لا تزال الأوساط التركية مشتعلة بتطورات ما يعرف محليا بـ"قضية الأحمق" المرفوعة بحق رئيس بلدية إسطنبول الكبرى المعارض أكرم إمام اوغلو، والتي لا تزال على طاولة الاستئناف الذي ينظر في إثبات أو إبطال الحكم الصادر في هذه الدعوى ضد السياسي التركي البارز.

وفي حال قرر الاستئناف إثبات الحكم الصادر  بحق إمام أوغلو الذي وُصف سابقا بـ"أردوغان الثاني" ويعد من أبرز الشخصيات السياسية في معسكر المعارضة للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن ذلك يقصيه عن المشهد السياسي الداخلي لمدة 4 سنوات كاملة.



ما التفاصيل؟ (تسلسل زمني)
◼ عام 2019، وصف إمام أوغلو أعضاء المجلس الأعلى للانتخابات بـ"الحمقى" بعدما تقرر إعادة انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى بعد فوزه بها.

◼ في أعقاب ذلك، اتهم إمام أوغلو بإهانة أعضاء المجلس الأعلى للانتخابات في تطور حمل الملف المثير للجدل إلى القضاء.

◼ في 14 كانون الأول/ ديسمبر من عام 2022، حكمت المحكمة الجنائية السابعة في إسطنبول على إمام أوغلو بالسجن لمدة عامين و7 أشهر و15 يوما ومنعه من العمل السياسي مدة 4 سنوات.

◼ مطلع عام 2023، انتقلت القضية إلى محكمة الاستئناف للنظر بالحكم الصادر بحق إمام أوغلو، ولا تزال منذ ذلك الحين على طاولة الاستئناف.

ما المشهد الحالي؟
مع توالي الأنباء عن اقتراب إصدار الاستئناف حكمه في القضية، تشتعل الساحة التركية بالتصريحات والمشادات حول القضية التي من شأنها أن تقصي أحد أبرز الأسماء المرشحة للترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2028 عن حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة التركية.

وفي تصريحات أدلى بها إمام أوغلو اليوم الثلاثاء، "إنه لأمر بائس تماما أن تتحول القضية التي لم يكن من المفترض أن تحدث في الأساس، إلى حظر سياسي وسجن لمدة عامين قضية جنائية لمدة 7 أشهر".

وأضاف أنه يشعر بالسوء حيال حديثه عن هذا القضية، مشيرا إلى أنه "إذا كان هناك من يظن أنه سوف يثنينا عن طريقنا، ويجعلنا نتخلى عن هذا الطريق، فأنا أتعجب من رجاحة عقله!".

ما موقف "الشعب الجمهوري"؟
بقدر ما قد تحمل القضية المستمرة من ضرر لمسيرة إمام أوغلو السياسية، فإنها تضر أيضا بالقدر ذاتها بحزب الشعب الجمهوري الذي تمكن قبل أشهر قليلة من الفوز بنسبة غير مسبوقة طوال عقود على حزب "العدالة والتنمية" في الانتخابات المحلية الأخيرة.

وحال إثبات الحكم الصادر في القضية، فإن ذلك يعني أن حزب الشعب الجمهوري لن يتمكن من ترشيح إمام أوغلو في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الأمر الذي يصب بالضرورة في صالح منافسه "العدالة والتنمية"، لا سيما وأن اسم رئيس بلدية إسطنبول يتم طرحه منذ الآن بقوة كنافس "قادر على هزيمة أردوغان"، حسب وسائل إعلام محلية.

في هذا السياق، من المقرر أن يعقد حزب الشعب الجمهوري اجتماعا رفعيا مع إمام أوغلو وعدد من المسؤولين التنفيذيين للحزب من أجل مناقشة مسار القضية والاحتمالات المطروحة في هذا الصدد.

وقال أوزغور أوزيل، زعيم "الشعب الجمهوري"، في تصريحات صحفية الثلاثاء، "نحن ندرس كل الاحتمالات. ولا ينبغي لأحد أن يحاول جعل فرض العقوبة على جرم لم يحدث أمرا طبيعيا، لا ينبغي السماح لمثل هذه الأجندة بأن تترسخ".

واعتبر أوزيل القضية بمثابة "مؤامرة ضد إمام أوغلو  الذي يعتبر مرشحا رئاسيا محتملا"، مستبعدا أن يتم صدور قرار  عن الاستئناف بإثبات الحكم الصادر بحق رئيس بلدية إسطنبول.

تلخيص تبعات المصادقة على الحكم
◼ إبعاد إمام أوغلو عن المشهد السياسي.

◼ سحب أقوى أوراق حزب "الشعب الجمهوري".

