بوريطة من نيويورك: القضية الفلسطينية أولوية قصوى للمغرب والحل يكمن في مبادرة الملك محمد السادس
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
زنقة 20 ا علي التومي
في تأكيد لدعم القضية الفلسطينية، ألقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة كلمة أمام حركة عدم الانحياز (NAM) خلال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الاثنين.
وأبرزت تصريحات الدبلوماسي المغربي التزام الملك محمد السادس الراسخ، الذي يشغل منصب رئيس لجنة القدس، بحقوق الشعب الفلسطيني، وأكد بوريطة أن القضية الفلسطينية هي أولوية قصوى للمغرب، وتشكل حجر الزاوية في سياسة البلاد الخارجية.
وقال: “نحن نقف بثبات وراء السلطة الفلسطينية في جهودها لحماية الحقوق المشروعة لشعبها”، مشددًا على دعم المملكة الثابت.
وخلال خطابه، أوضح بوريطة أربع أولويات أساسية حددها الملك محمد السادس بهدف إنهاء دوامة العنف الإسرائيلي في المنطقة.
الأولوية الأولى هي الدعوة العاجلة لخفض التصعيد من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وضمان حماية المدنيين بما يتماشى مع القانون الدولي والمعايير الإنسانية.
كما شدد على أهمية تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، وإحياء الحوار السياسي حول حل الدولتين.
وتحدث بوريطة أيضًا عن الحاجة إلى الحفاظ على الطابع التاريخي والثقافي لمدينة القدس، مشيرًا إلى أهميتها كمركز للتعايش بين أتباع الشرائع التوحيدية الثلاث الرئيسة. وأكد أن الحفاظ على الوضع القانوني والديموغرافي للمدينة أمر ضروري لتعزيز السلام والتفاهم.
بالإضافة إلى مناقشة القضية الفلسطينية، تحدث بوريطة عن التزام المغرب بالتعاون بين بلدان الجنوب، وأشار إلى أن الشراكات مع الدول الأفريقية الأخرى تعد جزءًا أساسيًا من أجندة التنمية في المغرب، مع التركيز على قطاعات استراتيجية مثل الأمن الغذائي والرعاية الصحية والتعليم.
وفي تأمله لكلمات الملك محمد السادس خلال القمة الثالثة عشرة لحركة عدم الانحياز، أعاد بوريطة التأكيد على ضرورة رفع التعاون بين بلدان الجنوب إلى مستوى الأولويات، مشددًا على الحاجة إلى تعاون الدول واستغلال مواردها الخاصة لمواجهة تحديات العولمة.
واعترافًا بالصعوبات الفريدة التي تواجه دول الساحل والصحراء، ذكر بوريطة المبادرة الدولية الأخيرة التي أطلقها الملك خلال الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الوصول إلى المحيط الأطلسي لهذه الدول، مما يبرز التزام المغرب بالتنمية المستدامة في المنطقة.
وخلال زيارته لنيويورك، شارك بوريطة أيضًا في محادثات مع وزير الخارجية الكرواتي غوردان غرليتش-رادمان. وبعد لقائهما، أعرب غرليتش-رادمان عن القيم المشتركة والالتزام المتبادل بالسلام والاستقرار، مشيدًا بالدور النشط الذي يلعبه المغرب على الساحة العالمية.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الملک محمد السادس
إقرأ أيضاً:
متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
تنطلق خلال ساعات جوائز أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة المعروفة اختصارا باسم جوائز "الأوسكار - Oscars"، لتتويج أهم الأفلام المنتجة في عام 2024، وهي تعتبر أهم جائزة تمنح في مجال صناعة الأفلام حول العالم.
وطوال سنوات سيطر اللوبي المؤيد لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة على إنتاجات هوليوود، مع تهميش أو إزاحة أي إنتاج يعتبر "معادٍ للسامية" أو "مناهض لليهود" أو حتى الاحتلال الإسرائيلي.
وتظهر السيطرة الإسرائيلية اليهودية على هوليوود في فاصل ساخر خلال جوائز "الأوسكار" في عام 2013، عندما قدّم الممثل مارك واينبرغ مع الدمية الشهيرة "تيد" بعض الممثلين المتواجدين في الحفل، لتقول الدمية إن "المثير للاهتمام أن هؤلاء كلهم يهود، وأنت يا مارك هل أنت يهودي".
ليرد الممثل واينبرغ: "لا أنا كاثوليكي"، فيرد عليه: "إجابة خاطئة جرّب مرة أخرى، هل لا تريد العمل في هذه البلدة؟، أنا يهودي، وأود التبرع بالمال لإسرائيل والعمل هنا إلى الأبد، شكرا".
خطاب غير مسبوق
شهد حفل الأكاديمية عام 1978، موقفا تضامنيا بارزا مع القضية الفلسطينية، وإدانة شديدة اللهجة لجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ذلك الوقت، أعلن الفنان الصاعد حينها، جون ترافولتا، فوز الممثلة المسرحية والسينمائية المرموقة والناشطة السياسية، فانيسا رديغريف، بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلمها "جوليا - Julia" عام 1978.
وفي ذلك الوقت، صعدت فينيسا خشبة المسرح لتتلقى جائزتها، وهي التي كان فوزها مستبعدا، وذلك ليس لضعف موهبتها؛ بل بسبب القوة التي حملتها آراؤها السياسية المؤيدة لفلسطين.
