يشكل الفكر المتطرف خطورة كبيرة على المجتمعات؛ إذ أنه يؤدي إلى ارتكاب الكثير من الجرائم وانتشار الإرهاب وإضعاف الثقة بين الشعوب والحكومات، فضلا عن تهديد السلم والأمن العام، وهو ما يدفع الكثير من الدول إلى محاربة هذه الأفكار واقتلاعها من جذورها حفاظا على مواطنيها وخاصة الشباب الذين يعتبرون فريسة سهلة للجماعات المتطرفة التي تسعى لاستقطابهم نتيجة نقص خبراتهم.

وضمن الحملة التي أطلقتها «الوطن» لتعزيز الهوية الوطنية، تحت شعار «اختر طريقك.. في الوطن النجاة والأمان»، ونوضح أسباب اتجاه الشباب للتطرف الفكري وكيفية مواجهته، وذلك على النحو التالي: 

ومن جانبها، قالت الدكتورة إيمان الريس استشاري تربوي، لـ«الوطن» إن أحد أهم أسباب التطرف الفكري لدى الشباب هو البيت؛ فالطفل يتخذ من الأب والأم قدوة؛ وإذا رأى والديه أصحاب فكر متطرف يتعلم منهما: «التطرف الفكري عند الأطفال يبدأ بالقدوة، بيشوفوا سلوك وأفعال الأب والأم متطرفة عشان كدا بيقتنعوا أن التطرف شيء طبيعي، وعند مواجهته هيشوف إن دا السلوك العادي الطبيعي في حياته وبيترسخ دا في عقله وصعب مواجهته».

التفكك الأسري يؤدي للتطرف 

وأضافت أنه إذا كان الأب والأم أسوياء، لكن الأسرة منفصلة ومفككة، وكل منهما في جانب يصبح الصغير أو المراهق «لقمة طرية» أو ضحية سهلة للجماعات المتطرفة فكريًا التي تبدأ في استدراجه: «لو الأب والأم عاديين جدًا ممكن يكون فيه خلل في التربية، أو تفكك أسري أدى أن الطفل أصبح عجينة سهلة في إيد المتطرفين وسهل السيطرة عليه، التطرف الفكري أسوأ وأشد وأقوى أنواع التطرف وله أضرار على المدى البعيد لما بنيجي نغير فكر البني آدم بياخد مننا وقت كبير جدا لأنه بيبقى راسخ في العقيدة».

وترى «الريس» أن وقت المواجهة والتغيير هو الأصعب: «عشان أواجهه لازم أعرف إيه أسبابه، لو كان بسبب الأب والأم فبالتالي هحتاج قوة ومجهود كبير جدا عشان ابتدي أوصل للأطفال إن ده فكر متطرف، ببتدي أستخدم الكرتون والمدرسة والشيوخ والتوجيه والإرشاد من خلال محاضرات وندوات، والشباب من خلال السوشيال ميديا والصحاب والأقارب حاجة مهمة جدا لتغيير الاتجاه مهما كان».

غياب الحوار العائلي سبب التطرف 

وقالت الدكتورة إيناس علي، أخصائي الصحة النفسية وتعديل السلوك لـ«الوطن»، إن أحد أسباب التطرف الفكري هو غياب الحوار العائلي وضعف الوعي الديني المعتدل: «غياب كلام الأهل مع الأطفال غير إنه بيخليه يشعر بالعزلة بيخليه وكمان مبيكونش عنده وعي ديني لأن مفيش حد يقوله ده صح وده غلط بحوار واعي وهنا يبتدي يميل إلى الانضمام لجماعات تدعي منحه الأمان أو القوة»، وبسبب هذا الفكر يصبح الصغير صاحب نظرة عدائية للمجتمع.

وأشارت إلى أن أهم طريقة لمعالجة التطرف الفكري هي الاحتواء والتفاهم، فمن المهم أن يشعر الطفل بالأمان النفسي للتعبير عن آرائه دون خوف من العقاب: «الأم والأب لازم يكونوا واعيين ويسمعوا له بهدوء، ويشاركوا نقاشات مفتوحة توضح له المفاهيم الدينية بأسلوب مقنع ومحترم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حملة الوطن تعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية التطرف الفکری الأب والأم

إقرأ أيضاً:

نائب مفتي كازاخستان: الأمن الفكري يشكل أساس استقرار الأفراد والأمم

قال الدكتور سانسيزباي شوقانوف، نائب مفتي كازاخستان، في كلمته خلال المؤتمر الدولي الذي نظمته دار الإفتاء المصرية: إن تعزيز الأمن الفكري يعد ضرورة ملحة في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.

 وأوضح شوقانوف أن الأمن الفكري يشكل أساس استقرار الأفراد والأمم، ويساعد في التصدي للتحديات الفكرية، مثل الإلحاد والتطرف، التي تؤثر على الشباب ومستقبل المجتمعات. وأكد أن كازاخستان، بفضل تنوعها الثقافي والديني، نجحت في تعزيز التعايش السلمي، لكنه أشار إلى وجود تحديات جديدة تستدعي التعاون بين المؤسسات الدينية والحكومية والمجتمعية لحماية القيم الفكرية والدينية.

حكم مناداة الإنسان لوالده باسمه مجردا.. الإفتاء توضححكم السجود على العمامة أو الطاقية.. الإفتاء توضح
وأكد نائب المفتي على أن المؤسسات الدينية في كازاخستان تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز الأمن الفكري ونشر القيم الإسلامية المعتدلة، حيث شدد على أن العديد من تقاليد الشعب الكازاخي مستمدة من تعاليم الإسلام، مما يجعل هذه القيم جزءًا أساسيًّا من الهُوية الكازاخية. وأوضح أن الإدارة الدينية تسعى لتقديم برامج توعية للشباب توضح توافق الإسلام مع العقل والعلم، وتشجع على التفكير والإبداع. كما أشار إلى جهود إحياء التراث الإسلامي الكازاخي من خلال تسليط الضوء على العلماء الكازاخيين الذين ساهموا في الفكر الإسلامي.


وأشار شوقانوف إلى إنشاء مجلس للشباب، الذي يمثل منصة هامة للتواصل مع الشباب، حيث يسعى المجلس إلى التفاعل مع تطلعات الشباب من خلال الاستماع إلى آرائهم وأفكارهم وتعزيز القيم الإيجابية. وأكد على أهمية تعزيز الأمن الفكري من خلال مناقشة الأفكار التي تؤثر على الشباب في العصر الرقمي، ونشر قيم التسامح والتعايش من خلال تشجيع الشباب على إنتاج محتوى إيجابي يعكس قيم الإسلام. كما دعا إلى إشراك الشباب في تعزيز الهوية الوطنية والدينية عبر مساهمتهم في مبادرات تحمي الهوية الكازاخية.


في ختام كلمته، قدم الدكتور شوقانوف شكره لجمهورية مصر العربية، حكومةً وشعبًا، وللأزهر الشريف، الذي يعتبر منارة للعلم والاعتدال. ودعا إلى ضرورة تكاتف الجهود بين المؤسسات الدينية والحكومية والمجتمعية لتعزيز الأمن الفكري وحماية فكر الشباب من التحديات المعاصرة، مختتمًا بالدعاء لله أن يبارك جهود الجميع ويحقق الخير للمجتمعات الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • نائب مفتي كازاخستان: الأمن الفكري يشكل أساس استقرار الأفراد والأمم
  • مرزوق عبد الله : الفتوى تمثل أداة حيوية لتعزيز الاستقرار الفكري ومكافحة التطرف
  • عضو المجلس المغربي بأوروبا: الأمن الفكري هو غياب الخوف وحلول السكينة للمجتمعات
  • المفتي العام بالبوسنة والهرسك: الأمن الفكري ضرورة ملحة في مواجهة التطرف الديني
  • «مواجهة التطرف والإلحاد» في ندوة توعوية بمركز شباب سليم الحى بالسويس
  • ختام برنامج «رؤية لمجابهة التطرف» في كليات جامعة الأزهر بأسيوط
  • خبراء يكشفون .. ماذا ستقدم اجتماعات وزراء الخارجية بالعقبة لسوريا
  • منها «ارتفاع ضغط الدم».. استشاري يكشف أسباب الموت المفاجئ في سن الشباب وكيفية الوقاية منه
  • خبراء إسرائيليون يكشفون طرق التعذيب الوحشية للأسرى الفلسطينيين
  • أسباب حب الشباب الناتج عن التوتر وطرق علاجه والوقاية منه