تصعيد يقلب الموازين.. ماذا ينتظر الاحتلال على الحدود اللبنانية؟
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
تزايدت حدة التصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في الأيام الأخيرة، حيث شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية مواجهات عسكرية متزايدة، واندلعت الاشتباكات بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة، مما زاد من التوتر في المنطقة، وينذر بتصعيد أكبر خلال الأيام القادمة.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعده جاريد ماسلين قال فيه إن ترسانة حزب الله الضخمة تنتظر إسرائيل في لبنان.
وفي حالة اندلاع حرب شاملة، فسيضظر الجيش الإسرائيلي القتال على أرض حزب الله، حيث لن ينفعه التميز في التكنولوجيا والمعلومات الاستخباراتية، وأضافت الصحيفة أن إسرائيل شنت هجوما جويا ساحقا ضد حزب الله وتفجيرات بالريموت كونترول بهدف وضع الحزب اللبناني في موقع الدفاع عن النفس، إلا أن حربا برية بين الطرفين ستكون قصة أخرى.
فحزب الله الذي يشن ومنذ عام تقريبا، هجمات مستمرة ضد أهداف إسرائيلية لعام، يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ والمسيرات والصواريخ المضادة للدبابات التي يمكنه نشرها لمواجهة التقدم الإسرائيلي.
ومن بين أسلحته الجديدة الأكثر خطورة صاروخ موجه مضاد للدبابات من صنع إيران يسمى ألماس والذي يمنح حزب الله درجة أعلى بكثير من الدقة في ضرباته مقارنة بوضعه عندما خاض آخر حرب مع إسرائيل في عام 2006.
وكما حدث في تلك الحرب التي انتهت بمأزق، فسوف تضطر إسرائيل إلى القتال على أرض معركة في جنوب لبنان لدى حزب الله الكثير من نقاط القوة فيها، وقد يتحول الصراع إلى مستنقع، تماما كما حدث في الحرب في غزة. ونقلت الصحيفة عن دانيال بيمان، الزميل بمعهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن والمسؤول السابق في الحكومة الأمريكية وكتب دراسة صدرت قبل فترة عن ترسانة حزب الله، إنه: "مثل القول للولايات المتحدة عام 1980: دعونا نعود إلى فيتنام".
وزادت مخاطر الحرب الشاملة يوم الإثنين عندما شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة خلفت 500 قتيلا وأكثر من 1,600 جريحا وفي يوم واحد بلبنان ومنذ اندلاع الحرب بغزة في العام الماضي. وتقول إسرائيل إنها تريد دفع الحزب بعيدا عن حدودها وتفكيك قوته العسكرية وإعادة عشرات الألاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بسبب الغارات المستمرة على منطقة الشمال ومنذ 11 شهرا.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص على معرفة بالحزب قولهم إنه سرع من استعداداته للحرب خلال الأشهر الماضية ووسع من شبكات الأنفاق في جنوب لبنان، وأعاد تمركز المقاتلين والأسلحة، وهرب المزيد من الأسلحة.
ويقول مسؤولون أمريكيون وفي المنطقة إن إيران زادت من إمداداتها من الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية، إلى جانب الصواريخ الموجهة وغير الموجهة بعيدة المدى.
وقال ضابط عسكري سابق في حزب الله: "بات الجنوب مثل خلية نحل". وتأتي الاستعدادات الأخيرة إلى جانب التقدم الذي حققه الحزب منذ حرب 2006. فمنذ ذلك الوقت، حصل الحزب على آلاف الصواريخ والمسيرات القتالية الجديدة من إيران، وأضاف مجموعات توجيه إلى صواريخه القديمة غير الموجهة. كما اكتسب مقاتلوه خبرة أكبر من خلال القتال في الحرب في سوريا المجاورة، حيث قاتلوا إلى جانب القوات الروسية والإيرانية وتعلموا تقنيات القتال التي تستخدمها الجيوش التقليدية.
