مذاق الايام المتبقية من معركة الكرامة (2)
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
مذاق الايام المتبقية من معركة الكرامة (2)
“اماني” و “مرقو مرقو” .. غرام وثأر
رشان اوشي
الذي حدث لـ “أهل دارفور” على فظاعته من قبل الجنجويد على مدار عشرون عاماً حدث للخرطوم، الجزيرة، سنار ، كردفان ، ودارفور مرة أخرى بعد عقدين من التنكيل ، نكل بهم للمرة الثانية في الجنينة ،عندما تمت إبادة (5) الف من المساليت ، وطرد البقية إلى تشاد ، نتاج ذلك أعاد قادة حركات دارفور المسلحة ، تقييم كل ما وقع، ووضع تصوراً مرحلياً لنهاية مرحلة وبدء مرحلة جديدة.
كما ذكرت في المقال السابق ، اني كنت ارافق وفد حركة تحرير السودان -المجلس الانتقالي، بقيادة عضو المجلس السيادي “صلاح رصاص” إلى كسلا ، واتيحت لي فرصة ذهبية لإدارة نقاشات مع جنرالات جيشه، ومعه شخصياً، حول رؤيتهم للحرب ، وقلت لهم :” في إطار تقييم الواقع ،هل كان الذهاب الى الحرب تسرعاً عاطفياً ام ضرورة لها جدواها ؟، أجابني الحارس الشخصي ل”رصاص” يكنى ب “مرقو مرقو” قائلاً” لقد نشأت بمعسكر نزوح ، طردني الجنجويد من ارضي وانا في الرابعة من العمر ، والتحقت بالكفاح المسلح وانا عمري أحد عشر عاماً، شاركت في توقيع ثلاثة اتفاقيات سلام ،كنت حارسا شخصياً ل”الصادق فكة” وشهدت توقيعه للسلام ، وكنت حارساً شخصياً لوالي شمال دارفور المتمرد “نمر عبدالرحمن” ، ولم اضع البندقية، لاني اعلم أن معركتي الحقيقية ضد الجنجويد مؤجلة وحتمية النشوب .
أما امين شؤون الإدارة بجيش حركة تحرير السودان “صديق موسى أرباب” المكنى ب “اماني” ، سألته لماذا ينادونك ب“اماني” أمر مثير للدهشة ، حتى الرئيس خاطبك في محفل رسمي بهذا الاسم ، قال”: اماني هي زوجتي الحالية ، تعرفت عليها عندما وقعت في الأسر في إحدى المعارك إبان حرب الألفية الأولى ، انقذتني اماني” ،لن اضع البندقية حتى اعيد كل سيدات دارفور إلى أرضهم حيث الأمان والطمأنينة .
إذاً الذي يدفع حركات الكفاح المسلح للقتال ضد الجنجويد لا علاقة له بوجودهم شركاء في السلطة ، إنما قضية حقيقية ، وغبن متراكم لعشرون عاماً، وتوق دفاق للعودة إلى الديار التي هجرهم منها الجنجويد .
واضح أن «القوات المشتركة » انتزعت القضية من بقية السودانيين ، وهذا من حقها ، و من حق جميع السودانيين القتال في كل المحافل حتى لا يكون مصيرهم عشرون عاماً كما حدث لأهل دارفور و ما دام العدو واحداً.
وقد أظهرت الأحداث الأخيرة أنه ليس من مصلحة السودانيين إطلاقاً أن تكون الدولة مهتزة ، بل يجب أن تظل فاعلة بجميع أجهزتها ومؤسساتها وشركاءها وان كانوا متمردين عليها في السابق، واليوم عادوا للمشاركة في صناعة المشروع الوطني ، هذه مسائل جوهرية من الأفضل إعادة النظر فيها للجميع. لقد ثبت أن الخيانة تكون أشد فظاعة عندما تكون في الداخل، كحال “دقلو” وحاضنته السياسية .
وبهذا نختم هذه السلسلة، لنعود إلى سلسلة مقالات “بذرة الكرامة ..حصاد الحرية” ، من كسلا ، كيف تبدو الأوضاع الخدمية، المجتمعية، الأمنية .
محبتي واحتراميإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مناقشة آلية تسجيل الطلاب السودانيين النازحين بالمؤسّسات التّعليمية
اِلتقى وكيل وزارة التربية بحكومة الوحدة الوطنية لِشؤون المراقبات مُحسن الكبيّر، نائب السفير السوداني لدى ليبيا نصر الدين عبد الله محمد أحمد.
وناقشَ اللقاء الذي حضره مُدير مكتب شؤون المراقبات “المبروك مبارك”، “آلية تسجيل التلامِيذ والطلاب السودانيين النازحين في المؤسّسات التّعليمية الليبية”.