منذ الموافقة على الاغتيالات في بيروت وطهران، حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء يتصدر استطلاعات الرأي على المستوى الوطني، وفق تقرير لجيمس شوتر في صحيفة "فايننشال تايمز".

ووفق التقرير، تعافى موقف بنيامين نتانياهو في استطلاعات الرأي من أدنى مستوياته منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ليعيد حزبه الليكود إلى صدارة استطلاعات الرأي الوطنية، في تحول جزئي أعقب إطلاق إسرائيل عمليات أكثر عدوانية في لبنان وإيران.

Benjamin Netanyahu’s polls rebound after aggressive Israeli operations https://t.co/1SYaNK8J3K via @ft

— Andy Keech (@KeechA13) September 24, 2024 تعافي موقف الليكود

لقد بدأ التعافي في حظوظ الليكود في وقت سابق من هذا العام، لكنه أصبح أكثر وضوحاً منذ نهاية يوليو (تموز) الماضي، عندما اغتالت إسرائيل كبار قادة حزب الله وحماس في بيروت وطهران في غضون 24 ساعة، مما مثل تصعيداً دراماتيكياً في حربها مع الأعداء الإقليميين.

وقد استمر هذا التحسن في الأسابيع الأخيرة، حيث وجهت إسرائيل سلسلة من الضربات المنهكة لحزب الله وكثفت هجماتها على لبنان.

وشمل ذلك غارة جوية يوم الجمعة الماضي، أسفرت عن مقتل العديد من القادة من قوة رضوان النخبة التابعة للجماعة المسلحة. وتبع ذلك يوم أمس الإثنين، أعنف قصف إسرائيلي للبنان منذ حرب عام 2006 بين البلدين.

لقد أثار تصاعد العنف حالة من الذعر في الخارج، حيث دعت الأمم المتحدة إلى خفض التصعيد وحذر حلفاء إسرائيل من مخاطر اندلاع حرب شاملة.

ولكن في إسرائيل، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود استعاد الكثير من الأرض التي فقدها في أعقاب هجوم حماس، والذي يُنظَر إليه على نطاق واسع باعتباره أسوأ فشل أمني في تاريخ إسرائيل. ولكن حتى الآن، لن يتمكن ائتلاف نتانياهو مع الأحزاب الدينية المتطرفة واليمينية المتطرفة من تحقيق الأغلبية في الانتخابات الجديدة.

وأشارت استطلاعات الرأي التي أجريت في الأسبوعين الماضيين، إلى أن المقاعد التي قد يفوز بها حزب الليكود في الانتخابات الجديدة للبرلمان الإسرائيلي الذي يتألف من 120 مقعداً، قد تتراوح بين 20 و25 مقعداً، ما يمثل ارتفاعاً من أدنى مستوياته عند 16 مقعداً، في الأشهر التي أعقبت 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقالت داليا شيندلين، وهي خبيرة استطلاعات رأي ومحللة سياسية: "لقد تعافى نتانياهو بالتأكيد من الانهيار الذي أعقب الحرب"، مشيرة إلى أن العمل الإسرائيلي العدواني المتزايد "على المستوى الإقليمي" لعب دوراً في إعادة تأهيله.

وأضافت: "يبدو أن إسرائيل تتخذ زمام المبادرة، صحيح أن الجميع يشعرون بالرعب من العواقب، ولكن في كل مرة كانت العواقب أقل كثيراً من الكارثة التي كان كثيرون يخشونها، ويخرج كثيرون من هذه الأزمة وهم يعتقدون أن نتانياهو استعاد مكانة إسرائيل".

The US warned Israel to avoid full-scale war with Hezbollah, urging restraint and caution amid escalating northern border tensions.https://t.co/Xfoa7gL5h9

— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) September 22, 2024 تحول في صالح نتانياهو

لقد هيمن تصعيد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله ــ والمخاطر التي قد تترتب على ذلك من تحولها إلى صراع إقليمي - على دورة الأخبار في الأسابيع الأخيرة، مما لفت الانتباه بعيداً عن الحرب مع حماس في غزة، والتي كانت الموضوع المهيمن على معظم الأشهر الحادي عشر الماضية.

وقالت شيندلين إن "هذا التحول كان في صالح نتنياهو، لأن إسرائيل ما زالت بعيدة كل البعد عن تحقيق أهداف حربها في غزة المتمثلة في تدمير حماس وتحرير نحو مائة رهينة إسرائيلي ما زالوا محتجزين هناك".

