مسقط- الرؤية

أعلن البنك الوطني العماني ومزن للصيرفة الإسلامية توفير خدمة Apple Pay للمدفوعات، وهي طريقة أكثر أمانًا وخصوصية، تُجنب العملاء تسليم بطاقاتهم إلى شخص آخر لإجراء عملية الدفع، أو استخدام أجهزة الدفع بأنواعها، أو الدفع النقدي، إذ تعتمد هذه الخدمة على قوة أنظمة iPhone لحماية كل معاملة.

ويتم استخدام الخدمة عبر وضع أجهزة iPhone أو  Apple Watch بالقرب من جهاز الدفع لإجراء عملية الدفع بسلاسة، وتعد كل عملية شراء عبر خدمة Apple Pay آمنة لأنه تتم مصادقتها باستخدام بصمة الوجه أو بصمة الأصبع أو رمز المرور الخاص بالجهاز، بالإضافة إلى الرقم السري لمرة واحدة، إذ تسهل خدمة Apple Pay عملية الدفع وهي متاحة في متاجر البقالة، والتسوق عبر الإنترنت، وخدمات النقل وغيرها، كما يمكن استخدام الخدمة لإجراء عمليات الدفع في التطبيقات الموجودة على ساعات Apple Watch.

ويمكن للعملاء استخدام خدمة Apple Pay على كل من أجهزة iPhone و iPad و Mac لإجراء عمليات شراء أسرع وأكثر ملاءمة داخل التطبيقات أو على مواقع الإنترنت عبر متصفح Safari دون الحاجة إلى إنشاء حسابات أو كتابة معلومات الشحن والفوترة بشكل متكرر.

ويعد الأمان والخصوصية هما جوهر خدمة Apple Payـ فعندما يستخدم العملاء بطاقة الائتمان أو بطاقة الخصم المباشر مع خدمة Apple Pay، فإنه لا يتم تخزين أرقام البطاقة على الجهاز ولا في خوادم شركة Apple، وبدلاً من ذلك، يتم تعيين رقم حساب جهاز فريد وتشفيره وتخزينه بشكل آمن في شريحة خاصة آمنة، وهي شريحة معتمدة متوافقة مع معايير الصناعة ومصممة لتخزين معلومات الدفع بأمان على الجهاز.

ويمكن إعداد خدمة Apple Pay على أجهزة iPhone و Apple Watch و iPad و Mac بسهولة عبر فتح تطبيق Wallet والضغط على زر"+"، واتباع الخطوات لإضافة بطاقة الائتمان أو بطاقة الخصم المباشر من البنك الوطني العُماني أو مزن للصيرفة الإسلامية.

وبمجرد أن يضيف العميل البطاقة إلى الجهاز، يمكنه عندها البدء في استخدام الخدمة على الفور وسيستمر العملاء في الحصول على جميع المكافآت والمزايا التي تقدمها بطاقات البنك الوطني العُماني ومزن للصيرفة الإسلامية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هوية المكان العماني في رواية «زعفرانة» لهدى النعيمي .. التاريخ والسياسة والانتماء

تطوف رواية (زعفرانة) للكاتبة هدى النعيمي الصادرة عام 2024م بالقارئ فـي عوالم مكانية مختلفة مقدمة من خلال هذا الطواف قراءة فـي النفس الإنسانية ومستحضرة أوجاعها وآلامها ورحلة اغترابها الداخلي وصراعها مع الواقع.

إنها رواية إنسانية بتركيزها على دواخل النفس البشرية، وعلى الوجع والثورة والبحث عن حياة أفضل. وهي رواية واقعية الحدود بتركيزها على الأمكنة المختلفة المتشكلة فـي الذاكرة وفـي الواقع البشري. لقد قدّمت الأمكنة صورة عن تقاطعات الواقع والتاريخ والجغرافـيا، وربطت الأمكنة بالشخصيات فـي إطار تاريخي مستعاد.

تفتتح الرواية فصولها بالحديث عن الماضي فـي قرية (الذخيرة)، فتقدّم إحساسا للقارئ أن الأحداث فـي مجملها ستتشكّل أو ستدور فـي دولة قطر -على الأقل بصورة كبيرة منها- ولكن (الذخيرة) لم تكن إلا فـي مدخل للعبور إلى أمكنة مختلفة تتشكّل منها الأحداث؛ إذ نجد الأحداث توزّعت بين قطر وعمان ومصر وزنجبار والعراق والسويد.

