الصحة العالمية: 100 هجوم على الرعاية الصحية بالسودان منذ بدء النزاع المسلح
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الهجمات على المرافق الصحية في السودان منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023، تجاوز 100 هجوم، مع التحقق من 108 حادثة من قبل المنظمة حتى منتصف سبتمبر.
وأوضحت المنظمة، أن عدد الهجمات ربما يكون أعلى كثيراً مما يمكن التحقق منه حالياً. والواقع أن العنف المستمر ــ والذي يتفاقم في بعض المناطق ــ يعوق قدرتنا على التحقق بشكل مستقل من الهجمات والضحايا.
وأكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لشرق المتوسط، على صعوبة تحديد الحجم الحقيقي للتأثير على الرعاية الصحية. وقالت: "لكل هجوم تكلفة بشرية يتحملها المجتمع بأكمله".
وأضافت بلخي: "في أوقات العنف الشديد، كما نشهد للأسف في السودان اليوم، يصبح من الأهمية بمكان أن يكون لدينا نظام صحي فعال. ولكن بدلاً من ذلك، لا نرى المرافق فحسب، بل نرى أيضًا العاملين الصحيين - مقدمي الرعاية للفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع - مستهدفين، على الرغم من التزامهم الملهم بالخدمة".
ومن بين أكثر من 100 هجوم تم التحقق منه، شمل أكثر من 75 هجومًا مرافق صحية، وأثر 45 هجومًا على العاملين في المجال الصحي. وبالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن هجمات على وسائل النقل، بما في ذلك سيارات الإسعاف والإمدادات الطبية والمستودعات. وفي 29 من هذه الحوادث، تأثر المرضى بشكل مباشر. وكانت ولايات الخرطوم ودارفور وجنوب كردفان الأكثر تضررًا.
وأوضحت المنظمة أنه طبقا لوصف إحدى الممرضات والتى تعمل في مركز للرعاية الصحية الأولية في دارفور فإن التحديات التي واجهتها بعد تعرض المنشأة التي كانت تعمل بها للهجوم.
وأضافت "بعد الهجوم على منشآتنا، فقدنا القدرة على الوصول إلى الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية، بما في ذلك الأدوية للأطفال، وإمدادات التغذية، وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية والسل". "وبينما تشكل سلامة موظفينا شاغلنا الأساسي، فإننا عازمون على إيجاد السبل لاستئناف العمليات وخدمة المحتاجين".
لقد خلفت الهجمات على المرافق الصحية في السودان تأثيراً مدمراً على بلد اجتاحته أعمال العنف. ويعاني المدنيون من أكبر نزوح بشري في العالم، حيث نزح أكثر من 13 مليون شخص قسراً داخل البلاد وخارج حدودها. ويعاني عدد لا يحصى من الناس من إصابات الحرب والجوع الشديد والإجهاد النفسي المنهك وتفشي الأمراض بشكل متزايد وعدم كفاية العلاج أو الإمدادات الطبية للأمراض غير المعدية، مثل السرطان والسكري وأمراض القلب والكلى.
وأشارت المنظمة إلى أنه قبل الأزمة الحالية، كان لدى السودان ما يقدر بنحو 6500 منشأة للرعاية الصحية الأولية و300 مستشفى عام في جميع أنحاء البلاد.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 70-80% من المرافق الصحية في المناطق الأكثر تضرراً من الصراع، مثل الجزيرة وكردفان ودارفور والخرطوم، ونحو 45% في أجزاء أخرى من البلاد، أصبحت الآن بالكاد تعمل أو مغلقة، مما يؤثر على ملايين الأشخاص الذين يعيشون في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة.
وبموجب القانون الإنساني الدولي، يتمتع المرافق الطبية والعاملون الصحيون بحماية خاصة في أوقات النزاع، لضمان تقديم الرعاية المنقذة للحياة للمدنيين وحماية البنية التحتية الصحية الحيوية لبقاء المجتمع.
وقال طبيب أطفال في أحد مستشفيات الخرطوم إن العاملين في مجال الرعاية الصحية لم يشعروا قط بهذا القدر من انعدام الأمان. وأضاف: "نحن نعيش في خوف دائم، ولا نعرف متى قد يحدث الهجوم التالي. نحن نبذل قصارى جهدنا لمواصلة خدمة المجتمع، لكن التحديات هائلة".
