أكدت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أنها وافقت على وقف إطلاق النار الذي اقترحته الأمم المتحدة بغية التصدّي للأزمة الإنسانية التي تفاقمت بسبب النزاع، غير أن الحوثيين ردّوا على ذلك بمواصلة الانتهاكات وأساليب الحرب الاقتصادية، بما في ذلك عرقلة صادرات النفط ومنع وصول المساعدات الإنسانية. 

وأوضحت في "تقرير الفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل" المقدّم للدورة الـ 57 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف بسويسرا خلال الفترة ( 9 سبتمبر- 11 أكتوبر 2024) أن تعنّت الحوثيين أعاق الجهود الرامية إلى تحويل وقف إطلاق النار إلى حل دائم، ما أدّى إلى استمرار معاناة المدنيين اليمنيين.

وقال التقرير الحكومي إن اليمن يواجه تحديات متعدّدة الأوجه ناجمة عن النزاع وعدم الاستقرار السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الموالية لإيران.

وسلّط الوفد اليمني في عملية الاستعراض الضوء على الوضع المزري لحقوق الإنسان في اليمن، وميّز بين الانتهاكات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي.

وأشار إلى الإفلات المنهجي من العقاب وانعدام المساءلة وتدمير المنازل حيث دمّر الحوثيون أكثر من 900 منزل. ونبّه إلى ما اعتبره تهاون المجتمع الدولي تجاه ميليشيا الحوثي، مشيراً إلى أنها ربما شعرت بتلقّي "ضوء أخضر" لارتكاب الانتهاكات.

وعلى الرغم من هذه العقبات، تظل الحكومة "ملتزمة بتعزيز حقوق الإنسان والمشاركة في مبادرات السلام وتحسين هياكل الحوكمة لتحقيق الاستقرار والازدهار لمواطنيها".

وشدّدت الحكومة في التقرير على ضرورة استمرار الدعم الدولي وتضافر الجهود لمعالجة القضايا الإنسانية والأمنية المعقّدة التي تواجه اليمن، مشيرة إلى أنها شاركت بنشاط في مبادرات السلام غير أن رفض ميليشيا الحوثي المشاركة فيها وقف عائقاً أمام التقدّم. 

وأضافت "اعترضت ميليشيا الحوثي الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق الرياض الذي كان يهدف إلى تشكيل حكومة مشتركة وتوسيع نطاق المشاركة السياسية، حيث رفض الحوثيون الدعوات إلى المشاركة.. وعلى الرغم من هذه الانتكاسات، اتخذت الحكومة تدابير لإعادة هيكلة المؤسّسات الرئيسية، بما في ذلك القوات المسلّحة والقضاء والأجهزة الأمنية، بهدف تعزيز الحوكمة والاستقرار".

ونبّهت إلى أن البلد لا يزال يواجه العواقب الكارثية لاستيلاء ميليشيا الحوثي على السلطة، والتي اتسمت بجرائم حرب وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني وانتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الاعتداءات على المدنيين والصحفيين والمرافق التعليمية والصحية.

وأضافت في تقريرها أنها "قبلت وأقرّت على الرغم من العقبات التي تواجهها بسبب الأزمة المستمرة في اليمن، العديد من التوصيات الصادرة عن الفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل، ما يدل على تفانيها في تحسين حالة حقوق الإنسان".

وشدّدت على "التزامها بتعزيز حقوق الإنسان على الرغم من الظروف الصعبة". وشملت جهودها "إجراء مشاورات مكثّفة مع الهيئات الحكومية ولجان حقوق الإنسان والمجتمع المدني والخبراء، توّجت بتقديم تقارير وطنية إلى الهيئات الدولية ومناقشتها معها".

وأكد التقرير أن التحديات الاقتصادية تستمر بسبب النزاع الدائر، ما يؤثّر على مختلف القطاعات ويؤدّي إلى انخفاض قيمة العملة وارتفاع الأسعار، منوّهاً إلى أن خطط الاستجابة الإنسانية تلبّي الاحتياجات الأساسية بدعم من المساعدات الدولية.

وخلص إلى أن اليمن يواجه تحديات معقّدة تفاقمت بسبب النزاع، ما يعيق تنفيذ الإصلاحات ويؤدّي إلى تضاعف الأزمات الإنسانية، وعلى الرغم من ذلك، تظل الحكومة ملتزمة بمعالجة المشاكل في مختلف القطاعات، مدعومة بالتعاون والمساعدة الدوليين.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: میلیشیا الحوثی حقوق الإنسان على الرغم من إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحرب الدائرة في السودان وآثارها السياسية والاقتصادية

 

 

د. لولوة البورشيد

 

 

أصبحت الحرب الدائرة في السودان واحدة من أكثر الصراعات الدامية والمُستمرة في العالم؛ حيث تندلع الصراعات الداخلية بين الحكومة والجماعات المُسلحة على فترات متقاربة، مما يتسبب في دمار هائل وخسائر بشرية كبيرة.

ويعود أصل الحرب الأهلية في السودان إلى عدة عوامل تاريخية وسياسية واقتصادية تتسبب الحروب الدائرة في السودان في آثار سياسية واقتصادية خطيرة على البلاد، حيث تؤدي إلى تشتت القوى السياسية وتعطيل عملية الحوار والتفاوض لإيجاد حلول سياسية للصراع. فالحكومة والمعارضة تكونان مشغولتان بالصراع العسكري، مما يجعل من الصعب التركيز على الإصلاحات السياسية وتلبية احتياجات الشعب؛ حيث دمرت الحرب الدائرة في البلاد الكثير من الحياة البريئة والممتلكات وأفقرت الكثير من الناس وأجبرت الكثير منهم على النزوح والهجرة إلى دول أخرى .