تفتتح الرواية صفحاتها الأولى بالحديث عن المكان القطري المتمثل فـي قرية (الذخيرة) راسمة هُوية قروية للمكان بذاكرته المتعددة ممتزجا بالطفولة، لكن سرعان ما تنتقل الأحداث من (الذخيرة) إلى مواضع أخرى بانتقال شخصية (زعفرانة) الأولى منها إلى عُمان، وهنا تتحدّد هويات أخرى تضاف إلى المكان السابق وإلى الشخصيات التي ستظهر فـي العمل الروائي. ويمكن القول إنّ الهُوية جاءت دالّة على الإنسان فـي الأمكنة التي تنقّل فـيها؛ فقد نقلت لنا الرواية هُوية المكان فـي كل فصل بحسب وجود الشخصيات فـيه؛ فـيظهر لنا أثر المكان/ الجبل فـي عُمان فـي تكوين الأحداث وتشكّلها راسما ملامح الشخصية التي تعيش هناك.

لقد صنع الجبل مثلا صورة المواجهة فـي رأس المواطن ودفع به إلى الصراع رغم قلة إمكانياته. إنّ المكان الصلب المقطوع عن التواصل البشري دفع بالأحداث إلى الانتقال عبر أمكنة مختلفة وصناعة أحداث جديدة متشكّلة فـي أثر الأحداث السابقة. لقد أدّت (كمّة عبيد) مثلا إلى توزّع الأحداث بين قطر وعمان والعراق ومصر والسويد وزنجبار، فكان هذا التوسع سببا فـي فتح أمكنة بعيدة تتنقل بينها الشخصيات لكنها تعود مرة أخرى إلى الجبل.

إن للمكان دورا مهما فـي تحرك الشخصيات عبرها، وتوسع الحدث، واستعادة التاريخ عبر هوية متشكلة للمكان القطري مرة والعماني مرة أخرى والجبلي بصورة خاصة والإفريقي أيضا.

لقد تقاطعت صورة المكان فـي السرد مع الواقع، وفـي ذلك إشارة إلى تقاطعات واقعية مع الحوادث ومع الشخصيات فـي الحقيقة، وتحاول الرواية معها تأصيل هويات المكان من خلال إعادة الحوادث المكانية كحرب الجبل الأخضر، وسقوط الطائرة فـي الجبل، والثورة، ومشاركة المرأة فـي معارك جبال ظفار. كل ذلك شكّل نقطة التقاء ومرجعية استندت عليها الرواية بقراءتها فـي التاريخ السياسي للمنطقة، وتقاطع أحداثها وشخصياتها مع الواقع.

تصف «زعفرانة» الحياة فـي الجبل وتمرس الرجال فـي حركتهم ودور المرأة وتطبعها على العيش فـي هذا المكان، وهكذا شكّل الجبل صورة قوية وصلبة فـي صنع الإنسان. تروي «زعفرانة» الأولى هذه الصورة خاصة أيام الحرب والمرعى والأكل وحاجيات الناس، كما استفادت «زعفرانة» من أشكال الحياة فـي الجبل فـي صنع أدوية شعبية وعلاجات مختلفة للتداوي، وهكذا أصبح المكان ذا بُعدٍ تأثيري فـي حياة الإنسان العماني يتأثر به ويؤثر فـيه. تُعبّر «زعفرانة» عن هُويتها الجديدة فـي الجبل قائلة: «لم أكن أعرف سوى رائحة البحر عندما خرجت مع عبيد من الذخيرة، أعرف التراب الرطب البارد، والصخور الحادة على الساحل كما أعرف الحجية فاطمة، وكل ما علمتني إياه، لكني لم أكن أعرف الجبل، وقسوة الجبال الصخرية، لا أعرف فنون الرعي التي أتقنتها فـيما بعد، كنت غريبة لا أجيب أحدًا عن أصلي إلا بكلمة (الذخيرة) فتمط النساء شفاههن، ويتندرن على عبيد الذي ذهب بعيدا، وغاب كثيرا، ثم عاد بهذه الصامتة ذات العين اللامعة، لم أرفضهن، ولم أعبأ بالشفاه الممطوطة، ولا بحركات اليد، التي تعني اللامبالاة بوجودي، أحببت كل ما قدمه لي عبيد من لوازم الوجود هنا، حتى الحصيات التي أضربها ببعضها البعض لتشعل النار فـي الحشائش الجافة. فقط هي شامة، زوجة أحمد، أحد أقرباء عبيد من قريب أو بعيد، شامة قضت فـي صحبتي نهارًا كاملا حتى أتمكن من إشعال النار فـي الحشائش بضرب الحصى الخاصة تلك، بعضها ببعض». (ص:73)، لقد أصبح الجبل محور تحرك الأحداث، والنقطة التي ينطلق منها السرد بصورة رئيسة بعد الموضع الأول المتمثل فـي البحر/ الذخيرة التي تحركت منها الشخصيات تحركا أول إلى مواضع أخرى، حتى إذا ما وصل السرد إلى الجبل تحرك إلى اتجاهات مختلفة موسعا للأحداث فـي اتجاهات أبعد.

لقد عبّرت الهُوية المكانية عن الواقع الذي تعيش فـيه الشخصيات منطلقة من زمن إلى آخر، ومن حدثٍ جديد بُني على حدث سابق، لذا صار الجبل بؤرة الصراع، كما كان البحر بؤرة الذاكرة الطفولية، وصار الجبل صورةً للموت والنزاع السياسي، كما كان البحر صورةً للوداع وللفراق والذاكرة.

وتتلاقى الأحداث المتحركة فـي زنجبار، وهي هُوية مكانية ما زال العماني يستعيد ذكرى سقوطها التاريخي مُشبّها لها بسقوط الأندلس. إنّ ذاكرة العمانيين وتاريخهم الممتد كان يرى فـي زنجبار مكانا عمانيا آمنا، وملاذا من كل النزاعات والبؤس، فكان لا بد للسرد أن يمتدّ إلى زنجبار للعيش هناك كحال كثير من العمانيين الذين هربوا من عمان للعيش فـي الشرق مؤثرين ومتأثرين. فـي المقابل نجد القاهرة مكانا آخر عمل على تبنّي الجيل العماني الجديد بتعليمهم وحثهم على بناء المستقبل.

تحاول دلال مثلا التأصيل للهُوية العمانية من خلال زرعها فـي نفوس الطلبة فـي زنجبار وذلك بالحنين إلى المكان الذي تركته خلفها، يقول الراوي على لسان صالح بن عبيد عن دلال: «...تعلمهم دلال، أنّ هناك بلدا اسمه عُمان، ستعود له يوما بعد أن تعلّم كل أطفال زنجبار اللغة العربية والقرآن الكريم، تشير لهم نحو البحر، تقول لهم: إنها من هناك، من وراء البحر، من الجبل الذي لا يظهر، وإنهم أيضا ينتمون إلى هناك، يعوج الأطفال طاقياتهم، ثم يتسابقون من يصل إلى عمان أولا». (ص265)

إذن فالمكان الذي تجسده الرواية كان مكانا متنوع الهُويات، كل مكان له استقلاليته فـي بناء هوياته المتشكّلة باستعادة الماضي وإعادة تشكيله أو الحنين إلى ذاكرته الماضية، أو بمحاولة صنع مستقبل جديد يوازي الحياة الكريمة التي كان يعيشها الإنسان، هنا يظهر المكان متماسكا ومعبّرا بصدق عن هوياته ومشاركا فـي صنع الأحداث، وقائما على نقل صورة وجدانية وعاطفـية للمكان نفسه، كما إن تداخل الأمكنة وتعدّدها وتعدّد شخصياتها كل بطبيعته أدّى إلى تشكّل هويات مختلفة فـي النص السردي؛ إذ تتعدّد هوية الشخصيات بتعدد الأمكنة التي تقطنها، وتتبدّل مصائرها بتبدل المكان؛ فزعفرانة فـي الذخيرة كانت ابنة رجل ثري من أهل البحر، وبعد وفاته ظلّت فـي رعاية عمها فالح، كانت تتمتع بالمكانة والوجاهة، وقد سُمح لها بالتعلم «الحجية فاطمة» أكثر من بنات عمها، لكن هذه الهُوية المتعلقة بالبحر والقرية سرعان ما تبدّلت بتبدّل المكان؛ فأصبحت زعفرانة ابنة الجبل التي يأتي إليها الناس آخذين بركتها وعلاجاتها، وبذلك فهناك تقاطع كبير بين الشخصية والمكان فـي الاقتران بالهُوية.

إذن تتبدل حال الشخصية بتبدل المكان واقترانه بالهُوية، فنجد أنّ شهلا ويعرب وذيب عاشوا حياة جديدة فـي القاهرة غير حياة الجبل وأجبرت كل شخصية على التغيير فـي طريقة التفكير، حتى أن يعرب أحبَّ هناك وقرّر عدم العودة إلى بلده، فـي حين أن ذيب وشهلا عادا من أجل مواصلة النضال فـي جبال ظفار.

ويمكن أن نقرأ صناعة الهُوية فـي الشخصيات بتأثير الحياة السياسية فـي عُمان لا سيما فـي فترات مختلفة من الصراع السياسي الملتبس الدائر فـي جبال ظفار قبل النهضة العمانية، فقد اكتسبت شخصيات عمانية ملامح الثورة، وهنا نجد أثر الرواية كونها استعادت الأحداث السياسية بناء على مرجعية تاريخية مهمة وقفت عليها وأعادت تشكيلها مرة أخرى فـي السرد.

إنّ صناعة الهُوية فـي رواية «زعفرانة» لها أبعاد مختلفة على تكوين الشخصية؛ إذ تستمد كل شخصية هُويتها من خلفـيتها الثقافـية، ومن مضامين تفكيرها وهذا ما جعل «زعفرانة الحفـيدة» تعود مرة أخرى إلى كشف هويات مكانية وشخصيات غارقة فـي انتماءات الذات وتفاصيل الواقع. نجد «زعفرانة» تخاطب خالها ناصر قائلة: «مشروع التخرج يا خالي، متعلق بظفار والتاريخ العماني، لذا وجدت شيئا من الثقافة العمانية فـي طاقية جدتي، طاقيتك أنت يا خالي لمدة دقائق فقط!». ص97 ، فـيرد عليها قائلا: «اسمعي، لماذا لا تزوريني أنت ووالدتك فـي نهاية هذا الأسبوع؟ ثلاثة أيام حتى لا يتأثر جدولك الدراسي، سوف أذهب بك إلى زنجبار، ستعرفـين هنا أي أثر تركته الثقافة العمانية على المناطق الساحلية الشرقية لإفريقيا». (ص 98) هكذا يتشكّل الانتماء والوعي بالهُوية من خلال رسم صورة تاريخية وجذور مندسة فـي عمق التاريخ، ومعها تتشكل الشخصية المنتمية إلى التاريخ التي تقدّم أدوارها فـي الأحداث.

وإذا كانت كاتبة الرواية مهتمة بتتبع أحداث الثورة فـي ظفار ورصدها فـي سياق أدبي سردي، فلنا أن نسأل لمَ انطلقت الرواية من قطر ثم عادت إليها فـي فصول السرد؟ ولمَ كانت (زعفرانة) الأولى شخصية قادمة من البيئة القطرية وليس العمانية؟ إذ من الممكن أن تنطلق الأحداث من رؤية المكان العماني وصولا إلى نهايته وأن تكون «زعفرانة» شخصية ذات هُوية عمانية خالصة، فلم كان التداخل بين مكانين مختلفـين فـي بناء الأحداث؟

كان لا بد للكاتبة أن تُسلم السرد إلى مَن يقوده إلى الكشف عن الماضي المستعاد، وإبراز قيم الهُوية المكانية وهذا لا يكون إلا لراوٍ يجهل التاريخ العماني وأحداث المنطقة، فـيحاول البحث عن الأحداث الماضية والكشف عن شخصياتها وتقديمها إلى القارئ، وهنا كانت شخصية (زعفرانة الثانية)/ أحد الرواة التي تعود زمنيا للكشف عن المكان والشخصيات متنقلة بين أمكنة مختلفة لتقديم الحدث المتشكل مع السرد، فكان من الضروري أن تقوم الراوية بتقديم الشخصيات وكشف الأحداث كونها باحثة عن حقيقة الماضي بأحداثه وأمكنته. كما أنّ ذلك يُحيلنا على وجود تطابق بين الكاتبة و«زعفرانة» الثانية فـي اهتمام كليهما بالبحث عن تاريخ المكان العماني وأحداثه، فكان اقتران صورة الشخصيتين واضحا فـي عملية البحث والتناول، ومعها آثرت الكاتبة أن تقدّم معلوماتها فـي سياق سردي.

مقالات مشابهة

  • تعاون بين البنك الوطني العُماني و"دار جلوبال" لدعم وتمويل مشروع "عايدة السياحي"
  • وزير الصحة العماني يُشيد بالحضور القوي للجزائر عربيا وعالميا
  • رئيس الجمهورية يستقبل رئيس جهاز الاستثمار العماني
  • رئيس الجمهورية يستقبل رئيس جهاز الإستثمار العماني
  • هوية المكان العماني في رواية «زعفرانة» لهدى النعيمي .. التاريخ والسياسة والانتماء
  • أبل تعتزم إطلاق أول أيفون قابل للطي.. إليك أبرز مميزاته
  • البنك المركزي الأوروبي يواجه أكبر عملية إعادة هيكلة لموظفيه منذ عام 2019
  • أيهما تختار؟ .. مواصفات ومزايا Samsung Galaxy S25 وiPhone 16
  • كل ما تحتاج معرفته عن تطبيق Apple Invites الجديد لتنظيم الفعاليات
  • أشرف صبحي : استخدام الرياضة كقوة ناعمة وقوة اقتصادية ضرورة