موقف إمام أوغلو
يدرك إمام أوغلو تبعات إصدار مثل هذا الحكم بحقه. وفي تصريحات سابقة هدد رئيس بلدية إسطنبول بخروج عصان مدني في البلاد "لا يبقي الذين في السلطة" في حال صادقت محكمة الاستئناف على الحكم.

واعتبر السياسي المعارض خلال لقائه المتلفز، مطلع أيلول /سبتمبر الجاري، أن "العملية القضائية الحالية غير عادلة وتنطوي على تلاعب سياسي"، مشيرا إلى أن هدفها "جعله محظورا سياسيا من خلال عمل سخيف".

ماذا ننتظر؟
تترقب الأوساط التركية قرار الاستئناف بشأن قضية "الأحمق"، وفي حال صدور القرار بالمصادقة على الحكم الصادر عن المحكمة الجنائية السابعة في إسطنبول، فمن الممكن انتقال القضية إلى المحكمة العليا للنظر في قرار الاستئناف.

وفي حال قضت المحكمة العليا بالمصادقة على قرار الاستئناف، فإن الحكم القاضي بسجن إمام أوغلو ومنعه من ممارسة العمل السياسي لمدة 4 سنوات سيصبح قرارا نهائيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية إمام أوغلو أردوغان تركيا أردوغان إمام أوغلو سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس بلدیة إسطنبول الشعب الجمهوری فی الانتخابات الحکم الصادر إمام أوغلو فی حال

إقرأ أيضاً:

قيادي بـ«الشعب الجمهوري»: بيان «الخارجية» يحمل رسائل واضحة للمجتمع الدولي

ثمن عياد رزق، القيادي بحزب الشعب الجمهوري، البيان المصري الصادر عن وزارة الخارجية والهجرة، المؤكد لموقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ومساعيها نحو حماية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وصولا لإعادة إعمار غزة، وعودة الحياة لطبيعتها كحق أصيل من حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، بحسب القوانين الدولية والقوانين الإنسانية الدولية التي تقضي حق الفلسطينيين في إقامة دولة حرة مستقلة وتقرير مصيرهم.

المخطط الاستعماري

وأوضح «رزق»، في بيان، أن بيان مصر حمل رسائل واضحة للمجتمع الدولي حول تداعيات ومخاطر المخطط الاستعماري الإسرائيلي الأمريكي، بما يمس الأمن القومي العربي ويتعرض للأمن القومي المصري، الأمر الذي لم ولن تسمح به مصر تحت أي ظرف، بالمخالفة للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة ولقرارات مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة للأمم المتحدة.

مخطط تهجير الشعب الفلسطيني

واستنكر عضو لجنة الخطة والموازنة بالأمانة المركزية لحزب الشعب الجمهوري، التصريحات الصادرة من أعضاء فى الحكومة الإسرائيلية، بشأن التهديد ببدء تنفيذ مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه، بتأييد من الإدارة الأمريكية على رأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلا: «الاحتلال الإسرائيلي يلعب بالنار بدعم أمريكي ويحاول إشعال فتيل الحرب في المنطقة وتهديد مسار السلام الشامل والعادل والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين».

وطالب عياد رزق بضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، والتعدي السافر على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بما يفاقم الوضع المتأزم بالمنطقة، مشددا على أهمية الاصطفاف الوطني والتلاحم والتماسك المجتمعي خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة ضد ما يحاك ضدها من مؤامرات ومحاولات لإضعافه قوتها ودورها بالمنطقة.

مقالات مشابهة

  • 10 مارس.. الحكم على استئناف المتهمين في قضية رشوة الجمارك
  • 4 مارس .. الحكم على المتهمين فى قضية رشوة التموين
  • استطلاع رأي يكشف سيناريو وحيد يمكِّن أردوغان من الفوز بالرئاسة مرة أخرى
  • تظاهرات في تركيا والمغرب رفضا لمخطط ترامب بتهجير غزة (شاهد)
  • المشهداني ورؤساء سابقون للبرلمان يناقشون تطورات المشهد السياسي والاستحقاقات الدستورية المقبلة
  • المشهداني ورؤساء سابقين لمجلس النواب يناقشون تطورات المشهد السياسي والاستحقاقات الدستورية المقبلة
  • الشعب الجمهوري: نؤيد موقف مصر التاريخي تجاه مخطط الاحتلال.. ونرفض التهجير
  • 3 عقبات تعرقل عودة سعد الحريري إلى المشهد السياسي في لبنان
  • قيادي بـ«الشعب الجمهوري»: بيان «الخارجية» يحمل رسائل واضحة للمجتمع الدولي
  • رفض أمريكي لمشروع تهجير الفلسطينيين.. «الديمقراطي»: أمر جنوني.. و«الجمهوري»: قضية صعبة