اكتشاف ضخم يفتح نافذة جديدة على تاريخ المغرب خلال العصر الحجري
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
كشف عمل ميداني أثري متعدد التخصصات في المغرب عن أقدم مجتمع زراعي غير معروف سابقًا، من عصور ما قبل التاريخ في شمال غربي أفريقيا، يعود تاريخه إلى 3400-2900 قبل الميلاد.
وبحسب الدراسة التي نشرها العلماء يوم 23 سبتمبر في دورية “أنتيكويتي”، فإن هذا هو أقدم وأكبر مجتمع زراعي عُثر عليه حتى الآن في أفريقيا خارج منطقة نهر النيل.
ويميط هذا الاكتشاف، الذي يعود تاريخه إلى نهاية العصر الحجري الحديث، اللثام عن أهمية منطقة المغرب العربي، في نشوء أولى المجتمعات الزراعية المعقدة.
فريق الباحثين بقيادة يوسف بوكبوط من المعهد الوطني للآثار وعلوم التراثالمغربي، برفقة باحثين من جامعة كامبريدج والمجلس الوطني للبحث في إيطاليا، قاموا بحفريات في وادي بهت ، كشفت عن وجود مجتمع زراعي واسع ازدهر خلال العصر الحجري الحديث الأخير، مما فتح نافذة جديدة على تاريخ المغرب.
وهذا يشير إلى أن المغرب كان له دور فعال في تشكيل غرب البحر الأبيض المتوسط خلال الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد، وبشكل خاص في ظهور المجتمعات المعقدة.
ويوضح الباحثون أنه بفضل البيئة المتوسطية، والحدود مع الصحراء الكبرى ووجود أقصر معبر بحري بين أفريقيا وأوروبا، وقع المغرب في موقع مثالي كمركز للتطورات الثقافية الكبرى والاتصالات بين القارات في الماضي.
وفي حين أن أهمية المنطقة خلال العصر الحجري القديم والعصر الحديدي ومن ثم العصر الإسلامي معروفة جيدًا، إلا أن هناك فجوة كبيرة في المعرفة بآثار المغرب بين حوالي 4000 و1000 قبل الميلاد، وهي فترة من التغيير الديناميكي في معظم أنحاء البحر الأبيض المتوسط.
ويقول مؤلفو الدراسة الجديدة “تثبت اكتشافاتنا أن هذه الفجوة لم تكن بسبب أي نقص في النشاط ما قبل التاريخي الرئيسي، ولكن بسبب الافتقار النسبي إلى البحث العلمي في هذا النطاق. ويؤكد وادي بهت الآن الدور المركزي للمغرب في ظهور كل من المجتمعات المتوسطية والأفريقية الأوسع نطاقًا”.
وأوضح مؤلفو الدراسة الدور القديم للمغرب في هذا السياق التاريخي قائلين “من الأهمية بمكان أن ننظر إلى وادي بِهْت ضمن إطار أوسع متطور ومترابط يضم الشعوب على جانبي بوابة البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي خلال أواخر الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد”.
ويضيف الباحثون في دراستهم أنه “على الرغم من احتمال الحركة في كلا الاتجاهين، فإنه يجب الاعتراف به كمجتمع متميز قائم على أساس أفريقي أسهم إسهاما كبيرا في تشكيل ذلك العالم الاجتماعي”.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: العصر الحجری قبل المیلاد
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مقبرة نادرة| أسرار جديدة من عصور الفراعنة في أهرامات الجيزة
قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات، إن اكتشاف مقبرة نادرة تعود لأكثر من 4000 عام، وذلك وفقاً لما نشرته أكاديمية العلوم الروسية، يعتبر إنجازاً ضخماً في مجال الدراسات الآثارية، حيث إن منطقة أهرامات الجيزة دائماً ما كانت محط اهتمام العلماء والباحثين، نظراً لكونها مليئة بالأسرار والكنوز الأثرية التي لم تُكتشف بعد، والنقوش التي تحتويها هذه المقبرة تعكس جوانب من الحياة اليومية في مصر القديمة، مثل مشاهد تقديم القرابين والصيد، مما يعكس الثقافة الغنية لهذه الفترة.
اكتشاف مقبرة نادرةوأضاف “عامر” لـ صدى البلد، أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في إمكانية فتح أبواب عديدة لاستكشاف المزيد من المقابر النادرة التي لم تُعرف من قبل، ويعكس اكتشاف المقبرة الجديدة حالة جيدة من الحفاظ عليها، حيث لم تتعرض للنهب أو السرقة، وهو ما يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وما قامت به من جهود للحفاظ على قبورها وأماكن دفنها، مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف يعزز من فهمنا لعهد الأسرة الخامسة، حيث معظم الآثار المستخرجة حتى الآن كانت في منطقة أبوصير، مما يعني أن هناك الكثير من الطموح والرغبة في الاستكشاف والتوسيع المعرفي في هذا المجال.
وأوضح أن معظم الآثار المرتبطة بعهد الأسرة الخامسة كانت تتركز في مناطق محددة، نظراً لاكتمال أهرامات الجيزة بعدد كبير من الأهرامات والمقابر، واكتشاف مثل هذه المقبرة التي تمثل جمال وروعة عهد الأسرة الخامسة يعتبر أمراً نادراً بالفعل نظراً لأن معظم الاكتشافات السابقة كانت تعود لعهد الأسرة الرابعة، فإن هذا الاكتشاف الجديد يقودنا إلى احتمالية العثور على آثار نادرة تنتمي لأسر أخرى، مما يوسع من معرفتنا بحضارة مصر القديمة ويظهر مدى تنوعها.
الآثار توضح تفاصيل تشويه جدران مقبرة مريروكا بسقارة مريروكا قصة مقبرة أثرية تبحث عن الجاني.. وأنقذها المرممونوأكد الخبير الآثري أن هذا الاكتشاف يفتح المجال واسعاً للتفكير في المستقبل في مجال الآثار المصرية، فالاكتشافات الجديدة لها القدرة على إعادة تشكيل فهمنا للتاريخ القديم وتاريخ الأسر الحاكمة في مصر، ويظل علم المصريات مجالاً غنياً بالمفاجآت والاكتشافات، ويمثل مصدر إلهام للباحثين وعشاق التاريخ على حد سواء، ومن المتوقع أن تسفر المزيد من البعثات الأثرية في المستقبل عن اكتشافات قيّمة تضيف فصولاً جديدة لهذا الإرث الحضاري العظيم.