وفي شهري أيار/مايو وحزيران/ يونيو ضربت المسيرات المحدثة نظاما مضادا للمسيرات. وقال الحزب إنه هاجم مقر شركة دفاع إسرائيلية بالقرب من حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل. ولم تؤكد إسرائيل الهدف لكنها قالت إن المجموعة ضربت أعمق من المعتاد في الأراضي الإسرائيلية.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، خططت شركة فاغنر الروسية لتقديم نظام الدفاع المضاد للطائرات أس إي-22، وذلك حسب تقرير للصحيفة، لكن لم يؤكد إن كان الحزب قد تسلم النظام. ويقول محللون عسكريون إن حزب الله قد يستنسخ التكتيكات التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا، بإطلاق وابل من الصواريخ وأسراب من المسيرات في محاولة لإرباك أو تعطيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضرب القواعد العسكرية أو الموانئ وشبكة الكهرباء في البلاد. ويتوقع المسؤولون الإسرائيليون مقتل المئات من الأشخاص. ويقول أصاف أوريون، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إنه لو اندلعت حرب شاملة "فلن تكون نزهة في الحديقة".
وتعلق الصحيفة أن حزب الله لن يكون قادرا، على الأرجح، على هزيمة إسرائيل أو إلحاق هزيمة حاسمة بها في حرب تقليدية. فقد تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر بأضرار كبيرة للحزب وقياداته. وربما أدت إلى تدهور بعض القدرات العسكرية له، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ ومخازن الأسلحة.
وأظهرت إسرائيل قوتها الاستخباراتية الضاربة في الأسبوع الماضي عندما فجرت أجهزة النداء/بيجر واللاسلكي/ توكي ووكي وشوهت الألاف وقتلت عشرات المدنيين. وأتبعت هذه العملية بغارة جوية على الضاحية الجنوبية أدت لمقتل قيادات عسكرية في الحزب. كما أن الجيش الإسرائيلي يمتلك أسلحة أكثر تقدما، بما في ذلك طائرات من طراز إف-35 ودفاعات جوية متعددة الطبقات.
ومن شأن التفوق الجوي الإسرائيلي أن يسمح له بإطلاق غارات جوية مدمرة وشل البنية التحتية المدنية في لبنان، كما فعل في عام 2006.
ولكن إسرائيل تفتقد الميزة الإستراتيجية، ذلك أن حزب الله لن يحاول الانتصار في حرب مع إسرائيل وبالمعنى التقليدي. وبدلا من ذلك سيحاول جر الجيش الإسرائيلي إلى حرب استنزاف، تماما كما نجحت حماس، وهي جماعة أصغر حجما وأقل تسليحا ولكنها استطاعت النجاة في غزة لأكثر من 11 شهرا.
ويقول الجنرال المتقاعد من الجيش اللبناني، إلياس فرحات: "يمكن أن تسبب إسرائيل الدمار في لبنان وهذا لا نقاش فيه، فهناك فجوة في الميزان العسكري" مضيفا أن "حزب الله يملك أسلحة غير متناسقة وأظهر مقاتلوه مهارات في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات عام 2006 وهم مدربون بشكل جيد".
ويقول خبراء عسكريون إن حزب الله ربما يكون القوة شبه العسكرية غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم، حيث يضم عشرات الآلاف من الجنود وترسانة صواريخ واسعة النطاق. وفي عام 2006، قدر المسؤولون الإسرائيليون أن حزب الله لديه حوالي 12 ألف صاروخ وقذيفة.
ونقلت الصحيفة عن قاسم قصير، وهو محلل لبناني مطلع على شؤون حزب الله، إن مخزون الحزب تضخم إلى 150 ألف صاروخ قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهو رقم يتطابق بشكل واسع مع التقديرات الإسرائيلية والغربية. ويعتقد المحللون العسكريون أن صاروخ ألماس المضاد للدبابات هو نسخة هندسية معدلة من صاروخ إسرائيلي يسمى سبايك، ومن المرجح أن حزب الله استولى عليه وأرسله إلى إيران في عام 2006. وتستطيع صواريخ ألماس التسبب بأضرار كبيرة ويمكن مقارنتها بصواريخ مضادة للدبابات متقدمة أخرى مثل صاروخ جافلين الأمريكي، الذي استخدمته أوكرانيا لتفجير المصفحات الروسية في عام 2022.
