيف كساب "يحتاج إصلاح أي عطل 3 إلى 4 أيام بدل يوم واحد".
حرق ونزوحفي جنوب لبنان وشرقه، تسببت الحرب بـ"حرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية" أو "بالتخلي عنها"، إلى جانب "فقدان المحاصيل بسبب نزوح المزارعين من الجنوب" نتيجة القصف الاسرائيلي، وفق تقرير البنك الدولي.
وتسبّبت الحرب في لبنان بنزوح نحو 900 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وبشكل عام، وخلال التصعيد المستمر منذ أكثر من عام، بلغت قيمة "الأضرار التي لحقت بقطاع الزراعة حتى تاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2024 حوالي 124 مليون دولار"، بحسب البنك الدولي.
لكن في الكفير تشكّل حقول الزيتون مصدر رزق لغالبية سكانها الذين يصفونها بالأشجار "المباركة".