أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الهجمات على المرافق الصحية في السودان منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023، تجاوز 100 هجوم، مع التحقق من 108 حادثة من قبل المنظمة حتى منتصف سبتمبر.

وأوضحت المنظمة، أن عدد الهجمات ربما يكون أعلى كثيراً مما يمكن التحقق منه حالياً. والواقع أن العنف المستمر ــ والذي يتفاقم في بعض المناطق ــ يعوق قدرتنا على التحقق بشكل مستقل من الهجمات والضحايا.

وأكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لشرق المتوسط، على صعوبة تحديد الحجم الحقيقي للتأثير على الرعاية الصحية. وقالت: "لكل هجوم تكلفة بشرية يتحملها المجتمع بأكمله".

وأضافت بلخي: "في أوقات العنف الشديد، كما نشهد للأسف في السودان اليوم، يصبح من الأهمية بمكان أن يكون لدينا نظام صحي فعال. ولكن بدلاً من ذلك، لا نرى المرافق فحسب، بل نرى أيضًا العاملين الصحيين - مقدمي الرعاية للفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع - مستهدفين، على الرغم من التزامهم الملهم بالخدمة".

ومن بين أكثر من 100 هجوم تم التحقق منه، شمل أكثر من 75 هجومًا مرافق صحية، وأثر 45 هجومًا على العاملين في المجال الصحي. وبالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن هجمات على وسائل النقل، بما في ذلك سيارات الإسعاف والإمدادات الطبية والمستودعات. وفي 29 من هذه الحوادث، تأثر المرضى بشكل مباشر. وكانت ولايات الخرطوم ودارفور وجنوب كردفان الأكثر تضررًا.

وأوضحت المنظمة أنه طبقا لوصف إحدى الممرضات والتى تعمل في مركز للرعاية الصحية الأولية في دارفور فإن التحديات التي واجهتها بعد تعرض المنشأة التي كانت تعمل بها للهجوم.

وأضافت "بعد الهجوم على منشآتنا، فقدنا القدرة على الوصول إلى الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية، بما في ذلك الأدوية للأطفال، وإمدادات التغذية، وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية والسل". "وبينما تشكل سلامة موظفينا شاغلنا الأساسي، فإننا عازمون على إيجاد السبل لاستئناف العمليات وخدمة المحتاجين".

لقد خلفت الهجمات على المرافق الصحية في السودان تأثيراً مدمراً على بلد اجتاحته أعمال العنف. ويعاني المدنيون من أكبر نزوح بشري في العالم، حيث نزح أكثر من 13 مليون شخص قسراً داخل البلاد وخارج حدودها. ويعاني عدد لا يحصى من الناس من إصابات الحرب والجوع الشديد والإجهاد النفسي المنهك وتفشي الأمراض بشكل متزايد وعدم كفاية العلاج أو الإمدادات الطبية للأمراض غير المعدية، مثل السرطان والسكري وأمراض القلب والكلى.

وأشارت المنظمة إلى أنه قبل الأزمة الحالية، كان لدى السودان ما يقدر بنحو 6500 منشأة للرعاية الصحية الأولية و300 مستشفى عام في جميع أنحاء البلاد.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 70-80% من المرافق الصحية في المناطق الأكثر تضرراً من الصراع، مثل الجزيرة وكردفان ودارفور والخرطوم، ونحو 45% في أجزاء أخرى من البلاد، أصبحت الآن بالكاد تعمل أو مغلقة، مما يؤثر على ملايين الأشخاص الذين يعيشون في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة.

وبموجب القانون الإنساني الدولي، يتمتع المرافق الطبية والعاملون الصحيون بحماية خاصة في أوقات النزاع، لضمان تقديم الرعاية المنقذة للحياة للمدنيين وحماية البنية التحتية الصحية الحيوية لبقاء المجتمع.

وقال طبيب أطفال في أحد مستشفيات الخرطوم إن العاملين في مجال الرعاية الصحية لم يشعروا قط بهذا القدر من انعدام الأمان. وأضاف: "نحن نعيش في خوف دائم، ولا نعرف متى قد يحدث الهجوم التالي. نحن نبذل قصارى جهدنا لمواصلة خدمة المجتمع، لكن التحديات هائلة".

ودعت المنظمة جميع أطراف النزاع في السودان إلى احترام وحماية الرعاية الصحية، مؤكدة أن الهجمات على المرافق الصحية تؤذي الفئات الأكثر ضعفاً، وهي ضارة بالنفس، وتمثل أحد أكثر الانتهاكات المزعجة للقانون الإنساني الدولي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الصحة العالمية القانون الإنساني الدولي السوان الرعاية الصحية بالسودان مستشفيات الخرطوم المرافق الصحیة الرعایة الصحیة فی السودان

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية : مصر تحرص على الانخراط بفعالية في جهود التسوية بالسودان

استقبل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج السيد «رمطان لعمامرة» المبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة للسودان، وذلك لبحث آخر التطورات ذات الصلة بالأزمة في السودان وسبل تجاوزها.

مصر حريصة على الانخراط في جهود وقف إطلاق النار

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية والهجرة أكد خلال اللقاء حرص مصر على الانخراط بفعالية في مختلف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف إطلاق النار وتحقيق تسوية في السودان الشقيق ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، مشدداً على أن الهدف الأساسي للتحرك المصرى هو صون مصالح السودان والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه.

واستعرض عبد العاطي الجهود المصرية الرامية لاحتواء التصعيد وتحقيق التهدئة فى السودان، مبرزاً استضافة مصر لقمة دول الجوار للسودان فى يوليو 2023، واجتماع القوى السياسية والمدنية السودانية فى يوليو 2024.

حرص مصر على تعزيز التنسيق مع المبعوث الأممي

وأكد وزير الخارجية حرص مصر على تعزيز التنسيق مع المبعوث الأممي لإنجاح المهمة الهامة المنوطة بها، وتطلعنا لتقديم كل الدعم للأمم المتحدة فى سبيل استعادة الأمن والاستقرار للسودان الشقيق.

كما عبر عن القلق من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، مؤكدا حرص مصر على توفير الرعاية الكاملة للعدد الكبير من النازحين من السودان من خلال توفير الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الاحتياجات.

مقالات مشابهة

  • ملتقى أنا كبرت يزوّد طالبات الحلقة الثانية في الداخلية بأسس الرعاية الصحية
  • وزير الصحة: المملكة أصبحت مركزًا لمواجهة التحديات الصحية العالمية
  • المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: التعدي على المنشآت الصحية يعتبر جريمة حرب
  • مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تحصد جائزة ماركوم العالمية
  • مؤسسة الإمارات الصحية تحصد جائزة "ماركوم" العالمية
  • وزير الخارجية : مصر تحرص على الانخراط بفعالية في جهود التسوية بالسودان
  • الأمراض المعدية وجائحة كوفيد-19 وتأثيرها على الرعاية الصحية
  • وزيرا المالية والصحة يبحثان مع منظمة الصحة العالمية بناء وتنمية القطاع الصحي وتمويله
  • الأمم المتحدة تحذر من تصاعد الأزمة في السودان بسبب الحرب
  • بريطانيا تتحين الفرصة تلو الفرصة للتربص بالسودان