وتمنح الصواريخ هذه الفرصة لحزب الله كي يضرب الأهداف بدقة أكبر من السنوات الماضية، عندما اعتمد بشكل أساسي على الصواريخ غير الموجهة.
وكانت المرة الأولى التي استخدم فيها حزب الله هذه الصواريخ، في كانون الثاني/يناير، فقد صور الصاروخ فيلما ويظهره وهو ينطلق من جنوب لبنان ويصطدم بتلة عالية عليها رادار ومعدات عسكرية أخرى في شمال إسرائيل. وترى الصحيفة أن الحزب الذي ظهر أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في الثمانينات من القرن الماضي وخاض معركة لتحرير جنوب لبنان، دخل في أكثر من مواجهة مع إسرائيل وكانت أوسعها حرب 2006. وعلى الرغم من قوتها العسكرية الساحقة، وصلت إسرائيل إلى حافة الكارثة العسكرية بعد أن شنت غزوا بريا على جنوب لبنان، بهدف دفع قوات حزب الله إلى الشمال من نهر الليطاني، على بعد حوالي 18 ميلا من الحدود الإسرائيلية.
وباستخدام تكتيكات حرب العصابات، ألحق حزب الله خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية، ونشر صواريخ مضادة للدبابات لاختراق دروع 20 دبابة وقتل 24 فردا من طاقم الدبابات. وأمطر حزب الله شمال إسرائيل بـ 150 صاروخا يوميا، واستخدم صواريخ إيرانية الصنع لضرب بارجة حربية إسرائيلية في البحر المتوسط وضرب حيفا، حيث قتل ثمانية أشخاص.
وتذكر جندي احتياط قاتل لمدة أسبوعين في تلك الحرب كيف عمل مقاتلو الحزب في وحدات صغيرة انتظرت قدوم القوات الإسرائيلية. وعلى الرغم من المواجهات المباشرة بين الجيش والمقاتلين إلا أنهم كانوا يستهدفون القوات الإسرائيلية من مسافة بعيدة بصواريخ مضادة للدبابات يمكنها أن تضرب من مسافة تتراوح بين خمسة إلى ست كيلومترات. وقال الجندي الاحتياطي: "إن حزب الله في عام 2006 ليس حزب الله اليوم"، معترفا بأن المجموعة حسنت قدراتها. لكنه أضاف أن الجيش الإسرائيلي نجح أيضا في تحسين قدراته، واكتسب خبرة جيدة في حرب غزة.
وبالمقابل حصل مقاتلو الحزب على تجربة جيدة عندما دعموا نظام بشار الأسد عام 2011. كما أصبح تهريب الأسلحة إلى الحزب من إيران أسهل بسبب النفوذ الإيراني المتزايد في سوريا، مما فتح طريقا بريا مباشرا من إيران إلى لبنان. وبدورها حاولت إسرائيل تعطيل خطوط إمداد إيران وحزب الله بالضربات الجوية. لكن الغارات لم تكن كافية لمنع تهريب مكونات مهمة، ومنذ عام 2006 أضاف حزب الله أنظمة توجيه صغيرة، جي بي أس إلى صواريخه غير الموجهة، وهي أنظمة يمكن نقلها بسهولة وفي حقيبة سفر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية التصعيد الاحتلال الإسرائيلي اللبنانية حزب الله لبنان إسرائيل حزب الله الاحتلال تصعيد صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی غیر الموجهة أن حزب الله جنوب لبنان فی عام 2006
إقرأ أيضاً:
ماذا يجري على الحدود بين سوريا ولبنان؟ محاولة لضبط الأمن أم تصفية حسابات مع حزب الله وعهد بشار الأسد
في حديثه مع "يورونيوز"، نفى الشيخ نافذ علي عبد العلي، أحد وجهاء عشيرة آل جعفر الشيعية، أن تختزل الاشتباكات الأخيرة بقضية تهريب مخدرات، قائلًا إن الطرف الآخر يحاول الترويج لهذه السردية عبر وسائل الإعلام، لكن ما حدث ميدانيًا مختلف، مؤكدًا عدم وجود علاقة تربطهم بحزب الله.
خلال الأيام الماضية، شهدت الحدود اللبنانية السورية توتراً أمنياً ملحوظاً، حيث اندلعت اشتباكات دامية بين القوات التابعة للنظام السوري، والتي تتألف بشكل رئيسي من عناصر هيئة تحرير الشام من جهة، الجماعة السنية التي أطاحت بنظام بشار الأسد، والعشائر اللبنانية الشيعية التي تسكن منطقة الهرمل من جهة أخرى.
أسفرت المعارك عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وشهدت المنطقة عمليات خطف، فضلاً عن تبادل إطلاق النار باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. كما شارك الجيش اللبناني بالمعركة جزئيًا، حيث رد على مصادر النيران القادمة من الأراضي السورية.. فما القصة؟
بعد أيام من الاشتباكات، بعث الجيش اللبناني بتعزيزاته على الحدود مع سوريا، إثر ورود أنباء عن مكالمة هاتفية بين الرئيس اللبناني جوزاف عون والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، المكنّى سابقا بأبو محمد الجولاني، لاحتواء الوضع المتأزم ومنع وقوع فتنة طائفية، وانتشرت الجيش اللبناني في النقاط التي وقعت فيها المعارك. إلا أن الأحداث الماضية تثير تساؤلات حول ما جرى، خاصة مع التضارب في السرديات وظهور مخاوف من تصاعد الصراع بين الطرفين اللذين تجمعهما خلفية طويلة من التوترات.
ما خطورة المسألة؟خصوصية منطقة الهرمل: تعدّ الهرمل الواقعة، شمال شرق لبنان، واحدة من المناطق التي يغلب عليها الطابع القبلي، حيث تقطنها مجموعة من العشائر المنتمية للطائفة الشيعية مثل زعيتر، جعفر، نون، شمص، وجمال وغيرها. وتواجه الهرمل تحديات في ترسيم الحدود الفاصلة بين الأراضي اللبنانية والسورية، إذ لا يزال الترسيم غير واضح المعالم. كما أن لهذه العشائر اللبنانية امتدادا إلى القرى السورية الحدودية، حيث تسكن هناك منذ مئات السنين.
وتتمتع الهرمل بنوع من الاستقلال الأمني والإداري، وهو ما يُعزى جزئيًا إلى تهميشها من قبل الدولة المركزية على مرّ الزمن. كما أنها، ونظرًا لموقعها، تُستغلّ من قبل تجار المخدرات.
تاريخ من الدماء بين جبهة النصرة والعشائر: قبل نحو 9 سنوات، شنت جبهة النصرة التي كان يتزعمها أبو محمد الجولاني المعروف حاليا باسم أحمد الشرع، مع تنظيم "داعش"، حملة شرسة على جرود لبنان خلال الحرب الأهلية السورية، سيطروا خلالها على جزء من القرى الحدودية. واشتعلت في تلك الفترة معارك لتحرير الأراضي من النصرة وداعش، عُرفت في لبنان باسم "فجر الجرود" شاركت فيها العشائر المسلحة وحزب الله إلى جانب الجيش اللبناني الذي كان يقوده آنذاك جوزاف عون وقد أسفرت تلك المعارك عن دحر جبهة النصرة وداعش، وساهمت في تعزيز الروابط ما بين الجيش وحزب الله والعشائر.
الوضع اختلف: يأتي توقيت الاشتباكات الحالية في ظرف شديد الحساسية بالنسبة للبلدين. فقد خرج لبنان للتو من حرب طاحنة مع إسرائيل ناهيك عن انشغاله بتحديات اقتصادية وسياسية أولها تشكيل الحكومة.