وعلى النقيض من ذلك، كان للمواجهة المتصاعدة مع حزب الله وأعداء إسرائيل الآخرين في ما يسمى "محور المقاومة الإيراني"، تأثير أكبر في حشد الدعم. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون العمل العسكري ضد حزب الله، على الرغم من اختلافهم في رغبتهم في اتخاذ خطوات من شأنها أن تشعل حرباً إقليمية.

وقالت إن "نتانياهو يفقد مصداقيته فيما يتصل بغزة، لأنه يبالغ في الوعد بالنصر الكامل، وتظهر استطلاعات الرأي المتتالية أن الناس يعتقدون أن عملية اتخاذ القرار لديه مدفوعة باحتياجاته السياسية وليس بالمصلحة العامة".

وتابعت "هناك شعور أقوى بكثير بالتجمع حول العلم عندما يتعلق الأمر بحزب الله والتهديد بالتصعيد الإقليمي".

وأما ناداف شتراوشلر، الخبير الاستراتيجي السياسي الذي عمل سابقاً مع نتانياهو، فيرى أن رئيس الوزراء استفاد أيضاً من ضعف المعارضة، حيث لم يتمكن منافسوه البرلمانيون من مهاجمته، كما لم تصل الاحتجاجات في الشوارع إلى المستوى الذي قد يهدده.

وقال شتراوشلر في إشارة إلى الهجمات المتواصلة التي شنها نتانياهو، وحلفاؤه خلال فترة ولايته القصيرة خارج السلطة في 2021-2022: "صدقوني، لو كان نتانياهو في المعارضة، لكان شكل المعارضة مختلفاً، لقد رأيتم كيف كان الأمر في المرة الأخيرة عندما كان في المعارضة، لقد عمل يوماً بعد يوم وأصاب الحكومة بالجنون".

ويمكن القول إن نتانياهو واجه هجمات أكثر ضرراً من داخل حكومته في الأشهر الأخيرة، مع انتقادات متزايدة من وزير الدفاع يوآف غالانت، بما في ذلك فشله في الاتفاق على هدنة مع حماس من شأنها تحرير الرهائن الذين ما زالوا في غزة.

وكان نتانياهو قد فكر في استبدال غالانت بجدعون ساعر، وهو حليف سابق تحول إلى منافس له، وأعلن ساعر يوم السبت أنه لن يتولى المنصب، قائلاً إن تغيير وزير الدفاع في خضم التصعيد مع حزب الله سيكون بمثابة تشتيت غير ضروري.

ولكن أفيف بوشينسكي، المحلل السياسي الذي شغل منصب رئيس أركان نتانياهو في أوائل العقد الأول من القرن الـ 21، قال إنه على الرغم من أن ساعر لم ينضم إلى الحكومة، فإن هذه الحلقة تركت نتانياهو مع خيارات سياسية أكثر من ذي قبل.

ما قبل الانتخابات

ولكن على الرغم من التحسن في حظوظ الليكود، حذر المحللون من أن الصورة قد تتغير جذرياً بحلول الانتخابات المقبلة، التي لا يتعين إجراؤها حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2026.

إن السياسيين مثل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذين هم حالياً خارج الساحة السياسية، قد يعودون إلى المعركة، وهو ما من شأنه أن يهز الخريطة الانتخابية، وسوف يلعب مسار الحرب دوراً حاسماً في تحديد مصير نتانياهو.

وقال بوشينسكي: "إذا سألت عما إذا كان من الممكن إعادة انتخابه، فإن ذلك يعتمد على النتائج على الجبهتين، الشمالية والجنوبية، وسوف يتم الحكم عليه على أساس النتيجة النهائية، وليس على أساس الانتخابات النصفية".

ولكن شتراوشلر يعتقد أن نتانياهو – بما أنه سيبقى في منصبه كرئيس للحكومة في حالة وجود برلمان معلق – فإن حظوظه ستعتمد أيضاً على قدرة المعارضة الإسرائيلية على تشكيل ائتلاف لإطاحته.

وفي عام 2021، عندما طُرد نتانياهو من منصبه للمرة الأخيرة، كان الأمر يتطلب ائتلافاً يضم معظم الطيف السياسي في إسرائيل، من القوميين اليهود إلى الإسلاميين، لهزيمته. وفي أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال ستراوشلير إن مثل هذا المزيج من غير المرجح أن يتكرر.

وأردف قائلاً: "يعتقد الناس أن نتنياهو يحتاج إلى الفوز في الانتخابات المقبلة، لكن هذه هي الطريقة الخاطئة للنظر إلى الأمر، فهو يحتاج إلى عدم الخسارة،وهذه لعبة مختلفة تماماً".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نتانياهو لبنان حماس حزب الله غزة وإسرائيل نتانياهو لبنان حزب الله استطلاعات الرأی تشرین الأول حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

الإعلام الحكومي: اقتحام الاحتلال مكتب "الجزيرة" وإغلاقه جريمة قانونية وانتهاك لحرية الرأي

صفا

قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فجر يوم الأحد، إن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مكتب قناة الجزيرة في رام الله وتسليم قرار بإغلاقه بأمرٍ عسكريٍ يُعدُّ جريمة قانونية ومخالفة واضحة للقانون الدولي وتكسير لكل القوانين التي تدعو إلى حماية الصحافة والإعلام.

وأوضح المكتب الإعلامي، في بيان صحفي وصل وكالة "صفا"، أن قرار إغلاق الجزيرة ومنعها من العمل برام الله ومصادرة مقتنياتها انتهاك صارخ لحرية الرأي والتعبير، وفضيحة مُدوية للاحتلال ودليل على ضعف روايته وهشاشتها أمام الحقيقة والوقائع الميدانية التي تُجرّم سلوكه.

وأشار المكتب إلى أن "قناة الجزيرة نجحت في تقديم نموذجٍ إعلاميٍ فريدٍ على مدار سنوات طويلة من خلال إبداعها في تناول الأخبار والتقارير، وأنها تميزت في إدارة المعلومات بشكل إبداعي، وهو ما ضمن مبدأ حرية الجمهور في الحصول على المعلومة".

وبيّن أن الاحتلال فشل مراراً في إسكات صوت الجزيرة على مدار عقود من خلال اتباعه لأساليب متعددة ضدها، فأقدم على اغتيال صحفييها مثل شيرين أبو عاقلة وسامر أبو دقة وغيرهم، وحاول اغتيالهم مثل وائل الدحدوح وإسماعيل أبو عمر وغيرهم، ومارس المضايقة الفعلية على صحفييها في الميدان من خلال احتجازهم أو الاعتداء عليهم أو قصف منازلهم أو تخويفهم وإرهابهم، حتى وصل اليوم إلى فضيحة جديدة مُدوية باتخاذ قرار كارثي بإغلاق مكتبها في رام الله ومصادرة مقدراتها.

ودعا المكتب كل الاتحادات الصحفية والهيئات ذات العلاقة بحقوق الإنسان في العالم إلى إدانة هذه الجريمة النكراء وهذه الفضيحة المدوّية التي تعدُّ مخالفة واضحة للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة والإعلام.

وطالب المكتب كل وسائل الإعلام والإعلاميين الأحرار في الوطن العربي وفي كل دول العالم إلى إعلان التضامن الكامل مع قناة الجزيرة، وإسنادها بشكل فعلي أمام هذه غطرسة الاحتلال.

وشدد المكتب الإعلامي الحكومي على ضرورة حشد الطاقات في مواجهة الاحتلال وفضحه على جرائمه ومجازره التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني في إطار حرب الإبادة الجماعية التي اقتربت على عام كامل.

وبعد منتصف ليلة الأحد، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مكتب قناة الجزيرة وسط مدينة رام الله وأبلغت العاملين فيه بقرار إغلاقه مدة 45 يوما.

ووفق اللقطات المباشرة التي بثتها الجزيرة، وتابعتها وكالة "صفا"، طالب جنود الاحتلال العاملين بالمكتب بالمغادرة فورا.

يذكر أن الاحتلال أغلق في مايو/ أيار الماضي مكاتب قناة الجزيرة داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 وحظر عملها.

مقالات مشابهة

  • إيران ترفض اي تصعيد ضد إسرائيل وتوكد أنها لا تسعى للحرب
  • إسرائيل تستهدف القيادي في حزب الله طلال حمية بغارة جوية على بيروت
  • منافسة قوية في استطلاعات الرأي بين ترامب وهاريس: سياسة خارجية والدعم العرقي
  • استعداداً للحرب.. إسرائيل تعلن حالة الطوارئ القصوى وتمنح الجيش صلاحيات لمنع التجمعات
  • استعداداً للحرب.. إسرائيل تعلن حالة الطوارئ القصوى وتمنح الجيش صلاحيات لمنع التجمعات- عاجل
  • إذا لم يكن فهم.. نتانياهو يوجه رسالة جديدة إلى حزب الله
  • اليوم 352 للحرب: حزب الله يكثف قصف إسرائيل بالصواريخ وبعضها يسقط في حيفا... وغارات على وسط غزة
  • الإعلام الحكومي: اقتحام الاحتلال مكتب "الجزيرة" وإغلاقه جريمة قانونية وانتهاك لحرية الرأي
  • زعيم سابق في الليكود يرفض منصب وزير الأمن الإسرائيلي