ثورة الـ21 من سبتمبر.. في عشريتها الأولى
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
يمانيون/ كتابات/ إبراهيم محمد الهمداني
لم تكن ثورة ال 21 من سبتمبر 2014م، حدثا تاريخيا فارقا، في تاريخ اليمن الحديث فحسب، وإنما كانت منعطفا تاريخيا كبيرا، في صناعة حاضر ومستقبل المنطقة والعالم؛ فعلى مدى عشرة أعوام، استطاعت تداعيات أحداثها، الدخول مباشرة في صناعة التحولات العالمية، على كافة المستويات والأصعدة، وهو ما لم تصنعه ثورة مشابهة، أو حراك شعبي تحرري، على مستوى المنطقة بأسرها، ذلك لأنها امتلكت أهم عناصر قوتها، التي حصنتها ضد الاختراق الخارجي، وضمنت عدم انحرافها أو احتوائها، بيد القوى الاستعمارية الكبرى، التي تكسرت مشاريعها وأحلام هيمنتها، وسقطت أساطير قوتها، وشراسة إجرامها ودمويتها، تحت أقدام الصمود الشعبي الأسطوري، الذي أذهل العالم أجمع؛ ذلك لأن هذه الثورة المباركة، امتلكت كل مقومات القوة والبقاء، وإمكانات التقدم والاستمرار، من خلال وضوح منهجها القرآني، ومرجعيتها الدينية، ومنطلقاتها الإيمانية، التي ترجمتها القيادة الثورية الربانية، ممثلة في شخص السيد القائد العلم المجاهد، عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، ثم القيادة السياسية الحكيمة المساندة، بالإضافة إلى حضور الوعي الجمعي، المحصن بالثقافة القرآنية، في التفافه الشعبي الجامع حول ثورته، وتسابق جميع أبناء الشعب اليمني، بكل أطيافه ومكوناته، إلى جبهات العزة وميادين الشرف والكرامة.
لعل من أهم منجزات ثورة ال 21 من سبتمبر – وقد بلغت عامها العاشر – تحقيق السيادة واستقلال القرار اليمني، بعيدا عن إملاءات الوصاية، وتوجيهات السفارات الأجنبية، وتحقيق هذا الأمر بالذات، كان أبعد من الخيال، وكذلك تحقيق حالة الأمن والاستقرار المجتمعي، الذي بلغ أعلى مستوياته، وأرقى وأبهى مظاهره وصوره، وإحباط كل محاولات التخريب، وإقلاق الأمن والسكينة المجتمعية، وإسقاط شبكات التجسس الأمريكية الإسرائيلية، بكل جرأة واقتدار، وقطع كل أذرع العمالة والخيانة، دون تلكؤ أو خوف أو تهاون، وفضح أمريكا وأخواتها، وربيبتهم إسرائيل، بلسان عملائهم وجواسيسهم، على مرأى ومسمع العالم أجمع، بالإضافة إلى إسقاط شبكات الدعارة، والمخدرات والحرب الناعمة، وعصابات النصب والاحتيال والسرقة، وجماعات داعش التكفيرية، وأعمال القتل الجماعي والتفجير والتفخيخ، ولا ننسى جهود القيادة وممثليها، في تحصين أفراد المجتمع اليمني، ضد اختراقات الحرب الناعمة، ومحاولات الاستقطاب والتخابر، والوقوع في فخ المنظمات اليهودية، المقنعة بالأعمال الإغاثية والإنسانية، وغير ذلك من مظاهر البناء المجتمعي الداخلي، التي أسهمت في تكوين قاعدة بنيوية مجتمعية عامة راسخة، ارتكزت عليها عمليات البناء الشامل، والنهضة التنموية، والتغييرات الجذرية، التي أسفرت عن تشكيل حكومة التغيير والبناء، وكانت التغييرات القضائية، أولى بشارات نضجها وفاعليتها، ولم تتوقف ثمار انتصارات ثورة ال 21 من سبتمبر، عند صورة هزيمة تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي على اليمن، أو تحصين وحدة الصف الداخلي، أو تنفيذ مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة، الذي أطلقه الشهيد الرئيس صالح الصماد، رضوان الله عليه، تحت شعار “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”، وصولا إلى ما أعلنه سماحه السيد القائد يحفظه الله، في خطابه بمناسبة العيد العاشر، لهذه الثورة المباركة، أن بلدنا حقق فائضا للتصدير، في عدد من المحاصيل الزراعية، والفواكه والخضروات، رغم أنه محاصر ومحارب.