أما حزب الله، الذي شارك في الحرب الأهلية السورية، فقد قرر عقب الحرب الأخيرة، أن يعتكف عن ممارسة نشاطاته العسكرية ويسلم الملف الأمني للدولة اللبنانية التي يرى البعض أنها عاجزة عن السيطرة عليه، خاصة في ظل تواجد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
وبالنسبة لسوريا، فقد تغيّر الحكم بعد أن أطاحت المعارضة المسلحة بقيادة أحمد الشرع بنظام بشار الأسد نهاية العام الماضي. ولا تزال البلاد تواجه صعوبات في الإمساك بزمام الأمور من الناحية الأمنية، لاسيما فيما يتعلق بحل الفصائل المسلحة وتشكيل جيش وطني جامع.
وتخشى العشائر أن تكون الاشتباكات الحالية، في ظل تراجع قوة حزب الله العسكرية، وانشغال الجيش بجنوب لبنان، محاولة للانتقام منها من قبل هيئة تحرير الشام، رغم إعلان الشرع عن حل جميع الفصائل المسلحة، واختلاف الراوية الرسمية السورية بشأن أصل الاشتباكات.
ما سردية الطرفين حيال الاشتباكات الحالية؟من جانبها، قالت قوات الأمن السورية إن المعارك على الحدود مع لبنان تأتي في سياق محاولتها لضبط الأمن في تلك المنطقة وأن عملياتها كانت تستهدف "مهربين وأفراد مطلوبين للدولتين وأشخاص تابعين لحزب الله"، ولم تكن مع العشائر اللبنانية.
منشور سانا بخصوص الاشتباكات على الحدود اللبنانيةفي المقابل، أصدرت العشائر بيانًا قالت فيه إن "قوات النظام السوري بادرت بإطلاق النار على بيوت المدنيين في القرى اللبنانية المتاخمة للحدود مع سوريا"، وهو ما استدعى ردًا ناريًا منها. وأكدت على عدم وجود علاقة تربطها بحزب الله، أو بتجّار المخدرات الذين يعدون حالات فردية لا يصح تعميمها.
Relatedسبقت هيئة تحرير الشام إلى دمشق وزعيمها يفوق الشرع طموحًا.. ما مصير الفصائل الجنوبية في سوريا؟وُلدت تحت الأنقاض ونجت بأعجوبة.. كيف تعيش الطفلة عفراء بعد عامين على زلزال سوريا الكارثي؟توحيد السلاح في سوريا: رغبة السلطة وتناقضات الواقعكيف بدأت الاشتباكات؟في حديثه مع "يورونيوز"، نفى الشيخ نافذ علي عبد العلي، أحد وجهاء عشيرة آل جعفر الشيعية، أن تُختزل الاشتباكات الأخيرة بقضية تهريب مخدرات، قائلًا إن الطرف الآخر يحاول الترويج لهذه السردية عبر وسائل الإعلام، لكن ما حدث ميدانيًا مختلف، مؤكدًا عدم وجود أية علاقة تربطهم بحزب الله.
وشرح عبد العلي أن العلاقة مع دمشق بدأت تتوتر حديثًا، وقد تضررت على إثرها بعض العائلات اللبنانية التي تسكن القرى السورية الحدودية.
ولفت عبد العلي لـ"يورونيوز" إلى أن عشيرته، على غرار عائلات شيعية أخرى كزعيتر ونون، كانت تسكن المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا "منذ مئات السنين". وبعد اتفاقية "سايكس بيكو" التي قسمت منطقة الشرق الأوسط عام 1916، بقيت تلك العشائر مستقرة في القرى الحدودية السورية مثل جرماش ووادي الحوراني ومراح البدوي، وحافظت على علاقة طيبة مع الجانب السوري.
أما بعد سقوط نظام الأسد، قال عبد العلي إن عشيرة آل جعفر طلبت من أقربائها الشيعة الذين يسكنون القرى السورية الانسحاب باتجاه الحدود اللبنانية، خشية حدوث توترات مع النظام الجديد ووقوع فتنة طائفية قبيل إعادة تشكيل الدولة، وهو ما استجابت له العشائر، على حد تعبير الشيخ.
