لا تشمل المعارضين.. ما وراء مراسيم العفو التي يصدرها النظام السوري؟
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
على غرار خطوات مماثلة سابقة للنظام السوري، أصدر رئيس النظام بشار الأسد المرسوم 27، الذي نص على منح عفو عام، عن الجرائم والجنح والمخالفات المرتكبة قبل 22 أيلول/سبتمبر الماضي، ليثير "العفو" كما كل المراسيم المتكررة، تساؤلات عن جديته والمشمولين فيه.
وحدد نص المرسوم عفوا عاما عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي المنصوص عنها في قانون العقوبات العسكرية، من دون أن يشمل المتوارين عن الأنظار والفارين عن وجه العدالة، إلا إذا سلموا أنفسهم خلال 3 أشهر فيما يخص الفرار الداخلي، و4 أشهر للفرار الخارجي.
كذلك استثنى المرسوم الجنح التي تشكل اعتداء خطيرا على المجتمع والدولة، والرشوة وبعض جنح التزوير، والتعرض للآداب العامة، وبعض أنواع السرقة"، وبعض الجنح المنصوص عنها في قوانين ضابطة البناء والجرائم الاقتصادية وسرقة الكهرباء، واستعمال وسائل احتيالية للحصول على خدمات الاتصال وجنح قانون حماية المستهلك، والجنح التي تتعلق بتنظيم الامتحانات العامة، والاعتداء على الغابات، والجنح المتعلقة بالتعامل بغير الليرة السورية.
ويضاف العفو الأخير إلى عشرات المراسيم السابقة التي درج النظام على إصدارها منذ اندلاع الثورة ضد نظامه عام 2011، وسط تشكيك من المعارضة ومن منظمات حقوقية محلية ودولية بتطبيقه، ويستدلون على ذلك ببقاء آلاف المعتقلين السياسيين في سجون ومعتقلات النظام، رغم كل مراسيم العفو.
وليس أدل على ذلك، من اعتقال النظام غالبية السوريين العائدين من دول اللجوء، وهو ما تؤكده الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي تحدثت عن استمرار انتهاكات النظام ضد المدنيين في مناطق سيطرته.
مراسيم شكلية
وتقدر مصادر حقوقية عدد المعتقلين والمختفين في سجون النظام السوري بما يزيد عن 130ألف معتقل، والسؤال هو: لماذا تتكرر مراسيم العفو، دون أن يكون لها أي مفاعيل حقيقية؟
يصف عضو "هيئة القانونيين السوريين" المعارضة، المحامي عبد الناصر حوشان، كل مراسيم "العفو" التي صدرت عن النظام منذ العام 2011 بـ"الشكلية".
وفي حديثه لـ"عربي21"، يؤكد أن الهدف منها، ذر الرماد في عيون المجتمع الدولي، والدول العربية، التي تطالب النظام باتخاذ خطوات سياسية.
وبحسب حوشان، فإن الأسد يريد أن يظهر جدية في الرد على المطالب منه، والمراسيم هنا ليقول إنه يعدل سلوكه في التعامل مع معارضيه.
وعلى النسق ذاته، يشكك مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فضل عبد الغني في حديثه لـ"عربي21" بجدية المرسوم، ويوضح أن "الهدف هو واجهة للتمويه على ملف المعتقلين في سجون النظام".
ويربط بين توقيت صدور "العفو" والانفتاح العربي على النظام، معتبراً أن "النظام يظهر أنه يتعامل مع المطلوب منه عربياً".
ووفق عبد الغني، فإن كل مراسيم العفو التي أصدرها النظام منذ أكثر من عقد لم تشمل إلا 10 آلاف معتقل على أبعد تقدير، في الوقت الذي لازال يوجد فيه أكثر من 130 ألف معتقل ومختف قسرياً في سجون ومعتقلات النظام.
مصيدة للعسكريين الفارين
من جهة أخرى، اعتبر حوشان أن العفو "لا يمكن تمريره على أنه عفو عام٬ لأنه خاص بالجرائم العسكرية، أي الفرار الداخلي والخارجي فقط."
ويقول إن "المرسوم الأخير كما غيره من المراسيم الماضية٬ هو مصيدة ومكيدة للعسكريين الفارين الذين يفكرون بتسوية أوضاعهم، حيث يقوم النظام بالتحقيق معهم باعتبارها إجراءات ملزمة للعسكريين الفارين، وأثناء التحقيق يقوم المحققون بتلفيق التهم والجرائم التي تفوق جريمة وعقوبة الفرار سواء الداخلي أو الخارجي منها الجرائم الواقعة على أمن الدولة الداخلي والخارجي والخيانة والفرار، بمؤامرة والفرار أمام متمردين والإرهاب و كل هذه الجرائم عقوبتها الإعدام وقد رصدنا العديد من هذه الحالات أثناء إصدار قوانين العفو السابقة".
ووفق رأي حوشان، لا يمكن التسليم بأن النظام قد عدل سلوكه أو أوقف جرائم الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري والإعدام والتعذيب والقتل تحت التعذيب.
عفو خاص بحاضنة النظام
رئيس "الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين" المحامي فهد الموسى، قال إن المرسوم يخاطب حاضنة النظام، حيث يؤشر المرسوم إلى زيادة حالات الفرار من الخدمة العسكرية في الأوساط الموالية.
وأوضح لـ"عربي21"، أن الأنباء تتوالى عن زيادة في منسوب الغضب في الشارع المؤيد للنظام، حيث بات الكثير من الأهالي يمتنعون عن إرسال أولادهم إلى الخدمة العسكرية، وخاصة في الساحل السوري معقل النظام.
ويدعم حديث الموسى، توجه النظام إلى زيادة المغريات المادية لجذب الشباب في عقود تطوعية للخدمة العسكرية، وهو ما يؤشر إلى نقص في المقاتلين خاصة في ظل زيادة هجرة الشباب، بذلك، يؤكد المحامي السوري أن مرسوم العفو لا يخاطب المعارضة، ولا يعنيهم أبدا.
وقبل أقل من عام كان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد أصدر مرسوم العفو رقم "36"، من دون أن يشمل أي معتقل سياسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الأسد المعارضة النظام السوري الخدمة العسكرية سوريا الأسد المعارضة الخدمة العسكرية النظام السوري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سجون
إقرأ أيضاً:
أهالي حمص في ذكرى الثورة.. الشعب السوري واحد
حمص-سانا
واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد، شعار لطالما صدحت به حناجر السوريين قبل 14 عاماً منذ انطلاق الثورة السورية، مطالبين بالحرية والكرامة، واليوم من ميدان الساعة الجديدة الذي أطلق عليها أهل حمص ساحة التحرير يعيد التاريخ نفسه وبنفس الشعار ولكن بعد انتصار الثورة .
كاميرا سانا استطلعت آراء الأهالي الذين توافدوا بالآلاف مساء اليوم إلى ساحة الساعة الجديدة، لإحياء ذكرى انطلاقة ثورة الشعب السوري ضد أكثر نظام حكم وحشي في العصر الحديث، رافعين أعلام الثورة ويرددون الهتافات الوطنية، التي تؤكد التمسك بوحدة سوريا وسيادتها على كامل التراب السوري.
“الثورة انتصرت وصار الحلم حقيقة” يقول أبو محمد الذي قتل النظام البائد اثنين من أولاده، ودمر منزله في حي الخالدية ليضيف: “ثمن الحرية غالٍ، ونحن نقف اليوم في هذا المكان مرفوعي الرأس، بفضل دماء شهدائنا وعذابات الأمهات الثكالى ودموع وجوع أطفالنا بالمخيمات.
بينما يقول أبو خالد من حي جورة الشياح: “هذه الثورة سيسجلها التاريخ، وستبقى في ذاكرة أبنائنا لعشرات السنين”، مشيراً إلى ما عاناه الكثير من السوريين خلال السنوات الماضية من الذل والقهر في بلاد الغربة، لكن هذه الثورة أثبتت أن الحق سينتصر على الباطل مهما طال الزمن.
بينما دعا المواطن خالد الأحمد أبناء الشعب السوري بكل أطيافه إلى الحفاظ على مكتسبات الثورة، وعدم الانجرار وراء دعوات التفرقة والطائفية، التي حاول النظام البائد طيلة حكمه تكريسها بين أبناء الوطن الواحد لتثبيت حكمه، مؤكداً أن هذه الثورة هي ثورة كل السوريين ولن نسمح لأي أطراف داخلية أو خارجية بأن تمس وحدتهم.
من جهته لفت محمد العلي إلى أن ثورة الشعب السوري ستبقى مصدر إلهام لكل طلاب الحرية في العالم، معتبراً أن كل السوريين يحتفلون اليوم ليس فقط لإحياء ذكرى الثورة، وإنما شكراً وتقديراً لتضحيات كل شهيد قدم روحه فداء لها، ولكل أم ضحت بأولادها، ولكل يتيم فقد أباً أو أماً.
في حين أشار أبو سالم الذي أمضى تسع سنوات في إدلب بعد أن فقد زوجته واثنين من أولاده في قصف طائرات النظام لحي دير بعلبة، إلى أننا نحتفل اليوم بانتصار الثورة وعلينا جميعاً واجب العمل والبناء، كل حسب استطاعته للنهوض ببلدنا، داعياً جميع المهجرين إلى الإسراع في العودة للمشاركة في إعادة إعمار البلد.
“كلنا مع الدولة وجيشها” رددها العم أبو محمود الذي تجاوز السبعين بلهجة قوية، وذلك لصون استقرار وأمن بلدنا، وإفشال أي مخطط لفلول النظام الأسدي للنيل من منجزات الثورة، بينما عبر العم أبو هيثم عن سعادته بالتخلص من النظام البائد الذي هجره لأكثر من عشر سنوات خارج بيته الذي لم يتبق منه سوى الركام، وهو حالياً في السبعين من عمره.