وهذا الأمر الذي لم يعجب المنظمات واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مع العمل بشكل مكثف لحرمانها من الجائزة عندما جرى إعلان ترشجحها لنيلها.
وتعود قصة ذلك إلى وثائقي "الفلسطيني - The Palestinian" الذي أنتجته فينيسا قبلها بعام واحد، والذي يحمل وجهة نظر تدين الممارسات الإجرامية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وقادت منظمة "الدفاع اليهودية" حملة عنيفة ضد فوز رديغريف بالأوسكار في ذاك العام، وقد وصل الأمر إلى حرقهم لدمى على هيئتها ومحاولة تفجير إحدى السينمات، حيث كان يعرض فيلمها الذي يدين النازية.
ورغم ذلك، فازت رديغريف بالجائزة، وعندما وقفت فوق خشبة المسرح لتلقي خطابها اختارت المواجهة، ملقية خطابها الذي فتح عليها أبواب حملة تحريض وكراهية لا نهاية لها.
وفي خطابها بعد الفوز بالجائزة قالت رديغريف: "أنا أحييكم وأعتقد أنه يجب أن تكونوا فخورين للغاية بأنكم وقفتم بحزم في الأسابيع القليلة الماضية".
وأضافت "رفضت الخوف من تهديدات مجموعة صغيرة من السفاحين الصهاينة الذين يعتبر سلوكهم إهانة لمكانة اليهود في جميع أنحاء العالم ولسجلهم العظيم والبطولي في النضال ضد الفاشية والقمع".
وأكدت "أنا أحيي هذا السجل وأحييكم جميعًا على وقوفكم بحزم وتوجيه ضربة قاضية ضد تلك الفترة عندما أطلق نيكسون ومكارثي حملة مطاردة ساحرات في جميع أنحاء العالم ضد أولئك الذين حاولوا التعبير في حياتهم وعملهم عن الحقيقة التي آمنوا بها".
ويذكر أن "مطاردة الساحرات" هو مصطلح يشير إلى محاولة للعثور على مجموعة معينة من الأشخاص ومعاقبتهم مع إلقاء اللوم عليهم بسبب شيء ما، وغالبا ما يكون ذلك ببساطة بسبب آرائهم وليس لأنهم ارتكبوا بالفعل أي خطأ.
وختمت رديغريف خطابها بالقول: "أحييكم وأشكركم وأتعهد لكم بأنني سأواصل الكفاح ضد معاداة السامية والفاشية، شكرًا لكم".
وبعد سنوات طويلة من هذا الخطاب، حافظت فانيسا رديغريف على دعمها للقضية الفلسطينية، وحيّت في 2009 أهل فلسطين لصمودهم في وجه العدوان الإسرائيلي، كما أكدت أنها لن تتراجع عن تصريحاتها ومواقفها، كاشفة أنه كلفها العديد من الأدوار والتعاقدات في هوليوود.
وقالت في ذلك الوقت في "لم أكن أدرك أن التعهد بمكافحة معاداة السامية والفاشية كان مثيرًا للجدل، كان عليّ أن أقوم بدوري، وكان على الجميع القيام بواجبهم لمحاولة تغيير الأشياء للأفضل والدفاع عن الصواب وعدم الشعور بالفزع".
وبعد هذه الموقف جرى قمع واستعاد أي حراك واضع يعدم القضية الفلسطينية حتى حفل العام الماضي الذي جاء خلال حرب الإبادة ضد قطاع غزة، بعدما ارتدى عدد من النجوم، بينهم بيلي إيليش ومارك روفالو ورامي يوسف وسوان أرلو، دبابيس حمراء ترمز لدعم وقف إطلاق النار.
وأفاد بيان صادر عن مجموعة "Artists4Ceasefire"، التي تقف وراء الحملة، بأن "الدبوس يرمز إلى الدعم الجماعي لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن وتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في غزة"، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
At the 1978 Oscars, the audience booed after a speech by British actress Vanessa Redgrave, winner of the Best Supporting Actress award, in which she criticized Zionism.
After 46 years, British director Jonathan Glazer stood at the same ceremony and condemned the occupying state… pic.twitter.com/WWa2ZB5s3S — Suppressed News. (@SuppressedNws) March 11, 2024
من جهته قال الممثل الكوميدي من أصل مصري رامي يوسف حينها: "ندعو أيضاً إلى السلام والعدالة الدائمة لشعب فلسطين".
وجاء ذلك فيما خرج مئات المتظاهرين حينها إلى شوارع لوس أنجلوس قرب مسرح دولبي لتوجيه أيضا دعوة لوقف إطلاق النار في غزة.
Billie Eilish, Ramy Youssef, Ava DuVernay and other celebrities wore red pins at the Oscars in support for a cease-fire in Gaza. The design featured a single hand holding a heart and was organized by the group Artists4Ceasefire. pic.twitter.com/sj6HBzsoYi — The Associated Press (@AP) March 11, 2024
يشار إلى أن Artists4Ceasefire، التي تضم أعضاء من صناعة الترفيه، كانت حثت الرئيس الأميركي حينها، جو بايدن، على الدعوة إلى وقف إطلاق النار بغزة، وذلك في رسالة مفتوحة وقعها عدد من النجوم، بما في ذلك المرشحان لجائزة الأوسكار لعام 2024 برادلي كوبر وأميركا فيريرا.