حافظت ثورة ال 21 من سبتمبر، على إنجازاتها ومكتسباتها، وانتقلت من المستوى المحلي، إلى المستوى الإقليمي ثم العالمي، وحققت الحضور السياسي والعسكري الرائد والفاعل، في المشهد السياسي الإقليمي، ومعادلة الصراع العالمي، من خلال ثباتها على نهجها الإيماني الأصيل، وهوية شعبها الإيمانية المتفردة، ودوره الإنساني الحضاري، من خلال تبني قضايا الأمة الإسلامية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم، ونصرته في قضيته وقضية كل المسلمين العادلة، وما فرضته عمليات القوات المسلحة اليمنية، من معادلات السيطرة والسيادة، ومنع السفن التجارية الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وكل الشركات المتعاملة معهم، من المرور من البحر الأحمر والبحر العربي، وتنفيذ عمليات صاروخية على الموانئ، التي يسيطر عليها الكيان الغاصب، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من ميناء أم الرشراش إلى الموانئ الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، وإسقاط أسطورة أسياد البحار، حيث فرت حاملات الطائرات والأساطيل والبارجات والسفن الحربية، أمام ضربات صواريخ ومسيرات القوات المسلحة اليمنية، كما سقطت أسطورة التفوق الجوي، بإسقاط عشر طائرات تجسسية مقاتلة، متعددة المهام، نوع MQ9، التي تعد فخر الصناعة الجوية الأمريكية.
بالإضافة إلى العمليات النوعية الفعالة، التي بلغت عمق الكيان الإسرائيلي الغاصب، واستهداف مدينة يافا، المسماة إسرائيليا “تل أبيب”، بالطيران المسير والصاروخ الفرط صوتي، الذي قطع مسافة 2040 كيلومتر، في زمن قياسي جدا، لم يتجاوز أحد عشرة دقيقة ونصف الدقيقة، في سرعة تفوق سرعة الصوت، مخترقا كل أنظمة الدفاع الجوي المتعددة، وهو ما يعد هزيمة نكراء ساحقة، ليس فقط للكيان الإسرائيلي المحتل، بل ولرعاته وشركائه أمريكا وأوروبا، بكل ما يمتلكونه من ترسانة أسلحة متطورة، ومنظومات دفاع جوي متقدمة جدا، الأمر الذي جعل قوى الاستكبار العالمي، تعيد حساباتها ألف مرة، وتعلن عجزها وفشلها وهزيمتها، أمام التفوق العسكري والتكنولوجي اليمني، خاصة وقد بلغ التصنيع الحربي اليمني، من امتلاك التقنية والتطوير والتصنيع، ما جعله متقدما عليها عشرات السنين.
ببركة ثورة ال 21 من سبتمبر، امتلك الشعب اليمني القرار، وامتلك القوة بالله ومن الله، وخرج من عدوان وحصار عالمي، لمدة عشر سنوات، مجللا بأكاليل النصر، ومحاطا بهالات الإعجاب والتقدير، وهو يتدفق عطاءً وإيثارا، رغم خصاصة الحاجة، وخساسة العدوان والحصار، لتصبح عمليات الجيش اليمني، في إسناد غزة، في قلب المشهد ومركز الحدث، ومحل اهتمام ودراسة وتحليل، كبريات مراكز ومؤسسات صناعة القرار في العالم، التي عجزت تأويلاتها المادية، وتفسيراتها النفعية البراجماتية، عن فهم واستيعاب حقيقة الموقف الإيماني والإنساني، الذي خطه هذا الشعب العظيم، في ظل ثورته الشعبية الخالصة، تحت قيادة هذا القائد القرآني الكريم، الذي جسد المشروع القرآني الحضاري، وأرسى دعائمه ومرتكزاته، لينقل الشعب اليمني من هوامش الإقصاء والإلغاء، إلى مصاف الريادة العالمية والارتقاء الحضاري.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ثورة ال 21 من سبتمبر
إقرأ أيضاً:
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: أخاطبكم باسم لبنان للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الأيام جراء العدوان الإسرائيلي الذي نشر الموت والدمار في انتهاك صارخ للقانون الدولي
