على غرار خطوات مماثلة سابقة للنظام السوري، أصدر رئيس النظام بشار الأسد المرسوم 27، الذي نص على منح عفو عام، عن الجرائم والجنح والمخالفات المرتكبة قبل 22 أيلول/سبتمبر الماضي، ليثير "العفو" كما كل المراسيم المتكررة، تساؤلات عن جديته والمشمولين فيه.

وحدد نص المرسوم عفوا عاما عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي المنصوص عنها في قانون العقوبات العسكرية، من دون أن يشمل المتوارين عن الأنظار والفارين عن وجه العدالة، إلا إذا سلموا أنفسهم خلال 3 أشهر فيما يخص الفرار الداخلي، و4 أشهر للفرار الخارجي.



كذلك استثنى المرسوم الجنح التي تشكل اعتداء خطيرا على المجتمع والدولة، والرشوة وبعض جنح التزوير، والتعرض للآداب العامة، وبعض أنواع السرقة"، وبعض الجنح المنصوص عنها في قوانين ضابطة البناء والجرائم الاقتصادية وسرقة الكهرباء، واستعمال وسائل احتيالية للحصول على خدمات الاتصال وجنح قانون حماية المستهلك، والجنح التي تتعلق بتنظيم الامتحانات العامة، والاعتداء على الغابات، والجنح المتعلقة بالتعامل بغير الليرة السورية.

ويضاف العفو الأخير إلى عشرات المراسيم السابقة التي درج النظام على إصدارها منذ اندلاع الثورة ضد نظامه عام 2011، وسط تشكيك من المعارضة ومن منظمات حقوقية محلية ودولية بتطبيقه، ويستدلون على ذلك ببقاء آلاف المعتقلين السياسيين في سجون ومعتقلات النظام، رغم كل مراسيم العفو.

وليس أدل على ذلك، من اعتقال النظام غالبية السوريين العائدين من دول اللجوء، وهو ما تؤكده الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي تحدثت عن استمرار انتهاكات النظام ضد المدنيين في مناطق سيطرته.


مراسيم شكلية
وتقدر مصادر حقوقية عدد المعتقلين والمختفين في سجون النظام السوري بما يزيد عن 130ألف معتقل، والسؤال هو: لماذا تتكرر مراسيم العفو، دون أن يكون لها أي مفاعيل حقيقية؟

يصف عضو "هيئة القانونيين السوريين" المعارضة، المحامي عبد الناصر حوشان، كل مراسيم "العفو" التي صدرت عن النظام منذ العام 2011 بـ"الشكلية".

وفي حديثه لـ"عربي21"، يؤكد أن الهدف منها، ذر الرماد في عيون المجتمع الدولي، والدول العربية، التي تطالب النظام باتخاذ خطوات سياسية.

وبحسب حوشان، فإن الأسد يريد أن يظهر جدية في الرد على المطالب منه، والمراسيم هنا ليقول إنه يعدل سلوكه في التعامل مع معارضيه.

وعلى النسق ذاته، يشكك مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فضل عبد الغني في حديثه لـ"عربي21" بجدية المرسوم، ويوضح أن "الهدف هو واجهة للتمويه على ملف المعتقلين في سجون النظام".

ويربط بين توقيت صدور "العفو" والانفتاح العربي على النظام، معتبراً أن "النظام يظهر أنه يتعامل مع المطلوب منه عربياً".

ووفق عبد الغني، فإن كل مراسيم العفو التي أصدرها النظام منذ أكثر من عقد لم تشمل إلا 10 آلاف معتقل على أبعد تقدير، في الوقت الذي لازال يوجد فيه أكثر من 130 ألف معتقل ومختف قسرياً في سجون ومعتقلات النظام.

مصيدة للعسكريين الفارين
من جهة أخرى، اعتبر حوشان أن العفو "لا يمكن تمريره على أنه عفو عام٬ لأنه خاص بالجرائم العسكرية، أي الفرار الداخلي والخارجي فقط."

ويقول إن "المرسوم الأخير كما غيره من المراسيم الماضية٬ هو مصيدة ومكيدة للعسكريين الفارين الذين يفكرون بتسوية أوضاعهم، حيث يقوم النظام بالتحقيق معهم باعتبارها إجراءات ملزمة للعسكريين الفارين، وأثناء التحقيق يقوم المحققون بتلفيق التهم والجرائم التي تفوق جريمة وعقوبة الفرار سواء الداخلي أو الخارجي منها الجرائم الواقعة على أمن الدولة الداخلي والخارجي والخيانة والفرار، بمؤامرة والفرار أمام متمردين والإرهاب و كل هذه الجرائم عقوبتها الإعدام وقد رصدنا العديد من هذه الحالات أثناء إصدار قوانين العفو السابقة".

ووفق رأي حوشان، لا يمكن التسليم بأن النظام قد عدل سلوكه أو أوقف جرائم الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري والإعدام والتعذيب والقتل تحت التعذيب.


عفو خاص بحاضنة النظام
رئيس "الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين" المحامي فهد الموسى، قال إن المرسوم يخاطب حاضنة النظام، حيث يؤشر المرسوم إلى زيادة حالات الفرار من الخدمة العسكرية في الأوساط الموالية.

وأوضح لـ"عربي21"، أن الأنباء تتوالى عن زيادة في منسوب الغضب في الشارع المؤيد للنظام، حيث بات الكثير من الأهالي يمتنعون عن إرسال أولادهم إلى الخدمة العسكرية، وخاصة في الساحل السوري معقل النظام.