وبعد انسحاب العشائر إلى الجانب اللبناني، قال عبد العلي لـ"يورونيوز" إن النظام السوري الجديد "باشر بقصف القرى اللبنانية، بالمدافع والطائرات المسيرة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وهو ما دفع العشيرة للرد بإطلاق النار على قوات النظام.
وتابع الشيخ قائلا:"وصلنا إلى هذا الواقع ولم نكن نتمناه"، مؤكدًا على عدم وجود رغبة لدى العشائر اللبنانية بوقوع فتنة طائفية، نظرًا لحساسية المرحلة التي تمر بها سوريا.
وشدد عبد العلي على رغبة العشائر بالتوصل إلى حل يقضي بالعيش المشترك ويحافظ على حقوق العائلات اللبنانية التي تسكن القرى السورية الحدودية، لأنّ "شرعيتها تأتي من تواجدها التاريخي في تلك المنطقة".
في هذا السياق، قال محمد عواد، مستشار في العلاقات السياسية، وأحد الوسطاء الذين اطلعوا على الملف وتواصلوا مع الطرفين، إن القرى التي جرت فيها الاشتباكات كان يسكنها بعض المهرّبين، لكنهم "لا يمثلون سوى أنفسهم ولا يمكن تعميم الاتهام على جميع المواطنين".
وتابع لـ"يورونيوز" أنه بعد سقوط نظام الأسد "تعاملت بعض القوات السورية مع سائر العشائر على أنهم مطلوبون"، وذلك بعدما دخل لواء "علي بن أبي طالب"، إحدى الكتائب التابعة لهيئة تحرير الشام، قرية حاويك في ريف حمص."
وشرح الوسيط الذي تواصل مع النظام السوري، أن الكتيبة، و"بسبب عدم إلمامها بطبيعة المنطقة"، ظنت أن أهالي القرية على صلة بحزب الله، فأخطأت التقدير وجرت الاشتباكات، قبل أن يتراجع النظام ويسحبها من المنطقة.
بعد هدوء الوضع نسبيًا، يلفت عواد إلى ضرورة توصل السلطات من كلا الجانبين إلى حل عادل للعشائر اللبنانية التي تسكن الأراضي السورية منذ مئات السنين.
ويردف: "لا يمكن للدولة اللبنانية التعامل مع هذه القرى على أنها ملك لها، كما لا يمكن للجانب السوري التعامل مع هذه العائلات على أنها عدوّ له".
كما شدد الشيخ عبد العلي على ذات المطالب، قائلًا إنهم في انتظار أن يستتب الأمن في سوريا حتى يتمكنوا من التوصل إلى صيغة مع الدولة السورية يستطيعون من خلالها الحفاظ على نظام حياتهم السابق والعيش بشكل آمن.
قضية ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا من أولويات المرحلة الجديدةيُذكر أن رجل دمشق القوي أحمد الشرع ، وفي أول لقاء له مع رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، أكد على موضوع ترسيم الحدود يعدّ أولوية لإدارته، واتفق مع ميقاتي على أن يتابع الملف لجنة مختصة، كما شدد على مسألة مكافحة التهريب، قائلاً: "هناك ضرورة لتعزيز الإجراءات المتبادلة والمشتركة على الحدود لحماية أمن البلدين وسيادتهما ومنع أي أعمال تضرّ بهما وبأمنهما واستقرارهما".أما بعد الأحداث الأخيرة، فيبدو أن الطرفين سيكونان أمام تحديات صعبة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل تخلت واشنطن عن محاربة داعش؟ حديث عن نهاية وشيكة للوجود العسكري الأمريكي في سوريا الشرع يدعو أردوغان لزيارة سوريا في أقرب وقت ويقول "الدم السوري اختلط بالدم التركي في معارك التحرير" سوريا: إصلاحات اقتصادية جذرية.. خطة لتسريح ثلث العاملين بالقطاع العام وخصخصة شركات مملوكة للدولة تهريبسوريابشار الأسدأبو محمد الجولاني اشتباكاتلبنان