ودعت المنظمة جميع أطراف النزاع في السودان إلى احترام وحماية الرعاية الصحية، مؤكدة أن الهجمات على المرافق الصحية تؤذي الفئات الأكثر ضعفاً، وهي ضارة بالنفس، وتمثل أحد أكثر الانتهاكات المزعجة للقانون الإنساني الدولي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصحة العالمية القانون الإنساني الدولي السوان الرعاية الصحية بالسودان مستشفيات الخرطوم المرافق الصحیة الرعایة الصحیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
الجامعة الألمانية بالقاهرة تعقد مؤتمرا حول الابتكار في مجال الرعاية الصحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انطلق بحرم الجامعة الألمانية بالقاهرة مؤتمر دولي بعنوان "الابتكار في مجال الرعاية الصحية - إعادة تعريف نظم الرعاية الصحية والاكتشافات الدوائية" وتم ذلك بالتعاون الثنائى بين كلية الصيدلة و التكنولوجيا الحيوية بالجامعة وكلية الصيدلة بجامعة باراسيلسوس النمساوية، حيث تأتى فعاليات أعمال المؤتمر كجزء من برنامج التبادل ايراسموس بلس "هو برنامج ممول من الاتحاد الأوروبي لدعم أعمال التطوير في التعليم العالي بالدول الشريكة في شرق أوروبا ووسط آسيا ودول غرب البلقان وحوض المتوسط. "، ويهدف إلى تبادل الطلاب والباحثين بين الجامعات الأوروبية وشركائهم.
شارك في فاعليات المؤتمر نخبة من العلماء والباحثين وأعضاء هيئات تدريس بإلقاء محاضرات علمية عن تقنيات واستخدامات الذكاء الاصطناعى ونظم التعلم الآلي لاستكشاف علاجات مبتكرة للأمراض المزمنة والمستعصية ما يشكل بارقة أمل للمرضى .
أوضحت الدكتورة نرمين صلاح الأستاذ بكلية الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية بالجامعة الألمانية اهداف المؤتمر والدعم الذي حصل عليه، وأضافت بأن تطبيق تلك الابتكارات يؤدي الي الاكتشاف المبكر للأمراض المستعصية ومن ثم توفير الرعاية الصحية الأولية للمريض مما يقود إلى تحسين نوعية حياة الأفراد وتقليل كلفة العلاج ومنع استفحال المرض وتطور مضاعفاته.
ولفتت إلى أن الأمراض المزمنة تتسبب سنوياً في وفاة ٣٦ مليون شخض عالميا، وتحدث ٨٠% من تلك الوفيات في البلدان الفقيرة والنامية، وأن تسعة ملايين من تلك وفيات هي لأشخاص أعمارهم تحت سن الـ 60 عاماً مما يشكل تحدياً لصناع القرار وواضعي الإستراتيجيات الصحية والطبية، ولذا فقد تبنت مصر ومؤسساتها البحثية استخدام عدد من تلك التقنيات الحديثة لعلاج مرضاها، لافتة إلى ان انعقاد المؤتمر اتاح الفرصة لعدد من شباب الباحثين المشاركين لعرض نتائج أبحاثهم.
وأكدت د. نيرمين اجماع المشاركين على ان تعليم وتعلم تلك التقنيات أصبح ضرورة ملحة، وان الطريق الأفضل هو رفع الوعي لدي الشباب بأهمية تلك التقنيات وتوفير كل الإمكانيات حتى يتسنى اعداد أجيال من الباحثين على دراية كاملة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته. كما أشار الحاضرون الي ضرورة توجه المؤسسات البحثية الي رفع كفاءة الباحثين ذوي الخبرة لحثهم علي دمج كل تلك التكنولوجيات الحديثة في ابحاثهم المستقبلية.
شهدت الجلسة الختامية للمؤتمر الذي جاء برعاية الدكتور ياسر حجازى رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة وشارك فيه أساتذة كلية الصيدلة وأستمر على مدار ثلاثة أيام، عقد جلسة حوارية عن تطور الأنظمة الصحية في ظل النمو المضطرد في حجم البيانات وتطور النماذج التي تستطيع التعامل مع تلك البيانات لتطوير الأنظمة الصحية واكتشاف العلاجات. حيث جمعت الجلسة الأساتذة الدكاترة أية ياسين، الرئيس التنفيذي لمركز التميز المختص بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية بجامعة عين شمس، د. مصطفي العطار مدير برنامج الذكاء الاصطناعي بجامعة النيل، ود. دعاء عارف المؤسس لشركة شفاء للخدمات الطبية، ود. أسماء رشاد مدير وحدة الذكاء الاصطناعي بمركز معلومات الصحة والسكان، وأدارتها الدكتورة نيرمين صلاح الشريك الرئيسي لمنحة الايراسموس.
تجدر الإشارة إلى أن الجامعة الألمانية بالقاهرة تعد مركزاً عالمياً للتميز الأكاديمى فهي مواكبة لأحدث التقنيات و تتبع سياسة قبول انتقائية ، وتعد احدة من الجامعات الرائدة التي تبني شراكات مع جامعات و مؤسسات اقليمية و عالمية في اطار سعيها لتحسين جودة النظام التعليمي ليتوافق مع النظم العالمية وإتاحة التعليم للجميع دون تمييز و تحسين تنافسية نظم ومخرجات التعليم المصري محلياً وإقليمياً ودولياً.
IMG-20250219-WA0245 IMG-20250219-WA0246