2024-11-11alineسابق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: من المهم مواصلة الجهود لاتخاذ إجراءات ضد مرتكبي الإبادة الجماعية في فلسطين وعلى الدول الإسلامية اتخاذ خطوات فاعلة ضد “إسرائيل” مع ضرورة فرض حظر أسلحة عليها وقطع العلاقات الاقتصادية معها وعزلها دولياً ما لم تنه عدوانهاالتالي ميقاتي: لبنان يمر بأزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة ويواجه اعتداء إسرائيلياً صارخاً يضاف إلى كم من التحديات والأزمات المتراكمة، ولا ينغي السماح لـ “إسرائيل” بمواصلة عدوانها دون حسيب أو رقيب انظر ايضاًميقاتي: لبنان يمر بأزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة ويواجه اعتداء إسرائيلياً صارخاً يضاف إلى كم من التحديات والأزمات المتراكمة، ولا ينغي السماح لـ “إسرائيل” بمواصلة عدوانها دون حسيب أو رقيب
آخر الأخبار 2024-11-11وفد سورية إلى الاجتماع الدولي الـ 22 بصيغة أستانا يلتقي الوفدين الروسي والإيراني والبحث يتناول جدول أعمال الاجتماع 2024-11-11الرئيس الأسد يبحث مع رئيس الوزراء العراقي العلاقات الثنائية وجدول أعمال القمة العربية والإسلامية غير العادية 2024-11-11سورية تطالب دول العالم بتوحيد جهودها لوقف الجرائم الصهيونية بحق دول المنطقة وشعوبها 2024-11-11أمام مقر الأمم المتحدة بدمشق.. وقفة تضامنية لمنظمة المرأة الفلسطينية دعماً لفلسطين ولبنان وتنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني 2024-11-11خبير روسي: الهيمنة الأمريكية تشجع الجرائم الإسرائيلية في الشرق الأوسط 2024-11-11عدوان إسرائيلي على مكان تجميع المساعدات للوافدين اللبنانيين في شمسين بريف حمص الجنوبي 2024-11-11الاحتلال يهدم قرية العراقيب بالأراضي المحتلة 1948 للمرة 232 2024-11-11الأمانة السورية للتنمية تبدأ أعمال ترميم مدرستي سرحان الحمود وعبد الكريم نجار بحلب 2024-11-11انطلاق أعمال الاجتماع الدولي الـ 22 حول سورية بموجب صيغة أستانا 2024-11-11الرئيس الأسد يصل السعودية للمشاركة في القمة العربية والإسلامية غير العادية
مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضية في النياية العامة التمييزية 2024-11-02 مرسوم بتحديد الـ 7 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرتي حلب وطرطوس 2024-11-02 الرئيس الأسد يصدر مَراسيم بتعيين محافظين جدد لخمس محافظات 2024-10-17الأحداث على حقيقتها تدمير عشر طائرات مسيرة للتنظيمات الإرهابية بريفي حلب وإدلب- فيديو 2024-10-30 خروج محطة كهرباء مدينة عامودا عن الخدمة جراء عدوان تركي 2024-10-24صور من سورية منوعات الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بعد 2024-11-09 مركبة الفضاء الصينية “شنتشو 19” تلتحم بنجاح بمجموعة المحطة الفضائية 2024-10-30فرص عمل الخارجية تعلن عن برنامج تدريب المقبولين للتقدم إلى المرحلة الثالثة من مسابقتها 2024-11-06 التعليم العالي تسمح للجامعات الخاصة فتح التسجيل المباشر لملء الشواغر في كلياتها 2024-11-04الصحافة ما بين المفهوم والهوية.. بقلم: أ. د بثينة شعبان 2024-11-11 أميركا والاستثمار بالإرهاب.. بقلم: شعبان أحمد 2024-11-09حدث في مثل هذا اليوم 2024-11-1111 تشرين الثاني 1918 – انتهاء الحرب العالمية الأولى بالهدنة التي وقعتها ألمانيا مع قوات الحلفاء 2024-11-1010تشرين الأول 1975 – رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بمدينة نيويورك لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية 2024-11-099 تشرين الثاني 2005- تفجيرات إرهابية تهز فنادق في العاصمة الأردنية عمّان. 2024-11-088 تشرين الثاني 2005- إعلان حالة الطوارئ في فرنسا بعد الاحتجاجات في ضواحي باريس 2024-11-077 تشرين الثاني 1956- الجمعية العامة للأمم المتحدة توافق على قرار يطلب من المملكة المتحدة وفرنسا و”إسرائيل” الانسحاب الفوري من مصر 2024-11-066 تشرين الثاني 1913 – القبض على مهاتما غاندي
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |