بغداد تعطي الضوء الاخضر لمنع صراع عشائري طاحن جنوبي العراق
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
بغداد اليوم - المثنى
أكد مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (24 أيلول 2024)، أن بغداد أعطت الضوء الأخضر لمنع صراع عشائري دام في جزيرة الكرامة بالمثنى.
وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إن "قوات أمنية مشتركة انطلقت من ثلاثة محاور لتنفيذ عمليات دهم وتفتيش واسعة في ثمان مناطق داخل جزيرة الكرامة شرق المثنى بناء على ضوء اخضر من بغداد من اجل منع صراع عشائري دام كاد ينفجر مساء يوم امس بفعل احتكاك نجم عن اطلاق نار متبادل قبل السيطرة عليه".
وأضاف أن "عمليات الدهم اثمرت عن اعتقال أكثر من 20 شخصا وضبط اسلحة واعتدة"، مؤكدا، أن "حالة الاستنفار في جزيرة الكرامة ستبقى في وضعها الحالي لحين التأكد من أن اجواء التوتر قد انتهت".
وأشار الى أن "بغداد في تواصل مستمر مع القيادات الامنية في المثنى لاحتواء اشكالية جزيرة الكرامة وهي خلاف على ملكية ارض زراعية بالمقام الاول تطور بوتيرة متسارعة لولا تدخل القوات الامنية بقوة في اللحظات الاخيرة واحتواء الموقف".
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء (24 أيلول 2024)، كشف مصدر أمني عن استنفار واسع في جزيرة الكرامة بسبب نزاع مسلح حدث على ارض في محافظة المثنى.
وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، انه "بناءً على أوامر عليا من بغداد تم نشر قوات نخبة من طوارئ الشرطة والفوج التكتيكي والتشكيلات الساندة في جزيرة الكرامة في المثنى لاحتواء بوادر نزاع عشائري كبير بسبب خلافات على ارض بدء يتصاعد في الأيام الأخيرة".
وأضاف ان "الاستنفار بلغ اعلى مستوياته مع اطلاق نار حصل بين طرفي النزاع في ساعة متأخرة من مساء يوم امس قبل ان يتم احتوائه دون أي إصابات"، مؤكدا ان "نخب دينية وسياسية وعشائرية من المثنى وباقي المحافظات تسعى الى بلورة حلول تهدئه ودفع الأطراف الى الحوار بدلا من نزاع قد يؤدي الى ضرر امني بالغ لمحافظة تعيش استقرار منذ سنوات".
وأشار الى ان "لجنة من بغداد في طريقها الى المثنى من اجل الوقوف على طبيعة الخلاف العشائري والسعي مع بقية الأطراف الى حله دون اي تصعيد"، مؤكدا ان "كبار القيادات الأمنية في المثنى متواجدة في جزيرة الكرامة لإدارة ملف الانتشار ومسك الأرض ومنع اي تصعيد يؤدي الى انفجار الأوضاع".
وتناقل ناشطون ومدونون على مواقع التواصل الاجتماعي انباءً عن حدوث نزاع عشائري بسبب خلافات على قطعة ارض بين عشيرتين في محافظة المثنى.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
مفهوم الكرامة الإنسانية في الفلسفة والأديان
عيسى الغساني
يُشكِّلُ الإنسان العنصرَ الأهم على هذه البسيطة، وتدور كل الأفكار والمعتقدات حول الحياة الإنسانية الكريمة، بحيث يُصان عقل الإنسان وجسده ومقومات بقائه من مسكنٍ ومأكلٍ ومشربٍ؛ بل إن توفُّر مقومات الحياة وتشارك الإنسان فيها مع الآخرين هو حق له وواجب عليه الحفاظ عليها؛ فالاجتماع الإنساني يقوم على قاعدة الاحترام والتشارك والتآزر.
والكرامة الإنسانية تُعد من القيم المحورية التي تتناولها كل من الفلسفة والأديان الكبرى وكل المعتقدات والنِحَل. والإسلام، يؤكد كرامة الإنسان منذ خلقه؛ إذ يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" (الإسراء: 70)، وهذا يُظهر الشأن السامي للإنسان في الدين الحنيف. كما إن الإسلام يشدد على العدل والمساواة بين الناس. إلى جانب أن الكرامة الإنسانية في المسيحية مبنية على فكرة أن الإنسان خُلِقَ على صورة الله؛ مما يعني أن كل فرد يحمل قيمة مُقدَّسة. ويُشدد الكتاب المقدس على المحبة والاحترام بين البشر كجزء من الإيمان. بينما ترى التعاليم اليهودية أن كل إنسان يستحق الاحترام والكرامة. وإذا انتقلنا إلى النصوص التلمودية، نجد أنها تُشدد على احترام الكرامة الإنسانية، وتجنب الإذلال أو الإساءة للآخرين.
وكذلك البوذية التي تُوطِّد مفهوم الكرامة من خلال السعي والعمل على تخفيف معاناة الآخرين والعيش برحمة وتسامح؛ إن تعاليم بوذا تدعو إلى احترام الحياة الإنسانية وتعزيز السلام الداخلي والخارجي. وهناك في الهندوسية، مفهوم الكرامة مرتبط بفكرة "أهيمسا" (أي عدم الأذى)، وفكرة أهميسا (Ahimsa)، نظرية جوهرية في العديد من المُعتقدات الهندية مثل الهندوسية والبوذية والجينية، ويعني "عدم الأذى" أو "اللاعنف". وهذا المفهوم يعد من أنبل القيم الأخلاقية الإنسانية، وتكون مقطعًا حيويًا من الفلسفة والوجدانية والممارسات العملية في الحياة اليومية لاتباع هذه النِحَل.
واللاعنف هو الطريق إلى السلام الداخلي والخارجي، في حين أن العنف كممارسة، مناقضٌ للقيم الإنسانية، وليست فقط سلوكًا ساقطًا ومُنكرًا يوصم من يقوم به بالتردي الأخلاقي والخلل العقلي؛ بل تمتد آثاره إلى فاعله ومحيطه، فيُصاب بشتي العِلَل والأمراض النفسية والعقلية والجسدية؛ ذلك أنه مخالف ومنافٍ ومتناقض مع طبيعة النفس البشرية السوية.
ومن زاوية التحليل النفسي، فإنَّ الأشخاص الذين يمارسون التعذيب قد يعانون من اضطرابات شخصية مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial Personality Disorder) أو اضطراب الشخصية النرجسية (Narcissistic Personality Disorder)، وهذه الاضطرابات قد تجعلهم غير قادرين على التعاطف مع الآخرين أو احترام حقوقهم، وبالتالي أصبح اليوم اختبار الحالة النفسية للوظائف ذات الارتباط المباشر بالأفراد؛ سواء على مستوى المؤسسات الخاصة أو العامة، تمُر بمرحلة تقييم واختبار حالة الصحة النفسية وهو اختبار يسمى تقييم الملاءمة النفسية للوظيفة.
رابط مختصر