أما عن الآثار الاقتصادية، فإن الحرب في السودان تؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة والفقر. حيث تتكبد البلاد خسائر فادحة في البنية التحتية والموارد الطبيعية، مما يضعف الاقتصاد ويجعل من الصعب استقطاب الاستثمارات الأجنبية.

تؤثر الحرب الدائرة في السودان أيضًا على مجالات التعليم والصحة والزراعة؛ حيث تعمل الحكومة على تخصيص ميزانية كبيرة للجيش على حساب القطاعات الأخرى، مما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات الحيوية للمواطنين ويزيد من معدلات الفقر والجوع.

وبالرغم من جهود الوساطة الدولية والجهود الدبلوماسية التي تبذل لحل النزاعات في السودان، إلّا أنَّ الحرب لا تزال مستمرة والأوضاع لا تزال مأساوية في البلاد .

بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الحرب في السودان إلى تشريد الملايين من السكان وزيادة حالات النزوح الداخلي، مما يزيد من الأعباء على المجتمع ويؤدي إلى زيادة الجريمة والفوضى.

لذلك.. يجب على الأطراف المتنازعة في السودان التخلص من الصراعات والتوجه نحو الحوار والمصالحة، للحفاظ على وحدة البلاد وتعزيز التنمية السياسية والاقتصادية في المستقبل. كما ينبغي على المجتمع الدولي دعم السودان في هذه الفترة الحرجة وتقديم الدعم اللازم لإحلال السلام والاستقرار في البلاد.

يُعبِّر المجتمع الدولي عن قلقه العميق تجاه الحرب الدائرة في السودان ويدين بشدة العنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث خلال هذه الصراعات. يطالب المجتمع الدولي بوقف العنف فورًا والبحث عن حل سلمي للصراعات وتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.

منظور القانون الدولي اتجاه الحرب الدائرة في السودان يركز على إدانة الأعمال العدوانية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث خلال النزاع. القوانين الدولية تحظر الاعتداء على سيادة الدولة وتدعو إلى احترام حقوق الإنسان لجميع الأفراد بغض النظر عن الظروف.

والآثار السياسية والاقتصادية للحرب في السودان كارثية على جميع الأصعدة. وتؤدي الصراعات المستمرة إلى تشتت المجتمع وتعطيل العملية السياسية وتحد من التنمية الاقتصادية. تكون الحروب الدائرة سبباً رئيسياً للنزوح السكاني وتدمير البنية التحتية وتعرقل الجهود الإنسانية.

وتمثل حقوق الإنسان منظورًا حيويًا عند التعامل مع الحرب الدائرة في السودان. فالحروب والنزاعات تسبب الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان وتؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني  وبالتالي، يجب أن تتم مراعاة حقوق الإنسان في جميع جوانب النزاع والحرب، بما في ذلك حماية المدنيين، وعدم استهدافهم، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وضمان العدالة والمحاسبة لجميع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان التي قد تحدث خلال النزاع.علاوة على ذلك، يجب أن تتوجه الجهود نحو العمل على إيجاد حلول سياسية للنزاعات والحروب في السودان، تحقق العدالة وتعزز السلام والاستقرار. ويجب أن تلتزم جميع الأطراف المتورطة في النزاع بسياسات وخطط تعزز حماية حقوق الإنسان وتضمن تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية.

في النهاية.. يجب على الأطراف المتحاربة في السودان أن يضعوا مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتباراتهم وأن يسعوا جاهدين لإيجاد حلول سياسية للصراع، بما يسهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد ويعيد بناء ما دمرته الحروب والنزاعات الطويلة، والتفاوض بشكل بناء وسلمي لحل القضايا السياسية والاقتصادية التي تقف وراء الصراع.

إنَّ الحرب في السودان لن تجلب سوى المزيد من الدمار والخراب، ويجب وضع نهاية للحرب الدائرة حتى تمثل خطوة هامة نحو بناء مستقبل أفضل للسودان وشعبه.

مقالات مشابهة

  • الحرب الدائرة في السودان وآثارها السياسية والاقتصادية
  • السديس: المملكة ترسم أكبر قصة نجاح في نشر قيم الوسطية والاعتدال عالميًا
  • تقرير يوثق جرائم الحوثيين في صنعاء وماذا حدث العام الماضي عندما منعت المليشيات الناس من الإحتفال بثورة 26 سبتمبر؟
  • حذر من شلل عالمي سيعطل الإنترنت.. مخترع ‘‘الواي فاي’’ يكشف مفاجأة بشأن المادة التي فجّرت ‘‘البيجر’’ في لبنان (فيديو)
  • ”ميليشيا الحوثي تواصل خطف عائلة المياحي.. اختفاء غامض لشقيق الكاتب محمد المياحي!”
  • محلل سياسي بجنوب اليمن لـ "الفجر": الحوثي لا يحترم حقوق الإنسان.. وخدمة "ستارلينك" تفضح الميليشيات (حوار)
  • الشرعية تقول انه لا حل مع الحوثيين الا بالحسم العسكري ومبعوث واشنطن ينسف هذا الخيار ويهادن الحوثيين
  • برلماني بريطاني سابق: الهجرة غير الشرعية من ليبيا أكبر تهديد للديمقراطية الغربية
  • ”ميليشيا الحوثي تعتقل شيخًا قبليًا.. منشور على فيسبوك يقود للاختطاف!”