سواليف:
2024-09-24@16:35:39 GMT

تحت الضوء

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

#تحت_الضوء

د. #هاشم_غرايبه

بعد العدوان الغربي الشرس على القطاع، تدحرجت الأحداث، وربما خرجت عن الإطار الذي كان الأوروبيون يرغبون فيه، إذ كان همهم محصور بتأمين الكيان اللقيط، وطمأنة المستعمرين القاطنين فيه إلى أن الغرب معهم ولن يتخلى عنهم، لأنه معروف أن من يغتصب حقا لا يغمض له جفن ما دام صاحبه متمسك بحقه.


نجح الغرب بالترهيب والترغيب في تركيع الأنظمة العربية السياسية (ومن ضمنها سلطة أوسلو)، متمثلا ذلك بتوقيعها سلسلة معاهدات (سلام) تعترف فيها لمغتصبي الأرض بأنها لهم، واعتقدت أنها بذلك سترغم أصحاب الأرض على القبول بالأمر الواقع والتخلي عن مطالبتهم بأرضهم، لأجل تثبيت هؤلاء المهاجرين في هذه الأرض وإقناعهم بالبقاء فيها على أنها وطنهم فعلا.
لكن موقعة الطوفان جاءتهم من حيث لم يحتسبوا، وقلبت كل حساباتهم رأسا على عقب، إذ أزالت حالة الطمأنينة الخادعة التي كانت توحي لمغتصبي الأرض بأن العرب خانعون مستسلمون، ولن يجرؤوا على مهاجمتهم يوما، فها هي فئة كانوا يظنون أنها ضعيفة كونها محاصرة منذ عشرين عاما، تجرأت على كسر ذلك الوهم، ونالت منهم نيلا كبيرا بعد اذ أسرت عددا منهم لتقايض به على الأسرى.
أمر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لا يهمهم، فالإمكان اعتقال اضعافهم في اليوم التالي، بل كسر الهيبة التي صنعوها نتيجة تخاذل المتخاذلين، وألأهم من ذلك أن هذا الطوفان الذي أنشأته هذا الموقعة جارف طاغٍ لا قبل لأحد بصده، كونه يعتمد العقيدة – السلاح الأمضى، الذي انتصرت به الأمة طوال تاريخها، وهي التي ظلت مستهدفة من قبلهم منذ أن نجحوا بكسر شوكة الدولة الإسلامية قبل قرن، وانصبت جهدهم طوال هذه الفترة على تجريد الأمة منها.
من هنا نفهم سر ذلك الهلع الذي ألمّ بالغرب في السابع من تشرين، وما زالت أوصالهم ترتعد من احتمالية تكراره، فرأيناهم هبوا هبة رجل واحد لنجدته، وبصورة لم تحدث قبلاً، يقدمون الدعم السخي، ويجيزون لقادة الكيان فعل كل محظور، وتجاوز أي عرف أو قانون للبطش بهؤلاء الذين فعلوها، فأطلقوا على الفعل العسكري الذي قام به المقاومون إرهابا، وطالبوا كل مسؤول في العالم أن يبدأ أي حديث أو تصريح مهما كان موضوعه بإدانة هذا الهجوم بشدة، وبرروا قتل المدنيين العزل وتدمير بيوتهم وحرمانهم من الماء والدواء، على أنه دفاع عن النفس، الأمر الذي لم يحدث طوال تاريخ الصراعات البشرية.
انقسم النظام الرسمي العربي إزاء ذلك قسمان: الغالبية الساحقة رضخت، منها ما كان منغمسا حتى قمة رأسه في التبعية لدرجة انفصاله عن هم أمته، فالتزم تماما بإملاءات المستعمر، وسمى المقاوم إرهابيا، ليخلي مسؤوليته الشرعية والقومية تجاه نصرته، ومنهم من اكتفى بالتخلى عن ذلك الواجب، وبمناشدة المجتمع الدولي بوقف اطلاق النار.
الأقلية كانت من المضغوط عليهم أمريكيا للإلتحاق بالركب الأول، والتخلي عن شعارات الصمود والتصدي التي تعتاش عليها أمام شعوبها حتى تبقى متمسكة بالسلطة، لكن أمريكا لا تقبل منها حتى ذلك، بل أن تعلن صراحة أنها كالفريق الأول راضخة قابلة بكل الاملاءات، وبذلك يطمئن قاطنو الكيان اللقيط الى عدم وجود من يدعم المقاومين الإسلاميين الذين بقوا وحدهم في الساحة رافضين التسليم بحق المستعمرين في الاستيلاء على أرضهم، فيصيبهم الإحباط ويتخلوا عن المقاومة.
لمّا كان حزب الله هم من هذه الفئة القليلة التي تعلن دعمها للمقاومين، وهي تعلم أن الدور القادم سيكون عليها، لذا فضّل قادتها المبادرة بدعم المقاومة معنويا، بإطلاق بضعة مقذوفات يوميا، هي ليست بتلك التأثير الذي يدفع العدو للرد بقوة، لكنها ترفع من معنويات المقاومين.
عندما أيقن قادة الكيان بفشلهم في القطاع، ولدرء سقوط الحكومة لو تمت صفقة التبادل، لجأوا الى التصعيد في الشمال بعمليات اغتيال يعلمون أنها ستجبر حزب الله على رفع الوتيرة.
يبدو أن نصر الله أحس مؤخرا بخذلان حليفيه في سوريا وإيران له، فقام باستعمال صواريخ (فادي) الموجهة السورية الصنع، للتنبيه الى قدرة سوريا الى حذو حذوه وعدم الاكتفاء بالاحتفاظ بحق الرد بديلا عن الرد.
الآن يتخوف الجميع من المجابهة المباشرة للعدو مع حزب الله، لأن ذلك قد يقلب الأوضاع المستقرة التي وفرتها الأنطمة للكيان اللقيط، لذلك أعتقد أن أمريكا لن تسمح للأمور بالوصول لذلك.

مقالات ذات صلة وراء الحدث 2024/09/23

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تحت الضوء هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

بسبب حزب الله.. نقل 700 مريض إسرائيلي لـ«غرف تحت الأرض»

كشفت وسائل إعلام عبرية، عن أن دولة الاحتلال الإسرائيلية لجأت لتصرف غريب بسبب الهجمات المكثفة التي يشنها حزب الله على شمال الأراضي المحتلة خلال الأيام الماضية، والتي استهدفت قواعد عسكرية بالقرب من مدينة حيفا، فماذا فعلوا؟.

نقل 700 مريض لمستشفى تحت الأرض

وبحسب صحيفة واينت العبرية، فقد نقلت السلطات في دولة الاحتلال مستشفى رامبام في حيفا والذي يعد من أكثر المستشفيات في المنطقة، مئات المرضى إلى غرف تحت الأرض.

وأوضحت الصحيفة أنه تم نقل نحو 700 مريض إلى مستشفى تحت الأرض، خاصة في ظل التوترات وحالة القلق التي تعيشها دولة الاحتلال بسبب الخوف من رد فعل حزب الله على العمليات العسكرية التي شنتها.

مستشفى تحت الأرض

وقالت الصحيفة العبرية إن مستشفي رامبام هو أكبر مشفى تحت الأرض، فهو يتضمن 2000 سرير، وهو أكبر مركز صحي شمال إسرائيل.

وقال مدير المستشفى مايكل هالبيرثال، إن مستشفي رامبام تحت الأرض مكونة من طابقين، الأول يتضمن 1200 سرير، بينما الثاني 800 سرير، بالإضافة إلى وجود منطقة محصنة فوق الأرض تتضمن 200 سرير.

وكانت مدينة حيفا هي مركز ضربات حزب الله، حيث أطلق عشرات الصواريخ على القواعد العسكرية القريبة من المدينة، حتى أن بعض الصواريخ سقطت بالقرب منها وأشعلت النيران في أحد المنازل.

ودوت صافرات الإنذار في جميع أنحاء شمال الأراضي المحتلة، مما جعل مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الفرار للملاجئ تحت الأرض.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: حزب الله “لا يمكنه البقاء بمفرده” في وجه الكيان الصهيوني
  • ما هي المواقع التي استهدفها حزب الله داخل الكيان المحتل؟
  • بسبب حزب الله.. نقل 700 مريض إسرائيلي لـ«غرف تحت الأرض»
  • إسرائيل.. نقل مئات المرضى إلى غرف "تحت الأرض"
  • نعيم قاسم: دخلنا معركة «حساب مفتوح» ونازحو الكيان لن يعودوا للشمال
  • حزب الله يزيح الستار عن صاروخ «فادي1» الذي ضرب عمق الكيان امس
  • السلطات الإسرائيلية تأمر بإغلاق كل المدارس في الشمال
  • من هي قوة الرضوان التابعة لحزب الله؟
  • ما هي وحدة الرضوان التي هجّرت المستوطنين وأرعبت الكيان؟