ويدعم حديث الموسى، توجه النظام إلى زيادة المغريات المادية لجذب الشباب في عقود تطوعية للخدمة العسكرية، وهو ما يؤشر إلى نقص في المقاتلين خاصة في ظل زيادة هجرة الشباب، بذلك، يؤكد المحامي السوري أن مرسوم العفو لا يخاطب المعارضة، ولا يعنيهم أبدا.

وقبل أقل من عام كان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد أصدر مرسوم العفو رقم "36"، من دون أن يشمل أي معتقل سياسي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الأسد المعارضة النظام السوري الخدمة العسكرية سوريا الأسد المعارضة الخدمة العسكرية النظام السوري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سجون

إقرأ أيضاً:

سوريا.. إدارة العمليات العسكرية تفتتح مركز تسوية لعناصر النظام السابق في القنيطرة

أعلنت إدارة العمليات العسكرية السورية عن افتتاح مركز تسوية لعناصر النظام السابق في محافظة القنيطرة.

 

وفي بلاغ نشرته على قناتها الرسمية في "تلغرام"، دعت الإدارة جميع عناصر النظام السابق لمراجعة المركز في مبنى أمن الدولة بالقنيطرة لاستكمال إجراءات التسوية، واستلام البطاقة المؤقتة اعتبارا من اليوم الأحد الـ22 من كانون الأول الجاري.

 

وأشارت الإدارة إلى ضرورة اصطحاب كامل الوثائق والمعدات والعهد الموجودة لديهم تحت طائلة الملاحقة القضائية في حال التخلف أو تقديم معلومات مغلوطة أو ناقصة.

 

وكانت إدارة العمليات العسكرية في سوريا قد أعلنت الجمعة الماضي عن افتتاح مراكز تسوية لعناصر النظام السوري السابق في محافظة دمشق.

 

وذكرت وسائل الإعلام بأن الإدارة كلفت مرهف أبو قصرة بحقيبة وزارة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال السورية.

 

وأعلنت القيادة العامة في سوريا أن الفصائل العسكرية ستدمج بمؤسسة واحدة بإدارة وزارة الدفاع في الجيش الجديد.

 

بلدية غزة تحذر من كارثة بيئية نتيجة العدوان الإسرائيلي

 

حذرت بلدية غزة من خطر انهيار بيئي وشيك يهدد المدينة بسبب تفاقم الأزمات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي المستمر، وأكدت البلدية في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عربية أن شح المياه، وتسرب مياه الصرف الصحي، وتراكم النفايات أصبحت تهدد البيئة والصحة العامة بشكل غير مسبوق. 

 

أشارت البلدية إلى أن محطات الصرف الصحي في المدينة تعرضت لأضرار بالغة نتيجة القصف المتكرر، مما أدى إلى تعطلها بالكامل، وأضافت أن المياه العادمة بدأت بالتدفق إلى بركة الشيخ رضوان، محذرة من تداعيات كارثية على السكان المحيطين. 

 

وأوضحت البلدية أن تدمير الاحتلال لأكثر من 85% من المعدات الهندسية الثقيلة و50% من آليات الصرف الصحي ومعالجة النفايات زاد من صعوبة التعامل مع هذه الأزمة، مما يفاقم الوضع البيئي والإنساني في المدينة. 

 

وأكدت بلدية غزة أن تراكم النفايات في الشوارع نتيجة تعطل عمليات الجمع والنقل يشكل تهديدًا إضافيًا للصحة العامة، في ظل انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات والقوارض. 

 

وأشارت إلى أن فرق الطوارئ تعمل بأقصى طاقتها رغم نقص المعدات والموارد، لكنها تواجه تحديات هائلة بسبب حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية. 

 

ودعت بلدية غزة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل الفوري لتقديم الدعم اللازم للحيلولة دون وقوع كارثة بيئية غير مسبوقة، كما طالبت بالضغط على الاحتلال لوقف العدوان، والسماح بإدخال المعدات والمواد اللازمة لإعادة تشغيل أنظمة الصرف الصحي ومعالجة النفايات. 

 

واختتمت البلدية بتحذيرها من أن استمرار الأوضاع الحالية سيؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض، مما يعمق المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة. 

مقالات مشابهة

  • من نظام الأسد إلى علم الاستقلال.. الإعلام السوري يغيّر جلده في ليلة وضحاها
  • وزير الإعلام السوري لـعربي21: سنعزز الحريات ونعيد هيكلة مؤسسات النظام
  • تعرف على أبرز النهايات الغامضة لأركان النظام السوري.. هل صفاهم الأسد؟ (شاهد)
  • سوريا.. إدارة العمليات العسكرية تفتتح مركز تسوية لعناصر النظام السابق في القنيطرة
  • رائحة صفقة روسية – تركية – “إسرائيلية” وراء انهيار نظام الأسد
  • قمر قسوم تواصل البحث عن شقيقها المفقود في سجون النظام السوري بعد سقوط الأسد
  • من القمع إلى الحرية.. تحولات الإعلام السوري بعد سقوط النظام
  • وزير التعليم السوري يكشف مصير حزب البعث في المناهج الدراسية
  • العراق يسلم العمليات العسكرية السورية أكثر من 1900 جندي فروا عند سقوط النظام
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه